وأضافت الصحيفة الإسرائيلية إنّ إيران كانت منذ عام 2018، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات، قد أوقفت أجهزة الإرسال الخاصة بمواقع ناقلاتها النفطية؛ من أجل إخفاء مسارات صادراتها غير القانونية.
ولكن في الأيام الأخيرة- وللمرة الأولى منذ سبع سنوات- تم تشغيل هذه الأجهزة مجددًا، ما جعل ما يُعرف بـ "أسطول الظل" الإيراني مكشوفًا أمام المراقبة الدولية.
وأوضحت "إسرائيل هيوم" أن هذه الخطوة رد مباشر على تفعيل آلية إعادة العقوبات التلقائية (آلية الزناد)، وهي الآلية التي تُلزم جميع الدول بإعادة تطبيق القيود التجارية المفروضة على إيران، بموجب قرارات الأمم المتحدة السابقة.
وأشارت إلى أن قرار طهران بالتوقف عن إخفاء صادراتها النفطية يأتي بالتزامن مع تقارير عن تسارع وتيرة برنامجها النووي، وإصرارها على مواصلة عمليات تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وهو ما ترى فيه الصحيفة دليلاً على أن إيران لم تغيّر مسارها وتستعد لمواجهة محتملة جديدة مع واشنطن وتل أبيب.
رسالة إلى الغرب
نوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قرار إيران ليس مجرد تحرك تكتيكي لمواجهة العقوبات، بل هو خطوة ذات أبعاد استراتيجية، تعبّر عن قناعة طهران بأنها قادرة على تحمّل مخاطر المواجهة العسكرية أو التصعيد مع الغرب.
وتابعت: "إيران تريد أن تثبت أنها لا ترى نفسها خاسرة في المعركة، وأنها مستعدة للمخاطرة من أجل الدفاع عن مصالحها، حتى لو تطلب ذلك مواجهة عسكرية".
وأردفت أن هذا التطور يأتي بالتزامن مع تحذير رسمي جديد وجهته الولايات المتحدة إلى مواطنيها من السفر إلى إيران، حيث دعت وزارة الخارجية الأميركية أي مواطن موجود هناك إلى "الاستعداد لخطة مغادرة عاجلة" في حال تفاقم التوترات.
منشأة جديدة في "نطنز" وتعاون عسكري مع روسيا والصين
وفقًا لتقرير الصحيفة الإسرائيلية، فإن إيران لم تتراجع عن عمليات تخصيب اليورانيوم، بل تعمل- وفقًا لصور الأقمار الصناعية- على بناء موقع جديد في جنوب منشأة نطنز يمكن استخدامه في أنشطة تخصيب مستقبلية.
وفي الوقت نفسه، تقول مصادر استخباراتية إسرائيلية إنّ طهران تعمل على إعادة بناء منظوماتها الدفاعية الجوية والصاروخية بسرعة، وتسعى إلى تعزيز تعاونها العسكري مع روسيا والصين لشراء مقاتلات "سوخوي-35" وأنظمة الدفاع الجوي "S-400".
ثقة جديدة من طهران وخطر مواجهة محتملة
ترى "إسرائيل هيوم" أن هذه التحركات تعكس ثقة متزايدة لدى إيران بعد العملية العسكرية الإسرائيلية "الأسد الصاعد". ورغم إدراك طهران لحجم الخسائر التي تكبدتها، فإنها لا تعتبر نفسها مهزومة، وتعتقد أن بإمكانها، بعد إعادة تنظيم هياكلها العسكرية والأمنية، مقاومة الهجمات المستقبلية بشكل أفضل.
وأضافت الصحيفة أن "السلوك الجريء لطهران يعكس قناعتها بأنّ الغرب لا يرغب في دفع الثمن السياسي والاقتصادي اللازم لتطبيق العقوبات بفاعلية. وإيران قد لا تبحث عن الحرب حاليًا، لكنها بوضوح لن تتراجع عنها إذا فُرضت عليها".
مرحلة جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط
أشارت إلى أنّ هذه الاستراتيجية الجديدة تجعل آفاق أي اتفاق جديد بين طهران وواشنطن أكثر قتامة، إذ لا تزال الإدارة الأميركية تسعى إلى "اتفاق محدود"، بينما ترى إيران نفسها في موقع قوة وترفض التنازل عن "ثوابتها المبدئية".
واختتمت "إسرائيل هيوم" تحليلها بالقول: "إن موقف المرشد الإيراني، علي خامنئي، داعم بالكامل للسياسات الحالية، ومن غير المرجّح أن يحدث أي تغيير في سلوك إيران، التي قد لا ترغب في الحرب، لكنها مستعدة لتحمّل مخاطرها. هذا الواقع، إلى جانب الجمود الدبلوماسي، ينبئ بمرحلة جديدة من التصعيد والتوتر في الشرق الأوسط".