وكالة "فارس": تسمم 29 طبيبًا بعد تناولهم "كحول مغشوش" خلال حفل في "شيراز" بإيران



قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن "أدعياء حرية التعبير، لا يلتزمون بشيء سوى الحفاظ على سلطتهم"، مضيفًا أن "انتفاضة الطلاب والأساتذة والنخب الغربيين الداعمة لغزة، حدث كبير، ولن تنطفئ بالاعتقالات والعنف".

أعلن عشرات النواب في البرلمان الإيراني، بالإضافة إلى شخصيات ومسؤولين داخل النظام، دعمهم الكامل للإجراءات الجديدة، التي اعتمدها النظام في قمع النساء وعودة شرطة الأخلاق لفرض الحجاب الإجباري.
وأصدر ما لا يقل عن 160 نائبًا في البرلمان الإيراني، بيانًا، أعلنوا فيه دعمهم للإجراءات القمعية لقوات الشرطة لفرض الحجاب في البلاد.
يأتي ذلك في حين أن ما يُسمى مشروع قانون "الحجاب والعفة" لم تتم الموافقة عليه بعد من قِبل مجلس صيانة الدستور.
وتلا عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، علي كريمي فيروزجائي، بيان هؤلاء النواب، في جلسة عامة اليوم الأحد، 28 أبريل (نيسان).
وقال إن: هذا البيان وقّع عليه 160 عضوًا في البرلمان، لكن عدد التوقيعات مازال في تزايد.
وطالب الموقعون على البيان، المؤسسات الأخرى، في إيران، بدعم خطة الشرطة الرامية لفرض الحجاب الإجباري على النساء في الشوارع والأماكن العامة ومعاقبة، من يظهرن معارضة لهذه الإجراءات.
كما دعا البيان "الشعب لإفساح المجال أمام قوات الشرطة للتعامل مع النساء والفتيات لفرض الحجاب".
يُذكر أن قوات الشرطة، بدأت في 13 أبريل (نيسان)، موجة جديدة من الاعتداءات ضد النساء والفتيات في إطار ما يُسمى "خطة نور"، والتي قوبلت بردود فعل وانتقادات واسعة من بعض الشخصيات داخل النظام وخارجه.
وأعلن مهدي فضائلي، عضو مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، أن بعض المسؤولين تلقوا "تحذيرات" حول كيفية التعامل مع النساء والفتيات فيما يتعلق بالحجاب الإجباري.
ومع ذلك، أيد رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إيجه إي، إجراءات الشرطة، قائلًا: إن السلطات لا ينبغي أن "تتخلى" عن الشرطة.
وكشف، في بيانه يوم 22 أبريل، أن تدخل الشرطة في مجال الحجاب الإجباري تمت الموافقة عليه العام الماضي، في لقائه المشترك مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
وقال إنه لا يمكن للمسؤولين الآن أن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذا الموضوع.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه سيشارك في خطة شرطة الأخلاق لفرض الحجاب، وسيعمل على إنجاحها.
وقال قائد الحرس الثوري في طهران، حسن حسن زاده، يوم الأحد الماضي، 21 أبريل (نيسان)، إن مجموعات تحت اسم "سفراء المحبة" ستتابع تنفيذ سياسة الحجاب الإجباري "بجدية أكبر" في طهران.
ودعم حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، وممثل آراء المرشد علي خامنئي بالصحيفة، الشرطة في فرض الحجاب الإجباري على النساء والإجراءات التصعيدية الجديدة.
وانتقد مشروع البرلمان في موضوع الحجاب الإجباري، معتقدًا أنه لن يكون رادعًا للنساء، وأنه يتعامل بضعف مع رافضات الحجاب، وأضاف: "بموجب مشروع قانون الحجاب والعفة للبرلمان، القانون يمنع الشرطة من مواجهة النساء الرافضات للحجاب، وهو يتضمن فكرة "ادفعي المال واخلعي الحجاب"، باعتبار أنه يفرض غرامات فقط على النساء، دون عقوبات أخرى.
ووافق البرلمان الإيراني، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، على "التنفيذ التجريبي" لقانون الحجاب الإجباري الجديد "لمدة ثلاث سنوات".
ومع ذلك، لم تتم الموافقة على مشروع القانون هذا من قِبل مجلس صيانة الدستور بعد.
وينص مشروع قانون البرلمان، الذي لم يحظ بعد بموافقة مجلس صيانة الدستور، على فرض عقوبات أكثر صرامة على من ينتهكون حقوق النساء في إيران، وتم تشديد أحكام السجن والغرامات بسبب عصيان القوانين المهينة والتمييزية المتعلقة بالحجاب الإجباري.
وقبل الموافقة على مشروع القانون هذا في مجلس صيانة الدستور، بادرت شرطة الأخلاق بإجراءات جديدة في إيران، واستأنفت تدخلها لقمع النساء والفتيات من أجل فرض الحجاب، دون أي مرجعية قانونية.
وتزايدت انتقادات الشخصيات المدنية والمواطنين ضد تعامل قوات الشرطة العنيف مع النساء والفتيات في الشوارع، في الأيام الأخيرة.
ووصفت صديقة وسمقي، في رسالة من سجن إيفين، وهي باحثة في الشؤون الدينية، سياسة فرض الحجاب الإجباري في إيران بأنها فاشلة، وكتبت أن الاستمرار في هذه السياسة لن يؤدي إلى أي شيء سوى ظهور السلوك المنحط من قِبل عملاء النظام.
وكتبت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، الناشطة السجينة، نرجس محمدي، السبت، في مقال من السجن: "إن عودة دوريات شرطة الأخلاق، ووجود قوات الشرطة، بالزي الرسمي والمدني في الشوارع، وزيادة أعمال العنف في الأماكن العامة، يهدف لإثارة الرعب بين الإيرانيين، كما أن مقاومة النساء وزيادة هجمات النظام تظهر قوة المحتجين".
وقال عضو مجمع الباحثين في حوزة قم العلمية، محمد علي أيازي، في تعليقه على عودة شرطة الأخلاق إلى المرشد الإيراني، بشكل ضمني: "عندما يتعلق الأمر بالاختلاس والفساد المالي، يقولون لا تبالغوا في الأمر، تعاملوا معه بروح إيمانية، لكننا نرى تعاملًا قاسيًا فيما يتعلق بالحجاب".
وقال 61 محاميًا أيضًا، في بيان، إن تنفيذ "خطة نور" يتعارض مع الحريات العامة، ويتعارض مع الدستور، والوثائق الدولية لحقوق الإنسان.

