وأعلن نصيرزاده، مساء السبت 23 أغسطس (آب) الجاري، خلال ظهوره في برنامج تلفزيوني، "إعادة النظر في طريقة إنتاج" الأسلحة، وقال: "قد لا تكون هناك حاجة أصلاً لإنتاج شيء ما في مساحة كبيرة وعلنية، بل يمكننا أن ننجز إنتاجنا في بنى تحتية غير ظاهرة".
كما كشف هذا المسؤول العسكري الرفيع عن تعاون "أكثر من ثمانية آلاف شركة خاصة" مع وزارة الدفاع الإيرانية، مضيفًا أن حجم التبادل المالي مع هذه الشركات يبلغ "178 ألف مليار تومان".
وفي جزء آخر من حديثه، أشار وزير الدفاع الإيراني إلى عدم إمكانية تأمين احتياجات إيران التسليحية من الدول الأخرى، وقال: "يجب أن نعتمد على القدرة الإنتاجية داخل البلاد، لأنه في وقت الأزمات ترون أنه لا يمكن تأمين الاحتياجات من خارجها".
وفي جزء آخر من حديثه، قال عزيز نصيرزاده: "لو زادت أيام الحرب إلى خمسة عشر يومًا، لأصبحت إسرائيل عاجزة عن الدفاع أمام الصواريخ الإيرانية، في الأيام الثلاثة الأخيرة، وهذا ما دفعها إلى طلب وقف إطلاق النار".
وكان مسؤولون آخرون في النظام الإيراني قد ادعوا سابقًا أن طلب إسرائيل وقف إطلاق النار جاء بسبب "عجزها الدفاعي أمام صواريخ إيران". ومع ذلك، لم يوضح أي من هؤلاء المسؤولين سبب قبول إيران بوقف إطلاق النار أو إيقاف الحرب.
تشكيل "مجلس الدفاع" لـ "إصلاح الثغرات"
من جهة أخرى، اعترف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، بوجود "نقائص" في "مجال الدفاع الجوي والرادارات" خلال الحرب مع إسرائيل، وقال إن مجلس الدفاع والقوات المسلحة "يعملان على هذه القضايا".
ووصف لاريجاني، في مقابلة مع موقع علي خامنئي، على شبكة الإنترنت، نشرت يوم الجمعة 22 أغسطس الجاري، الكيان المنشأ حديثًا في إيران المُسمى "مجلس الدفاع" بأنه "تابع للمجلس الأعلى للأمن القومي"، وأشار إلى أنه قد عُقد له اجتماع واحد حتى الآن، وقال: "إن وظيفته تنحصر في مسائل الدفاع وإصلاح ثغرات القوات المسلحة ووضع التدابير اللازمة، وآليته متوفرة وهو يعمل بالفعل".
وفي 5 أغسطس الجاري، عُيّن لاريجاني بقرار من الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي. وقبل يومين من هذا التعيين، أعلنت أمانة هذا المجلس أنها أقرت تأسيس هيئة تُسمى "مجلس الدفاع" استنادًا إلى المادة 176 من الدستور.
وفي الوقت نفسه، انتقدت بعض وسائل الإعلام والناشطين السياسيين "الاختراق الواسع" لإسرائيل داخل إيران ومؤسساتها الأمنية خلال حرب الـ 12 يومًا، والذي مهّد لهجمات دقيقة استهدفت مسؤولين عسكريين وسياسيين.
وقد أعلن مسؤولون كبار في النظام الإيراني، بعد الحرب، أن اجتماعًا للمجلس الأعلى للأمن القومي بحضور رؤساء السلطات الثلاث تعرض أيضًا لهجوم جوي إسرائيلي، لكن الحاضرين نجوا.
وفي رده على سؤال حول مدى وعمق "الاختراق" في إيران، قال علي لاريجاني: "عندما ترون ساحة الاختراق، تدركون أن التقنيات الجديدة وتلاقي المعلومات الكثيرة يمكن أن يساعد الأجهزة الأجنبية بشكل يفوق هذه الأمور بكثير".
واعتبر "السيطرة التكنولوجية على المعلومات" أهم جزء من اختراق أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وقال إنها تستفيد من "مجموع المعلومات المتاحة ومن تقاطعاتها للحصول على استنتاجات واستخدامها بأفضل شكل في العمليات".
إعلام إسرائيلي: اغتيال علماء نوويين إيرانيين خلال الحرب الأخيرة
أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بمقتل علماء نوويين بارزين من إيران، أثناء الحرب، في إطار ما سُميّ "عملية نارنيا".
كما نشر كاتبان بارزان في شؤون الاستخبارات الإسرائيلية، وهما يوسي ميلمان ودان رافيف، في 7 أغسطس الجاري، تقريرًا مطوّلاً على موقع "بروبابليكا" عن أداء جهاز "الموساد" في استخدام المعارضين الإيرانيين لخدمة أهداف إسرائيل ضد النظام الإيراني.
وأوضح الكاتبان كيف اعتمدت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على العناصر التي جندتها من إيران والدول المجاورة لها، لتنفيذ خطط عسكرية "مصممة بدقة" ضد النظام الإيراني على أرض المعركة.
وفي المقابل، حاول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في مقابلته الأخيرة، التقليل من شأن دور الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.