صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يعتبر مقتل "السنوار" فرصة مناسبة للتعامل مع "النووي الإيراني"



صرح عضو مجلس تشخیص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، بأن "طهران لا تسعى إلى الحرب، ولكن بحكمة خامنئي ستفشل مؤامرات الأعداء". وأضاف أن الهجوم الأول على إسرائيل كان بهدف "إبراز القوة" الإيرانية، وفي الهجوم الثاني أصبحت هذه القوة "أكثر وضوحًا".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصف وفاة سنوار بأنها فرصة للإفراج عن الرهائن، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن الوضع الحالي يقع على عاتق إيران وحزب الله.
وأضاف: “جذور عدم الاستقرار في المنطقة هي نتيجة للأعمال التي قامت بها إيران بشكل مباشر ومن خلال وكلائها على مدى سنوات.”

تخوض وریشه مرادي، السجينة السياسية الإيرانية المحتجزة في جناح النساء بسجن إيفين، إضرابًا عن الطعام لليوم الثامن على التوالي رغم تدهور حالتها الصحية؛ احتجاجًا على الإعدامات في إيران ودعمًا لحملات "لا للإعدام".
وبدأت مرادي إضرابها عن الطعام منذ 9 أكتوبر (تشرين الأول)، وقد تدهورت صحتها بسبب الانخفاض الحاد في ضغط الدم والضعف الجسدي.
ووفقًا لمعلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، في 16 أكتوبر، تعرضت مرادي لانخفاض شديد في ضغط الدم في يومها الثامن من الإضراب، حيث أظهرت الفحوصات أن ضغط دمها بلغ 80/60.
وبحسب المصادر، فقد تم نقل مرادي إلى عيادة السجن بسبب الضعف الجسدي الناتج عن الإضراب، لكنها رفضت تلقي العلاج الوريدي، مؤكدة أنها ستستمر فقط في تناول الماء والملح والسكر.
وبدأت مرادي إضرابها عن الطعام يوم 9 أكتوبر، بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، اعتراضًا على زيادة إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام في إيران.
وفي 11 أكتوبر، وجهت مرادي رسالة من داخل سجن إيفين إلى الشعب والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، قائلة: "لا تجعلوا الحروب العابرة للحدود تطغى على القمع الداخلي في المجتمع". وأكدت أنها ستواصل إضرابها عن الطعام لتحقيق هدف حملات "لا للإعدام" والموقف الواضح منها.
ويستخدم العديد من السجناء في إيران الإضراب عن الطعام كآخر وسيلة لتحقيق مطالبهم، رغم المخاطر التي تهدد حياتهم. وغالبًا ما يكون السبب وراء هذه الإضرابات هو عدم الاستجابة لقضايا شخصية مثل عدم متابعة قضاياهم أو عدم احترام حقوقهم كسجناء.
ورغم ذلك، فإن مرادي، التي تقبع في سجن إيفين منذ نحو 15 شهرًا دون محاكمة، أوضحت أن إضرابها ليس لمطالب شخصية، بل احتجاجًا على الإعدامات، وكتبت في رسالتها: "لن نسمح بأي ثمن بأن تضيع أصوات المقاومين الداخليين الشجعان في ضجيج الحروب والمغامرات الفارغة".
وفي تقرير لها، ذكرت وكالة "هرانا" يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول)، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، أنه في الفترة بين 10 أكتوبر 2023 و8 أكتوبر 2024، تم تنفيذ 811 حالة إعدام في إيران.
وأضاف التقرير أن 186 شخصًا حُكم عليهم بالإعدام خلال هذه الفترة، وتمت المصادقة على 59 حكمًا بالإعدام من قبل المحكمة العليا.
الاعتقال والحبس الاحتياطي
وتم اعتقال وریشه مرادي في 1 أغسطس (آب) 2023 بالقرب من سنندج بعد تعرضها للضرب المبرح.
وعُقدت أول جلسة لمحاكمتها في 16 يونيو (حزيران) من هذا العام أمام محكمة الثورة في طهران برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي.
وتأجلت جلسة محاكمتها الثانية عدة مرات لأسباب مختلفة، لكنها عقدت في نهاية المطاف في 6 أكتوبر.
وتواجه مرادي تهمًا تتعلق بـ"التمرد والانتماء إلى إحدى الجماعات المعارضة للنظام"، وهي تهم قد تؤدي إلى إصدار حكم بالإعدام.
