برلماني إيراني: ينبغي ألا نتجاهل الانتقام لدماء إسماعيل هنية



دخل ممرضو المستشفيات بمختلف مدن إيران في إضراب، اليوم السبت 10 أغسطس (آب)، لليوم السادس على التوالي؛ احتجاجًا على عدم تلبية مطالبهم، وتوقفوا عن العمل.
واستمرت هذه الإضرابات، التي بدأت يوم الخامس من الشهر الجاري في عدة مدن، من بينها: آبادة، وتبريز، وزنجان، وشيراز، وفسا.
ويحتج الممرضون المضربون على ظروف العمل المرهقة، وانخفاض الأجور وطول ساعات العمل، وعدم تصحيح صيغة تعرفة خدمة التمريض، وانخفاض أجور العمل الإضافي، وعدم دفع المزايا وأجور العمل الإضافي ومستحقات السنوات الماضية، وعدم تلبية وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمطالبهم .
وبحسب التقارير الواردة من شيراز، أدى اليوم السادس من إضراب الممرضين في هذه المدينة إلى إخلاء المستشفيات العامة (باستثناء قسم الطوارئ)، وإلغاء العمليات الجراحية في مستشفى نمازي.
وفي مدينة فسا بمحافظة فارس، تجمع الممرضون المحتجون مع أطفالهم أمام مبنى جامعة العلوم الطبية في هذه المدينة، وتوقفوا عن العمل.
وردد الممرضون المحتجون في زنجان، في تجمعهم يوم السبت، شعارات، ومنها: "المسؤول عديم الكفاءة الاستقالة الاستقالة" و"لا نريد العمل الإضافي القسري، لا نريده" .
وانضم ممرضو مستشفى سجاد في مدينة تبريز إلى احتجاجات وإضرابات الممرضين اليوم أيضًا.
وأظهرت الصور، التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، أن ممرضي مستشفى الخميني في آبادة أضربوا أيضًا يوم السبت.
وطلبت إحدى الممرضات المحتجات، في فيديو نُشر على صفحة تلغرام "بوست كشيك، النادي الوطني لطلبة العلوم الطبية"، من زهرا، ابنة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن يسمع والدها صوت 500 ألف ممرض.
وجاء هذا الطلب ردًا على اتصال ابنة بزشكيان بالرياضيات المشاركات في أولمبياد باريس 2024.
وشددت هذه الممرضة في هذا المقطع على أن "مجتمع التمريض في إيران ليس في وضع جيد، ولا أحد من أعضاء مجتمع التمريض راضٍ عن وضعه".
وقد دخل ممرضو مستشفيات شيراز العامة، يوم أمس الجمعة، 9 أغسطس الجاري، اليوم الخامس من إضرابهم عن العمل، ولم يحضروا إلى العمل؛ احتجاجًا على عدم تلبية مطالبهم.
وتوقف ممرضو مستشفيات شمران، وابن سينا، ورجائي، وأستاذ محرزي، ومستشفى الزهرا للقلب،عن العمل، قبل ذلك، خلال الفترة من الاثنين 5 أغسطس إلى الخميس 8 أغسطس.
وبدأ تجمع ممرضو شيراز، يوم الاثنين 5 أغسطس، احتجاجًا على المشاكل النقابية. وهتفوا بشعارات مثل "أين ذهبت تعريفتنا.. أين ذهبت في جيبكم؟"
وتجمع الممرضون المحتجون في إيران، مرارً وتكرارًا، أمام جامعات العلوم الطبية في مختلف محافظات البلاد؛ احتجاجًا على وضعهم الوظيفي وعدم تلبية مطالبهم.
وأعلن عضو المجلس الأعلى لنظام التمريض، فريدون مرادي، في 21 يوليو (تموز) الماضي، عن هجرة 150 إلى 200 ممرض شهريًا من إيران وقال: "يتم إنفاق ما بين مليار ونصف المليار إلى ملياري تومان مقابل كل طالب تمريض، ولكننا نفقدهم بسهولة"
وتستمر الجولة الجديدة من احتجاجات الممرضين، بينما أعلن محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار الممرضين، استدعاء وتهديد الممرضين في أجزاء مختلفة من البلاد لحضورهم التجمعات النقابية، في وقت سابق من شهر يوليو الماضي.
ونشرت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، المعنية بحقوق العمال، تقريرًا بعنوان "من التهديدات والنفي إلى الفصل؛ الرد على مطالب الممرضين المحتجين"، في 7 يوليو من هذا العام، وكتبت أن الممرضين العاملين في القطاع الخاص لا يتمتعون بحرية المشاركة في التجمعات الاحتجاجية، وإذا شاركوا في الاحتجاجات فلن يتم تجديد عقودهم وسيتم فصلهم.
وبحسب "إيلنا"، يتم أيضًا استدعاء الممرضين الرسميين في وزارة الصحة إلى لجنة التحقيق في الانتهاكات ومعاقبتهم، وحتى الرسميين لا يستثنون من الضغوط وانتهاك حقوقهم.
كما أفادت صحيفة "هم ميهن"، في تقرير صدر في مارس (آذار) 2023، باتخاذ الإجراءات القضائية ضد الممرضين، الذين احتجوا على مشاكلهم النقابية وشاركوا في التجمعات قبل عام.
وبالتزامن مع يوم التمريض العالمي، في 12 مايو (أيار) من هذا العام، قال الأمين العام لدار الممرضين إن بعض الممرضين يهاجرون بسبب التضييق على الحريات الاجتماعية، وبعض الأطباء يهاجرون بسبب قضايا سياسية، مضيفًا أن معظم الممرضين يغادرون إيران بدافع كسب العيش، وفي ظل الوضع الحالي، فإن هجرتهم أمر لا مفر منه.
هذا ويأتي استدعاء الممرضين في إيران وتهديدهم وترحيلهم وطردهم، في وفت أعلن فيه مساعد وزير الصحة في شؤون التمريض، عباس عبادي، في أغسطس 2023، وجود عجز يُقدر بنحو 100 ألف ممرض جديد.

دعت حكومة "طالبان" في أفغانستان، إيران، إلى إنهاء العنف ضد المهاجرين الأفغان، بعد نشر شريط فيديو لضابط شرطة يضرب بوحشية مهاجرًا أفغانيًا مراهقًا في مدينة دماوند.
وقالت وزارة اللاجئين التابعة لـ "طالبان"، في بيان يوم الجمعة، إن الحركة تشعر بقلق بالغ إزاء نشر مقاطع فيديو "مفجعة" تظهر الشرطة الإيرانية وهي تسيء معاملة مهاجر.
كما طلبت حركة طالبان من النظام الإيراني معالجة مشاكل المهاجرين الأفغان، وإنهاء العنف ضدهم.
وجاء في بيان حكومة "طالبان" أن الترحيل القسري للمهاجرين الأفغان من إيران "يتعارض مع المبادئ الإسلامية والدولية ومبادئ حسن الجوار، وينبغي تحقيق هذا الهدف بالتنسيق بين البلدين وإطلاق برامج تحفيزية لعودتهم".
كما حثت "طالبان" المهاجرين الأفغان في إيران على العودة إلى أفغانستان "طوعًا وبكرامة"، و"إذا بقوا في إيران، عليهم احترام القوانين الإيرانية".
وشددت حركة طالبان على رغبتها في علاقات جيدة مع جيران أفغانستان، ودعت إيران إلى القضاء على القضايا التي تضر بالعلاقات وتوفر "أساسًا للدعاية الكاذبة في بعض المجالات".
وهذه هي المرة الأولى التي ترد فيها حركة طالبان رسميًا على تعذيب مهاجر أفغاني على يد عناصر الشرطة الإيرانية.
وقد أفادت قناة "أفغانستان إنترناشيونال"، في تقرير، يوم الأربعاء الماضي، بأن رجل شرطة إيرانيًا أمسك بيدي وقدمي مراهق أفغاني يبلغ من العمر 15 عامًا، يُدعى سيد مهدي، وقام شرطي آخر بوضع ركبته على رقبته في قرية أبسرد بمدينة دماوند.
وأضاف التقرير أن هذا المراهق يرقد الآن في المستشفى، وهو من ولاية دايكوندي الأفغانية.
وفي الفيديو المنشور، يمكن رؤية عدد من رجال الأمن بجانب سيارة الشرطة، وهم يضعون هذا المراهق على الأرض.
وفي بداية هذا الفيديو، ألقى الشرطيان بثقلهما الكامل على جسد المراهق، ثم وضع الشرطي، الذي يرتدي الزي الرسمي ركبته على رقبته، وقام بالضغط عليه.
وفقًا لتقرير "أفغانستان إنترناشيونال"، فقد هاجر عدد كبير من اللاجئين الأفغان إلى إيران، بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان.
والعديد من هؤلاء المهاجرين هم من النساء والفتيات المحرومات من الحق في التعليم والعمل في أفغانستان، وجزء آخر من المهاجرين موظفون عسكريون وحكوميون سابقون فروا إلى إيران؛ خوفًا من انتقام طالبان.
كما توجه عدد من المهاجرين إلى إيران للعمل في أعقاب الأزمة الاقتصادية وانتشار البطالة في أفغانستان، التي تسيطر عليها حركة طالبان.
وأثار نشر مقطع الفيديو، الذي يظهر تعذيب هذا المهاجر الأفغاني البالغ من العمر 15 عامًا ردود فعل واسعة النطاق، خلال الأيام الماضية.
وقال مدير عام جنوب آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية، رسول موسوي، إنه لا توجد سلطة أو مؤسسة في إيران تقبل بمناهضة الهجرة، وتعتبرها "حقًا مشروعًا للأجانب".
وأضاف أنه يجب على الأجانب اتباع اللوائح تمامًا، كما يُطلب من الشعب الإيراني اتباع القوانين.
وقارن مستخدمو التواصل الاجتماعي ضغط الشرطي الإيراني على رقبة هذا المراهق الأفغاني، بقصة جورج فلويد في أميركا عام 2020، والتي تسببت في احتجاجات واسعة النطاق في الولايات المتحدة.

كتب علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني، علي خامنئي، على "إكس": "إن غرض إسرائيل من قتل المصلين في مدرسة بغزة، واغتيال هنية في إيران هو إثارة الحرب وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار".
وأضاف: "تم استكمال الإجراءات القانونية والدبلوماسية والإعلامية والتحضير لمعاقبة النظام الذي لا يفهم إلا لغة القوة".

طالبت مجموعة من السجناء السياسيين الإيرانيين، في رسالة، بوقف إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، ووضع حد للعنف السافر في المجتمع والسجون، واحترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، وعدم اعتقال الناشطين السياسيين المدنيين والأسر المطالبة بتحقيق العدالة.
وقد وقّع على هذه الرسالة، التي وصلت إلى إذاعة "صوت أميركا"، كل من: زرتشت أحمدي راغب، ورضا سلمان زاده، ومصطفى رمضاني، ورضا محمد حسيني، وهم معتقلون سياسيون بسجن "قزل حصار"، بمدينة كرج غرب طهران.
وأدان هؤلاء السجناء، في رسالتهم، الهجوم على عنبر النساء المعتقلات في سجن إيفين، وقمع الفتيات والنساء في الشوارع، وأعلنوا تضامنهم وتعاطفهم مع الشعب الإيراني المحب للحرية، وأكدوا أنهم "سيدفعون ثمن تحرير شعبهم وأرضهم من براثن الاستبداد بقلوبهم وأرواحهم".
وذكر السجناء السياسيون المذكورون، والذين قدموا أنفسهم على أنهم "سجناء سياسيون منفيون في قزل حصار" أن "النظام قد يكون قادرًا على إزهاق أرواحنا، ولكن ليس حريتنا أبدًا"، مضيفين أن السجون هي إحدى قواعد النضال والمقاومة ضد الحكام الظالمين.
وأضاف زرتشت أحمدي راغب، ورضا سلمان زاده، ومصطفى رمضاني، ورضا محمد حسيني، في هذه الرسالة: "في أعقاب الزيادة في معدل الجريمة المسماة بالإعدام، من خلال التلاعب بالدين والقانون واستغلالهما، رأينا أن النشطاء السياسيين لم يبقوا صامتين في السجون، لكن نتيجة هذه الاحتجاجات كان الاعتداء المخزي بالضرب على السجينات السياسيات المسجونات في (إيفين) على يد حراس السجن وبدء الحرب ضد فتيات البلاد المحبات للحرية بحجة الحجاب".
واعتبر هؤلاء السجناء السياسيون تصرفات النظام الإيراني هذه "علامة على قذارة ورعب جهاز القمع"، وطالبوا بوقف فوري للإعدامات والعنف في المجتمع والسجون.
وبعد ورود أنباء عن تعرض السجينات السياسيات للضرب في سجن إيفين، دعت منظمة "مراسلون بلا حدود"، وجمعية القلم الأميركية، في بيانين، إلى إطلاق سراح هؤلاء السجينات.
واحتجت السجينات السياسيات المسجونات في سجن إيفين على إعدام الشاب الإيراني، رضا رسايي، في 6 أغسطس (آب) الجاري، وتعرضت بعضهن للضرب على يد رجال الأمن، كما منعت سلطات السجن علاج السجينات المصابات.

كتب متين حسني، أحد المتظاهرين ممن فقدوا أعينهم برصاص الأمن الإيراني على "إنستغرام"، ردًا على طلب صحيفة كيهان التابعة للمرشد، من نائب الرئيس تقديم 10 متظاهرين مصابين بالعيون، حسب حديثه: "أنا شاهد على إحدى هذه الجرائم في نوفمبر 2019، فقدت عيني إلى الأبد، والآن قضيتم عليّ بالسجن".