"قليان" من داخل سجنها:المشاركة في الانتخابات تمنح النظام فرصة ليظهر صورة شرعية مزيفة



ذكر السجين السياسي السابق، أبوالفضل قدياني، أن "حل المشكلة في إيران يقتضي تغيير النظام الديني الاستبدادي الحاكم في البلاد إلى نظام جمهوري ديمقراطي علماني يقوم على المقاومة المدنية والسياسية"، وأكد: "لديّ إصرار على مقاطعة مسرحية الانتخابات في الجولة الثانية أيضًا".

دخل الباحث الإيراني السويدي، أحمد رضا جلالي، المحكوم عليه بالإعدام في إيران، يومه الثامن من إضرابه عن الطعام يوم الأربعاء 3 يوليو (تموز). وقالت زوجته فيدا مهران نيا إن وزير الخارجية السويدي لم يقدم أي إجابات جديدة حول إمكانية إطلاق سراح جلالي خلال لقائه بها.
وهذا السجين الإيراني- السويدي مزدوج الجنسية، والذي يواجه خطر الإعدام، مضرب عن الطعام منذ 25 يونيو (حزيران).
ويأتي إضراب جلالي عن الطعام في حين أن حالته الصحية مقلقة، كما يعاني من انخفاض شديد في ضغط الدم، وبحسب قول زوجته فإنه يعاني من أمراض عديدة.
وكانت مهران نيا قد أعلنت في وقت سابق أن زوجها يعتقد أن الإضراب عن الطعام هو الطريقة الوحيدة التي يسمع بها العالم صوته.
وأعلنت يوم الثلاثاء 2 يوليو (تموز) أنها التقت هي وابنها بوزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، وقالت لوسيلة الإعلام السويدية "أفتونبلاديت" إنها لم تتلق أي إجابات جديدة حول إمكانية إطلاق سراح زوجها.
وقالت بعد هذا اللقاء: "أخبروني أنهم سيتابعون هذا الموضوع، لكنهم لم يحددوا أي شيء. أشعر بخيبة أمل كبيرة".
وفي 16 يونيو (حزيران)، قالت زوجة جلالي أيضًا لـ"إيران إنترناشيونال" إن الحكومة السويدية لم تعطها أي إجابة فيما يتعلق بالجهود المبذولة لإطلاق سراح جلالي و"ليس لديها اي إجابة".
وفي يوم الثلاثاء، 2 يوليو (تموز)، وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو لإيرانيين يتجمعون أمام وزارة الخارجية السويدية للمطالبة بالإفراج عن أحمد رضا جلالي، والتي أظهرت احتجاجهم على سياسة الرهائن التي تنتهجها إيران.
وقالت زوجة أحمد رضا جلالي، في إشارة إلى عملية التبادل التي تمت للمسؤول الإيراني حميد نوري بمواطنين سويديين كانوا محبوسين في إيران، إنه "إذا كان هناك عملية تبادل، فإن الحكومة السويدية "قصرت" في إنقاذ حياة سجناء آخرين مزدوجي الجنسية".
وفي 14 يونيو (حزيران)، تم تبادل حميد نوري، مساعد المدعي العام السابق في سجن كوهردشت، والذي شارك في قتل آلاف السجناء السياسيين في إيران، مع يوهان فلودروس وسعيد عزيزي، وهما مواطنان سويديان. وأثار هذا التبادل غضب الرأي العام والجماعات السياسية والحقوقية.
وبعد أقل من أسبوع من هذا التبادل، انتقد أحمد رضا جلالي رئيس الوزراء السويدي أولاف كريسترسون في ملف صوتي من سجن إيفين، وقال إن الحكومة السويدية تخلت عنه.
وذكر في هذه الرسالة ظروفه الصعبة في سجن إيفين، وقال إنه قضى نحو ثلاثة آلاف يوم في "كهف رهيب".
واعتقل جلالي في مايو (أيار) 2016 بعد أن سافر إلى إيران بدعوة من جامعتي طهران وشيراز واتهم بـ"التجسس".
وأصدر أبو القاسم صلواتي، قاضي محكمة الثورة، حكماً بالإعدام عليه، وقد أيدت المحكمة العليا هذا الحكم.
ولم يقبل جلالي قط تهمة التجسس، وقال إن رفع دعوى ضده وإصدار هذا الحكم كان بسبب رفضه التعاون مع الحرس الثوري الإيراني والتجسس على الدول الغربية.
ويواجه جلالي عقوبة الإعدام منذ 8 سنوات.
وأعلنت مهران نيا بداية إضراب هذا السجين عن الطعام في 25 يونيو (حزيران)، وبعد أيام قليلة أعلنت أن الحالة الصحية لزوجها سيئة للغاية، وأن حياته في خطر شديد.
وكان جلالي قد أضرب عن الطعام في ديسمبر (كانون الأول) 2016 بعد أن تم سجنه في الحبس الانفرادي.
وفي 26 أبريل (نيسان) من هذا العام، أرسل 15 من الرهائن السابقين لدى إيران رسالة إلى كريسترسون، يطلبون منه محاولة إطلاق سراح هذا السجين مزدوج الجنسية من سجن إيفين.

