هل تستطيع إيران أن تُعرّض حرية الملاحة في مضيق هرمز للخطر؟

أصدر معهد الأبحاث الإسرائيلي "ألما" تحليلاً حول التصريحات الأخيرة لمسؤولي النظام الإيراني بشأن إغلاق مضيق هرمز، حيث تناول القدرات العسكرية لإيران لتنفيذ هذا التهديد.

أصدر معهد الأبحاث الإسرائيلي "ألما" تحليلاً حول التصريحات الأخيرة لمسؤولي النظام الإيراني بشأن إغلاق مضيق هرمز، حيث تناول القدرات العسكرية لإيران لتنفيذ هذا التهديد.
وذكر المعهد أن الجيش الإيراني أجرى في أواخر أغسطس (آب) مناورات بحرية استمرت يومين في مياه مضيق هرمز والمياه الخليجية والمحيط الهندي.
خلال هذه المناورات تم عرض صواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن من طراز قدير ونصير، مع إمكانية الإطلاق من منصات برية وبحرية، إضافة إلى طائرات مسيّرة من طراز أبابيل ومنظومات حرب إلكترونية.
كما نُشر مقطع فيديو صُوّر بواسطة طائرة مسيّرة من على متن سفينة حاويات أثناء المناورات. وقد وصف معهد "ألما" هذا الفيديو بأنه "تحذير بشأن قدرة إيران على تهديد حركة الملاحة البحرية المدنية في المنطقة".
وبحسب المعهد، فإن القوات البحرية الإيرانية- بخلاف ترسانة الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي- لم تتعرض سوى لخسائر محدودة خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، وما زالت قادرة على إظهار مستوى من التهديد في المنطقة.
في الهيكل العسكري لإيران، تعمل القوة البحرية للجيش جنباً إلى جنب مع القوة البحرية للحرس الثوري.
ووفقاً لتقسيم المهام، تتواجد قوة الجيش في بحر قزوين وبحر عُمان والمحيط الهندي والمياه البعيدة، بينما يتركز نشاط القوة البحرية للحرس الثوري في المياه الخليجية ومضيق هرمز.
لكن في السنوات الأخيرة، زاد نشاط القوة البحرية للحرس الثوري خارج المياه الخليجية، كما شهد التعاون بين القوتين في مجالات مختلفة تزايداً ملحوظاً.
ونقل الإعلام الإيراني عن ممثل المرشد علي خامنئي قوله إنه "يجب فرض قيود على الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في مضيق هرمز".
دور الجغرافيا في تعزيز التهديد الإيراني
وأوضح معهد "ألما" أن الموقع الاستراتيجي لإيران والخصائص الجغرافية لمضيق هرمز والمياه الخليجية، إلى جانب القدرات العسكرية التي طورتها طهران على مدى سنوات، تمكّنها من خلق تهديد ملموس لحرية الملاحة في المنطقة.
ويبلغ طول السواحل الإيرانية أكثر من 3 آلاف كيلومتر، وتمتد بين الخليج وبحر عُمان في الجنوب والغرب، وبحر قزوين في الشمال.
ويمتد الخليج لمسافة تقارب 1000 كيلومتر، ويتراوح عرضه بين 65 و340 كيلومتراً، وتبلغ أعماقه نحو 50 متراً فقط في المتوسط. أما مضيق هرمز فأبعاده أصغر، بطول 180 كيلومتراً وعرض يتراوح بين 35 و60 كيلومتراً. كما يتميز الساحل الإيراني بخليجيات متعددة، وجزر متناثرة، وأراضٍ جبلية وعرة.
هذه الخصائص تجعل المنطقة البحرية ضيقة وضحلة وقريبة من الشاطئ، ما يمنح القوات الإيرانية ميزة "السيطرة من الساحل".
بالإضافة إلى ذلك، فإن حرارة المياه وارتفاع نسبة الملوحة وشدة التيارات البحرية في المياه الخليجية ومضيق هرمز تشكل تحديات تشغيلية للسفن الأجنبية.
وقال معهد "ألما" إن هذه الظروف دفعت إيران إلى بناء جزء كبير من قدراتها البحرية على أساس الحرب غير المتكافئة، خصوصاً في مضيق هرمز والخليج.
وتقوم هذه الاستراتيجية على مواجهة القوى البحرية الكبرى والأثقل باستخدام وحدات صغيرة وسريعة ومرنة، مع استغلال طبيعة الأرض والبحر.
ومن أبرز هذه التكتيكات ما يُعرف بـ"الازدحام"، حيث يتم نشر عدد كبير من الزوارق السريعة أو الطائرات المسيّرة بشكل متزامن بهدف إرباك الدفاعات وكسر خطوط الحماية للأساطيل الكبيرة.
ويُستخدم عنصر المفاجأة والإشباع لإغراق أنظمة الدفاع لدى الخصم. كما تعتمد إيران على الصواريخ الساحلية والألغام البحرية، وهي أدوات فعالة في بيئات بحرية ضيقة مثل مضيق هرمز والمياه الخليجية.
وإذا قررت طهران استهداف حركة الملاحة المدنية والتجارية في مضيق هرمز، فإن لديها عدة وسائل لتعطيل حرية الملاحة هناك، من خلال أنظمة التسليح والزوارق القتالية والقوات الخاصة.