انتقد البرلماني الإيراني، مصطفى ميرسليم، انخفاض قيمة العملة، وكتب على منصة التواصل الاجتماعي (X): "إذا لم يتمكن وزير الاقتصاد والمالية ومحافظ البنك المركزي، من الحفاظ على قيمة العملة الوطنية، فيجب عليهما إزالة توقيعاتهما من الأوراق النقدية؛ لأنها أصبحت كورق بلا قيمة".

قالت جوهر عشقي، والدة المدوِّن، ستار بهشتي، الذي تعرض للتعذيب حتى الموت عام 2012، على يد النظام الإيراني، في مقطع فيديو: "إنه يجب بدء إضرابات، في جميع أنحاء البلاد، وعلى الشعب الإيراني دعم هذه الإضرابات لإسقاط النظام وإنهاء قتل أبنائنا".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى الوحدة والتضامن لإذلال هذا النظام".
ووجهت حديثها إلى العمال، قائلة: "يا كادحي هذا الوطن، من موظفين ومعلمين، وجميع الذين رأوا وذاقوا ظلمهم يمكنكم الاتحاد والإضراب".
وأوضحت: "كان ابني عاملًا شريفًا قُتل على يد هؤلاء الجلادين؛ لأنه دافع عن حرية الشعب، وأطلب منكم أن تتحدوا وتبدأوا إضرابات كبيرة، حتى نذل هؤلاء المجرمين ونمرغ أنوفهم بالتراب".
وأضافت: "لقد استخف خامنئي العجوز بقوتكم، فالإضراب والاحتجاج هو أفضل وسيلة لاتحادكم جميعًا، وأطلب منكم يا عمال وموظفي وطلاب ومعلمي هذا الوطن الشرفاء الانضمام إلى الإضرابات".
وطلبت من الإيرانيين في الخارج دعم الإضرابات، التي تشهدها البلاد ماديًا ومعنويًا، وعدم ترك الشعب الإيراني بمفرده!
واختتمت حديثها قائلة: "أدعو الله أن يسقط هذا النظام الشرير قريبًا من قِبلكم أيها الشعب".
وكانت جوهر عشقي، قد وجهت حديثًا لخطيب أهل السُّنة، مولوي عبدالحميد، بعد دعوته النظام إلى الاستماع لمطالب الشعب، وكتبت: "هؤلاء لا يمكن إصلاحهم، فمنذ 40 سنة وهم لا يصغون إلى الشعب. كلما طالبهم بالإصلاح واجههوه بالقمع والتعذيب والسجون".
وأشارت إلى رسالة المتظاهرين الثلاثة المحكوم عليهم بالإعدام من السجن، ومطالبتهم الشعب الإيراني بمنع إعدامهم، العام الماضي، قائلة: " كتب أبنائي لا تسمحوا لهم بقتلنا، كان يجب أن يكتبوا لا تدعوهم ينهوا حياتكم! إن صمتّم، غدًا سيكون دوركم!".

نظم العمال المتقاعدون، في إيران، مظاهرات في عدة مدن؛ احتجاجًا على عدم معالجة المشاكل النقابية، وهتفوا بشعارات ضد الحجاب الإجباري، وأعربوا عن دعمهم للمطرب المعارض للنظام الإيراني الذي حُكِم عليه بالإعدام، توماج صالحي.
ونظم العمال المتقاعدون تجمعات احتجاجية في مدن: أراك، والأهواز، وشوش، اليوم الأحد، 28 أبريل، بحسب مقاطع الفيديو والمعلومات، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال".
وردد المتظاهرون شعارات مثل "اتركوا الحجاب، وفكروا في وضعنا"، في إشارة إلى موجة القمع الأخيرة للنساء والفتيات في إيران؛ بسبب الحجاب الإجباري، في تجمع ومسيرة العمال المتقاعدين في "أراك".
كما أظهرت الفيديوهات المنشورة أن متقاعدين في "أراك" رددوا شعار "الحجاب شعارهم السرقة والنهب عملهم".
وردد متقاعدو الضمان الاجتماعي، في الأهواز، شعارات مناهضة لحكومة الجمهورية الإسلامية، مثل "رئيسي عديم الكفاءة عد إلى الحوزة".
كما رفع المحتجون في شعار "عليكم إطلاق سراح توماج صالحي".
وهتف العمال: "اصرخوا يا عمال، اصرخوا من أجل حقوقكم"، في الوقفة الاحتجاجية لعمال شوش، وهفت تبه، والكرخة، والتي أقيمت أمام مكتب قائم مقام مدينة شوش.
وأشارت التقارير، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن احتجاجات عمال مصنع بارس للورق، التي بدأت في 20 أبريل (نيسان)، بعد إغلاق بعض خطوط إنتاج المصنع وتسريح 100 عامل، لاتزال مستمرة.
وأضافت أن هؤلاء العمال يحتجون أيضاً على تأخر دفع رواتبهم وحق التأمين.
ونظم العمال احتجاجات وإضرابات في مختلف قطاعات إيران، في السنوات الأخيرة، خاصة في صناعات النفط والغاز والصلب، عدة مرات في أجزاء مختلفة من البلاد، لكن النظام لم يستجب لمطالب المتظاهرين.
ووردت تقارير عن تسريح العمال في مصانع أخرى، يوم أمس، السبت.
وأفادت قناة "تلغرام" جمعية عمال ومحترفي بأنه "قبل أيام قليلة من عيد العمال العالمي، تم فصل 170 عاملًا في بلدية سقز كانوا يعملون في القطاعات الخدمية".
وبحسب هذا التقرير، فإن هؤلاء العمال كانوا يعملون بعقد مدته 87 يومًا في المساحات الخضراء والبلدية.
وأظهرت مقاطع الفيديو، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، بأن سائقي الشاحنات توقفوا عن العمل في مدن مختلفة من البلاد، يوم السبت 27 أبريل، وقاموا بإضراب؛ احتجاجًا على تخفيض الأجور وحصة الوقود لشاحناتهم.
واحتج المعلمون، بالإضافة إلى العمال والمتقاعدين، في جميع أنحاء إيران، عدة مرات على ظروفهم المعيشية.
ودعا المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين، بمناسبة يوم المعلم، إلى تنظيم تجمع أمام منظمة التخطيط والميزانية في طهران يوم 2 مايو.
وأفاد موقع "هرانا"، في يناير الماضي، بأنه في عام 2023، تم الإعلان عن تأجيل أو عدم دفع رواتب العمال لمدة 943 شهرًا على الأقل، وتسريح 2891 شخصًا، و3409 حالات بطالة، و119 شهرًا من عدم وجود تأمين عمل لمليون و764 ألفًا و16 عاملًا، و5 حالات لإغلاق المصانع، و2621 عاملًا لم يتم تحديد مصيرهم الوظيفي.
ونُظِم ما لا يقل عن 320 تجمعًا عماليًا، في عام 2023، وحالة واحدة لمنع التجمع، و111 إضرابًا عماليًا، وكانت معظم هذه التجمعات مرتبطة بالمطالبة بالأجور.