وذكر كوتلر أنه كان موضوعًا لمخطط إيراني مزعوم لقتله على الأراضي الكندية، مضيفًا أن هذه التهديدات تشير إلى أن أي شخص يجرؤ على معارضة القمع- حتى غير الإيرانيين في دول بعيدة مثل كندا- في خطر، مما يعرض حرية التعبير للخطر ويشكل تحديًا كبيرًا للأمن القومي الكندي.
وأضاف كوتلر: "محاولة اغتيالي يجب أن تُعتبر بمثابة دعوة للانتباه لظاهرة أكبر"، مؤكدًا أن قمع المعارضة داخل إيران مرتبط بمحاولاتها إسكات المنتقدين في الخارج. وقال: "إن قمع النظام الإيراني الواسع، يحفز ويدعم العدوان العابر للحدود، الذي يستهدف أولئك الذين يشاركون في دعم الإيرانيين، الذين هم أنفسهم أهداف للقمع الجماعي".
وأضاف كوتلر، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، وهو من المنتقدين بشدة للنظام الإيراني، أنه تم إبلاغه من قِبل الشرطة الكندية الملكية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بمخطط نشط لاغتياله.
وأوضح قائلاً: "كان من المفترض أن أحضر الذكرى الستين لتخرجي في كلية الحقوق بجامعة مكغيل في مونتريال. كنت مستعدًا. وكان فوج الشرطة الكندية جاهزًا لأخذي إلى هناك، ثم تم إخباري في اليوم نفسه بأنهم تلقوا تحذيرًا بشأن محاولة اغتيال وشيكة خلال الـ48 ساعة المقبلة".
وكانت صحيفة "ذا غلوب آند ميل" الكندية قد ذكرت أولاً عن المخطط المزعوم في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نقلاً عن مصادر في إنفاذ القانون تتعلق بشخصين متورطين في القضية. وأشار كوتلر إلى أنه غير مدرك من هما الشخصان المعنيان، لكنه ذكر أنه تم تأكيد أن التهديد ضده قد تم تخفيضه بشكل كبير.
وقال كوتلر: "إن حياته كانت مهددة منذ عام 2023، استنادًا إلى تأكيدات السلطات الكندية". وأضاف أن حياته كانت في خطر أثناء عودته إلى مونتريال من واشنطن، في 14 نوفمبر 2023 برفقة زوجته؛ حيث تم إبلاغه من قِبل مسؤولي الشرطة بعدم مغادرة المطار.
ومنذ تلك اللحظة، أصبح كوتلر تحت حماية الشرطة الكندية على مدار الساعة، وكان يرافقه رجال الأمن في كل مكان، بما في ذلك أثناء معالجاته الطبية وخروجاته العائلية.. مشيرًا إلى أن حياته وحياة عائلته تغيرت إلى الأبد، لكن صوته لم يُسكت. وسرعان ما أصبحت السيارات المدرعة، والحماية المسلحة، وتفاصيل الأمان الأخرى جزءًا من حياته اليومية.
وأضاف: "حياتي تغيرت مع تقييد حريتي في التنقل، لكن ذلك لم يغيّر من نشاطي الدفاعي؛ لأنني أعلم أن الهدف من القمع العابر للحدود ومحاولات الاغتيال هو في الواقع الترهيب والصمت واعتقال الهدف. وبما أنني استفدت من الحماية، فقد تمكنت من مواصلة نشاطي العام".
وعندما علم لاحقًا أن التهديدات كانت تأتي من إيران، لم يفاجأ، وقال: "لقد طالبت منذ عام 2008 بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب عندما كنت عضوًا في البرلمان. استغرق الأمر حتى عام 2024، وقاتلت من أجل حدوث ذلك".