رئيس الهلال الأحمر الإيراني: أميركا ليست وحدها.. يمكننا إرسال فرق إغاثة في حرائق الغابات



ردت الناشطة السياسية الإيرانية المحتجزة في سجن إيفين للنساء، سبیده قلیان، على تأكيد حكم إعدام زميلتها في السجن، بخشان عزیزي، عبر رسالة نشرت على موقع "إیران إنترناشيونال". ودعت قلیان الناس إلى تشكيل "سلسلة من الحياة" لمقاومة سياسات الموت التي تنتهجها السلطات الإيرانية.
ووصفت قلیان الوضع الحالي بأنه "حرب"، وكتبت في رسالتها: "إنه وضع حرب. خلف الجدران العالية والأسلاك الشائكة، نحن نساء نردد كل يوم أسماء المحكومين بالإعدام وننظر إلى المستقبل. حكم إعدام بخشان عزیزي، المرأة التي كانت ملجأ لأطفال الحرب، قد تم تأكيده". وأضافت: "من الآن فصاعدًا، لدينا في العنبر امرأة قد يتحول غیابها في أي لحظة إلى قصة مريرة وجرح عميق في ضمائرنا".
يذكر أن بخشان عزیزي، العاملة الاجتماعية الكردية، تم اعتقالها في 4 أغسطس (آب) 2023 في طهران، وبعد قضاء ما يقرب من خمسة أشهر في الحبس الانفرادي والتعذيب، نُقلت إلى سجن إيفين للنساء أواخر ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه. وفي 23 يوليو (تموز) 2024، حكم عليها القاضي إیمان أفشاري، رئيس الفرع 26 لمحكمة الثورة في طهران، بالإعدام بتهمة "البغي". وتم تأكيد حكم الإعدام في 8 يناير (كانون الثاني) 2025 من قبل الفرع 39 لمحكمة التمییز العليا، ووفقًا لقول أخيها، تمت إحالة الحكم إلى دائرة تنفیذ الأحكام.
وكتبت سبیدة قلیان، الكاتبة والناشطة السياسية التي تقضي حكمًا بالسجن بسبب معارضتها الصريحة للنظام الإيراني، في رسالتها أن حكم إعدام بخشان عزیزي نابع من كراهية النظام لها، قائلة: "بخشان هي رمز للحب والإنسانية، لكنها الآن تواجه موتًا نابعًا من الكراهية والانتقام، وليس من العدالة. إنه الموت نفسه الذي ساعدت إيران بشار الأسد على إنزاله بآلاف الأبرياء في سوريا، والآن تعيد استخدامه ضد أبناء هذا البلد".
وأشارت قلیان إلى أن النظام القضائي الإيراني تجاهل الأدلة التي تؤكد الطابع الإنساني لنشاطات عزیزي ما وضعها في خطر تنفیذ حكم الإعدام.
وفي رسالتها، كتبت قلیان: "هذه ليست قصة فرد واحد، إنها قصتنا جميعًا. قصة بخشان مرتبطة بقصصنا جميعًا، بقصص الأمهات اللواتي ینتظرن أبناءهن الذين سُفكت دماؤهم في الشوارع، وبقصص الناس الذين أصبحت الحياة مجرد أمل بعيد المنال". وأضافت: "النظام الإيراني يريد تفكيك روابطنا الاجتماعية، وتشتیت قصصنا، وإجبارنا على العزلة. لكننا نعلم أن الأمل یكمن في تشابك هذه القصص، في نسج سلسلة قوية من الألم والمقاومة، من الدموع والثبات".
جدير بالذكر أن تأكيد حكم إعدام بخشان عزیزي جاء بعد يوم واحد من تحذیر فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، من تصاعد عمليات الإعدام في إيران. وقال تورك في بیان إن النظام الإيراني أعدم 901 شخص على الأقل في العام الماضي، محذرًا أيضًا من زیادة إعدام النساء، حيث تم إعدام 31 امرأة على الأقل في عام 2023.
وقد دعت قلیان في رسالتها إلى التضامن والرفض الجماعي لأحكام الإعدام، وكتبت: "لا نستطيع ولا نريد أن نصمت. إذا لم نرفع أصواتنا اليوم، فغدًا ستكون هناك قصة أخرى. نريدكم أن تقووا هذه السلسلة. لا تدعوا قصة بخشان تتحول إلى قصة مليئة بالأسى والصمت. كونوا صوتها، كونوا قصتها".
وفي ختام رسالتها، طالبت قلیان الناس ببناء "سلسلة من الحياة"، قائلة: "علينا أن نحارب الموت بالحياة. لنصنع سلسلة من الحياة مقابل كل عقدة من حبل الإعدام. هل تمسكون بيدي لتكونوا الحلقة التالية في السلسلة؟".
وكانت سبیدة قلیان قد أُفرج عنها في مارس (آذار) 2023 بعد انتهاء فترة سجنها التي استمرت أربع سنوات، لكنها أعيدت إلى السجن بعد ساعات فقط من إطلاق سراحها بسبب احتجاجها أمام سجن إيفين دون ارتداء الحجاب الإجباري، حيث هتفت ضد المرشد علي خامنئي. وحُكم عليها لاحقًا بالسجن لمدة عامین. وفي 3 أبريل (نيسان) 2024، حُكم عليها مرة أخرى بالسجن لمدة عام بتهمة "الدعاية ضد النظام".
يذكر أن سبیدة قلیان، التي كتبت عدة رسائل من داخل السجن، كانت قد وجهت رسالة في یونیو (حزیران) 2023 إلى البرلمان الأوروبي، حذرت فيها من عواقب أي تسامح مع استبداد النظام الإيراني، وطالبت المسؤولين الغربيين بدعم الثورة التي تشهدها إيران.

