النيابة العامة في إيران تحذر النشطاء من "تخويف" المواطنين بعد أحداث سوريا



قُتل خليل الرحمن حقاني، وزير شؤون الهجرة في حكومة طالبان، في انفجار وقع اليوم، الأربعاء 11 ديسمبر (كانون الأول)، خلال اجتماع داخل مبنى الوزارة في العاصمة الأفغانية كابل. وأفادت مصادر لـ"أفغانستان إنترناشيونال" بأن الانفجار أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص آخرين.
وخليل الرحمن حقاني عمَّ سراج الدين حقاني، وزير الداخلية في حكومة طالبان المؤقتة.
من جهته، نفى داوود ناجي، رئيس المكتب السياسي لـ"جبهة تحرير أفغانستان"، مسؤولية الجبهة عن اغتيال خليل الرحمن حقاني، مشيرًا إلى أن الانفجار كان نتيجة "خلافات داخلية بين عناصر طالبان".
يُذكر أن خليل الرحمن حقاني كان من أوائل كبار مسؤولي طالبان الذين دخلوا كابول بعد سقوط الحكومة السابقة. كما أنه من مؤسسي شبكة حقاني.
بدوره، كشف حمد الله محب، مستشار الأمن القومي للرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، أنه كان على تواصل مع خليل الرحمن حقاني خلال سقوط كابول.
ونقلت "أفغانستان إنترناشيونال" عن مصادرها أن حقاني كان يستضيف اجتماعًا شعبيًا داخل وزارة المهاجرين عندما وقع الانفجار، الذي يُرجح أنه كان هجومًا انتحاريًا.
في السنوات الثلاث الماضية، شوهد خليل الرحمن حقاني في مكتبه وخلال المناسبات الرسمية وهو يحمل سلاحًا.
كما عُرف عنه تصرفاته العدائية، حيث اعتدى بالضرب على الملا برادر، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، خلال مناقشات تشكيل الحكومة في القصر الرئاسي.
ووفقًا لتقرير نشرته "بلومبرغ"، كان الملا برادر يدعو إلى تشكيل حكومة مقبولة دوليًا، لكن حقاني اعترض على ذلك وهاجمه بالضرب.
الجدير بالذكر أن وزارة الخزانة الأميركية أدرجت خليل الرحمن حقاني على قائمة الإرهابيين في عام 2011، ورصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.

أفادت مصادر محلية يوم الأربعاء بوقوع انفجار في وزارة المهاجرين التابعة لطالبان في كابل، مشيرة إلى مقتل خليل الرحمن حقاني، وزير المهاجرين في حكومة طالبان، جراء الانفجار. ولم تصدر حتى الآن أي تصريحات من قِبَل مسؤولي طالبان بشأن الحادث.

أشار المرشد الإيراني علي خامنئي إلى الأشخاص الذين وصفهم بأنهم "يكرسون جهودهم لإثارة الخوف وإضعاف عزيمة الشعب"، قائلاً: "بعضهم يفعل ذلك من خارج البلاد عبر وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية، ويجب التعامل معهم بطريقة مختلفة.
أما في الداخل، فلا ينبغي لأحد أن يقوم بهذا العمل. وإذا تحدث أحد في تحليله أو تصريحاته بشكل يُضعف عزيمة الشعب، فإن ذلك يعد جريمة، ويجب التصدي له".

