الصحافية الإيطالية تصل روما بعد إفراج السلطات الإيرانية عنها



قالت الناشطة الإيرانية السجينة نرجس محمدي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام: "النظام الإيراني يريد أن يرهب الشعب الإيراني من خلال بدء إعدام السجينات السياسيات.. علينا أن لا نصمت".
وأضافت محمدي: إن خبر تأكيد حكم بخشان عزيزي في المحكمة العليا يُظهر عزم النظام الإيراني على تكثيف قمع النساء والانتقام من الحركة الرائعة والقوية "المرأة، الحياة، الحرية".
وتابعت: "أطلب من جميع الشعب الإيراني، وأحرار العالم، والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة أن نتحد ضد سياسة الإعدام".

تحدث مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، عن رئاسة دونالد ترامب المقبلة. وقال إن ترامب "لا يميل إلى الحرب وسماته الفردية تلعب دورًا، لكن دور إيران كفاعل رئيسي أهم". وأضاف: "نحن من نحدد كيف يتعامل ترامب معنا".

وصف المرشد الإيراني علي خامنئي المؤيدين للمفاوضات مع الولايات المتحدة بأنهم "مرعوبون من العدو"، وطالب المسؤولين الإيرانيين بـ"عدم مراعاة مطالب الأميركيين غير المبررة" عند اتخاذ القرارات في قضايا مثل الحجاب والتضخم والعملة، مشيرا إلى أن أميركا "تكره إيران بشدة".
وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية لاحتجاجات 9 يناير (كانون الثاني) 1978 في قم، قال خامنئي حول رفض النظام الإيراني التفاوض والاتصال مع الولايات المتحدة رغم التواصل مع أوروبا: "الولايات المتحدة هُزمت في إيران، وهي تسعى الآن إلى تعويض هذه الهزيمة".
وأكد خامنئي أن "الولايات المتحدة كانت تملك هنا (إيران) لكنها أُخرجت من قبضتها؛ لذا فإن كرهها للبلد والثورة هو كره شديد". وأضاف أن الولايات المتحدة "أخطأت في التعامل مع القضايا الإيرانية بعد الثورة".
جاءت هذه التصريحات قبل أسبوعين تقريبًا من بدء دونالد ترامب رسميًا مهامه كرئيس للولايات المتحدة، والتقارير التي تتحدث عن عودة سياسة "الضغط الأقصى"، واحتمال شن هجوم عسكري على المواقع النووية الإيرانية.
وفي الوقت نفسه، طالب بعض مسؤولي حكومة مسعود بزشكيان ونشطاء سياسيون، بما في ذلك علي عبد العلي زاده، رئيس حملة بزشكيان خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة لعام 2024، طالبوا بالتفاوض مع دونالد ترامب، الذي سيصبح رسميًا رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.
من ناحية أخرى، كتب حسين شريعتمداري، ممثل المرشد في صحيفة "كيهان"، في افتتاحية الصحيفة يوم السبت 4 يناير، أن أولئك الذين يطرحون موضوع التفاوض مع الولايات المتحدة "إما نائمون أو سكارى أو مجانين".
وفي الوقت نفسه، طالب المرشد الإيراني المسؤولين بعدم مراعاة "مطالب الأميركيين غير المبررة" عند اتخاذ القرارات في قضايا مختلفة مثل الحجاب والتضخم والعملة، ومراعاة "مصالح إيران". وأضاف أن مواقف بزشكيان تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل "كانت حازمة وجيدة".
وقد تزامنت هذه التصريحات مع إعلان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، يوم الجمعة 3 يناير (كانون الثاني) في مقابلة مع شبكة "سي سي تي في" الصينية أن طهران مستعدة لإجراء مفاوضات "بناءة ودون تأخير" حول برنامجها النووي.
كما أشار خامنئي في جزء آخر من خطابه إلى الجماعات التابعة لطهران قائلًا: "المقاومة حية ويجب أن تصبح أقوى يومًا بعد يوم"، مضيفا: "لا تتركوا دعاية العدو تؤثر على الرأي العام".
وأعرب خامنئي عن قلقه من تأثير الهزائم الإقليمية للنظام الإيراني على الرأي العام داخل إيران، ووصف المؤيدين للمفاوضات مع الولايات المتحدة بأنهم "مرعوبون من العدو".
وطالب المرشد أجهزة الدعاية التابعة للنظام بالتعامل مع "دعاية العدو"، قائلًا: "البرمجيات الدعائية للعدو تهدف إلى خلق فجوة بين الواقع وتصوّر الرأي العام. أنتم تحققون تقدّمًا، بينما هو يروّج أنكم تضعفون".
ولم يشر خامنئي في هذا الخطاب إلى سوريا، على عكس الخطابات الثلاثة السابقة التي ألقاها بعد سقوط بشار الأسد.
وكان خامنئي قد وعد في 1 يناير (كانون الثاني) الجاري، للمرة الثالثة، باستعادة سوريا من الحكام الجدد، قائلًا إن دماء القوات المسمّاة بـ"المدافعين عن الحرم" التي أريقت في سوريا لم تذهب سدى.

