تعذيب حتى الموت لطفلة على يد والديها بالتبني



عادت سياسة "الضغط الأقصى" إلى الواجهة، بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية؛ حيث يرى حلفاؤه أنها تتناسب مع الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، كما أشارت مصادر إلى أن فريق ترامب يدرس خططًا لفرض موجة جديدة من العقوبات الاقتصادية الشديدة على إيران بعزلها وتشديد حصارها.
ووفقًا لما ذكره أربعة مسؤولين سابقين في إدارة ترامب ومقربون من حملته، تحدثوا لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، فإن هذه السياسة، التي استخدمها تجاه إيران خلال ولايته الأولى، تعكس بوضوح ما قد يكون في انتظار النظام الإيراني بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال أحد المسؤولين السابقين في إدارة ترامب، الذي تحدث إلى "بوليتيكو"، شريطة عدم الكشف عن هويته: "تعزيز الضغط الاقتصادي على إيران سيكون أولوية في السياسة الخارجية منذ اليوم الأول، بهدف تصحيح ما يراه فريق ترامب أخطاء بايدن في الشرق الأوسط".
ومن جهته، أصدر فريق ترامب الانتقالي بيانًا لم يتضمن تفاصيل، وإنما أعلن فقط أن ترامب سيتخذ الإجراءات الضرورية "لقيادة بلادنا"، و"تحقيق السلام من خلال القوة".
لكن هؤلاء المسؤولين السابقين والمقربين من حملة ترامب الانتخابية قدموا، في حوارهم مع "بوليتيكو"، بعض الملامح الأولية لسياسة ترامب المرتقبة في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل الأزمة الإنسانية في غزة وتصاعد النزاع بين إسرائيل والجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
تعزيز العقوبات الاقتصادية على إيران
وأشارت المصادر إلى أن فريق ترامب الانتقالي يدرس خططًا لفرض موجة جديدة من العقوبات الاقتصادية الشديدة على إيران، ويبحث كيفية قطع صادرات النفط الإيرانية، بالإضافة إلى تعزيز الدعم لإسرائيل. ويعتزم ترامب إعادة إحياء سياسة "الضغط الأقصى" التي تقوم على عزل إيران وتشديد الضغط الاقتصادي عليها، بالإضافة إلى الحفاظ على التهديد العسكري كعامل ردع موثوق.
لكن منطقة الشرق الأوسط في عام 2024 تختلف بشكل كبير عن تلك، التي واجهها ترامب في عام 2021، ومن وجهة نظر "بوليتيكو"، فإن هذه التغيرات قد تؤثر على مدى نجاح هذه الاستراتيجية في إضعاف النظام الإيراني. وأشار مسؤول سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارة ترامب إلى هذا الفرق، قائلاً: "الضغط الأقصى للمرة الثانية لا يعني أن الأمور ستستمر من حيث توقفت في 20 يناير (كانون الثاني) 2020. المنطقة والعالم باتا مختلفين للغاية".
ومن جهتها، فإن طهران تعرضت لبعض الضغوط بفعل الهجمات الإسرائيلية التي أضعفت كلاً من حماس وحزب الله، وهما حليفاها الرئيسان. غير أن الحملة العسكرية الإسرائيلية، بسبب ما خلفته من كارثة إنسانية في غزة والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية في لبنان، أثارت استنكارًا عالميًا وردود فعل قوية ضد إسرائيل وأميركا.
وينبغي على ترامب أن يأخذ في الاعتبار تداعيات هذا الوضع المعقد على كلا الجانبين، في وقت تراجعت فيه قدرة الولايات المتحدة على التأثير دبلوماسيًا وجيوسياسيًا.
وإلى جانب ذلك، زادت إيران من عمق تعاونها مع روسيا، في ضوء الحرب على أوكرانيا، وهو ما أضاف تعقيدات جديدة على سياسة ترامب تجاه إيران.
تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل
وفي ظل الوضع الراهن، تزداد احتمالات تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وهو ما قد يستدعي تدخل الجيش الأميركي في المنطقة.
وخلال الهجمات الجوية الانتقامية الإسرائيلية، الشهر الماضي، طلب بايدن من إسرائيل عدم استهداف المواقع النووية الإيرانية؛ بهدف تجنب زيادة التوتر بين الطرفين. وفي الوقت نفسه، فرض نحو 700 عقوبة اقتصادية على إيران بهدف الإبقاء على الضغوط الاقتصادية عليها.
من جانبه، وبناءً على تصريحاته السابقة، من غير المرجح أن يسعى ترامب إلى فرض قيود على الهجمات أو الردود الإسرائيلية ضد إيران؛ فقد صرح الشهر الماضي لقناة "فوكس نيوز" قائلاً: "هذا هو أكثر شيء جنوني سمعته". وفي تعليقه على طلب بايدن بعدم استهداف المواقع النووية الإيرانية، أضاف ترامب: "هذا رد مجنون؛ لأنهم سيحصلون قريبًا على سلاح نووي، وعندها ستبدأ المشاكل".
كما شدد براين هوك، الذي يترأس الفريق الانتقالي لوزارة الخارجية ضمن حملة ترامب، والذي كان له دور رئيس في صياغة سياسة ترامب تجاه إيران خلال ولايته الأولى، على أهمية الحفاظ على التهديد العسكري ضد إيران. وفي مقابلة له يوم الخميس الماضي، 7 نوفمبر (تشرين الثاني) مع شبكة "سي إن إن"، أكد هوك أن ترامب لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران، لكنه قال: "إذا لم يصدق أحد أن لديك تهديدًا عسكريًا موثوقًا، فستفقد قدرتك على الردع".

أجرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي تجنب الرد على سؤال حول ملابسات وفاة المواطن الإيراني- الألماني، جمشيد شارمهد، أثناء احتجازه في سجون إيران، وأكد أن كيفية وفاته ليست مهمة، مضيفا أنه لا يفهم "الجلبة" المثارة حول هذا الملف.
وأشار عراقجي، في المقابلة، التي نُشرت يوم الجمعة 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى علاقات إيران مع الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا، محذرًا قادة تلك الدول من تكرار ما وصفه بـ"الأخطاء السابقة" في تعاملهم مع إيران، مطالبًا إياهم بتوخي الحذر في خطواتهم وسياساتهم تجاه طهران.
وفي سياق الحديث عن مصير جمشيد شارمهد، قال عراقجي: "يبدو أن الألمان يتجاهلون حقيقة أن جمشيد شارمهد كان مسؤولًا عن تفجير وقع عام 2008 في مسجد بمدينة شيراز، أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين. لقد عاش شارمهد في الولايات المتحدة وكان يتباهى في مقابلات تلفزيونية بأعماله، قائلاً: بدأنا الحرب على النظام الإيراني وسنقتلهم".
وأشار عراقجي إلى أن شارمهد، بوصفه مواطنًا إيرانيًا، قد تم اعتقاله، مضيفًا أن "إيران لا تعترف بازدواج الجنسية". وأوضح أن شارمهد قد نُقل إلى إيران؛ حيث جرت محاكمته "بعدالة" وصدرت بحقه عقوبة الإعدام "وفقًا لقوانيننا" باعتباره إرهابيًا.
وعندما طرحت صحافية "دير شبيغل" تساؤلات عن ظروف اعتقال شارمهد، واحتمالية تورطه في الهجوم الذي وقع عام 2008، إلى جانب الإشارة إلى ما قيل عن تعرضه للتعذيب في السجن، نفى عراقجي هذه الادعاءات، مؤكدًا: "التعذيب ممنوع في إيران، وهذا غير منطقي، لأن السيد شارمهد اعترف علنًا بأفعاله. شارمهد كان إرهابيًا، ومن الجيد أن يولي المجتمع الألماني والمسؤولون الألمان اهتمامًا بهذا الأمر. لا أستطيع فهم الضجيج والدعاية السياسية التي تدور حول هذا الملف".
وفيما يتعلق بتفاصيل تنفيذ عقوبة الإعدام، قال عراقجي إنه "لم يتم التطرق إلى الإعدام في البيان الصادر عن القضاء"، مشيرًا إلى أن "بيان النيابة العامة في طهران في هذا الصدد كان غامضًا".
عراقجي: شارمهد لم يعد في هذا العالم.. وسنسلم جثمانه إذا قدمت عائلته طلبًا رسميًا
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن جمشيد شارمهد، لم يعد على قيد الحياة، موضحًا أنه لا يهم إذا ما كان قد أُعدم أو تُوفي لأسباب طبيعية، قائلاً: "عندما يأتي الموت، فإنه يأتي". وفي رد على تساؤل حول عدم تسليم جثمان شارمهد لعائلته، قال عراقجي: "إذا قدّمت عائلته طلبًا رسميًا فلا مانع لدينا من ذلك. وإذا أرادت عائلته، فنحن مستعدون لإجراء تشريح للجثة".
عراقجي يعترض: تسألون عن وفاة إرهابي وتتجاهلون مأساة غزة
وقد وجه عراقجي انتقاداته للصحافية قائلاً: "لقد مضى 20 دقيقة وأنتم تسألون عن وفاة إرهابي، بينما لم نشهد أي إدانة من الحكومة الألمانية لمقتل 50 ألف شخص في غزة، ولا إغلاق للسفارات والقنصليات الإسرائيلية في ألمانيا. مقتل الفلسطينيين على يد إسرائيل لا يبدو مهماً لكم. هذه العجرفة الأوروبية هي التي أدت إلى النزاع الحالي. دعوا معاييركم المزدوجة جانبًا لمرة واحدة، ربما نجد فرصة للتفاهم… يجب أن لا تكونوا أنانيين بهذا القدر".
وعند إشارة الصحافية إلى أن هذا النزاع بدأ بهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر 250 آخرين، رد عراقجي قائلاً: "ما حدث كان قرارًا اتخذته حماس ولا يخصنا. التاريخ وحده سيحكم إن كان ذلك القرار صائبًا أم لا. في نهاية المطاف، هذا الصراع هو نتاج 80 عامًا من احتلال أراضي الفلسطينيين، وتهجيرهم وقتلهم. لقد حُرم مليونان من حق تقرير مصيرهم وزُجّ بهم في سجن كبير يُدعى غزة. لا ينبغي للشعب الفلسطيني أن يُعاقب بسبب ما فعله الألمان باليهود".
