مسؤول بالحرس الثوري: 68 % من الإيرانيين يريدون الرد على إسرائيل حتى لو أدى ذلك إلى الحرب



هاجمت صحيفة "صبح نو"، المقربة من رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، بشدة ما وصفته بـ "الثوريين الأشد" أو المتشددين المتطرفين، لرفضهم العلني "المؤسسات الرسمية والثورية".
وكتبت الصحيفة: "يمكن اعتبار تصريحات صادق كوشكي، ومهدي غضنفري، وفؤاد إيزدي، مؤشرًا على ظهور اتجاه في اليمين يعرض قراءة راديكالية للثورية ضد العقلانية الثورية والمؤسسات الرسمية والثورية"، حسب وصفها.
وكانت التصريحات المشار إليها تدور أساسًا حول السياسة الخارجية، بما في ذلك هجمات إسرائيل على حلفاء إيران في المنطقة، ومطالبة المتشددين بإقالة مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، إضافة إلى تنفيذ قانون جديد للحجاب، الذي تؤكد حكومة بزشكيان أنه غير قابل للتنفيذ، وسط معارضة داخلية وانتقادات دولية واسعة.
وخصصت الصحيفة جزءًا كبيرًا من صفحتها الأولى لصورة مركبة للمتشددين الثلاثة تحت عنوان: "قفزة ثورية كبيرة نحو الانحراف الثوري".
وقالت: "يمكن اعتبار تصريحات كوشكي وإيزدي وغضنفري، في الأيام الأخيرة، بمثابة بيان للثورية المتطرفة".
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ادعى كوشكي أن حكومة بزشكيان تخضع للضغوط الخارجية. وكتب: "مع اكتمال المفاوضات مع الولايات المتحدة والأوروبيين، ستسلم الحكومة قدرات إيران الصاروخية وبقية محور المقاومة للعدو، وهذا سيكون شبيهًا بدخول قوات المعارضة إلى دمشق وإتمام مهمتها هناك".
"الثوريون الفائقون" أو "الثوريون الأشد"، الذين أشارت إليهم صحيفة "صبح نو" في افتتاحيتها، يرتبطون بشكل وثيق بحزب "بايداري" (الصمود) و"جبهة صبح إيران"، التي تأسست قبل أقل من عام. وغالبًا ما يطلقون على أنفسهم لقب "أرزشيه ها"، أي حماة قيم الجمهورية الإسلامية.
وتربطهم علاقات وثيقة بالمتشدد السابق في المفاوضات النووية سعيد جليلي، الذي خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ورجل الدين محمد مهدي ميرباقري المعروف بتفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية وميله للسياسات المؤيدة لروسيا والصين.
ولا يكتفي أعضاء حزب "بايداري" و"جبهة صبح إيران" بانتقاد الرئيس مسعود بزشكيان وحكومته فحسب، بل يهاجمون أيضًا قاليباف ومؤيديه.
وتطالب هذه الجماعات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالانتقام من إسرائيل تحت شعار "الوعد الصادق 3" ردًا على هجوم تل أبيب في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على مواقع متعددة داخل إيران، متهمة السلطات بالإخفاق في تنفيذ وعدها بعدم ترك الهجمات بلا رد.
وفي هذا السياق، نظم نحو 50 من أعضاء هذه الجماعات احتجاجًا في طهران، مطالبين السلطات باتخاذ إجراء عسكري ضد إسرائيل، وقال متحدث في التجمّع: "نأمركم بتدمير تل أبيب وحيفا. إذا لم تهاجموا، سنُسقطكم نحن الذين صوّتنا لكم".
ومنذ الإطاحة ببشار الأسد في سوريا، تصاعدت انتقادات هذه الجماعات لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، في منصات مغلقة مثل "إيتا" و"تلغرام".
وفي منشور عبر منصة "إكس" هذا الأسبوع، قال محمد مرندي، مستشار فريق التفاوض النووي خلال فترة الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، والمقرّب من هذه الجماعات، إنه ينبغي استهداف قطر إذا استهدفت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية.
وكتب: "قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر صغيرة. في حالة العدوان، سيتم تدمير منشآت الغاز والبنية التحتية في قطر بالكامل، ومِن ثمّ لن يكون هناك غاز طبيعي من الدوحة، ولن تكون هناك قطر. ولن تتوقف الأمور عند هذا الحد…".

