محاكمة الجندي البريطاني السابق المتهم بالتجسس لصالح إيران



أعلن الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، أن بعض المشكلات الاقتصادية خارجة عن سيطرة الحكومة. وذلك في تعليقه على تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران واستياء المواطنين من انخفاض القوة الشرائية.
وقال بزشکیان اليوم الاثنين 3 فبراير (شباط) في اجتماع مشترك لرؤساء السلطات الثلاث في إيران: "الوضع المعيشي الحالي للشعب، والغلاء، والضغوط التي يتعرض لها الناس في هذا الجانب، غير مقبولة. جزء منها بيدنا وجزء آخر ليس بيدنا".
وفي الوقت نفسه، وعد بأن تتخذ الحكومة "إجراءات جيدة" تهدف إلى "توفير لقمة العيش للشعب" قبل عيد النوروز.
جاءت هذه التصريحات في وقت أعلن فيه مركز الإحصاء في إيران يوم 29 يناير (كانون الثاني) 2025 عن زيادة تصل إلى خمسة أضعاف في أسعار المواد الغذائية والضرورية في البلاد، مشيرًا إلى أن 53 مادة غذائية شهدت في ديسمبر (كانون الأول) 2024 زيادة في الأسعار بلغت في المتوسط حوالي 37 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ومع ذلك، أظهرت دراسة أجرتها "إيران إنترناشيونال" لأسعار 15 مادة استهلاكية للأسر الإيرانية أن الزيادة بأسعار هذه المواد في السوق تختلف بشكل كبير عن تقرير مركز الإحصاء، حيث كانت الزيادة في كثير من الحالات أعلى بكثير من الإحصاءات الرسمية.
كما حذرت وكالة أنباء "إيلنا" يوم 27 يناير من أن القوة الشرائية للعمال في إيران انخفضت عام 2024 إلى ربع ما كانت عليه مقارنة بعشر سنوات مضت.
اعتراف بزشکیان بالاستياء الشعبي العام
وأشار بزشکیان في كلمته خلال اجتماع رؤساء السلطات في إيران إلى مقاطعة شريحة واسعة من الشعب الإيراني للانتخابات الرئاسية الأخيرة، معترفًا بالاستياء العام من النظام، وداعيًا إلى التعامل مع المواطنين "بناءً على العدل والإنصاف".
وقال: "في الانتخابات، جاء 50 في المائة ولم تأتِ بقية الشعب أليس الذين لم يصوتوا من الشعب؟ ألسنا خدامهم؟ ... 98 في المائة من الشعب صوتوا لصالح هذه الثورة [في الاستفتاء عام 1980]. والآن بدلًا من جذبهم، نجد كلمة أو ذريعة لاستبعادهم".
واتهم بزشکیان، مكرراً المواقف السابقة لمسؤولي النظام الإيراني، "الأعداء" بالسعي إلى "خلق الفرقة والخلاف بين الشعب" وإلحاق الضرر بالبلاد، مضيفًا أن الأعداء يحاولون "الركوب على موجة الخلافات والاحتجاجات".
كما تطرق إلى أوضاع الأقليات العرقية في إيران قائلًا: "نحن ننظر إلى القوميات في مختلف المجالات نظرة متساوية".
وفي الأشهر الأخيرة، أعرب نشطاء ومجموعات حقوقية مرارًا عن قلقهم إزاء تزايد انتهاكات الحريات الأساسية للمواطنين في عهد حكومة بزشکیان.
وفي 24 يناير، أعلنت مجموعة من أسر السجناء السياسيين والعقائديين الذين لقوا حتفهم في الثمانينيات، في رسالة إلى بزشکیان، أنه تم منعهم لأكثر من 11 شهرًا من دخول مقبرة خاوران، وأن السلطات قد زادت من معاناة الأسر من خلال سلوكيات مهينة.
وطلبوا من بزشکیان إزالة العقبات التي تحول دون حدادهم على أحبائهم. إلا أن رئيس الحكومة الإيرانية لم يرد على هذه الرسالة.
وحذرت "حملة حقوق الإنسان في إيران" يوم 31 يناير من أن إيران قد شددت في الأشهر الأخيرة من سياساتها القمعية ضد الأقليات العرقية، وقامت باعتقال عدد كبير من النشطاء الأكراد والعرب والبلوش والأتراك.
ونقلت المنظمة عن روبين رحماني، الناشط في مجال حقوق الإنسان، أن وزارة الاستخبارات في حكومة بزشکیان هي المسؤولة عن جميع الاعتقالات والاستدعاءات الأخيرة.
وتناولت مجلة "تايم" في تقرير لها يوم 2 فبراير (شباط) الوضع الهش لنظام طهران في إيران والشرق الأوسط، وكتبت أن جزءًا من الشعب الإيراني الذي كان يأمل في أن يتمكن بزشکیان من إحداث تغييرات إيجابية في البلاد، يعتبره الآن "شخصية ضعيفة".

قال علي خميني، حفيد مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، إن الثورة الإيرانية نجحت في نشر خطابها إلى العالم وكسب أنصار لها، مضيفًا: "لولا هذه الثورة، لما كان هناك وجود لحماس ولا لملحمتها الأخيرة".
كما أعرب عن استغرابه من التصريحات التي تزعم أن حماس هُزمت في الحرب الأخيرة، مشددًا على أن هذا التقييم "غير دقيق".

قال مساعد وزير المخابرات الإيراني، حسین صفدری: "معنى التفاوض مع الولايات المتحدة هو أنه يجب علينا إما التراجع أو السقوط، والخطة التي تم تطبيقها على بشار الأسد سيتم تطبيقها أيضًا في إيران".

انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر امرأة تقف عارية فوق مركبة تابعة للشرطة في إيران، وذلك في أحدث تحدٍّ علني لقوانين الحجاب الصارمة في البلاد.
ورغم عدم وضوح زمان ومكان تصوير الفيديو بدقة، يقول مستخدمون على منصات التواصل إن الحادثة وقعت في مدينة مشهد ذات الطابع الديني خلال الأسبوعين الماضيين.
يأتي انتشار الفيديو الجديد بعد ثلاثة أشهر من واقعة مماثلة في جامعة آزاد الإسلامية بطهران، حيث قامت طالبة إيرانية بخلع ملابسها والاكتفاء بملابسها الداخلية احتجاجًا، بعد تعرضها لاعتداء من قبل قوات الأمن.
وخلال اعتقال الطالبة آهو دریائی، تعرضت لاعتداء جسدي عنيف، حيث اصطدم رأسها إما بباب سيارة أو بأحد الأعمدة، ما تسبب في نزيف حاد. وأشار تقرير إلى أن "بقع دماء الطالبة شوهدت على إطارات السيارة".
ومنذ انطلاق حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران، التي أشعلها مقتل مهسا أميني في سبتمبر أيلول 2022 أثناء احتجازها بسبب مخالفات الحجاب، كثّف التيار المتشدد جهوده لفرض قيود صارمة على لباس النساء.
ورغم التحدي الشعبي الواسع، صعّدت الحكومة إجراءاتها لتطبيق قوانين الحجاب الإلزامي، ما أدى إلى إغلاق العديد من المتاجر ومصادرة المركبات المرتبطة بمخالفات الحجاب.

أفادت مصادر إخبارية في إيران بأن الصحافي والناشط السياسي، مهدي نصيري، الذي انتقد بشدة سياسات المرشد علي خامنئي، خلال السنوات الأخيرة، تم اعتقاله، بعد مداهمة من قِبل السلطات الأمنية.
وبحسب عدة تقارير صادرة يوم الأحد 2 فبراير (شباط)، فقد جرى اعتقال نصيري على يد قوات تابعة للنظام الإيراني، أثناء وجوده في ضريح فردوسي بمدينة مشهد في محافظة خراسان رضوي.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، عن مصدر أمني في محافظة خراسان، قوله: إن مهدي نصيري قام يوم الأحد بـ "التصوير في ضريح فردوسي بمنطقة يُمنع فيها التصوير".
وأضافت الوكالة أن نصيري رفض حذف الفيديو، مما أدى إلى توجيه اتهام رسمي له من قِبل النيابة العامة، وهو الآن رهن الاحتجاز المؤقت.
ويُذكر أن نصيري، الذي كان سابقًا رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، ويُعدّ من الشخصيات السياسية الأصولية، قد انضم في السنوات الأخيرة إلى صفوف معارضي النظام ووجه انتقادات صريحة له. كما ظهر في مناسبات عدة على قبور ضحايا قمع الاحتجاجات والتقى عائلاتهم، معلنًا دعمه للمحتجين.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن مهدي نصيري صراحةً دعمه لقيادة ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، خلال المرحلة الانتقالية، حال سقوط النظام الإيراني، ودعا القوى السياسية المعارضة إلى التعاون معه.
كما أكد نصيري، في تصريحات أدلى بها العام الماضي، أن النظام الإيراني "انتهى أمره"، وأنه بات الآن في أحضان الصين وروسيا.
وكتبت فرشته مزینانی، زوجة مهدي نصيري، في منشور على "تليغرام" أن سبب اعتقاله كان تصريحاته في هذا الفيديو حول دور رضا بهلوي في بناء ضريح فردوسي.
وأضافت أن نصيري سُلِّم بعد فترة من قِبل الجهات الأمنية إلى عناصر وزارة الاستخبارات.
ووجه مهدي نصيري، في السنوات الأخيرة، انتقادات ضد علي خامنئي، وأداء المسؤولين الإيرانيين.
وفي عام 2023 زار ضريح الشابة الإيرانية، مهسا أميني، التي لقيت مصرعها على يد عناصر أمنية تابعة للنظام، بعد تعذيبها، وصرّح بأن مقتلها كان "مصدر ثورة المرأة، الحياة، الحرية" قائلاً: "في اليوم الذي قُتلت فيه مهسا، قُتلت البشرية جمعاء".