السجين السياسي "تاج زاده":شرطة الأخلاق عادت إلى الشوارع بأمر المرشد خامنئي



حاول وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان منع قرار إدراج اسم الحرس الثوري الإيراني على قائمة الجماعات الإرهابية للاتحاد الأوروبي، وذلك في حديث مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، قال عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع بوريل مساء الأربعاء 1 مايو (أيار)، إن الحرس الثوري لعب "دورا بناء في المساهمة في استقرار الأمن في المنطقة ومحاربة الإرهاب".
ولم يذكر تقرير الوكالة ما هي الأسباب التي دفعت وزير الخارجية الإيراني إلى الادعاء بوجود "دور بناء" للحرس الثوري في الحرب ضد الإرهاب، رغم أن هذه القوة العسكرية الأيديولوجية للنظام الإيراني سبق اتهامها مرات عديدة في قضايا إرهابية ببلدان حول العالم.
وفي مارس (آذار) الماضي، أعلنت وزارة الداخلية البيروية في بيان لها أن مجيد عزيزي، وهو إيراني معتقل في هذا البلد، هو عضو في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكان يعتزم تنفيذ هجوم إرهابي ضد مواطن إسرائيلي.
وتصنف وزارة الخارجية الأميركية الحرس الثوري الإيراني كـ"منظمة إرهابية".
وبينما تزايدت المطالبات بإدراج اسم الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي، طالب أمير عبد اللهيان، في محادثته مع بوريل، بـ"احترام الاتحاد الأوروبي للقوات المسلحة الإيرانية في إطار القانون الدولي".
وجرت هذه المكالمة الهاتفية بعد موافقة البرلمان الأوروبي بأغلبية الأعضاء على قرار، يوم الخميس 25 أبريل (نيسان) ردا على هجمات إيران على إسرائيل، يُطلب من الاتحاد الأوروبي مراجعة استراتيجيته تجاه طهران، وفرض عقوبات على النظام الإيراني على نطاق أوسع، وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية.
ودعا برلمان الاتحاد الأوروبي من خلال هذا القرار إلى فرض عقوبات على المزيد من الأشخاص والمؤسسات مثل بيت المرشد، والمقر العام للقوات المسلحة الإيرانية، والمقر المركزي لخاتم الأنبياء وقائده غلام علي رشيد، والبحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، ووزير الدفاع، محمد رضا اشتياني.
وكرر البرلمان الأوروبي طلبه السابق للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بإضافة الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد.
وبالإشارة إلى تصرفات الحرس الثوري الإيراني في أوروبا في السنوات القليلة الماضية، أكد هذا القرار على أنه "قد تأخر الوقت" لتنفيذ هذا القرار.
وقال كامران متين، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "ساسكس"، لـ"إيران إنترناشيونال": "هناك فجوة كبيرة في هذه المؤسسة لإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي".
وفي إشارة إلى الخلاف بين البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي، أضاف: "لطالما انتهج الاتحاد الأوروبي سياسة الاسترضاء تجاه النظام الإيراني. هم يعتقدون أن وصف الحرس الثوري الإيراني بأنه إرهابي سيدمر تماما العلاقات الدبلوماسية للنظام الإيراني مع الاتحاد، وسوف تصل قنوات الاتصال مع إيران إلى طريق مسدود، بما في ذلك حل قضية البرنامج النووي لطهران".
وذكر متين أن الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، بما فيها فرنسا وألمانيا، تصر على مثل هذه المواقف.
وترفض أستراليا وبريطانيا وكندا حتى الآن إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية.
وفي أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، ذكرت صحيفة "سكاي نيوز" الأسترالية أنها حصلت على وثائق تظهر أن الحكومة الأسترالية، رغم استعدادها لإدراج الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، غيرت رأيها فجأة.
وفي رسالة نشرها على شبكة التواصل الاجتماعي "X" بعد محادثته مع أمير عبد اللهيان، كتب بوريل أنه أكد في هذه المحادثة على أهمية ضبط النفس، ووقف التصعيد في المنطقة، والتعاون في منع انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف: "لقد قدمت إيضاحات عن عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية".
وأعلن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين 22 أبريل (نيسان)، أن أعضاء الاتحاد الأوروبي اتفقوا على توسيع العقوبات على إيران لمواجهة برنامج الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، فضلا عن نقلها إلى القوات الوكيلة لطهران.
وفيما يتعلق بالمحادثة مع وزير خارجية إيران، تابع بوريل: "لقد أثرت أيضًا قضية مواطني الاتحاد الأوروبي الذين تم احتجازهم تعسفيًا في إيران".
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، الشهر الماضي، إن خطط توسيع عدد محطات الطاقة النووية في البلاد مستمرة بهدف تحقيق قدرة إنتاجية تبلغ 20 ألف ميغاوات من الكهرباء.
وبينما تواصل إيران تجاوز مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، على الرغم من العقوبات الدولية، فقد حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أنه لا توجد دولة ذات استخدامات سلمية للطاقة النووية تحتاج إلى هذا المستوى من التخصيب.

