السفير الإيراني لدى العراق: إذا هاجم "الإرهابيون" العراق سنساعد بغداد



في ظل تقارير تشير إلى محاولات الولايات المتحدة الأميركية لتقييد نفوذ وكلاء النظام الإيراني في العراق، كشفت صحيفة عراقية عن اتصال جرى بين رئيس الوزراء العراقي وزعيم هيئة تحرير الشام بوساطة تركية.
وأفادت صحيفة "المدى" العراقية بتسريبات حول اتصال محمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق، مع أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، زعيم هيئة تحرير الشام، مشيرة إلى مخاوف من توسع نطاق الأحداث في سوريا أو تحركات خلايا نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) داخل العراق.
وحذرت الصحيفة من تهديدات محتملة للعراق على خلفية انسحاب القوات الكردية من دير الزور والبوكمال.
يُذكر أن هيئة تحرير الشام سيطرت يوم الأربعاء 11 ديسمبر (كانون الأول) بشكل كامل على مدينة دير الزور الاستراتيجية شرقي سوريا، التي كانت سابقًا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن قوات سوريا الديمقراطية استقرت بعد انسحابها من دير الزور في عدة قرى شرق الفرات، وهي قرى كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات مدعومة من إيران.
وتعتبر دير الزور، الواقعة قرب الحدود مع العراق، مركزًا رئيسيا للقوات المدعومة من إيران، بما فيها القوات العراقية.
وتثار تكهنات متعددة حول إمكانية إضعاف وكلاء النظام الإيراني في العراق بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وتناولت قناة "الحرة" سيناريوهات مختلفة حول تقليص نفوذ إيران في العراق، مشيرة إلى زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى عمان ولقائه مع ملك الأردن، بالإضافة إلى اتصاله الهاتفي مع ولي العهد السعودي.
وفي السياق ذاته، أشار مركز الدراسات الاستراتيجية العربي-الأسترالي إلى أن العراق أمام خيارين بعد الأحداث في سوريا: إما السيطرة على نشاط وكلاء إيران وإما مواجهة خطر استهدافه من قبل إسرائيل.
كما حذر المركز من أن نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا ولبنان قد يجعل العراق الهدف التالي.
من جهة أخرى، قام مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، أول من أمس الثلاثاء، بجولة تفقدية في عدد من قواعد التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا، للاطلاع على الإجراءات الأخيرة لمنع استغلال تنظيم "داعش" للوضع الراهن هناك.
وبعد زيارته لسوريا، توجه كوريلا إلى العراق حيث التقى في بغداد رئيس الوزراء العراقي وقادة عسكريين لبحث المستجدات.

أصدر البرلمان الإيراني بيانا شكر فيه علي خامنئي على تصريحاته بشأن الأحداث الأخيرة في المنطقة وسوريا، وقالوا: "توصيات خامنئي المليئة بالأمل زادت من عزمنا على المضي نحو إيران أقوى ودعم محور المقاومة بشكل أكثر تصميماً". وأضافوا: "ستتحرر سوريا على أيدي شبابها السوريين."

بعد تهديد الحرس الثوري الإيراني مؤخرا للفصائل السورية المسلحة، نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر عراقية لم تسمها أن قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني وصل إلى بغداد لبحث تطورات الأوضاع في سوريا وسقوط نظام الأسد، مضيفة أن قآاني التقى عددا من قادة الميليشيات العراقية.

قال غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية في إيران: "يتمنى الأعداء أن يفرضوا على الشعب الإيراني نفس الضغوط التي فرضوها على غزة ولبنان وسوريا، وقد استخدموا كل الضغوط الاقتصادية الممكنة ضدنا". وأضاف: "وعي النظام والشعب وصمودهما أحبط مؤامرات الأعداء."

أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا متأخرًا حول سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يعد بأن "المعارضين لنظام دمشق سوف ينهزمون".
وفي البيان الذي نشر اليوم الخميس، أكد الحرس الثوري أن النظام الإيراني "واثق من أن المخطط المشترك" بين الولايات المتحدة وإسرائيل "سيفشل في هذه الأرض، وأننا سنشهد تألق سوريا في ميدان دعم شعوب فلسطين ولبنان".
واستنكر الحرس الثوري ما اعتبره "استغلال أميركا وإسرائيل لحالة عدم الاستقرار الحالية في سوريا”، ووصفت الأحداث الأخيرة بأنها "عوامل مساعدة على تعزيز وتقوية الجبهة المقاومة لطرد أميركا من المنطقة وتحقيق هدف تحرير القدس وتدمير إسرائيل".
وقال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، بشأن سقوط بشار الأسد: "كانت قواتنا آخر من غادر سوريا، ولم يكن من المنطقي أن نشارك الحرس والباسيج في بلد كان جيشه مجرد متفرج".
وأضاف: "كانت إيران تحاول تقديم المساعدة لبشار الأسد، لكن جميع طرق انتقالنا إلى سوريا كانت مغلقة".
من جانبه، قال محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس النواب، معلقًا على تصريحات علي خامنئي بشأن سقوط بشار الأسد في سوريا: “التوجيهات الواضحة من خامنئي هي الخط الفاصل لجميع التحليلات وأي انحراف عنها هو خطأ لا يغتفر".
وأوضح قاليباف: "من الواضح أن سقوط بشار الأسد سيؤثر على المقاومة، لكن الجماعات المقاومة، وخاصة حزب الله في لبنان، أظهرت أنها ستتأقلم بسرعة مع الظروف الجديدة، بل ستعمل بقوة وحيوية أكبر من ذي قبل".
وفي الوقت نفسه، حذفت قناة "بیسیمجی مديا"، التلغرامية التابعة للحرس الثوري الإيراني، منشوراً بعد نشره ينتقد علي خامنئي واعتذرت عنه.
كانت القناة قد أوردت تعليقًا حول تصريحات خامنئي بشأن الأحداث في المنطقة، وجاء فيه: "مر شهر من الهجوم على بلدك ولم ترد! إذا لم يكن هذا انفعالاً، فما هو إذن؟".