بخلاف الواقع.. مسؤول إيراني: تراجع الدولار سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد الأميركي



أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في منشور على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال"، أنه يفضل التوقيع على "اتفاق سلام نووي موثوق" مع طهران، يسمح لإيران بالنمو والازدهار بشكل سلمي دون امتلاك أسلحة نووية.
وكتب ترامب، اليوم الأربعاء 5 فبراير (شباط)، أن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط بالتعاون مع إسرائيل للقضاء على إيران "مبالغ فيها للغاية".
وأضاف: "أفضّل أن يتم التوقيع على اتفاق سلام نووي موثوق، يسمح لإيران بالنمو والازدهار بشكل سلمي. يجب أن نعمل فورًا على ذلك، وعندما يتم توقيعه وإنجازه بالكامل، سنقيم احتفالًا كبيرًا في الشرق الأوسط".
وخلال الأسابيع الأخيرة، تم طرح عدة تصريحات داخل إيران حول إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، عن مسؤول رفيع في إيران، لم يُذكر اسمه، قوله: "طهران مستعدة لمنح الدبلوماسية مع ترامب فرصة أخرى، لكنها حذرة من العرقلة الإسرائيلية".
وأضاف المسؤول الإيراني أنه "إذا كانت واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق مع طهران، فيجب عليها كبح جماح إسرائيل".
من جهته، نشر حساب مكتب حسن روحاني على منصة "إكس" مقطع فيديو لكلمة ألقاها الرئيس الإيراني السابق خلال اجتماع سابق للحكومة الإيرانية، حيث قال: "صدام ارتكب كل تلك المجازر، لكن عندما كان ذلك ضروريا، سمح الإمام (روح الله الخميني) بإجراء المفاوضات".
إحياء سياسة الضغط الأقصى وتأثيراتها
ويوم الثلاثاء 4 فبراير (شباط)، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرسومًا "صارمًا للغاية" لاستئناف سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، والتي تهدف إلى إيصال صادرات النفط الإيراني إلى الصفر.
جاء توقيع هذا المرسوم قبيل اجتماع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض. وعقب التوقيع، قال الرئيس الأميركي: "آمل أن لا نضطر إلى استخدام هذا الخيار، علينا أن نرى ما إذا كان يمكننا التوصل إلى اتفاق مع إيران أم لا".
وفي أول رد رسمي من طهران، قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بشأن سياسة الضغط الأقصى الجديدة: "لدينا فتوى بشأن الأسلحة النووية تحظر أي أنشطة غير سلمية، فليطمئن باله".
كما أكد عارف أن "التفاوض أو لقاء ترامب وبزشكيان ليس على جدول أعمال النظام".
ارتفاع سعر الدولار في إيران
وبعد دقائق من إعلان استئناف سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، قفز سعر الدولار في السوق الإيرانية بحوالي 1000 تومان، ليتجاوز حاجز 85,000 تومان.
وفي تصريحاته، أشار ترامب إلى أنه "تردد في التوقيع على مرسوم استئناف الضغط الأقصى"، مؤكدًا أن اتخاذ هذا القرار "كان صعبًا للغاية".
كما تحدث عن محاولات إيران لاغتياله، قائلًا إنه أصدر أوامر تنص على أنه "إذا تم اغتيالي على يد النظام الإيراني، فسيتم القضاء على هذا العدو الأميركي بالكامل".
مخاوف في طهران من سياسات ترامب المستقبلية
منذ فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، تحدثت مصادر مقربة منه عن احتمال عودة سياسة الضغط الأقصى، كما طرحت تكهنات بشأن ضربة عسكرية محتملة للمرافق النووية الإيرانية.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "التلغراف" البريطانية، نقلًا عن مصادر مطلعة، بأن طهران، خوفًا من سياسات إدارة ترامب الجديدة، أصدرت أوامر لقواتها ووكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالتحرك بحذر شديد.

أعلن وزير الدفاع الإيراني، عزیز نصیرزاده، أن القوات المسلحة الإيرانية تجري منذ حوالي شهر "مناورات متتالية". وأضاف أن من المحتمل استمرار هذه المناورات حتى منتصف شهر مارس القادم.