عراقجي: حماس وحزب الله ليسا من جماعات الوكالة.. بل حركات تحرر
وحين تطرقت الصحافية إلى الوضع الاقتصادي المتردي في إيران، ومعاناة الشعب الإيراني، وسألت عن سبب دعم إيران لجماعات بالوكالة في العراق ولبنان وسوريا وغزة واليمن، رد عراقجي قائلاً: "خلافًا لكم، لا أصف حماس وحزب الله وغيرهما بأنهم وكلاء، أعتبرهم حركات تحرر، ودعمهم لا يعود بأي فائدة اقتصادية على إيران".
عراقجي: الغرب يصنف كل من يخالف سياساته كإرهابي.. بينما يعتبر من يتماشى مع سياساته من "الخيرين"
وفي حديثه مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، أكد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أن الدول الغربية تنظر لكل من يخالف سياساتها على أنه "إرهابي"، بينما ترى كل من يتوافق معها على أنه من "الأشخاص الجيدين"، مشيرًا إلى أن هذا النهج يعكس المعايير المزدوجة للغرب، ويعكس سياسة مضللة.
وعلى الرغم من التصريحات العلنية لبعض المسؤولين في إيران، بمن فيهم علي خامنئي، التي تدعم وتؤيد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، قال وزير الخارجية الإيراني، خلال هذه المقابلة: "إن إيران لم تؤيد هذا الهجوم حتى الآن". مضيفاً: "نحن ندعم ونحمي وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها".
وفي إشارة إلى تعميق العلاقات بين إيران وروسيا، نفى عراقجي تسليم إيران صواريخ باليستية إلى روسيا، معتبرًا أن ألمانيا هي من دفعت بلاده للتوجه إلى موسكو؛ حيث قال: "بعد الثورة الإيرانية عام 1979، تخلت ألمانيا عن إيران، مما اضطرنا للتعاون مع روسيا لاستكمال مشروع بوشهر. لقد بدأت الصناعة النووية في إيران بمساعدة ألمانية. ولو بقي الألمان، لكان البرنامج النووي الإيراني قد اتخذ مسارًا مختلفًا. ارتكبت الحكومة الألمانية أخطاءً في فترات مختلفة من التاريخ، ويجب عليهم توخي الحذر حتى لا يرتكبوا أخطاء جديدة الآن".
اتفاق نووي جديد.. ومستعدون للتفاوض
وعند سؤاله عن احتمالية استئناف المفاوضات النووية، أكد عراقجي أن الاتفاق النووي المعروف باسم "الاتفاق الشامل المشترك" سينتهي في 25 أكتوبر 2025، وأن إيران بحاجة إلى اتفاق جديد. وقال: "نحن مستعدون للتفاوض مع دول المنطقة، ومستعدون أيضًا لفتح حوار مع الأوروبيين حول التعاون مع روسيا. دعونا نبدأ في الحوار ونتجنب العقوبات".
وختم عراقجي حديثه قائلاً: "العقوبات تزيد من تعقيد الأمور، ولا تسهم أبدًا في حل أي مشكلة، خاصة في إيران. رسالتي هي: انسوا العقوبات، لأنها لم تحقق أي نتائج في الماضي، ولا تعمل الآن، ولن تحقق أي نتائج في المستقبل".

قال محمد جواد ظريف، نائب مسعود بزشكيان للشؤون الاستراتيجية: "إن حسن نصر الله وشهداء فلسطين استشهدوا جميعًا من أجل المقاومة وليس نيابةً عن الآخرين". وأضاف: "إذا كان هناك من يحارب بالوكالة، فنحن من نقاتل إلى جانب الشعب الفلسطيني، وليس أولئك الذين يقاتلون من أجل هدفهم الأساسي".

رئيس مجلس إدارة شركة اتصالات البنية التحتية، بهزاد أكبري، نفى رفع الحظر عن "إنستغرام" و"تليغرام". وقال: "إزالة الحظر عن هذه المنصات غير صحيح". وفي رده على سؤال حول آخر الأخبار بشأن مراجعة سياسات الحجب، قال: "تابعوا هذه الأمور مع وزارة الاتصالات."

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم السبت: "في حال توسع الحرب، فإن آثارها الضارة لن تقتصر على منطقة غرب آسيا فقط، بل يمكن أن يمتد انعدام الأمن وعدم الاستقرار إلى مناطق بعيدة".