كتبت هنغامه جوبين، والدة المراهق المقتول آرتين رحماني، على "إكس": "الفجوة العميقة التي نشأت بين الشعب والنظام في إيران لا يمكن سدها بهذه السجالات السخيفة والشعارات المزيفة للمرشحين". وآرتين رحماني، 17 عامًا، قُتل بنيران مباشرة من قبل قوات الأمن في مدينة إيذه خلال الاحتجاجات.

أشاد ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، في رسالة بالفيديو يوم الأربعاء 3 يوليو (تموز)، بالمقاطعة واسعة النطاق للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وطالب الشعب الإيراني بالامتناع عن المشاركة في الجولة الثانية من هذه الانتخابات.
وقال رضا بهلوي في هذه الرسالة: "إن رفضكم الحاسم والواعي للجمهورية الإسلامية وانتخاباتها الهزلية وجه ضربة قاصمة لهذا النظام الشيطاني وغير الشرعي، ووحد صفوف الوطنيين والمناضلين، وزاد الانقسامات الداخلية في النظام الإيراني".
وقد أجريت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لتحديد خليفة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في 28 يونيو (حزيران)، ولم يتمكن أي من المرشحين الذين وافق عليهم مجلس صيانة الدستور من الفوز بأغلبية الأصوات. وبحسب وزارة الداخلية، فإن أكثر من 60% من المواطنين الذين لهم حق التصويت لم يشاركوا في هذه الانتخابات.
وحصل المرشح المدعوم من الإصلاحيين، مسعود يزشكيان، على أكثر من 10.400.000 صوت، وسعيد جليلي على أكثر من 9.400.000 صوت. ومن المقرر أن تقام الجولة الثانية في 5 يوليو (تموز).
وحذر رضا بهلوي من أن النظام الإيراني يشن حملة تقوم على "الخداع والخوف" و"الأكاذيب المتكررة"، ويحاول بهذه الطريقة جر المواطنين إلى "صناديق اقتراع مزورة" في الجولة الثانية من الانتخابات.
وطالب المواطنين الذين شاركوا في الجولة الأولى من الانتخابات بالانضمام إلى عائلات ضحايا النظام، والسجناء السياسيين من مختلف أطيافهم، والامتناع عن المشاركة في الجولة الثانية.
وأضاف نجل شاه إيران السابق: "لا تدعوهم يقتلون شبابنا وأطفالنا باسمكم وبدعم صوتكم، وينفقون الثروات الوطنية على الإرهابيين والمجرمين في غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن، ويغرقوا المنطقة والعالم في حرب وفوضى".
وقد قاطع عدد كبير من الناشطين المدنيين والسجناء السياسيين وعائلات الضحايا المطالبين بتحقيق العدالة انتخابات النظام لتحديد خليفة رئيسي.
وشددت 9 سجينات يساريات على مقاطعة الجولة الثانية للانتخابات في بيان من سجن إيفين، يوم الاثنين 1 يوليو (تموز).
وجاء في بيان هؤلاء النساء: "إن مثل هذه الانتخابات هي محاولة يائسة لإنقاذ نظام يائس فقد شرعيته. ويشكل المرشحون للانتخابات، مثل أي فترة أخرى، رمزا لانحطاط هذا النظام الفاشي".
كما انتقد رضا بهلوي، في رسالته بالفيديو، مواقف مسعود بزشكيان، وقال: "هو اليوم مرشح ما يسمى بالإصلاحيين والمعتدلين، وسجله التطهير والتطبيق غير القانوني للحجاب الإجباري في المستشفيات والجامعات في الأسابيع والأشهر الأولى بعد ثورة 1979 ويفتخر بهذا السجل المظلم".
وأضاف أن المرشح المدعوم من الإصلاحيين يدعم تعزيز الحرس الثوري، وأعلن مرارا أنه "سيكون منفذا لأوامر المرشد خامنئي وسياساته".

اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي مشاركة الشعب في الانتخابات بمثابة دعم وفخر للنظام، وقال: "كلما كانت المشاركة أفضل كلما كان النظام أكثر قدرة على تحقيق أهدافه الاستراتيجية داخليًا وخارجيا، وهي فرصة كبيرة جدًا".