بعد قضائها 15 عامًا في السجن.. سياسية إيرانية معرضة لخطر مصادرة أموالها



شدد عدد من الناشطين المدنيين وأسر ضحايا النظام المطالبين بتحقيق العدالة على مقاطعة الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وذكروا أن "أتون الانتخابات الصورية لا تسخّنه الدعاية"، مؤكدين أنه لن يكون هناك غدٌ لإيران بوجود نظام الجمهورية الإسلامية، وعدم المشاركة في مسرحية انتخابات خامنئي.
وكتبت سبيده ريشنو، الكاتبة والناشطة المدنية المعارضة للحجاب الإجباري، على صفحتها بموقع "إنستغرام": "بالنسبة لإيران وشعبها، ليس هناك غدٌ مع الجمهورية الإسلامية"، مضيفة: "مع أي فزاعة (رئيس جمهورية) لايزال هناك رصاص في البندقية. التغيير كان دائمًا مصحوبًا بإرادة الناس ومقاومتهم".
وأشارت كول جهان أشرف بور، والدة أكبر محمدي، الناشط الطلابي الذي توفي في السجن، في رسالة من المستشفى، إلى أن الرئيس لا يملك السلطة، وطالبت المواطنين بعدم المشاركة في الانتخابات و"الجلوس في منازلهم طوال يوم الانتخابات" و"عدم المشاركة في مسرحية انتخابات خامنئي".
ونشرت آتش شاكرمي، خالة نيكا شاكرامي، المراهقة المحتجة التي قُتلت على يد عناصر الأمن الإيراني، منشورًا على صفحتها بـ "إنستغرام"، مؤكدة أن أتون الانتخابات الصورية لا تسخنه الدعاية، وكتبت: "الشعب ليس وقودًا لهذا الفرن، ويد كل عميل في النظام ملطخة بدماء أبناء الوطن".
وأشار مولوي عبد الله كرد، خطيب جمعة أهل السُّنّة في مهرستان بمحافظة بلوشستان، إلى التمييز القائم ضد الشعب البلوشي ومجتمع أهل السُّنّة وأعلن: "نحن لا نصوّت لكسب الأجر، ولدينا مطالب لم تُحسم، لذلك لن نشارك في الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة".
وقال: نحن أهل السُّنّة قدمنا ضحايا على حدود إيران، ففي أي حكومة كان لدينا وزير ومحافظ سُنّي حتى نشارك في الانتخابات، وأضاف: "من واجبنا التعبير عن مطالب الناس من خلال المنبر الذي قدمه لنا هذا الشعب".
وكتب فؤاد شوبين، أحد أفراد الأسر المطالبة بتحقيق العدالة في حسابه على X)): "لا ننسى أنه في نوفمبر2022، أطلق علينا عناصر أمن النظام الرصاص وقتلوا أرتين رحماني بالرصاص الحي. وإزاء هذه الجرائم لن نشارك في الانتخابات ولن نصوّت لأي من رجال خامنئي المتعطش للدماء".
وكتب العديد من الطلاب والتربويين والناشطين السياسيين والمدنيين والسجناء السياسيين في إيران، خلال الأيام الماضية، رسائل ووقّعوا على بيانات مختلفة يطالبون فيها الشعب بالامتناع عن المشاركة في الانتخابات.
وأعلن 520 تربويًا إيرانيًا، يوم أمس السبت، 22 يونيو (حزيران)، في بيان مشترك، أن المشاركة في الانتخابات غير مجدية في حل المشاكل و"الأسوأ من ذلك كله، أنها تزيد من شرعية النظام، وستكون دافعاً له لمزيد من قمع المحتجين والمتظاهرين".
وأعلنت نرجس محمدي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة، في رسالة من سجن إيفين، يوم أمس أيضًا، أنها لن تشارك في "الانتخابات غير الشرعية للنظام الفاسد وغير الشرعي".
وانتقدت السجينة السياسية، كلروخ إيرايي، في وقت سابق، وتحديدًا يوم 16 يونيو (حزيران)، في رسالة لها من سجن إيفين، الإصلاحيين؛ لتشجيعهم الناس على المشاركة في الانتخابات، ووصفت هذا النهج بالخيانة.