على الرغم من التقارير التي تشير إلى بدء طهران بالتواصل مع بعض فصائل المعارضة السورية، فإن المرشد الإيراني علي خامنئي أكد أن "المناطق التي استولى عليها الأعداء بسوريا سيتم تحريرها على يد الشباب السوريين الغيورين. لا شك في أن هذا سيحدث، وستُطرد أميركا من المنطقة عبر جبهة المقاومة".
وعلى غير العادة، لم تُنقل خطبة خامنئي مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون الرسمي، وبررت العلاقات العامة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ذلك بكونه قراراً من مكتب المرشد.
وأكد خامنئي في تصريحاته، اليوم الأربعاء 11 ديسمبر (كانون الأول)، أن سقوط بشار الأسد كان نتيجة "مخطط مشترك أميركي-إسرائيلي"، مشيراً ضمناً إلى دور تركيا في هذا الشأن، وقال إن إحدى الدول المجاورة لسوريا لعبت "دورًا واضحًا" في هذا الحدث.
تصريحات خامنئي تأتي في وقت تشير فيه تقارير إعلامية إلى وجود اتصالات بين إيران وبعض أطراف المعارضة السورية. فيما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية على استمرار العلاقات بين طهران ودمشق "بناءً على المصالح المشتركة والالتزامات القانونية الدولية"، دون الإشارة مباشرة إلى مسألة سقوط نظام الأسد.
وأشار خامنئي إلى أن المهاجمين في سوريا لديهم أهداف مختلفة، موضحاً: "بعضهم يسعى للاستيلاء على أراضٍ من شمال سوريا أو جنوبها"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تحاول "تعزيز موطئ قدمها" في المنطقة، لكنه أكد أن "هذا لن يحدث".
وكرر خامنئي، وعوده السابقة بطرد الولايات المتحدة من المنطقة، مشيراً إلى أن "التراجع عن هذا الهدف غير وارد".
وأشار إلى أن الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية قدمت تقارير تحذيرية إلى المسؤولين السوريين قبل أشهر من التطورات الأخيرة، قائلاً: "لا أعلم إن كانت تلك التقارير قد وصلت إلى المسؤولين الكبار أم أنها ضاعت في الطريق".
وفي الأيام الأخيرة، اعتمدت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية خطاباً مماثلاً لخامنئي، مدعيةً أنه قدّم تحذيرات مسبقة حول خطر سقوط بشار الأسد، رغم أن تصريحاته لم تتضمن أي تفاصيل واضحة تثبت ذلك.
إضعاف عزيمة الشعب "جريمة"
وفي كلمته يوم الأربعاء ، شدّد على أن "إضعاف عزيمة الشعب" يُعد جريمة تستوجب العقاب، محذرا من أن "إضعاف عزيمة الشعب يُعد جريمة يجب مواجهتها".
وأضاف: بعض الأشخاص في الخارج يستخدمون وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية لـ"إضعاف عزيمة الشعب"، مشيراً إلى ضرورة التعامل معهم بشكل مختلف، بينما شدد على أن "هذا الأمر غير مقبول في الداخل ويجب التصدي له".
كما قارن خامنئي الأحداث الحالية بالحرب العراقية-الإيرانية، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية "لم تقع في حالة من الشلل أو الانفعال" خلال تلك الفترات العصيبة.
وأضاف: "هناك أشخاص يسعون إلى تخويف الشعب وتصوير الوقائع بشكل يُضعف عزيمتهم. هذا عمل مجرّم ويجب مواجهته".
وبينما واجهت إيران انتقادات داخلية بسبب التكلفة الباهظة لتدخلها في سوريا، بما في ذلك خسائر بشرية ومالية ضخمة، اعتبر خامنئي أن أي تحليل يُضعف فكرة "المقاومة" يعكس جهلاً بمعناها، وقال: "من يظن أن ضعف المقاومة يعني ضعف إيران فهو مخطئ. إيران الإسلامية قوية، وستزداد قوة بعون الله".
ضربة كبرى لنفوذ طهران
تأتي تصريحات المرشد الإيراني وسط انتقادات دولية لسياسته الإقليمية، حيث يرى مراقبون غربيون أن سقوط نظام الأسد يشكل ضربة كبرى لنفوذ طهران في المنطقة، خصوصاً أن النظام السوري لعب دوراً أساسياً في دعم حزب الله اللبناني ونقل الأسلحة إليه.
وتمثل سوريا الرابط الأهم بين إيران وحزب الله، ولذلك كانت ذات أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لطهران.
ولعبت طهران دورًا بارزًا في الحرب الأهلية السورية على مدار السنوات الماضية، حيث أرسلت أعدادًا كبيرة من قواتها العسكرية، بالإضافة إلى مجندين أفغان وباكستانيين يقيمون في إيران ضمن تشكيلات "فاطميون" و"زينبيون"، الذين تم استقطابهم مقابل مزايا مالية وإقامات في إيران.
ولم تعترف طهران رسميًا بالتدخل العسكري المباشر، واصفة هؤلاء المجندين بـ"المستشارين".
ومع ذلك، تعرضت إيران لانتقادات واسعة النطاق في الأيام الأخيرة من قِبل مؤيدي النظام بسبب إحجامها عن تقديم دعم عسكري فعال للأسد.
لكن صحيفة "جوان"، المرتبطة بالمؤسسة الثقافية والفنية "رزمندكان الإسلام"، قالت إن "الصمت من قبل المسؤولين السياسيين، وخاصة العسكريين مليء بالدلالات ويشير إلى الأفعال لا الأقوال".
من جهته، زعم قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، يوم 10 ديسمبر (كانون الأول)، أنه رغم سقوط نظام بشار الأسد، فإن إيران لم "تضعف" في المنطقة، وإن سياسة "إسقاط إسرائيل" ما زالت مستمرة.
مع ذلك، يرى المنتقدون أن الخسائر البشرية والسياسية، إلى جانب الفشل في تحقيق أي من وعود مسؤولي إيران بشأن استرداد الاستثمارات المالية في سوريا، تُظهر أن طهران لم تجنِ أي فوائد حقيقية من تدخلها.
كما عوقب الكثير من الإيرانيين بالسجن بسبب انتقادهم تدخل إيران في شؤون دول المنطقة، مما أثار تساؤلات حول تكلفة هذه السياسات وجدواها في تعزيز مصالح البلاد.

أعلنت السفارة الإيرانية في دمشق أن الأنباء المتداولة حول سرقة 42 مليون دولار من السفارة خلال التطورات الأخيرة في سوريا هي مجرد "إشاعة".
وأضافت السفارة: "لم تكن هناك أي ممتلكات أو أموال داخل مبنى السفارة أثناء الهجوم، وقد تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة بشكل دقيق قبل عملية الإخلاء".