برلماني إيراني: زيادة أسعار البنزين تهديد لاستقرار البلاد



عاد سعر الدولار في السوق الحرة بطهران، اليوم السبت 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، لتجاوز حاجز 70 ألف تومان، بعد انخفاضه مؤخرًا إلى ما دون هذا المستوى عقب تسجيله أرقامًا قياسية أواخر أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
وأرجع محللون هذا الارتفاع إلى صدور قرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وردود الفعل الإيرانية عليه. يُذكر أن سعر الدولار كان قبل عام في مثل هذا اليوم يبلغ نحو 50 ألف تومان.
ومنذ بداية العام الإيراني الحالي (22 مارس/آذار 2024)، أثرت التوترات العسكرية غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل على سوق العملات. ففي 13 أبريل (نيسان)، بالتزامن مع أول هجوم صاروخي وطائرات مسيرة للحرس الثوري الإيراني على إسرائيل، وقفز الدولار إلى أكثر من 67 ألف تومان.
بعد ذلك، شهدت الأسعار تراجعًا إلى نحو 57 ألف تومان في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، قبل أن تبدأ موجة ارتفاع جديدة في سبتمبر (أيلول). وبلغ الدولار 69 ألف تومان في 26 أكتوبر عقب غارة جوية إسرائيلية على أهداف إيرانية.
وقد تعززت هذه الزيادة مع إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث سجل الدولار 70 ألف تومان في 5 نوفمبر. وبعد فترة استقرار نسبي، عاد السعر للارتفاع بسبب التوقعات بصدور قرار جديد من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحتمال تفعيل آلية الزناد ضد طهران، التي تعني إعادة العقوبات الدولية قبل الاتفاق النووي وإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، كما حدث في عهد محمود أحمدي نجاد.

صرّح وزير الصحة محمد رضا ظفرقندي، بأنّه وفقًا لدراسات الوزارة، سيقل عدد المواليد في عام 2024 عن مليون مولود. رغم جهود علي خامنئي ومسؤولي النظام الإيراني لتشجيع الإيرانيين على الإنجاب.
ووصف ظفرقندي، خلال اجتماع مع مسؤولي الباسيج في الجامعات الطبية، الانخفاض الحاد في عدد الولادات خلال السنوات الماضية بأنه "مسألة مقلقة للغاية".
وأشار الوزير إلى أن معدل الخصوبة الحالي انخفض من 2.01 في عام 2016 إلى 1.66، محذرًا من أنه إذا انخفض إلى 1.1، ستواجه البلاد أزمة ديموغرافية خطيرة.
يأتي هذا التراجع في عدد المواليد بينما يواصل مسؤولو النظام الإيراني وخاصة أئمة الجمعة، الدعوة المستمرة للإيرانيين للإنجاب.
وكان قانون "شبيبة السكان" قد تم إقراره في سبتمبر (أيلول) 2021 بناءً على توصيات خامنئي، وصدر أمر بتنفيذه في نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام. ويتضمن هذا القانون إلغاء أي إجراءات تتعارض مع سياسة تشجيع الإنجاب وفرض عقوبات على المخالفين.
وأكد ظفرقندي أن هذا القانون يحتوي على 43 مادة تشمل دعم سكن المتزوجين، وعلاج العقم، وتقديم القروض، وغيرها من الحوافز. لكنه أشار إلى أن إيران، على عكس الدول الغربية، تواجه شيخوخة سكانية قبل تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث إن الدول الأخرى تطورت اقتصاديًا أولًا قبل أن تواجه انخفاض معدلات المواليد.
ووصف الوزير تراجع عدد السكان بأنه أزمة وطنية، مؤكدًا أنه ما لم تتغير السياسات الثقافية والاقتصادية للمؤسسات الحكومية ويؤد المسؤولون واجباتهم، فلن يتحقق "تيار ثقافي نحو شبيبة السكان".
من جهته، قال علی رضا رئیسي، نائب وزير الصحة، في 10 نوفمبر، إنه إذا استمرت البلاد على هذا النهج، فبعد 20 عامًا سيصبح معدل الولادة مساوياً لمعدل الوفاة، وسيصل النمو السكاني إلى الصفر.
وأشار إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة التي انتقلت خلال 10 سنوات من معدل إنجاب 6 أطفال إلى أقل من 3 أطفال، واصفًا ذلك بأنه "كارثة" وأنه يعني شيخوخة نصف السكان.
وأضاف أنه بحلول عام 2101، سينخفض تعداد سكان إيران إلى أقل من 50 مليون نسمة، وسيكون نصف السكان تقريبًا من كبار السن.
وفي عام 2021، أجرت قناة "إيران إنترناشيونال" دراسة أظهرت أن رغبة الإيرانيين في الإنجاب تتراجع، حيث أبدى 70 في المائة من المواطنين رفضهم لسياسات النظام السكانية.
وأشارت تقارير في السنوات الأخيرة إلى تأثير الأزمات الاقتصادية والمعيشية إلى تراجع رغبة الإيرانيين في الإنجاب أو إنجاب عدد كبير من الأطفال.

قال رئيس مركز أبحاث تلوث الهواء في جامعة العلوم الطبية بطهران، محمد صادق حسنوند: "إن 12 في المائة من الوفيات في إيران ناتجة عن تلوث الهواء". وأضاف: "يحدث سنويًا حوالي 450 ألف حالة وفاة بسبب عوامل مختلفة مثل الحوادث والأمراض في البلاد، 50 ألف حالة منها مرتبطة بتلوث الهواء".

قالت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، زهرا بهروز آذر، إن 27 جهازًا حكوميًا يتلقون تمويلًا في مجال "العفة والحجاب"، دون أن يكونوا ملزمين بتقديم تقارير مباشرة أو غير مباشرة إلى الحكومة أو البرلمان بشأن ذلك.

رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، قال في برنامج تلفزيوني، إنه إذا استمرت الولايات المتحدة في ممارساتها التعسفية، فإن انسحاب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) سيكون أحد خياراتنا.