وكتبت في نص نشرته على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي: "على الإصلاحيين أن يعلموا أننا، شعب إيران، نتذكر خيانتهم منذ اليوم الأول، ولن ننسى ذلك".
وأشارت محبوبة رضائي، السجينة السياسية، في رسالة لها أيضًا من سجن إيفين، إلى أنه لو كانت الانتخابات فعالة في الأنظمة الديكتاتورية والشمولية، فلن يُمنح الناس بالتأكيد حق الاختيار، وشددت على أن النظام الإيراني ليس له شرعية، والانتخابات رهان على حصان النظام الخاسر وتكرار للأخطاء السابقة".
وردت شعله باكروان، والدة ريحانة جباري، التي أُعدمت في إيران، على سؤال من "إيران إنترناشيونال"، حول سبب عدم المشاركة في الانتخابات، قائلة: "لن أصوّت لأنني لم أنس جرائم هذا النظام".
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة يوم 28 يونيو (حزيران) الجاري، رغم حملات المقاطعة وإصرار المواطنين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على عدم المشاركة فيها.

يهدد نقص الإنسولين حياة مرضى السكري في إيران؛ مما يجعلهم عرضة للخطر المحدق؛ حيث قال رئيس منظمة الغذاء والدواء، إن الشركة الأجنبية لم تقدم سوى ربع الحصة، التي طلبتها إيران، بسبب خفض إنتاجها، لكن عوضنا جزءًا من هذا النقص بإنتاج المحلي.
وصرح حيدر محمدي، رئيس منظمة الغذاء والدواء، بأن نصف الإنسولين الذي يحتاجه مرضى السكري يتم توفيره من الإنتاج المحلي، والنصف الآخر من خلال الاستيراد، وأعلن أنه وفقًا لإحصائيات عام 2023، فإن أكثر من 99 بالمائة من الأدوية التي تحتاجها البلاد يتم إنتاجها محليًا ولم يتم استيراد سوى 1 بالمائة فقط.
وقال محمدي إن شركة "نوميكس" خفّضت إنتاجها، ونتيجة لذلك لم تقدم سوى ربع الحصة التي طلبتها إيران، في إشارة إلى النقص في بعض أنواع الإنسولين بسبب انخفاض إنتاج الشركة الأجنبية.
وأشار إلى أننا ننتج هذا الدواء بموجب ترخيص بمساعدة مصنع محلي، مضيفًا أنه نظرًا لمحدودية الموارد المالية، لا يمكن تزويد السوق بالكامل بالإنسولين المستورد، ويصر بعض المرضى على استخدام عينات أجنبية ولذلك ينبغي تحديد حصتهم مقدمًا.
وأشارت التقارير، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، إلى أن العديد من الأدوية الأساسية في البلاد أصبحت نادرة، بالإضافة إلى الإنسولين.
وأشار أحد المتابعين إلى نقص الإنسولين الحاد في إيران، واصفًا إياه بأنه "عقوبات الملالي على المواطنين".
وذكر مواطن آخر أن أدوية بعض الأمراض أصبحت نادرة للغاية في إيران، وإذا وجدت فإن أسعارها تكون مرتفعة جدًا، ومع هذا الوضع الاقتصادي فإن المواطنين عمليًا غير قادرين على شرائها، ويموت الكثيرون منهم بسبب نقص الدواء أو عدم القرة على شرائه.
وأكد أحد المواطنين أن مئات الأدوية في إيران، بما في ذلك الإنسولين، أصبحت نادرة، وقال: "عندما يحكم الأغبياء، لا يوجد أي توقع".
وأشار مواطن آخر في رسالته إلى "إيران إنترناشيونال" إلى النقص الحاد في الإنسولين والأدوية الأساسية الأخرى في البلاد، قائلًا: "يبدو الأمر كما لو أننا لسنا مواطنين في هذا البلد، فالنظام نفسه في الواقع عدو الشعب، مثلما استغل فرصة كورونا لقتل شعب إيران. أين يجب أن نشكو هذا الألم؟".