وفي أغسطس الماضي، نشرت مرادي دفاعها في رسالة إلى الرأي العام، طالبة من الشعب أن يحكم على أنشطتها بالعدالة الاجتماعية. وكتبت في رسالتها: "داعش يقطع رؤوسنا، والنظام يشنقنا، ولا يوجد علم سياسي أو قانوني قادر على حل هذا التناقض، فلنبقَ يقظين".
ومنذ مايو (أيار) هذا العام، مُنعت مرادي من الاتصال بأسرتها ومحاميها بأمر من القاضي صلواتي.
ورغم إعادة السماح لها بالاتصال مؤخرًا، إلا أنها لا تزال محرومة من حق زيارة أسرتها ومحاميها.
وتشير التقارير التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" في فبراير (شباط) 2024 إلى أن مرادي تعرضت للتعذيب أثناء احتجازها في مركز تابع لوزارة الاستخبارات.
تاريخ من القمع
ومنذ وصول النظام الإيراني إلى السلطة، قامت السلطات بشكل مستمر باعتقال وتعذيب وسجن النشطاء السياسيين والمدنيين والعمال.
ومنذ انطلاق الانتفاضة الشعبية ضد النظام في سبتمبر (أيلول) 2022، تصاعدت حملة القمع ضد النشطاء والمحتجين في البلاد، وما زالت مستمرة حتى اليوم.19:25

في ظل تصاعد التكهنات حول توقيت وأهداف وامتداد الهجوم الانتقامي الذي قد تشنه إسرائيل ضد إيران، حذر سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، من أن إسرائيل يجب أن لا تفكر حتى في استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وقال ريابكوف، اليوم الخميس 17 أكتوبر (تشرين الأول): "لقد حذرنا مرارًا وسنستمر في التحذير من أنه يجب على إسرائيل أن تتجنب حتى مجرد التفكير في إمكانية مهاجمة المنشآت النووية والبنية التحتية النووية الإيرانية".
ووصف ريابكوف الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية كجزء من أي عملية محتملة من قبل إسرائيل بأنه سيكون "تحولا كارثيا"، مضيفًا أن مثل هذا الحدث سيشكل انتهاكًا كاملاً لكافة المبادئ المتعلقة بضمان السلامة النووية.
وأفادت وكالة "رويترز" بأنه لم يتضح كيف نقلت روسيا هذه الرسالة إلى إسرائيل.
وفي وقت سابق، يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول)، ذكرت "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" في تقرير لها أن روسيا لا تنوي الدخول بشكل مباشر في المواجهة بين إسرائيل وإيران.
وبحسب المؤسسة، "لا تستطيع روسيا إنقاذ إيران في صراعها مع إسرائيل والولايات المتحدة، ولن تتخذ أي إجراء في هذا الشأن".
وأضافت مؤسسة كارنيغي: "روسيا مشغولة للغاية في أوكرانيا لدرجة أنه ليس لديها الوقت لخوض حرب أخرى، كما لم يظهر أبدًا أن موسكو ترغب في القتال من أجل المصالح الإيرانية".
وفي مساء 1 أكتوبر، استهدفت طهران بحوالي 200 صاروخ باليستي أراضي إسرائيل، وهو الهجوم المباشر الثاني لإيران ضد إسرائيل.
وأفاد موقع "بلومبرغ" الإخباري في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، مستندًا إلى بيانات من هيئة الضرائب الإسرائيلية، أن الهجوم الأخير للنظام الإيراني ألحق أضرارًا تتراوح بين 150 إلى 200 مليون شيكل (ما يعادل 40 إلى 53 مليون دولار) بممتلكات المواطنين الإسرائيليين الخاصة.
وقد أكد المسؤولون الإسرائيليون في الأيام الماضية، مرارًا، أن بلادهم سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" في 14 أكتوبر (تشرين الأول) عن مصدرين مطلعين، أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أبلغ الولايات المتحدة أن إسرائيل ستستهدف في هجومها الانتقامي المراكز العسكرية الإيرانية، وليس لديها خطة لمهاجمة المنشآت النووية والنفطية في إيران.
وأضافت الصحيفة أن الموقف الجديد لنتنياهو يشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي سيكون "أكثر محدودية" مما كان متوقعًا.
كما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في 12 أكتوبر عن مصادر دبلوماسية أن إيران أرسلت رسالة إلى الدول الأوروبية تفيد بأنه إذا كان الهجوم الانتقامي الإسرائيلي محدودًا، فإن طهران ستغض الطرف عنه ولن ترد عليه.
