وقال عراقجي يوم الأحد 16 نوفمبر، خلال مؤتمر بعنوان «القانون الدولي تحت الهجوم، والعدوان، والدفاع»، إن تجربتي المفاوضة والحرب ماثلتان أمام أعيننا، و«على الذين يريدون التعامل مع إيران أن يختاروا أيّ تجربة يعتمدونها. ونحن مستعدون لكلتيهما».
ووصف وزير الخارجية الإيراني بلاده بأنها كانت ناجحة في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مضيفًا أن أهداف الطرف المقابل لم تتحقق، وأن طهران «في اليوم الأول من الحرب، وخلال ساعات قليلة فقط، جهّزت نفسها للدفاع».
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل خلال تلك الأيام الاثني عشر أطلقت 1480 صاروخًا على أهداف عسكرية داخل إيران، وأن الطائرات الإسرائيلية حلّقت 1500 مرة فوق الأجواء الإيرانية.
وبحسب البيانات الواردة في هذا التقرير، أسقط الجيش الإسرائيلي خلال تلك الفترة 3500 شحنة من الذخائر والقنابل على إيران، وكان المركز الرئيسي للهجمات العاصمة طهران.
إضافة إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام المحلية في إيران بأن 30 قائدًا بارزًا في الحرس الثوري قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية خلال الحرب.
وأضاف عراقجي أن إيران أعادت بناء قدراتها العسكرية، وأن برنامج طهران النووي لم يُدمَّر في هذه الحرب.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أكد مرارًا بعد الضربات الجوية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب، أن القدرة النووية لإيران قد أُزيلت.
وقال ترامب في بداية كلمته يوم 11 نوفمبر، بعد تهنئة دن كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الذي قاد هذه العملية: «لقد دمّرنا القدرة النووية لإيران في ثوانٍ قليلة».
طلب التفاوض من جديد
وقال وزير خارجية إيران خلال مؤتمر الأحد إن طهران تلقت طلبًا لاستئناف التفاوض، وهذا «أمر طبيعي، لأنهم لم يحققوا من خلال الهجوم العسكري ما كانوا يريدونه بشأن البرنامج النووي الإيراني».
وكان عراقجي قد قال في 9 نوفمبر إنه من وجهة نظر مسؤولي النظام الإيراني، «لا توجد حاليًا أي إمكانية» للتفاوض مع الولايات المتحدة، مرجعًا هذا الموقف إلى غياب أي «نهج إيجابي أو بنّاء» من جانب واشنطن.
كما قال سعيد خطيبزاده، مساعد وزير الخارجية الإيراني، في 11 نوفمبر إن الولايات المتحدة تُرسل إلى طهران رسائل متناقضة بشأن المفاوضات النووية عبر دول وسيطة. وفي الوقت نفسه، قال علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إن طهران لم تُرسل أي رسالة جديدة إلى الولايات المتحدة.
يُذكر أنّ طهران وواشنطن، قبل الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، كانتا قد عقدتا خمس جولات من المفاوضات النووية. وقد انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب عبر استهداف المواقع النووية الأساسية في إيران.
وقال رئيس الولايات المتحدة في أحدث تصريحاته بشأن التفاوض مع طهران، يوم 14 نوفمبر للصحفيين: «إيران، شأنها شأن الكثيرين ممن يريدون التفاوض معنا، تريد أن تتفاوض على اتفاق مع الولايات المتحدة».
وكان قد قال سابقًا، خلال لقائه قادة دول آسيا الوسطى، إن إيران سألت البيت الأبيض عمّا إذا كان من الممكن رفع العقوبات أم لا.
وقد رفضت طهران الطلب الأميركي بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم.