وأظهرت الصور، التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أن نصرالله وقادة حزب الله الرئيسين مثل فؤاد شكر، قائد الجناح العسكري، وإبراهيم عقیل، قائد العمليات وقائد وحدة رضوان، وعلي کرکی، قائد جبهة الجنوب، قُتلوا جميعًا.
والآن، يجب على حزب الله اختيار شخص آخر بدلاً من نصرالله كأمين عام، ومن المحتمل أن يتدخل علي خامنئي وقادة الحرس الثوري في هذا الاختيار، كما في السابق.
وإذا كان هاشم صفی الدین، رئيس المجلس الجهادي، قد نجا، وكذلك نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، فسيكونان الخيارين الرئيسين لخلافة نصرالله، وكلاهما قريب من النظام الإيراني، لكن هاشم صفی الدین يعتبر خيارًا عسكريًا أكثر، وهو والد زوجة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في غارة أميركية على العراق.
أما نعيم قاسم فهو من مؤسسي حزب الله في الثمانينيات، وقد تم انتخابه نائبًا للأمين العام خمس مرات، لكن هاشم صفی الدین لديه دعم أكبر بين قوات الحرس الثوري. بغض النظر عن أي اختيار، سيصبح خليفة نصرالله هدفًا رئيسًا للعمليات الهجومية الإسرائيلية، وستكون حياته أيضًا في خطر.
ومع مقتل القادة الرئيسين لحزب الله، يواجه الحزب تحديًا كبيرًا في اختيار قادته العسكريين أيضًا. وإذا كان طلال حمیه، القائد القديم لحزب الله، قد نجا، فمن المحتمل أن يتولى قيادة الجناح العسكري، وهو مطلوب من قِبل الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فمن غير المحتمل أن يعود حزب الله إلى مكانته السابقة تحت قيادة نصرالله التي دامت 32 عامًا؛ حيث تدهورت وضعيته بشكل كبير في لبنان، بعدما تعرضت قوته العسكرية ومصداقيته لضرر جسيم.
وعلى المدى القصير، ستتعرض الوضعية السياسية لحزب الله في لبنان أيضًا للضغط، وهذا ما سيسعد خصوم الحزب السياسيين، مثل التيار المسيحي الماروني وتيار المستقبل السني، بتضعيف حزب الله.
وعلى المستوى الإقليمي، سيسعد العديد من الدول العربية، بتقليص نفوذ حزب الله، رغم انتقاداتها لإسرائيل، فقد كان حزب الله دائمًا يُعتبر من وكلاء طهران، التي تتدخل في شؤون العالم العربي؛ لذلك، يعتبر إضعاف هذه المجموعة، من منظور بعض الحكومات العربية، بمثابة تقليل للتدخلات الإيرانية في المنطقة.
وفي المقابل، فإن دولًا مثل سوريا والعراق، التي تتماشى مع النظام الإيراني، ستعبر عن استيائها الشديد من هذه التطورات وستعلن الحداد.
وفي الداخل الإيراني، تلقى المرشد وقادة الحرس الثوري، صدمة بمقتل نصرالله وقادة الحزب اللبناني؛ حيث لم يتصور نظام طهران أن أهم وكلائه بالمنطقة سيتعرض لمثل هذه الضغوط الإسرائيلية بهذه السرعة والشدة.