استدعت وزارة الخارجية الفرنسية سفير إيران في باريس احتجاجًا على "احتجاز" مواطنين فرنسيين من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية، وطالبت مرة أخرى رعاياها بمغادرة إيران بسبب خطر الاعتقال.
وأعلنت الخارجية الفرنسية أن سفير إيران في باريس تم استدعاؤه يوم أمس الجمعة الموافق 10 يناير(كانون الثاني)، حيث تم تذكيره "بأشد العبارات" بمطالبة فرنسا بالإفراج الفوري عن "المواطنين المحتجزين كرهائن" في إيران.
وقد وصفت وزارة الخارجية الفرنسية وضعية المواطنين الفرنسيين المحتجزين في إيران بأنها "غير مقبولة"، مشيرة إلى أن ظروف احتجاز بعضهم تُعتبر "تعذيبًا" وفقًا للقوانين الدولية. وكان جان- نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، قد صرّح يوم الثلاثاء الموافق 7 يناير (كانون الثاني) بأن وضعية ثلاثة مواطنين فرنسيين محتجزين في إيران تتدهور، وأن بعضهم يُحتجز في "ظروف تشبه التعذيب".
ومن بين المواطنين الفرنسيين المحتجزين في إيران، تُعتقل سيسيل كوهلر، المعلمة الفرنسية، وشريك حياتها جاك باريس، منذ حوالي ألف يوم في زنزانة تابعة لوزارة الاستخبارات تُعرف باسم "العنبر 209" في سجن إيفين.
يشار إلى أن كوهلر هي مسؤولة العلاقات الدولية في الاتحاد الوطني للتعليم والثقافة، بينما يعمل شريكها في نفس الاتحاد. وقد تم اعتقالهما في مايو (أيار) 2022 أثناء زيارتهما لإيران لقضاء عطلة.
بالإضافة إلى ذلك، يُحتجز مواطن فرنسي آخر يُدعى "أوليفييه" في مدينة مشهد، ولم يتم الكشف عن مزيد من المعلومات حوله. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أدانت سابقًا، بمناسبة الذكرى الثانية لاعتقال كوهلر وباريس، "سياسة أخذ الرهائن والابتزاز المستمر" التي تنتهجها السلطات الإيرانية.
يُشار إلى أن إيران، وفقًا لمراقبين، تعتمد سياسة "أخذ الرهائن" من خلال احتجاز مواطنين أجانب وثنائيي الجنسية للضغط على الحكومات الغربية. وتشير التقارير إلى أن حوالي 20 مواطنًا أجنبيًا محتجزون حاليًا في إيران.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات القضائية الإيرانية أن مواطنًا سويسريًا كان محتجزًا في سجن سمنان بتهمة "التجسس" قد انتحر أول من أمس الخميس الموافق 9 يناير (كانون الثاني). وأكدت الحكومة السويسرية، ردا على استفسار من "إيران إنترناشيونال"، أن الرجل البالغ من العمر 64 عامًا كان قد سافر إلى إيران للسياحة، وطالبت السلطات الإيرانية بتقديم معلومات كاملة حول أسباب اعتقاله وظروف وفاته.

قال القائد بالحرس الثوري في طهران، حسن حسن زاده، إنه وفقاً لما وصفه بـ"اتجاه ظهر بعد سقوط الأسد"، فإن العديد من عناصر الحرس الثوري والباسيج رفضوا المشاركة في المناورات التي يتم الإعداد من خلالها لمواجهة أي احتجاجات محتملة.
وكان المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، قد صرح سابقاً بأن الهدف من هذه المناورات هو الاستعداد لمواجهة أي تهديد محتمل ضد العاصمة.
ووفقاً للمعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فإن الهدف من هذه المناورات هو "إظهار جاهزية شاملة لعناصر الباسيج لمواجهة أي تهديد، وإظهار مستوى التنسيق، والمهارات المهنية، والجاهزية في عمليات الإنقاذ والدفاع عن الأحياء والتصدي للعمليات الإرهابية".
وقد أشار نائيني إلى أن هذه المناورة ستشمل 110 آلاف شخص، لكن مع تصريح قائد الحرس الثوري في طهران الكبرى عن عدم تسجيل "العديد من الزملاء الذين يعتزون بعضويتهم في الحرس والباسيج"، لم يتضح عدد المشاركين الفعلي.
وقد أشار حسن زاده، في تصريحاته التي نُشرت قبل يوم من المناورة، إلى ما وصفه بـ"مشكلة في الإقبال الجماهيري" على المناورة. وأضاف: "وفقاً للإحصاءات الأولية التي وصلتني، فإن ما لا يقل عن 27 ألف أخ وأخت أفغانيين يقيمون في إيران قد سجلوا للمشاركة في المناورة".
كما أشار حسن زاده إلى تزايد ظاهرة عدم مشاركة أعضاء الحرس والباسيج في برامج الحرس بعد أحداث سوريا، وقال: "للأسف، العديد من الزملاء الذين كان لهم شرف العضوية في الحرس والباسيج، إما اعتذروا لأسباب مختلفة أو لم يعطوا إجابة قاطعة حتى الآن. هذا اتجاه شهدنا زيادته بعد أحداث سوريا".
وأعلن حسن زاده أن المشاركة في المناورة تتضمن مزايا للمشاركين، دون التطرق إلى التفاصيل. لكنه أضاف: "الحرس والباسيج لن يتوانوا في هذا الصدد، والإخوة والأخوات الأفغان المتقدمون راضون عن هذا الأمر".
جزء من هذه المزايا تم الكشف عنه أثناء المناورة، حيث أفادت وسائل الإعلام المحلية بأنه تم توزيع حزم معيشية، وأجهزة تجهيز العرائس، وأدوات مكتبية على المشاركين.
إجراء المناورات وسط تزايد الاستياء الشعبي
بالتزامن مع تزايد الاستياء الشعبي في إيران، يقوم الحرس الثوري بتنظيم سلسلة من المناورات في البلاد. وكان هدف مناورة الباسيج في طهران، التي أُقيمت للمرة الثانية في غضون شهرين، هو مواجهة الاحتجاجات الشعبية في العاصمة.
وقبل حوالي شهرين، تم إجراء مناورة أمنية في محيط طهران على طريق تلو، وفي مقر لواء أمني تابع للحرس الثوري، وكانت تركز على قمع الاحتجاجات في المدن.
كما بدأ الحرس الثوري، يوم السبت 4 يناير (كانون الثاني)، مناورة متعددة المراحل تُعرف باسم "النبي الأعظم 19"، والتي ركزت هذه المرة بشكل أكبر على موضوع الأمن الحضر، على عكس المناورات السابقة التي تُجرى عادةً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من كل عام من قبل القوات المسلحة.
وفي 7 يناير، شاركت قوات "الصابرين" التابعة للحرس الثوري في هذه المناورة، والتي وصفها أحمد علي فيض اللهي، قائد هذا اللواء، بأنها تعمل على التدخل عند حاجة القوات الأخرى للدعم.

قال القائد في القوات البرية للجيش الإيراني، العميد غلام عليان، إن #إيران "ترصد أدق تحركات وأحاديث العدو في لقاءاتهم الخاصة باستخدام أنظمة الحرب الإلكترونية والتنصت". وأضاف: "لا توجد جلسة للعدو إلا ونحن على علم بمحتواها".

قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في خطاب له: "عجز بوتين عن إنقاذ الأسد يمثل إنذاراً خطيراً لعدد قليل من الدول التي قد تعتبر نفسها متحالفة مع الكرملين".