أعلن مكتب رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، اليوم الأربعاء 8 يناير (كانون الثاني) في بيان صحافي، أن الصحافية الإيطالية تشيشيليا سالا، التي تم اعتقالها واحتجازها في إيران، قد أُطلق سراحها وهي على متن طائرة في طريقها إلى أرض الوطن. بعد أن قضت نحو 20 يومًا في السجون الإيرانية.
ووفقًا لحكومة إيطاليا، فإن "الطائرة التي تقل الصحافية إلى الوطن قد أقلعت من طهران".
وجاء في البيان الصحافي لمكتب رئيسة الوزراء الإيطالية: "بفضل العمل المكثف عبر القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية، تم الإفراج عن مواطنتنا من قبل السلطات الإيرانية، وهي في طريقها إلى إيطاليا".
وذكر البيان أن هذه العملية شهدت تسارعًا مفاجئًا "في الساعات القليلة الماضية" بفضل التعاون مع الولايات المتحدة.
ووفقًا للبيان، اتصلت سالا أمس بعائلتها وأبلغتهم بأن ظروف احتجازها قد تحسنت؛ "حيث أصبح لديها سرير، وتسلّمت طردين من السفارة. ثم أُطلق سراحها خلال الليل. وقامت رئيسة الوزراء، التي كانت تدير الملف منذ أسبوع، بإبلاغ والدي سالا بهذا الخبر".
وشكرت ميلوني جميع الذين ساهموا في "تسهيل عودة تشيشيليا سالا والسماح لها بالعودة إلى أحضان عائلتها وزملائها".
وكانت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية قد أفادت سابقًا بأن سالا قد خرجت من العزل الانفرادي، وهي الآن تشارك زنزانة مع شخص آخر.
ونقلت الصحيفة، اليوم الأربعاء 8 يناير (كانون الثاني) في تقرير لها، أن لديها سريرًا في زنزانتها الجديدة، وقد تمت إعادة متعلقاتها الشخصية، بما في ذلك نظارتها.
يذكر أن تشيشيليا سالا، البالغة من العمر 29 عامًا، تعمل صحافية ومدونة صوتية. وكانت قد سافرت إلى إيران بتأشيرة صحافية، وتم اعتقالها في طهران يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واحتُجزت في زنزانة انفرادية في سجن إيفين.
وكانت "لاستامبا" قد ذكرت في تقريرها أن انتظار جلسة استئناف طلب الإفراج المشروط لمحمد عابديني نجف آبادي في محكمة الاستئناف في ميلانو ضروري للحصول على معلومات جديدة حول مصير سالا.
ومحمد عابديني نجف آبادي، البالغ من العمر 38 عامًا، تم اعتقاله في مطار ميلانو يوم 16 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بناءً على طلب من الولايات المتحدة، التي تتهمه بالمساهمة في توفير تكنولوجيا استُخدمت في هجوم بطائرة مسيرة في الأردن وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وقد حددت محكمة الاستئناف في ميلانو جلسة للنظر في طلب الإفراج عن عابديني نجف آبادي تحت الإقامة الجبرية في 15 يناير.
ويحتاج عابديني نجف آبادي إلى إقناع القضاة بأنه لن يهرب إذا تم الإفراج عنه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، على غرار التاجر الروسي آرتيم أوز.
وكان أوز، الذي يواجه اتهامات بتهريب معدات عسكرية إلى روسيا، كان على وشك تسليمه من إيطاليا إلى الولايات المتحدة، قبل أن يهرب من الإقامة الجبرية في إيطاليا إلى موسكو عام 2021.
وأفادت صحيفة "إيل جورناليه"، المقربة من الحكومة الإيطالية، بأن ميلوني حصلت على موافقة دونالد ترامب خلال لقائها الأخير معه على "تعليق" عملية تسليم عابديني نجف آبادي.
وقبل ذلك، في 15 ديسمبر (كانون الأول)، أفادت "إيران إنترناشيونال" بأن إيران ربطت الإفراج عن سالا بالإفراج عن عابديني نجف آبادي.
وكان عدد من الصحافيين قد تجمعوا في مدينة روما تضامنًا مع الصحافية الإيطالية المحتجزة في إيران، تشيشيليا سالا. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "أطلقوا سراح تشيشيليا سالا"، مطالبين بالإفراج الفوري عنها.
كما كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" يوم الثلاثاء 7 يناير (كانون الأول) أن إليزابيتا بيلوني، رئيسة وكالة الاستخبارات الإيطالية، قد استقالت بعد أربعة أيام من اعتقال تشيشيليا سالا بسبب "الخلافات الخفية والرؤى المختلفة حول قضيتها".
ووفقًا للتقرير، فقد تم استبعادها في البداية من ملف اعتقال سالا. ثم تم تسليم الملف إلى إدارة مكتب رئيسة الوزراء ووكالة الاستخبارات الخارجية الإيطالية (AISE) وتولى جانكارلو كرافيللي متابعة القضية. فيما قالت بيلوني، التي اعترضت على هذه القرارات، إن هذا الوضع جعلها تشعر بالإحباط.

وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول البرنامج النووي والتهديدات الإقليمية والعالمية للنظام الإيراني بأنها "لا أساس لها، ومتناقضة، وتحاول إلقاء اللوم على الآخرين، ومخادعة".
وقال بقائي اليوم الأربعاء 8 يناير (كانون الثاني) إن باريس "تتجنب الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".
واعتبر أن نهج فرنسا تجاه السلام والاستقرار في منطقة غرب آسيا والنزاع في غزة "غير بناء"، ودعا إلى إعادة النظر فيه.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال أول من أمس الاثنين، خلال خطاب ألقاه أمام مجموعة من سفراء بلاده إن البرنامج النووي الإيراني "يقترب من نقطة اللاعودة".
واعتبر ماكرون أن النظام الإيراني هو التحدي الاستراتيجي والأمني الأكبر لفرنسا وأوروبا والمنطقة، مضيفًا أن عدم تقييد نظام إيران يشكل خطرًا كبيرًا.
وأكد الرئيس الفرنسي أن قادة الدول الأوروبية يجب أن يتساءلوا عما إذا كان من الضروري تفعيل آلية الزناد لإعادة العقوبات الأممية ضد طهران قبل أكتوبر (تشرين الأول) 2025 أم لا.
ولم يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على هذا الجزء من تصريحات ماكرون، ولكن مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، كان قد هدد سابقًا بأن إيران ستنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) في حال تفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا).
واعتبر بقائي تصريحات ماكرون حول دعم إيران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا "ادعاءات مكررة"، وأعرب عن دهشته وأسفه لقلقه إزاء تصرفات إيران في أفريقيا. وأضاف أن فرنسا "لديها تاريخ من الاستعمار الوحشي في إفريقيا".
من جهة أخرى، أعلن جان-نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، أمس الثلاثاء 7 يناير أن حالة ثلاثة مواطنين فرنسيين محتجزين في إيران تتدهور، وأن بعضهم محتجز في ظروف تشبه التعذيب. ودعا بارو الفرنسيين إلى تجنب السفر إلى إيران.
هذا ولم يعلق بقائي على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي.