وأشار في رسالته القصيرة إلى الفارق بين تجربته داخل الحكومة وبين توقعاته قبل قبول المسؤولية، وكتب: "كنتُ أعتقد أنّه بصفتي عضواً حقيقياً في مجلس الإعلام الحكومي، أملك الصلاحية والإرادة لأن تكون لي هوية واستقلال في التعبير عن آرائي، لكن يبدو أن الخصائص الفردية والتصريحات والكتابات التي تصدر بين الحين والآخر تسبّبت في بعض الاستياء".
ووصف زاهد في جزء من رسالته "تحمّل الرئيس ومداراته" خلال السنة الماضية بأنها "رصيده الخاص".
وبعد إعلان الاستقالة، وافق إلياس حضرتي، رئيس مجلس الإعلام الحكومي، في رسالة أخرى على تنحّي زاهد.
كواليس الاستقالة
قبل ساعات من رسالة الاستقالة، وصف زاهد على منصة "إكس" تعيين أحد مساعدي الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، نائباً لبزشكيان بأنه "انحراف"، معبراً عن شعوره بالحرج والخجل من القرار.
وكتب: "صارعت نفسي كثيراً كي لا أقول شيئاً. لكن شرفي مرهون بقول الحقيقة. من المؤلم أنه في اليوم الذي أقدم فيه فؤاد شمس على الانتحار تحت ضغط الحياة، أصبح أحد مسؤولي حكومة رئيسي نائباً لرئيس جمهوريتنا. وهذا أيّاً كان اسمه انحراف. وأنا بدوري أشعر بالعار".
وكان زاهد يشير في هذه التغريدة إلى تعيين إسماعيل سقاب أصفهاني، بموجب قرار بزشكيان، مساعداً له ورئيساً لمنظمة تحسين وترشيد إدارة الطاقة. وقد تولّى سقاب أصفهاني رئاسة هيئة التحول في حكومة رئيسي، وكان من المقرّبين لرئيسي في مؤسسة آستان قدس.
وفي ردّ على هذا المنشور، كتب علي أصغر شفيعيان، الناشط السياسي المقرّب من بزشكيان ومدير موقع "إنصاف نيوز"، والذي يعمل أيضاً مستشاراً لنائب مدير الاتصالات والإعلام في مكتب بزشكيان، على منصة "إكس" أنّ "مجلس الإعلام الحكومي بحاجة إلى إصلاح جدي".
ووصف تعبير أحد أعضاء الحكومة عن "الخجل من تعيين اتخذه الرئيس" بأنه "مؤسف"، وكتب أنّ على مجلس الإعلام الحكومي أن يكون "منسجماً ومتوافقاً" مع قرارات الحكومة.
انتقاد للحكومة وسياسات النظام الكبرى
يُعرف زاهد كأحد وجوه التيار الإصلاحي، وهو يمتلك سجلاً في عضوية أول دورة لمجلس بلدية رشت. وفي الأشهر الأخيرة، ولا سيما بعد حرب الـ12 يوماً وعودة عقوبات الأمم المتحدة على النظام الإيراني، بات ينتقد بصراحة أكبر التوجهات العامة للنظام ومواقف الحكومة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كتب زاهد إلى جانب الصحافيين والنشطاء الإصلاحيين عباس عبدي ومحمد مهاجري، في مقال مشترك، ردّاً على تصريحات بزشكيان حول ضرورة الحوار بين الأطياف المختلفة داخل النظام، أنّ الحوار في الوضع الراهن "ليس سهلا، بل إن لم يكن مستحيلاً فهو باهظ الكلفة".
ويتمثل استدلالهم في أن النظام ومؤسساته الأساسية لا يوفّران شروط الحوار المتكافئ، ولا يؤمنان بالمتطلبات الأولية مثل "الاعتراف بالآخر، والأمان في التعبير عن الآراء، ووجود إعلام حر، واستقلال القضاء، وقواعد عادلة للحوار، والتوازن النسبي للقوة".
واتهم زاهد والكتّاب الآخرون في جزء من هذه المقالة "رجال الدين وأئمة الجمعة" بأنهم "خرجوا من ساحة الحوار".
انتقاد أمني-عسكري وتحذير من النزعات المسلحة
يُنتقد زاهد من قبل التيار المحافظ في النظام الإيراني بسبب عضويته في حزب "اعتماد ملّي" ونشاطه في الحملة الانتخابية لمهدي كروبي خلال انتخابات عام 2009. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، اتهم في مقابلة مع موقع "خبر أونلاين" مجموعات داخل النظام بالقيام بـ"عمل جاهل أو خائن" في قضايا مثل "إغلاق مضيق هرمز، والانسحاب من معاهدة عدم الانتشار، والمواجهة العسكرية مع إسرائيل".
وفي 15 يوليو (تموز)، قال إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، رداً على مواقف فرنسا وألمانيا وبريطانيا تجاه برنامج النظام الإيراني النووي، إنّ الأعمال العسكرية اللازمة لإغلاق مضيق هرمز قد نُفّذت.
كما خالف زاهد الرواية السائدة لدى النظام الإيراني بشأن "النجاحات" التي تحققت خلال حرب الـ12 يوماً، وقال في مقابلة مصوّرة: "لقد بكيت كل يوم في هذه الحرب؛ كنتُ متألماً من إذلال البلاد في هذه الحرب".
وفي مقابلة أخرى، وصف زاهد منع تفعيل آلية الزناد بأنه "خيار وقرار صائب"، محذّراً من أنّ عودة العقوبات قد تُستغل كـ"ذريعة لإضفاء الشرعية على هجوم عسكري ضد إيران".