الحقوقية نرجس محمدي: السلطات عرضت عليَّ العفو عدة مرات.. لكنني رفضته



أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أنها أصدرت إذناً بدخول الحقائب الدبلوماسية الإيرانية من مطار بيروت استناداً إلى المعاهدة الدولية للعلاقات الدبلوماسية. وذلك بعد تلقيها مذكرة رسمية من سفارة إيران في بيروت.
وبحسب إعلان السفارة الإيرانية، فإن "هذه الحقائب تحتوي على وثائق ومستندات ومبالغ نقدية لتغطية التكاليف التشغيلية للسفارة".

قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، مصطفى ميرسليم: "مشكلتنا ليست في (FATF)، بل ما يجب علينا تحديده هو قيمة العملة الوطنية، فهذا هو الأمر المهم بالنسبة للشعب". وأضاف: "التقلبات في سوق الدولار وارتفاع الأسعار هي مشكلاتنا الأساسية، وهذا ما يريده الشعب".

أفادت مصادرإعلامية بأن أحد موظفي السفارة الإيرانية رفض السماح بتفتيش حقيبته الدبلوماسية، ووُضع تحت المراقبة في صالة الوصول بمطار رفيق الحريري ببيروت. وذلك بعد تفتيش طائرة إيرانية.
وذكرت قناة "العالم"، التابعة لإيران، أن السلطات الأمنية في مطار بيروت حاولت تفتيش حقائب الوفد الدبلوماسي الإيراني، ما أدى إلى وقوع توتر وممانعة من قِبل الدبلوماسيين.
ولم تصدر تقارير جديدة بشأن وضع الدبلوماسي الإيراني أو محتوى الحقيبة.
وأضافت "العالم" أن عشرات الشبان الشيعة وصلوا على دراجات نارية إلى المطار بعد الحادثة، ما دفع الجيش اللبناني إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المطار.
وفي مساء الخميس 4 يناير (كانون الثاني)، قامت السلطات الأمنية في مطار بيروت، وللمرة الثانية خلال أسبوع، بتفتيش طائرة إيرانية وجميع متعلقات ركابها.
وصرّحت السلطات اللبنانية بأنه ستتم مصادرة أي أموال يتم العثور عليها في الطائرة. كما أبلغت الجهات الإيرانية بأنه ستتم مصادرة أي شحنات مشبوهة في المستقبل.
من جانبها، نقلت قناة "الحدث" يوم الخميس عن مصادر غربية أن إيران تعتزم نقل ملايين الدولارات إلى حزب الله عبر رحلة لطيران "ماهان" من طهران إلى بيروت.
وكان الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قد أعلن يوم 6 ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن نحو 50 مليون دولار تم توزيعها على جزء من 233,500 عائلة مهجرة مسجلة، وأن مجموع المساعدات قد يصل إلى 77 مليون دولار في حال مساعدة جميع المسجلين. وأوضح قاسم أن هذه الأموال تم توفيرها من قبل إيران.
وخلال السنوات الماضية، ظهرت تقارير متعددة حول تسليم أموال نقدية إلى الجماعات الموالية لطهران. ومن بين هذه التقارير، تصريحات محمود الزهار، عضو بارز في حركة حماس، الذي قال في عام 2020 لقناة "العالم" إنه تلقى في طهران عام 2006 عدة حقائب تحتوي على 22 مليون دولار من قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق.
كما أفادت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" في مايو (أيار) 2019 أن إيران وزّعت 651 ألف دولار على عائلات فلسطينية في غزة خلال مراسم أُقيمت قبل "يوم القدس".

قال عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، سعيد صلح ميرزايي: "إسرائيل لم تحقق أي انتصار حتى الآن، والعمليات المختلفة التي تقوم بها مجموعات المقاومة ضد إسرائيل مستمرة بشكل يومي". وأضاف: "حاليًا، جبهة المقاومة في أعلى مستوى من الجاهزية".

قال العضو السابق في فريق التفاوض الأميركي بشأن الملف النووي الإيراني، ريتشارد نيفيو، إنه بينما تستعد الولايات المتحدة لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، ينبغي أن تمنح فرصة أخيرة للدبلوماسية لأسباب عديدة، منها التكلفة العالية لهذا الهجوم.
وأوضح نيفيو، في مقال له بمجلة "فورين أفيرز"، أنه بالنظر إلى مخاطر العمل العسكري الأميركي ضد إيران، يجب على واشنطن مع بداية إدارة ترامب إعطاء آخر فرصة للتفاوض بحسن نية لوقف برنامج إيران النووي.
وتُشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى نيفيو باعتباره "مهندس العقوبات ضد إيران في إدارة باراك أوباما". وهو مؤلف كتاب "فن العقوبات" وسبق أن عمل في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأميركية، حيث تابع الملف النووي الإيراني عن قرب لأكثر من عقدين.
وأشار نيفيو إلى أن الدعوات لشن هجوم عسكري على إيران قد طُرحت في واشنطن على مدار عقدين، لكنها قوبلت بالرفض بسبب الحجج المقنعة ضد العمل العسكري، وأيضًا لأن قدرات إيران النووية لم تكن متطورة بما يكفي في تلك الفترة.
وأضاف أنه في المقابل، كانت هناك وحدة دولية بشأن ضرورة الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وعندما أصبح الهدف السلمي محل شك، توحد المجتمع الدولي في فرض عقوبات قاسية على إيران دفعتها إلى طاولة المفاوضات.
وفي مقاله، شدد نيفيو على أن هناك أسبابا وجيهة لعدم شن هجوم على إيران حتى الآن، أبرزها أن هذا الهجوم سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيستهلك موارد ضخمة من الولايات المتحدة في وقت ترغب فيه واشنطن في التركيز على مناطق أخرى.
كما حذر من أن فشل أي هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية سيضر بمصداقية الولايات المتحدة بشكل كبير.
واعتبر نيفيو أن أفضل وأطول الحلول أمدًا هو التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، مشيرًا إلى أن حتى أدق الهجمات قد تؤدي فقط إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني، دون إنهائه تمامًا.
ورغم ذلك، أقر نيفيو بأن البرنامج النووي الإيراني قد تقدم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وقال إن إيران تمتلك تقريبًا كل ما يلزم لصناعة سلاح نووي.
وأشار أيضًا إلى ضعف إيران الحالي مقارنة بالماضي، مع تراجع قوة حلفائها الإقليميين وزيادة الضغوط الاقتصادية عليها.
وفي ختام مقاله، نصح نيفيو إدارة ترامب بضرورة التخطيط لعمل عسكري محكم في حال فشل الجهود الدبلوماسية، مع ضمان أن تدرك إيران جدية التهديد. وأضاف أن الهجوم على البرنامج النووي الإيراني قد يضغط على إيران بشكل أكبر، ويجبرها على اتخاذ قرارات استراتيجية حقيقية بشأن أولوياتها، ما قد يؤدي إلى إضعاف النظام في نهاية المطاف.