مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني: تم إنجاز أكثر من 90 في المائة في طريق تحرير فلسطين



أعربت ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، في منشور على منصة "إكس" عن قلقها الشديد من تأييد حكم الإعدام الصادر بحق بخشان عزيزي، ودعت إلى إلغائه فورا.
وكتبت ساتو أن قضية بخشان عزيزي تمثل "انعكاسا للاضطهاد الأوسع الذي يتعرض له النشطاء من النساء والأقليات" في إيران.
وأشارت إلى التقارير التي تفيد بتعرض بخشان عزيزي للتعذيب واحتجازها في الحبس الانفرادي، منتقدة حرمانها من محاكمة عادلة ومن الوصول إلى محاميها.
خبراء الأمم المتحدة يدينون الحكم
وقد عبّر فريق من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان صدر الثلاثاء 14 يناير (كانون الثاني)، عن قلقهم الشديد بشأن تأييد حكم الإعدام بحق بخشان عزيزي، وطالبوا السلطات الإيرانية بإلغاء الحكم فورا، ووقف "الاضطهاد والترهيب" ضد النشطاء من النساء في إيران.
وأشار البيان، الذي كان من بين موقّعيه ماي ساتو، إلى أن قرار المحكمة العليا في إيران بتأييد حكم الإعدام يمثل "انتهاكًا خطيرًا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان".
كما أوضح البيان أن الخبراء تواصلوا مع السلطات الإيرانية بخصوص القضية، مطالبين بإلغاء الحكم والتحقيق في تقارير التعذيب الذي تعرضت له عزيزي للحصول على اعترافات قسرية، إضافة إلى حرمانها من حقوقها الأساسية.
الاحتجاز والتعذيب والحكم بالإعدام
يشار إلى أن الناشطة الاجتماعية بخشان عزيزي، اعتقلت في 5 أغسطس (آب) 2023 في طهران، وقضت نحو خمسة أشهر في الحبس الانفرادي حيث تعرضت للتعذيب. نُقلت لاحقًا إلى جناح النساء في سجن إيفين أواخر ديسمبر (كانون الأول) من نفس العام.
في 24 يوليو (تموز) 2024، أصدر إيمان أفشاري، رئيس الفرع 26 لمحكمة الثورة في طهران، حكمًا بالإعدام على عزيزي بتهمة "البغي". وتم تأكيد الحكم في 8 يناير (كانون الثاني) 2025 من قبل الفرع 39 للمحكمة العليا، وأُرسل الحكم للتنفيذ.
ردود فعل داخلية ودولية
أثار تأييد حكم الإعدام موجة من الاحتجاجات داخليًا ودوليًا. وأصدر 120 ناشطًا مدنيًا وسياسيًا كرديًا بيانًا يطالبون فيه بإلغاء الحكم فورًا.
وفي 12 يناير، نظم مستخدمو منصة "إكس" حملة إلكترونية باستخدام هاشتاغ "#بخشان_عزيزي"، والذي استخدم حوالي 70,000 مرة خلال 12 ساعة فقط.
بدوره، دعا "أبرام بيلي"، نائب المبعوث الأميركي الخاص لإيران، في 14 يناير إلى إلغاء الحكم، واصفًا محاكمة بخشان عزيزي بـ"المسرحية"، ومطالبًا السلطات الإيرانية بالكف عن استهداف الأقليات الكردية واستخدام عقوبة الإعدام لقمع المعارضين.
محاولات تبرير الحكم
استمرت السلطات الإيرانية في تبرير إصدار الحكم، حيث ذكرت وكالة "تسنيم" المرتبطة بالحرس الثوري، في 13 يناير، أن سبب اعتقال عزيزي هو محاولتها "إثارة الفوضى" في الجامعات خلال ذكرى انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، بالإضافة إلى زيارتها لعائلة حديث نجفي، إحدى ضحايا الانتفاضة.

دعا "مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية"، التابع للمرشد خامنئي في بيان له بمناسبة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الشعب الإيراني إلى النزول للشوارع بعد صلاة الجمعة والمشاركة في مسيرات احتفالية للتعبير عن الفرح والسعادة بـ”النصر العظيم” حسب تعبير المجلس.

أعلن ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، اليوم الخميس في "إكس" عن لقائه مع ريتش مكورميك، عضو مجلس النواب الأميركي، وقال إن هذا اللقاء تناول كيفية تقديم الولايات المتحدة أقصى دعم لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يصب أيضًا في مصلحة أميركا.
وأضاف رضا بهلوي: "في ظل ظروف يكون فيها النظام الإيراني أضعف من أي وقت مضى، فإن الشعب الإيراني مستعد لاستعادة بلاده، وقد توجهت إلى الكونغرس لبدء جولة جديدة من المحادثات مع ممثلي الشعب الأميركي".

أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، في تقرير لها باعتقال 15 مواطنًا خلال استمرار مناورات "شهداء الأمن" في محافظة بلوشستان الإيرانية، متهمة إياهم بـ"نية القيام بأعمال تخريبية".
وجاء في تقرير الوكالة، الذي نُشر اليوم الخميس 16 يناير (كانون الثاني)، دون الإشارة إلى هويات المعتقلين، أن هؤلاء الأفراد تم اعتقالهم "قبل تنفيذ أي عمل" بتعاون القوات الأمنية، وبدعم من طائرات هليكوبتر قتالية، ووحدات الطائرات المسيّرة التابعة لقوات الحرس الثوري البرية.
وأعلنت الوكالة التابعة للحرس الثوري أن الاعتقالات جاءت بعد "تلقي معلومات عن وجود عدد من الإرهابيين في المناطق الحدودية بين إيران وباكستان"، ووصفت المواطنين المعتقلين بـ"الإرهابيين"، مشيرة إلى أنه تم "ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المختلفة بحوزتهم.
وأكد مراقبو الأوضاع في إيران، في حالات مماثلة، أن وسائل الإعلام التابعة للأجهزة الأمنية تنشر مثل هذه الأخبار بهدف تمهيد الطريق لإعداد ملفات اتهامية ضد المعتقلين الذين لا يزالون في المراحل الأولى من المحاكمة.
وكان موقع "حال وش"، الذي يغطي أخبار محافظة بلوشستان، قد أفاد في 7 يناير (كانون الثاني) بأن عشرات الأشخاص تم اعتقالهم في مدينة "نصرت آباد" التابعة لمحافظة زاهدان على أيدي القوات العسكرية والأمنية.
ووفقًا لهذا الخبر، فقد تم اعتقال ما لا يقل عن 38 من سكان "نصرت آباد"، بينهم عدة نساء.
زيادة الاعتقالات في المحافظات الجنوبية
وشهدت الأشهر الماضية موجة جديدة من الاعتقالات في إيران، والتي لا تزال مستمرة.
وفي 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن أحمد شفاهي، نائب قائد قاعدة القدس التابعة للقوات البرية بالحرس الثوري، أنه خلال تنفيذ مناورات "شهداء الأمن"، قُتل 23 شخصًا من "الجماعات الإرهابية في بلوشستان"، وتم اعتقال 46 آخرين.
ومن دون الإشارة إلى عدد القوات العسكرية التابعة للنظام التي قُتلت خلال هذه المناورات، أعلن شفاهي أن سبعة أشخاص آخرين استسلموا.
وتصاعدت وتيرة القمع ضد المواطنين في محافظة بلوشستان منذ خريف عام 2022، وذلك بعد أحداث "الجمعة الدامية" في زاهدان وقمع الاحتجاجات الشعبية.
وكان موقع "هرانا" الحقوقي قد أفاد في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في تقريره السنوي الجديد، بأن ما لا يقل عن 2783 مواطنًا تم اعتقالهم خلال 2024 على خلفية أنشطة سياسية ومدنية على أيدي القوات الأمنية.

قال السجين السياسي المحتجز في سجن طهران الكبرى، رضا رمضان زاده: "الحكم بإعدام بخشان عزيزي مثل كل الأحكام التي صدرت ضدنا، وسنرفع أصواتنا أعلى من ذي قبل لإلغاء هذا الحكم ليكون صفعة قوية على وجه النظام الاستبدادي المليء بالظلم".