أعلنت صحيفة "كيهان"، التي يديرها ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي، عن نمط جديد لمواجهات الشرطة في مجال فرض الحجاب، وطلبت من الذين وصفتهم بـ"المؤمنين والمتحمسين" الاتصال على أرقام هواتف الشرطة ودعم رجال الأمن.

حذرت منظمة العفو الدولية من أن جميع الطرق القانونية الممكنة لإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق رضا رسايي، أحد المتظاهرين الإيرانيين الذين اعتقلوا في الانتفاضة الشعبية "المرأة، الحياة، الحرية"، لا تزال دون إجابة، وقد يتم إعدامه في أي لحظة.
ونشرت منظمة العفو الدولية، يوم الأربعاء 1 مايو (أيار)، رسالة مفتوحة موجهة إلى غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية في إيران، وكتبت فيها أن محاكمة رسايي جرت في عملية غير عادلة على الإطلاق.
وبحسب هذه الرسالة، فإن هذا المتظاهر المسجون أُجبر على الاعتراف تحت وطأة التعذيب، بما في ذلك الضرب والصدمات الكهربائية والخنق والعنف الجنسي.
وأضافت منظمة العفو الدولية أن المحاكم التي تنظر في قضية رسايي في النظام القضائي الإيراني لم تهتم بالأدلة التي تبرئه من التهم الموجهة إليه، بما في ذلك شهادة الشهود الرئيسيين، وأقوال محاميه حول عدم اكتمال التحقيق الجنائي، وإزالة الأدلة الجنائية وغيرها من الأدلة.
وكتبت منظمة العفو الدولية أن أحد الشهود الرئيسيين في القضية تراجع عن أقواله الأولية بأن رضا رسايي متورط في جريمة القتل، قائلاً إنه أدلى بهذه الأقوال ضد رسايي نتيجة التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.
وأضافت هذه المنظمة أن رسايي نفى، مراراً ، أي تورط له في قتل مسؤول أمني، وذكر خلال محاكمته أن اعترافاته انتزعت منه تحت التعذيب عندما احتُجز في الحبس الانفرادي، ولم يتمكن من الاتصال بمحام.
وطلبت منظمة العفو الدولية من رئيس السلطة القضائية وقف عملية إعدام هذا السجين السياسي.
وحكم على رسايي بالإعدام بتهمة "القتل العمد" لنادر بيرمي، رئيس استخبارات الحرس الثوري في مدينة صحنة.
وقُتل بيرامي بتاريخ 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، خلال تجمع احتجاجي في مدينة صحنة، ونتيجة للعنف الذي شهده هذا التجمع بسبب اعتداء القوات الأمنية وإنفاذ القانون على المتظاهرين، خلال اشتباك بين المواطنين وعناصر الأمن.
وبعد حوالي أسبوع من هذه الحادثة، وفي 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، تم القبض على رضا رسايي مع 10 مواطنين آخرين لمشاركتهم في التجمع الاحتجاجي، وزعم مشاركتهم في ضرب نادر بيرمي.
وأرجعت الأجهزة الأمنية مقتل بيرمي إلى رضا رسايي، بينما بحسب موقع "دادبان" القانوني، لا يوجد "دليل أو شاهد أو وثائق" تثبت جريمته، كما أن لائحة الاتهام الصادرة عن المحكمة الابتدائية بها العديد من العيوب الشكلية والموضوعية.

أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن مسؤولي المنظمة "قلقون للغاية" بشأن التقرير الأخير حول كيفية مقتل الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي "16 عامًا"، على يد قوات الأمن الإيرانية خلال انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
وفي مؤتمر صحافي، الأربعاء 1 مايو (أيار)، أجاب دوجاريك على سؤال حول ما إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على علم بتقرير "بي بي سي" حول مقتل نيكا شاكرمي، وما إذا كانت المنظمة تنوي التعامل مع هذه الوثيقة أم لا، قال: "نعم، لقد رأينا هذا التقرير المقلق للغاية".
وأعلنت "بي بي سي"، يوم الثلاثاء 30 أبريل (نيسان)، أنها حصلت على وثيقة "سرية للغاية" تفيد بأن نيكا شاكرمي، إحدى ضحايا انتفاضة مهسا، تعرضت لتحرش جنسي، وقتلت على يد 3 رجال كانوا من أفراد قوات الأمن الإيراني.
وأضاف المتحدث باسم غوتيريش: "أعتقد أن الأمين العام تحدث عدة مرات عن قلقه بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران".
وأشار إلى أنشطة ومهمة جاويد رحمن، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وتابع أن "هناك آليات أخرى" فيما يتعلق بالتعامل مع قضية حقوق الإنسان في إيران.
وقال دوجاريك: "أعتقد أن أي معلومات تجمعها "بي بي سي" يجب أن ترسل إلى تلك الآليات".
وبينما كان المواطنون الإيرانيون غاضبين من الحكم بالإعدام على توماج صالحي، واستئناف الهجمات العنيفة ضد النساء الإيرانيات، فإن نشر تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة نيكا شاكرمي، التي أصبحت واحدة من الشخصيات المعروفة في الانتفاضة الشعبية ضد النظام، زاد من حجم وأبعاد هذا الغضب.
وأعرب العديد من المواطنين الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي عن اشمئزازهم من القوات القمعية للنظام الإيراني، ودعوا إلى وحدة الشعب لمعاقبة مرتكبي مثل هذه الجرائم.
كما تفاعل الناشطون السياسيون والمدنيون والحقوقيون مع نشر هذه التفاصيل وأعمال العنف الموصوفة في التقرير، وطالبوا بتسريع جهود الانتقال من النظام الإيراني وتنفيذ العدالة.
وبعد نشر تقرير "بي بي سي" حول مقتل نيكا شاكرمي، حاولت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية نفيه، ووصفته بأنه "مزيف".
واعتبرته صحيفتا "كيهان" و"جام جام "مزيفاً"، ويهدف للتغطية على الحرب في غزة.
واستدعى مكتب المدعي العام في طهران بعض النشطاء الصحافيين لإعادة نشرهم تقرير "بي بي سي".
نيكا ضحية النظام وليس رجال الأمن
وأعلن مكتب المدعي العام في طهران، يوم الأربعاء 1 مايو (أيار)، عن "توجيه اتهامات جنائية إلى نشطاء إعلاميين لنشرهم معلومات كاذبة عن قضية نيكا شاكرمي"، وقال إنه استدعاهم إلى مكتب المدعي العام.
وسبق أن أكدت لجنة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها الأول عن انتفاضة مهسا والذي نُشر في مارس (آذار)الماضي، وقوع حالات اغتصاب، وأشكال أخرى من العنف الجنسي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والاغتصاب بالأدوات، والصعق بالكهرباء على الأعضاء التناسلية، وتعرية ولمس أجساد النساء والفتيات.

قال قائد الشرطة الإيرانية، أحمد رضا رادان، إن الإجراءات التي تقوم بها شرطة الأخلاق في إيران هذه الأيام جاءت تنفيذا لقرار مشترك لرئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية.