وأكّد خامنئي، اليوم الثلاثاء 29 يوليو (تموز)، في خطابه بمناسبة مرور أربعين يومًا على مقتل قتلى الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل: "ما يطرحونه تحت عنوان النووي، والتخصيب، وحقوق الإنسان ليس إلا ذريعة. أما السبب الحقيقي لمعارضتهم فهو ظهور خطاب جديد وقدرات للنظام الإيراني في مختلف مجالات العلوم والمعارف الإنسانية، والتقنية، والدينية".
كانت المفاوضات السابقة بين طهران وواشنطن قد انهارت بسبب إصرار النظام الإيراني على مواصلة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية.
وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 27 يوليو (تموز)، إن النظام الإيراني تلقّى "ضربة قوية"، لكن مسؤولي النظام لا يزالون يتحدثون عن التخصيب النووي.
وأضاف ترامب: "لا يمكننا السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، ومع ذلك لا يزالون يتحدثون عن التخصيب. من يفعل شيئًا كهذا؟ لقد خرجوا مؤخرًا من وضع سيئ للغاية، لكنهم يقولون إنهم يريدون مواصلة التخصيب. كم عليك أن تكون أحمق لتقول ذلك؟ لن نسمح بحدوث ذلك".
وكان خامنئي قد وصف، في 25 يوليو (تموز)، مقتل قادة عسكريين رفيعي المستوى وعناصر من برنامج إيران النووي في اليوم الأول من الحرب مع إسرائيل بأنه "ضربة قاسية"، لكنه أضاف أن إسرائيل "لم تحقق هدفها".
وفي جزء آخر من خطابه اليوم ، قال المرشد الإيراني مشيرًا إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا: "ما حدث مؤخرًا ليس بجديد على النظام الإيراني. منذ بداية الثورة، واجهت البلاد مرارًا حوادث من هذا النوع، من بينها حرب السنوات الثماني، والفتن، ودفع بعض ضعاف النفوس إلى مواجهة الشعب، وفتن عسكرية، وسياسية، وأمنية، ومحاولات انقلابية، وغيرها. وقد تجاوز النظام الإيراني جميع هذه التحديات".
وفي حين يعاني الشعب الإيراني من أزمات متعددة نتيجة فشل النظام، مثل التضخم، وانقطاع المياه والكهرباء، وتلوث الهواء، قال خامنئي: "سنخطو خطوات كبيرة في سبيل تعزيز إيماننا الديني، وتوسيع وتعميق معارفنا المتنوعة. رغم أنف الأعداء، سنتمكن من إيصال إيران إلى قمة التقدم والمجد".
وأضاف: "إيران أظهرت للعالم تماسك أسس نظامها وبلادها بشكل غير مسبوق".
وتأتي تصريحات خامنئي بشأن "تماسك النظام" في وقت تشهد فيه إيران تزايدًا حادًا في الاستياء الشعبي، ما يضع النظام في مواجهة أزمة مشروعية حقيقية.
فقد أعلن مركز الإحصاء الإيراني، في 28 يوليو، أن معدل التضخم السنوي بلغ أكثر من 41 بالمائة خلال شهر يوليو، وهو أعلى مستوى له خلال العامين الماضيين.
كما كشف بهرام صلواتي، الرئيس السابق لمرصد الهجرة الإيراني، في اليوم ذاته، أن قرابة 4 بالمائة من السكان المتعلمين والطلاب الإيرانيين قد هاجروا، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب الإيرانيين في الخارج تجاوز 100 ألف طالب، يعود منهم إلى البلاد أقل من 1 بالمائة فقط.
وقد صعّد النظام الإيراني خلال الأسابيع الأخيرة من سياساته القمعية ضد النشطاء السياسيين والمدنيين، والأقليات القومية والدينية، والناشطين النقابيين.
وفي 29 يوليو، أصدرت منظمة العفو الدولية تحذيرًا من تزايد الإعدامات "المروّعة" و"السرية" في خضم تصاعد القمع السياسي في إيران.