وكتب مواطن قدم نفسه على أنه من أسرى الحرب العراقية- الإيرانية في رسالة: "من الصعب العثور على أسبرين الأطفال، ناهيك عن الإنسولين".
وأفاد أحد المتابعين من مدينة جهروم، جنوب العاصمة طهران، بأن الإنسولين أصبح نادرًا في هذه المدينة بشكل عام، وقال مواطن آخر إن نقص الإنسولين في إيران سببه عدم كفاءة الحكومة.
وتناولت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية، في تقرير لها، يوم الأربعاء 5 يونيو (حزيران) الجاري، "الضغط والمعاناة المزدوجة" لمرضى السكري، وذكرت أن ندرة بعض الأدوية عرّضت حياة بعضهم للخطر.
أوضحت الصحيفة أن الإنسولين الإيراني لا يلقى ترحيبًا من قِبل الأطباء والمرضى، ويؤكد الأطباء ضرورة تناول الدواء المستورد من الخارج في وصفاتهم الطبية، لكن وجوده في الصيدليات محدود للغاية.
وبحسب التقرير، فمن بين خمس حقن أنسولين في وصفة طبية واحدة، تمنح الصيدليات حقنتين فقط أو ثلاثًا للمريض، وفقًا لحصته، ويقوم الحصول على الباقي من السوق السوداء وبسعر 200 ألف تومان للحقنة الواحدة.
الجدير بالذكر أن كل مريض يقوم بحقن جرعته من الإنسولين، حسب حالته الصحية، حيث يمكن لشخص واحد إنهاء حصته في 10 أيام، وآخر في أسبوع.
ويتكلف المريض ما متوسطه مليون تومان، مقابل كل عملية شراء للإنسولين، ولكن ومن الممكن أن يسبب عدم تناول جرعة الإنسولين لمرضى السكري غيبوبة، أو تلفًا في العينين، أو ضعف وصول الدم إلى ساقي المريض؛ إذ إن ووجوده بمثابة الأكسجين للمرضى.
ويعد عدم التغطية التأمينية إحدى المشاكل التي يواجهها مرضى السكري.
وفي بداية شهر مايو (أيار) من هذا العام، أعلنت منظمة الغذاء والدواء أن "الميتفورمين"، الذي يستخدمه مرضى السكري هو "العقار الأكثر استخدامًا في إيران" عام 2023.
وتم بيع أكثر من مليارين و200 مليون وحدة من هذا الدواء في إيران العام الماضي.
وقال أسد الله رجب، مؤسس الجمعية الإيرانية للسكري، إن عدد هؤلاء المرضى يرتفع بمقدار 300 ألف إلى 400 ألف سنويًا.
وأكد محمد علي محسني بند بي، عضو لجنة الصحة في البرلمان الإيراني، في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، أن بعض المواطنين يستخدمون أدوية منتهية الصلاحية أو يشترونها من السوق السوداء، بسبب نقص الأدوية في إيران.

أشار مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية، كاظم غريب آبادي، إلى غياب التمثيل الدبلوماسي لدى كندا، واصفًا عدم تمكن الإيرانيين المقيمين هناك من التصويت في الانتخابات الرئاسية بأنه "منافٍ لحقوق الإنسان". أضاف أن خامنئي أكد عدم استخدام المبادئ الغربية لحقوق الإنسان.

أظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة "كُمان" المختصة بدراسة الأفكار، أن أكثر من 65 بالمائة من الشعب الإيراني لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك قبل أقل من أسبوع من إجراء هذه الانتخابات.
ونشرت هذه المؤسسة، التي تتخذ من هولندا مقرًا لها، اليوم الأحد، نتائج استطلاعها حول الانتخابات المقبلة في إيران، والتي من المقرر إجراؤها يوم الجمعة المقبل، 28 يونيو (حزيران).
وبحسب هذا الاستطلاع، أعلن نحو 22 بالمائة فقط من المشاركين أنهم سيشاركون ويصوتون في الانتخابات الرئاسية.
وفي المقابل، قال أكثر من 65 بالمائة إنهم لن يصوتوا في الانتخابات، وقال 12 بالمائة إنهم لم يتخذوا قرارًا بعد بهذا الشأن.
وقد شارك في استطلاع مؤسسة "كُمان" أكثر من 77 ألف شخص من داخل إيران، وبحسب هذه المؤسسة فإن هذا الاستطلاع يعكس آراء الأشخاص المتعلمين الذين تزيد أعمارهم على 19 عامًا والذين يعيشون في إيران، وهو ما يعادل 90 بالمائة من السكان البالغين في هذا البلد.
ووجهت مؤسسة "كُمان" سؤالًا إلى المشاركين في الاستطلاع حول السبب الرئيس وراء عدم مشاركتهم في الانتخابات؟
وقد فضّل أكثر من 67 بالمائة من المستطلعين خيار "معارضة الجمهورية الإسلامية برمتها" ويعتقد أكثر من 18 بالمائة أن "سلطة رئيس الجمهورية الإيرانية معدومة".
كما أن استبعاد المرشح الذي يرغب فيه الشعب في الانتخابات سبب آخر لمقاطعة الانتخابات.
والنقطة الأخرى المهمة في هذا الاستطلاع هي جهل البعض بموعد الانتخابات؛ حيث إن 34 بالمائة من المواطنين مازالوا لا يعرفون متى ستجري الانتخابات الرئاسية.
كما سألت مؤسسة "كُمان" المشاركين في الاستطلاع حول تكهناتهم المختلفة بتحطم مروحية الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، حيث قال أكثر من نصف المشاركين إن الحادث مرتبط بـ "صراع على السلطة داخل النظام".
وكان العديد من الشخصيات السياسية والمدنية ونشطاء حقوق الإنسان والمنظمات المدنية، قد دعوا، خلال الأيام الماضية، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية في إيران.
كما دعت 10 تنظيمات طلابية ومنظمتان لطلاب المدارس ومجموعة من الطلاب والناشطين المدنيين والنقابيين والسياسيين، في بيان مشترك، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
وأكد عشرات المواطنين، في رسائل إلى "إيران إنترناشيونال"، أنهم لن يشاركوا في الانتخابات.
ودعت الكاتبة والباحثة الإسلامية، صديقة وسمقي، إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة في إيران، وأعلنت أن المشاركة في الانتخابات "تصب في صالح النظام".
واستخدمت السجينة السياسية، كلروخ إيرايي، في رسالة من سجن إيفين، هاشتاغ "لا للتصويت"، وانتقدت الإصلاحيين لتشجيعهم المواطنين على المشاركة في الانتخابات، واصفةً هذا النهج بالخيانة.
وقالت السجينة السياسية، محبوبة رضائي، في رسالة من سجن إيفين، إنه إذا كانت الانتخابات فعالة في الحكومات الديكتاتورية والشمولية، فلن يُمنح الناس بالتأكيد حق الاختيار.
كما نشر أبوالفضل قدياني، وهو سجين سياسي سابق وناشط سياسي معارض للنظام الإيراني، تحليلًا على موقع "زيتون"، مشيرًا إلى أن ادعاء "التحسن التدريجي في الأمور دون تغيير نظام الحكم" هو ادعاء فاضح، قائلًا: "إن مقاطعة هذه الانتخابات الصورية عمل مدني وفعال ويخلق منصة للأنشطة المستقبلية".
الجدير بالذكر أن مؤسسة "كُمان" كانت قد أجرت استطلاعًا للرأي حول الانتخابات النيابية، في فبراير (شباط) الماضي، وأظهرت نتائجه أن أكثر من 75 بالمائة من الشعب الإيراني كانوا لا يعتزمون المشاركة في هذه الانتخابات، وأن نحو 75 بالمائة من المشاركين أرادوا إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.
وبعد إجراء الانتخابات النيابية، أعلن النظام أن نحو 41 بالمائة شاركوا في الانتخابات، وهو ما لم تتمكن المؤسسات ووسائل الإعلام المستقلة من التأكد منه.