قالت وسائل إعلام إيرانية إن طهران قامت بتسليم جثمان جمشيد شارمهد، المواطن الإيراني-الألماني الذي اختُطف من دبي على يد النظام الإيراني، وتوفي في السجن وهو صادر ضده حكم الإعدام، إلى ألمانيا ضمن "إجراءات قضائية ودبلوماسية".
وذكرت وكالة "دانشجو"، التابعة للباسيج الطلابي في تقريرها يوم الأربعاء 5 فبراير (شباط)، نقلاً عن مصادر من السلطة القضائية، أن جثمان شارمهد تم تسليمه بعد استكمال "الإجراءات القانونية".
وأكدت الوكالة أن نقل الجثمان جاء استجابة لطلب أسرته، موضحة أن شارمهد توفي في السجن قبل تنفيذ حكم الإعدام.
كان إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قد صرح في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنه إذا تم تقديم طلب لنقل جثمان شارمهد، فسيتم التعامل معه وفق القوانين الإيرانية.
إعدام خارج نطاق القضاء
وذكرت وكالة "ميزان" في تقرير لها في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن شارمهد أُدين بقرار من المحكمة المختصة، ونُفذ الحكم بحقه في نفس التاريخ.
وفي 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلنت السلطة القضائية أن شارمهد توفي نتيجة إصابته بسكتة قلبية قبل تنفيذ الإعدام، لكن هذا التفسير حُذف لاحقًا من التقرير الرسمي.
وفي 9 نوفمبر قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل"، إنه لا يوجد مانع لتسليم الجثمان إذا قدمت أسرته طلبًا رسميًا، مضيفًا: "إذا أرادت الأسرة، فنحن مستعدون لإجراء تشريح للجثة".
ورغم ذلك، أكدت غزاله شارمهد، ابنة جمشيد، أن السلطات الإيرانية لم تُعلن رسميًا عن إعدام والدها، مشيرة إلى أن "لا دليل مادي يُثبت وفاته".
الاختطاف وحكم الإعدام
وجمشيد شارمهد (69 عامًا)، مواطن إيراني الأصل يحمل الجنسية الألمانية، كان مقيمًا في الولايات المتحدة منذ عقدين.
واختُطف في 1 أغسطس (آب) 2020 أثناء رحلة من ألمانيا إلى الهند بعد توقف في الإمارات لمدة ثلاثة أيام، حيث اعتقلته عناصر من النظام الإيراني في دبي، وتم نقله إلى إيران.
وبعد أكثر من 900 يوم من الحبس الانفرادي، حُكم عليه بالإعدام من قبل القاضي أبو القاسم صلواتي في محكمة الثورة بطهران بتهمة "الإفساد في الأرض".
واتهمت السلطات الإيرانية شارمهد بالضلوع في "تخطيط تفجير حسينية سيد الشهداء في شيراز"، وهي تهمة نفتها أسرته ومنظمات حقوقية والأمم المتحدة، حيث لم تقدم إيران أدلة موثوقة لإثباتها.
وفي جلسات المحاكمة، لم يُعرض أي دليل واضح يثبت هذه التهم سوى ما قيل إنه "اعترافات" انتُزعت منه، وسط غياب تام لأدلة مادية أخرى.
وأكدت ابنته غزاله أن السلطات الإيرانية نفسها اعترفت في البداية بأن الحادث في حسينية شيراز كان نتيجة انفجار عرضي أثناء معرض عن الحرب الإيرانية العراقية، واعتذرت للمواطنين حينها.
وأضافت أن إيران أعادت توصيف الحادث لاحقًا كعملية "تفجير"، وزجّت بأشخاص آخرين إلى المحاكمة والإعدام بتهم مماثلة.
وحُكم الإعدام بحق شارمهد أُيّد خلال ثلاثة أشهر فقط من قبل المحكمة العليا، رغم حرمانه من حقوقه الأساسية في اختيار محامٍ، وتعرضه للتعذيب والحبس الانفرادي لفترات طويلة.
وبقي شارمهد لمدة أربع سنوات في سجون سرية تابعة للأجهزة الأمنية الإيرانية وسجن "بند 2-ألف" التابع لاستخبارات الحرس الثوري في سجن إيفين.