وقد سعى المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة إلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
ووفقًا لآخر التقارير السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تواصل طهران برنامج إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، الذي يمكن استخدامه في صناعة الأسلحة النووية.
وقدرت الوكالة الدولية في أحد تقاريرها كمية مخزون اليورانيوم بنسبة تخصيب 60 في المائة في إيران بحوالي 164.7 كيلوغرام.
ويمكن تحويل اليورانيوم المخصب بتركيز 60 في المائة بسرعة ومن خلال عدة خطوات قصيرة إلى يورانيوم بتركيز 90 في المائة، والذي يُستخدم في إنتاج الأسلحة النووية.
وفي 9 أكتوبر، طالب 39 نائبًا في البرلمان الإيراني بـ"إعادة النظر في العقيدة الدفاعية للنظام الإيراني والسماح بتوفير الإمكانيات لصنع أسلحة نووية".
وفي مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، قال ألكس وطن خواه، خبير أمن الشرق الأوسط ومدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، إن هذه الصراحة غير المسبوقة من المسؤولين ووسائل الإعلام الإيرانية حول احتمال تصنيع قنبلة نووية- وهو أمر كان غير قابل للتصور قبل عدة سنوات- يعود إلى الخوف والشعور المتزايد بعدم الأمان لدى النظام الإيراني.
وأضاف: "هذا يدل على الخوف الكبير الذي يعاني منه النظام الإيراني، بينما ينتظر ليرى ماذا ستفعل إسرائيل بشأن الانتقام".

قال جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، بعد لقائه بعائلات ثلاثة مواطنين فرنسيين محتجزين في إيران، إنهم "رهائن"، وأكد أن باريس ستواصل جهودها للإفراج الفوري عنهم، خاصة وأن استمرار اعتقال هؤلاء المواطنين في إيران غير مقبول.
وأفاد باسكال كونفارور، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول)، بأن بارو، وزير الخارجية الفرنسي، التقى يوم الخميس بعائلات المواطنين الفرنسيين الثلاثة المعتقلين في إيران، وأوضح أنهم "رهائن".
ومن بين الرهائن محتجزان هما سيسيل كوهلر وزوجها جاك باريس وهما مواطنان فرنسيان تم اعتقالهما في إيران منذ حوالي 900 يوم في سجن وزارة الاستخبارات الإيرانية، المعروف باسم جناح 209 في سجن إيفين.
وأفاد موقع "هرانا" المعني بحقوق الإنسان، في 9 أكتوبر من هذا العام، أن كوهلر تعاني من وضع نفسي سيئ وتحتجزها السلطات في جناح 209 في سجن إيفين.
يشار إلى أن كوهلر هي مسؤولة العلاقات الدولية في الفيدرالية الوطنية للتعليم والثقافة، وأن زوجها، يعمل هو الآخر في نفس الفيدرالية. وقد سافرا إلى إيران لقضاء العطلة، وتم اعتقالهما في أبريل (نيسان) 2022.
وقد نشرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية في أكتوبر 2022، في إطار تقرير مصور بعنوان "قصة مهمة"، اعترافات قسرية لكوهلر وباريس. وفي هذا التقرير، اعترف الاثنان بعضويتهما في أجهزة الاستخبارات الفرنسية.
وأشارت أخت المواطن الفرنسي المحتجز في إيران إلى أن رؤية الاعترافات القسرية لأخيها كانت "أسوأ يوم في حياتي".
أما المواطن الفرنسي الثالث المحتجز في إيران والذي يحمل الاسم الأول "أوليفييه"، فلم يُنشر مزيد من المعلومات عنه. ووفقًا لمصادر "إيران إنترناشيونال"، فإن هذا المواطن الفرنسي محتجز في مشهد.
وفي أبريل من هذا العام، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية، بمناسبة الذكرى الثانية لاعتقال كوهلر وباريس، "سياسة احتجاز الرهائن وابتزاز المسؤولين" في إيران.
وفي طهران، وصفت السلطات الإيرانية موقف فرنسا بأنه "تدخل غير مناسب" وأدانته.
وتقوم إيران، وفقًا لـ"سياسة احتجاز الرهائن"، باعتقال المواطنين الأجانب ومزدوجي الجنسية كوسيلة للضغط على الحكومات الغربية.