إلا أن هذا الرقم أظهر أدنى نسبة رسمية للمشاركة في الانتخابات خلال حكم الجمهورية الإسلامية.
وأظهر الاستطلاع، خلال الانتخابات البرلمانية، أن نحو 38 بالمائة من الإيرانيين، كانوا لا يعلمون بموعد إجراء هذه الانتخابات في مارس (آذار) الماضي.

تشن صحف ووسائل إعلام التيار الأصولي الحاكم في إيران حملة ممنهجة، هذه الأيام، على الإصلاحيين عمومًا، وشخص وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، على وجه الخصوص؛ بسبب دعمه السخي والمكثف للمرشح مسعود بزشكيان.
تشن صحف ووسائل إعلام التيار الأصولي الحاكم في إيران حملة ممنهجة، هذه الأيام، على الإصلاحيين عمومًا، وشخص وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، على وجه الخصوص؛ بسبب دعمه السخي والمكثف للمرشح مسعود بزشكيان.
وقالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن ظريف وأحمدي نجاد وجهان لعملة واحدة، وإنهما شبيهان ببعضهما البعض من حيث الضرر الذي ألحقاه بالنظام والشعب، متهمةً ظريف بالخداع وتزييف الحقائق.
واتهمت صحيفة "كيهان" ظريف بـ "ملاطفة الأعداء ومجافاة الأصدقاء"، وأنه "شديد على المؤمنين، رحيم مع الكفار"، وانتقدت التلفزيون الإيراني ووسائل الإعلام الرسمية، كونها تستضيف هذه الأيام "ظريف" وأمثاله الذين "جلبوا الكوارث على البلاد"، وحاكوا الأكاذيب والافتراءات التي "استهدفت الأمن النفسي والروحي" للمواطنين.
ويبدو أن الصحيفة تتجاهل الغاية الخفية للنظام، الذي أرخى العنان لـ "ظريف" وأمثاله للظهور في وسائل الإعلام بهدف واحد ورئيس وهو تسخين تنور الانتخابات؛ خوفًا من تكرار تجربة الانتخابات السابقة؛ حيث مُنيت بفشل ذريع بفعل المقاطعة الشعبية غير المسبوقة في تاريخ النظام.
ولم تغفل صحف الإصلاحيين عن هذه الهجمة الممنهجة، إذ كتبت صحيفة "آرمان ملي" في صفحتها الأولى قائلة: "الهجوم على منطق ظريف"، مبينة أن هذه الهجمات من التيار الأصولي تأتي إدراكًا منهم أن الأسلوب الذي يستخدمه "ظريف" في الدفاع عن "بزشكيان" والتيار الإصلاحي ونقد الأصوليين ومرشحيهم ذات وقع كبير على الناخبين الإيرانيين، وسيكون مؤثرًا في مسار العملية الانتخابية المقررة يوم الجمعة المقبل.
ووصفت صحيفة "ستاره صبح" تصريحات ظريف الجديدة وهجومه على التيار الحاكم بأنها "طوفان جديد"، بعد تصريحات أدلى بها، يوم الأربعاء الماضي، حول سياسة إيران الخارجية والاتفاق النووي وعرقلة الأصوليين للتفاوض مع الغرب وإحياء الاتفاق النووي.
وانتقد ظريف، في تصريحاته الجديدة، قمع النساء من قِبل السلطة الحاكمة وتغليب المصالح الفئوية على المصلحة العامة من قِبل الأصوليين؛ حيث أفشلوا محاولات الحكومة السابقة في خلق الانفراجة الاقتصادية للبلاد، لا لشيء سوى أن من تصدى للحكم حينها كان الرئيس حسن روحاني، الذي يناصبونه العداء والكراهية، مستشهدًا بمعارضة البرلمان آنذاك اعتماد خطة التفاوض مع الغرب، وكذلك رفض انضمام إيران إلى مجموعة FATF"".. داعيًا الإيرانيين إلى المشاركة في الانتخابات، ومنع وصول الأقلية المتشددة إلى الحكم من جديد.