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، في تعليقه حول تطورات الوضع بعد سقوط حليفه، بشار الأسد، في سوريا: "إن الثوار تسببوا بالفوضى، والآن يعتقدون أنهم حققوا النصر، وبدأوا في التفاخر بشكل مبالغ فيه"، حسب تعبيره.
وأضاف خامنئي، في معرض حديثه بشأن ما يحدث من تراجع لنفوذ النظام الإيراني: "يقولون فقدتم قواتكم الوكيلة، لكننا لا نمتلك وكلاء أصلاً في المنطقة".
وأكد أن النظام الإيراني لا يحتاج إلى قوات وكيلة لأي تحرك في المنطقة.
وتابع خامنئي: "الشاب السوري ليس لديه ما يخسره؛ جامعته غير آمنة، مدرسته غير آمنة، منزله غير آمن، شارعه غير آمن، حياته غير آمنة، فماذا يفعل؟ يجب أن يقف بقوة وإرادة ضد أولئك، الذين خططوا لهذه الفوضى، وأولئك الذين نفذوها".. متوقعًا أن تظهر في سوريا "مجموعة شريفة وقوية لهزيمة هؤلاء"، حسب تعبيره.
وقال خامنئي مخاطبا الثوار في سوريا: "لم تكن هناك قوة إسرائيلية ضدكم في سوريا، التقدم بضعة كيلومترات ليس انتصارا، لم يكن هناك عائق أمامكم وهذا ليس انتصارا. وبطبيعة الحال، فإن شباب سوريا الشجعان سيخرجونكم من هنا بالتأكيد".
وأضاف: "إن خطة أميركا للهيمنة على الدول تتلخص في أمرين: "إما إقامة حكومة فردية استبدادية، أو الفوضى والاضطرابات".. مشيرًا إلى أن "الشعب الإيراني ستطأ قدماه أي شخص يقبل بأن يكون خادمًا لأميركا في هذا المجال".
وأردف خامنئي: "أحد العناصر الأميركية قال إننا سنساعد أي شخص يثير الفوضى في إيران، لكن الحمقى فقط هم من يعتقدون أنهم سيتلقون المساعدة".. متابعًا: "إن غدًا سيكون أفضل من اليوم في المنطقة بفضل الله".
وتأتي تصريحات خامنئي هذه في وقت كان قد تحدث فيه، خلال السنوات الماضية مرارًا، عن "النفوذ والعمق الاستراتيجي" للنظام الإيراني في المنطقة.
ومع ذلك، في السنة الأخيرة وبعد الضربات المتتالية، التي تلقاها وكلاء وميليشيات النظام الإيراني، بدأ بعض المسؤولين يشيرون إلى أن هذه الميليشيات تعمل بشكل مستقل.
وكان خامنئي قد وصف دولاً مثل: العراق وسوريا ولبنان، في ديسمبر (كانون الأول) 2022، بأنها "العمق الاستراتيجي لإيران". كما ذكر في خطاب آخر أن أحد أركان القوة الوطنية هو التأثير على "شعوب أخرى وإنشاء عمق استراتيجي لطهران".
وفي عام 2019، أثناء لقائه قادة الحرس الثوري، أشار خامنئي إلى أهمية الحفاظ على "الرؤية الواسعة لجغرافية المقاومة"، قائلاً: "لا يجب أن نقتصر على منطقتنا فقط".
وفي الوقت نفسه، هدد بعض مسؤولي النظام بأن القوات الوكيلة تلك قد تشارك في قمع الاحتجاجات داخل إيران، ومنهم على سبيل المثال، رئيس محكمة الثورة في طهران، موسى غضنفر آبادي، الذي قال في عام 2018: "إذا لم نساعد الثورة، فسيأتي الحشد الشعبي العراقي، وفاطميون الأفغاني وزينبيون الباكستاني والحوثيون اليمنيون لمساعدتها".
وقد انتشرت تقارير متعددة، في الأيام الأخيرة، حول احتمالية تراجع قوة الجماعات الوكيلة للنظام الإيراني، خصوصًا في العراق ولبنان؛ حيث قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم: "لقد فقدنا قدرتنا على تأمين إمداداتنا العسكرية عبر سوريا، بعد سقوط بشار الأسد".
وفي هذا السياق، اعترف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، في حديث لموقع خامنئي، بأن دعم الجماعات الوكيلة قد أصبح "أكثر صعوبة".

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، تعليقًا على هزائم نظامه في المنطقة: "يقولون إن طهران فقدت قواتها الوكيلة في المنطقة، لكننا لا نمتلك قوات وكيلة أصلاً". وأضاف: "أثاروا الفوضى في سوريا، والآن يعتقدون أنهم حققوا النصر وبدأوا في التفاخر بشكل مبالغ فيه".

قال عضو مجلس مدينة طهران، محمد أغميري: "إن غض الطرف عن خطيئة عدم ارتداء الحجاب والتسيّب سيؤدي إلى رفع نعمة الله عن هذا البلد، وسيتدهور الاقتصاد نتيجة لذلك". وأضاف: "كيف نعتقد أنه بترك المعصية يقوى النظام الإسلامي؟".

صرّح أمين نقابة شركات البناء في إيران، إيرج غلابتونجي، بأن “سبع شركات إيرانية كانت تعمل في القطاع الخاص السوري”، مضيفًا: “الشركات الإيرانية سحبت عمالها ومعداتها من #سوريا قبل الأحداث التي شهدتها البلاد.”