في أول يوم بعد إعلان قرار دونالد ترامب بإعادة سياسة الضغط الأقصى على إيران، ارتفع سعر الدولار الأميركي في السوق الحرة بإيران أكثر من ألف تومان ليصل إلى 86 ألفا.
كما وصل سعر الجنيه الإسترليني إلى 107 آلاف تومان، بينما ارتفع سعر عملة الذهب الجديدة حوالي 4 ملايين تومان ليتم تداولها بـ69 مليون تومان.

أصدرت نقابة معلمي إيران بيانًا دعت فيه الحكومة الإيرانية إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن من أجل الدفاع عن المصالح الوطنية. وحمّلت النقابة "الجهات المعطلة والمعارضة داخليًا وخارجيًا" مسؤولية وتبعات عدم التفاوض، دون الإشارة إلى شخص أو جهة محددة معارضة للمفاوضات مع أميركا.
وفي الأسابيع الأخيرة، طُرحت داخل إيران آراء مختلفة بشأن احتمال إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وفي واشنطن، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليمات "صارمة للغاية" لاستئناف سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، بهدف تصفير صادراتها النفطية، مؤكداً أن إيران ينبغي أن لا تبيع النفط لأي دولة أخرى.
ووقع ترامب هذه القرارات يوم الثلاثاء 4 فبراير (شباط)، قبل لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، وقال: "آمل ألا نضطر إلى استخدام هذا الخيار، لكن يجب أن نرى إن كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق مع إيران أم لا".
وفي بيان نقابة معلمي إيران، الصادر في 3 فبراير (شباط)، تم التأكيد على "إعادة تعريف المصالح الوطنية" وفقًا لـ"التغيرات الكبيرة والمهمة في المنطقة"، وجاء فيه: "بلدنا يجب أن يتبع استراتيجية دبلوماسية نشطة للتفاوض من أجل تحقيق أقصى قدر من المصالح الوطنية والتخلص من العقوبات".
وأشار البيان إلى الأزمات السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الأمنية، والبيئية التي تواجه إيران، معتبرًا التفاوض مع الولايات المتحدة "ضرورة ملحة وفورية".
وفي مقابلة أجرتها شبكة "سكاي نيوز" يوم 28 يناير (كانون الثاني)، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى احتمال إجراء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة. وأوضح أن إيران مستعدة للاستماع إلى مقترحات ترامب، لكنه أكد أن الظروف الحالية "مختلفة وصعبة للغاية مقارنة بالماضي".
ورغم ذلك، أكدت نقابة معلمي إيران دعمها لجهود حكومة مسعود بزشكیان، ودعت جميع الناشطين والأحزاب المهنية والسياسية إلى "الإعلان عن دعمهم بجدية في هذا الشأن".
يأتي هذا البيان في ظل احتجاجات متكررة نظمها المعلمون الإيرانيون خلال السنوات الأخيرة إلى جانب مجموعات مهنية أخرى للمطالبة بتحسين أوضاعهم القانونية والمعيشية.
من جهة أخرى، أعلن مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، يوم 27 يناير (كانون الثاني) عن "التشاور مع الأصدقاء" بخصوص بدء عمل حكومة ترامب، مشيرًا إلى أن طهران لديها أفكار لكنها تستعد "لأسوأ السيناريوهات".
وفي مقابلة مع وكالة "إيسنا"، قال تخت روانجي: "عندما تُعلن سياسات الطرف الآخر، سنتعامل معها بما يتناسب مع تلك السياسات".
من جهته، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لشبكة "سكاي نيوز" قائلاً: "إيران لن تعارض بالضرورة جميع مقترحات الولايات المتحدة".
وبعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أشارت مصادر مقربة منه إلى احتمال استئناف سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، بل وطرحت احتمالات شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
كما نُشرت تقارير تشير إلى مخاوف المسؤولين الإيرانيين من خطوات ترامب.
وأفادت صحيفة "التلغراف" البريطانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن طهران أصدرت تعليمات لوكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط للتحرك بحذر خشية سياسات إدارة ترامب.