ومن الموضوعات التي أبرزتها العديد من الصحف أيضًا، تحذيرات المرشد علي خامنئي للمرشحين وأعضاء حملاتهم الانتخابية؛ حيث حذر هؤلاء من الإدلاء بتصريحات "تفرّح العدو" وتضر بسمعة النظام.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الإيرانيون في حيرة وتردد ولا أمل لديهم في الإصلاح والتغيير
تناولت صحيفة "اعتماد"، في مقال تحليلي، موضوع المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذكرت أن كثيرًا من الإيرانيين اليوم يعيشون حيرة وترددًا كبيرين؛ لأنهم يشعرون بالاستياء وعدم الرضا من جانب، ومن جانب آخر لا يجدون طريقًا للتعبير عن عدم رضاهم هذا والعمل على الإصلاح السياسي والاجتماعي في البلد.
وانطلاقًا من ذلك فإن الإيرانيين اليوم باتوا يائسين من التغيير، وينتظرون معجزة لإصلاح الوضع، معتقدة أن نسبة قليلة منهم يرون في الانتخابات المقبلة أملًا طفيفًا للخروج، ولو مؤقتًا، من هذا الانغلاق واليأس السياسي.
وذكرت الصحيفة أن كثيرًا من الإيرانيين يرون أن "بزشكيان" وحملته الانتخابية لم يقدما شيئًا حتى الآن يستحق النظر والاهتمام من قِبل مقاطعي للانتخابات، وأنه لم يوضح ماهية الخطط والبرامج التي يريد تحقيقها في حال وصل إلى سُدة الحكم.
"جمله": انقسام حاد بين الأصوليين قد يؤدي إلى هزيمتهم أمام "بزشكيان"
ذكرت صحيفة "جمله" أن مرشحين اثنين من الأصوليين على الأقل، هما جليلي وقاليباف، سيبقيان حتى النهاية في السباق الرئاسي، ولن ينسحبا من هذه الانتخابات؛ بسبب اعتقاد كل منهما بأنه صاحب الحظ الأوفر في أن يصبح رئيسًا.
ورأت الصحيفة أن هذا الإصرار على البقاء والاستمرارية في الانتخابات جعل موقف المرشحين الآخرين، وهما: زاكاني وقاضي زاده هاشمي، صعبًا ومحرجًا؛ إذ إنهما لا يدريان إلى صالح من سينسحبان في النهاية؟
وأضافت أن هذين المرشحين يطمعان في أن يقتطعا شيئًا من الكعكة، إذا ما قررا الانسحاب، لصالح المرشح الذي ينسحبان من أجله، لكن بسبب بقاء كل من جليلي وقاليباف أصبحت مهمتهما صعبة وقرارهما معقدًا بشكل كبير.
وأوضحت الصحيفة أن التيار الأصولي اليوم يعيش انقسامًا داخليًا حادًا، وأن هذا الانقسام سيكون سببًا في هزيمتهم، وفوز مرشح الإصلاحيين مسعود "بزشكيان".
"جمهوري إسلامي": إصلاح الوضع الاقتصادي الإيراني لا يتم إلا من خلال تغيير السياسة الخارجية
أكدت صحيفة "جمهوري إسلامي" أنه بات واضحًا ومعروفًا أن تغيير السياسات العامة في إيران أمر خارج قدرة المرشحين للرئاسة وصلاحياتهم، وأيًا كان الفائز في هذه الانتخابات، إصلاحيًا كان أم أصوليًا، لن يكون بمقدوره خلق التغيير المطلوب على مستوى السياسات العامة في البلاد.
وذكرت الصحيفة أن إيران أصبحت في حاجة ماسة للتغيير والانفراجة الاقتصادية، وهذا لن يتحقق إلا من خلال تغيير نهج السياسة الخارجية.
ودعت الصحيفة النظام وصُنّاع القرار في إيران إلى العودة إلى مبدأ التوازن في التعامل مع الشرق والغرب، وعدم الانحياز إلى طرف على حساب طرف آخر، مؤكدة أن إيران مادامت لم تعتمد على هذا المبدأ، لا يمكن أن نتوقع حدوث تغيير وانفراجة في وضعها الراهن على جميع المستويات.