برلماني إيراني: أضعنا ثماني سنوات على أمل الاتفاق النووي



قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن طهران ملتزمة بالإعداد لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، بإجراءات عسكرية وسياسية، متوعدًا الدولتين بـ"رد ساحق" على ما تفعلانه ضد إيران.
وأضاف خامنئي، اليوم السبت، 2 نوفمبر (تشرين الثاني): "نحن ملتزمون تمامًا بإعداد الشعب الإيراني بكل الوسائل اللازمة لمواجهة الاستكبار"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. وتابع قائلًا: "سواء من حيث الاستعداد العسكري، أو التسليح، أو الجهود السياسية، فالحمد لله، المسؤولون منشغلون بهذه الجهود".
وأكد خامنئي: "هذا ليس مجرد انتقام؛ بل هو تحرك منطقي، ومواجهة تتماشى مع الدين والأخلاق والشريعة والقوانين الدولية. الشعب الإيراني ومسؤولو البلاد لن يظهروا أي تردد أو تساهل في هذا الشأن. كونوا مطمئنين لذلك".
وتناقلت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية خبرًا موحدًا، بعنوان: "الولايات المتحدة والنظام الصهيوني سيتلقيان بالتأكيد ردًا ساحقًا".
ومنذ عام 1979، تستخدم الحكومة الإيرانية مصطلح "الاستكبار العالمي" لوصف الولايات المتحدة، في إشارة ضمنية إلى الإمبريالية.
وجاءت تصريحات خامنئي، خلال خطاب ألقاه أمام الطلاب في ذكرى الهجوم على السفارة الأميركية في طهران عام 1979، الذي شهد احتجاز دبلوماسيين ومواطنين أميركيين كرهائن لمدة 444 يومًا.
وقد شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف عسكرية إيرانية، صباح السبت 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ردًا على هجمات صاروخية إيرانية في الأول من الشهر نفسه، واستهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت صاروخية وأنظمة دفاع جوي، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود إيرانيين ومدني واحد. ووعد المسؤولون الإيرانيون بالانتقام من إسرائيل، خلال الأيام المقبلة.
وردد وزير الخارجية الإيراني الأسبق ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران ومستشار خامنئي، كمال خرازي، كلمات مماثلة؛ حيث أشار إلى إمكانية تغيير العقيدة العسكرية الإيرانية، في حال واجهت البلاد تهديدًا وجوديًا.
وقال خرازي، في مقابلة إعلامية حديثة: "لدينا بالفعل القدرات التقنية لإنتاج الأسلحة؛ لكن فتوى المرشد فقط هي التي تمنعنا من القيام بذلك"، في إشارة إلى فتوى خامنئي بحظر الأسلحة النووية.

قالت ممثلة بريطانيا في الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، ردًا على سؤال من قناة "إيران إنترناشيونال" حول جهود بريطانيا لخفض التوترات بين إيران وإسرائيل: "نبذل جهدًا كبيرًا في هذا المجال. ووزير الخارجية البريطاني يجري مباحثات مباشرة مع #إيران و #إسرائيل".

عضو المكتب السياسي لـ"حركة النجباء" العراقية، حيدر اللامي، قال إن الفصائل الشيعية في العراق تنسق بشكل كامل مع طهران للرد "في الوقت والمكان المناسبين" على الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران الأسبوع الماضي.

تقلت شبكة "سي إن إن" عن ميري إيسين، الضابطة المتقاعدة من جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قولها إن هناك "احتمالاً كبيراً" بأن تستخدم إيران الجماعات شبه العسكرية في العراق واليمن لتنفيذ هجوم انتقامي محتمل ضد إسرائيل.

احتفل أحمد علم الهدى، إمام الجمعة المتشدد في مدينة مشهد، شمال شرقي إيران، وممثل المرشد علي خامنئي، بذكرى أزمة الرهائن الأميركية لعام 1979، عبر التباهي بأن إيران قادت حركة العداء العالمية لأميركا في العالم، مشيرًا إلى أزمة الرهائن، التي استمرت 444 يومًا.
وقال علم الهدى، في خطبته الأسبوعية: "لقد صدّرنا حركة العداء لأميركا بشكل فعال، لدرجة أنها تجاوزت التأثير على المجتمعات الإسلامية، وأصبحت ظاهرة عالمية، حتى وصلت أصداؤها إلى داخل أميركا نفسها".
وأشار علم الهدى إلى الانتقادات التي وُجهت للعملية، حتى من مؤيدي الثورة الإيرانية آنذاك، قائلاً: "في ذلك الوقت، رأى العديد أن هذه الخطوة كانت خطأ فادحًا، زاعمين أننا جلبنا التعاسة على أنفسنا".
وأضاف: "لكن اليوم، نعترف بأننا قوة إقليمية هائلة، بعد أن عززنا قوتنا الداخلية وأسسنا شبكة واسعة من المقاومة في المجتمعات الإسلامية".
ومنذ الهجوم، الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، غالبًا ما يبدي المسؤولون الإيرانيون فخرهم بالاحتجاجات المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة في الدول الغربية، وقد أنفقت الحكومة الإيرانية على مدار أربعة عقود، موارد هائلة لدعم وإنشاء مجموعات في الشرق الأوسط لمحاربة إسرائيل والنفوذ الغربي.
ووقعت أزمة الرهائن في إيران بين عامي 1979 و1981، عندما احتجز مسلحون 66 مواطنًا أميركيًا في سفارة الولايات المتحدة بطهران، وأبقوا على 52 منهم لمدة 444 يومًا. كانت هذه الحادثة في أعقاب الثورة الإيرانية وانهيار نظام الشاه، وتركت أثرًا دائمًا على العلاقات الأميركية- الإيرانية؛ حيث توترت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لسنوات طويلة بعدها.
ومن بين المسؤولين، الذين انتقدوا تلك الخطوة الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، الذي تساءل، في مقابلة أجريت معه في يونيو (حزيران) الماضي: "إلى متى نريد أن نبقى في صراع مع الولايات المتحدة؟" مشيرًا إلى أنه بعد الثورة كانت هناك فرصة لحل الأمور مع أميركا، لكن "أشخاصًا معينين احتلوا السفارة وعقّدوا الأمور".
كما صرّح السياسي والنائب الإيراني السابق، علي مطهري، في عام 2021، بأن الاستيلاء على السفارة كان "خطوة غير ضرورية، أُثِيرت بتحريض من الجماعات اليسارية لخدمة مصالح السفارة السوفياتية وحزب توده الشيوعي".