مسؤول إيراني: الرئيس طالب بقطع الكهرباء عن المنازل بدلاً من المصانع



ارتفع سعر الدولار في السوق الحرة الإيرانية بنحو واحد في المائة، بالتزامن مع انعقاد جلسة غير علنية للبرلمان الإيراني حول اضطرابات سوق الصرف والذهب، بحضور الرئيس مسعود بزشكیان.
وبلغ سعر الدولار، اليوم الثلاثاء 18 فبراير (شباط)، نحو 92 ألفًا و400 تومان، بارتفاع قدره ألف تومان مقارنة بيوم أمس الاثنين.
وقال بزشكیان، على هامش انعقاد الجلسة غير العلنية للبرلمان اليوم الثلاثاء، إنه سيتم سحب ما يقرب من مليار دولار من صندوق التنمية الوطنية "بعد الحصول على إذن" من المرشد علي خامنئي، لحل مشكلة المعيشة.
وأضاف أن هذه الاعتمادات سيتم تحويلها إلى كوبونات سلع وتوزيعها على سبع شرائح من المجتمع.
وكانت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، قد أعلنت في 10 فبراير (شباط) عن قرار الحكومة بتقديم دفعتين من كوبونات السلع حتى نهاية العام الحالي.
وذهب بزشكیان صباح اليوم، برفقة عبد الناصر همتي، وزير الشؤون الاقتصادية والمالية في حكومته، ومحمد رضا فرزين، محافظ البنك المركزي، إلى البرلمان الإيراني لـ"دراسة تقلبات العملة".
وبعد هذه الجلسة التي استمرت ثلاث ساعات وأُقيمت خلف الأبواب المغلقة، قال عباس غودرزي، المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان، إن الحكومة قدمت تقريرًا حول سبل بيع النفط، وضمان وجود احتياطيات كافية من العملة الصعبة والذهب، والسعي إلى "إضعاف مكانة الدولار في المعاملات النقدية والمصرفية".
وكان حسين راغفر، أستاذ الاقتصاد، قد صرّح في 14 فبراير (شباط) بأنه مع تحويل الذهب المستورد إلى عملات ذهبية، يتم الآن حساب سعر الدولار بنحو 110 آلاف تومان.
قالیباف: تم اتخاذ قرارات جيدة
وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قالیباف، حول الجلسة غير العلنية التي عقدها البرلمان مع الحكومة اليوم الثلاثاء، إنه "تم اتخاذ قرارات جيدة في مجال القضايا المعيشية والموضوعات الاقتصادية في سوق الصرف والبورصة".
ولم يتطرق إلى تفاصيل هذه القرارات، لكنه قال إنها يمكن أن تساعد في حل المشكلات الاقتصادية في مجالات مختلفة.
وكان سعر الدولار في السوق الحرة الإيرانية قد وصل يوم 9 فبراير إلى مستوى قياسي بلغ 94 ألف تومان. وشهد هذا السعر بعد ذلك انخفاضًا وتقلبات طفيفة.
واعتبرت صحيفة "همشهري"، التابعة لبلدية طهران، انخفاض سعر الدولار إلى 88 ألفًا و650 تومان مؤشرًا على "استسلام الدولار"، وكتبت أن التدخل الواسع للبنك المركزي في السوق هو الذي تسبب في هذا الانخفاض.
وبعد الجلسة غير العلنية للبرلمان، ذهب بزشكیان في زيارة وصفها الإعلام بـ"المفاجئة" إلى البنك المركزي، حيث عقد اجتماعًا مع المحافظ ومديري البنك المركزي.
ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية، عُقد هذا الاجتماع لدعم ومراجعة إجراءات البنك المركزي للسيطرة على سوق الصرف والذهب، وكذلك لمراجعة المؤشرات الاقتصادية الكلية.
ويقول الخبراء الاقتصاديون إن تحطيم سعر الصرف للأرقام القياسية، إلى جانب ارتفاع أسعار العملات الذهبية، يشير إلى ارتفاع التضخم في الأشهر المقبلة.

وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، التقارير المتعلقة باستيلاء شحنة أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى اليمن بأنها "لا أساس لها"، وأكد قائلاً: "ليس لطهران أي وجود عسكري في اليمن، والأسلحة الموجودة في هذا البلد لا علاقة لنا بها."

بالتزامن مع تصاعد الضغوط الأميركية علي إيران والجماعات التابعة لها، قال المرشد الإيراني علي خامنئي في لقاء مع زياد النخالة، الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، إن "خطط أميركا الغبية" فيما يتعلق بغزة لن تُفضي إلى نتيجة.
وخلال لقائه بالنخالة والوفد المرافق له في طهران، اليوم الثلاثاء 18 فبراير (شباط)، أشار خامنئي إلى بعض الخطط الأميركية وبعض الخطط الأخرى المتعلقة بغزة وفلسطين، قائلاً: "هذه الخطط لن تذهب إلى أي مكان، أولئك الذين ادعوا قبل عام ونصف أنهم سيقضون على المقاومة في فترة قصيرة، أصبحوا الآن يستلمون أسرى من مجموعات صغيرة من مقاتلي المقاومة، بينما يطلقون سراح العديد من الأسرى الفلسطينيين".
ووصف خامنئي "انتصار" المقاتلين الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل بأنه "عظيم جدًا"، وقال: "هذا الانتصار قد أحدث معيارًا جديدًا في معارك المقاومة".
من جانبه، قدم زياد النخالة تقريرًا عن آخر تطورات غزة والضفة الغربية ومسار مفاوضات الهدنة، مهنئًا خامنئي بـ"الانتصار الكبير للمقاومة في غزة"، مشيرًا إلى أن ذلك تحقق بفضل دعم إيران وإرشادات حسن نصرالله.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد قتل أكثر من 48 ألف فلسطيني في حرب غزة، كما تم تهجير معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وهم الآن يواجهون أزمة غذائية.
في هذه الأثناء، ومع تصاعد العنف في الضفة الغربية وتوسع المستوطنات اليهودية، تضاءلت آمال الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة.
وسبق للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التصريح بأن على الولايات المتحدة أن تتولى السيطرة على غزة، وأن يتم نقل نحو مليوني نسمة إلى البلدان المجاورة.
وقال ترامب في البيت الأبيض للصحافيين إنه بعد مناقشاته مع الدول الإقليمية، سيوافقون على استقبال سكان غزة.
وسبق وأن قال خامنئي أيضًا في لقاء مع رئيس وأعضاء المجلس القيادي لحركة حماس إن تهديدات أميركا ليست ذات تأثير على إيران، مشيرًا إلى أن مسألة الدفاع عن فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني "غير قابلة للنقاش" في أذهان الشعب الإيراني.
وأضاف خامنئي أيضًا أن اتفاق الهدنة في غزة هو "إنجاز كبير" بفضل مفاوضات حركة حماس.
تراجع وصول إيران إلى الجماعات التابعة لها
جاءت هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الاقتصاد الإيراني تدهورًا ملحوظًا، حيث ارتفعت أسعار الدولار والذهب بشكل ملحوظ بعد مراسم تنصيب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وفي ظل ارتفاع الأسعار المتواصل بعد إعلان خامنئي رفضه للتفاوض مع أميركا، ارتفعت أسعار الدولار في السوق الحرة بنحو ألف تومان لتصل إلى 92,400 تومان.
وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين على "انتصار" الجماعات التابعة لها، إلا أن هذه الجماعات تعرضت لضغوط شديدة بسبب الهجمات الإسرائيلية والضغوط الأميركية لوقف النفوذ الإيراني الإقليمي، مما قلل بشكل كبير من إمكانية وصول إيران إلى هذه الجماعات.
في الوقت نفسه، بينما أعلنت إيران عن مشاركتها "على أعلى مستوى" في جنازة حسن نصرالله، فقد قررت الحكومة اللبنانية تمديد تعليق الرحلات الجوية من وإلى إيران لمدة غير محددة.
وفي الأسبوع الماضي، وبعد أن اتهم الجيش الإسرائيلي طهران باستخدام الطائرات المدنية لتهريب الأموال إلى بيروت لدعم حزب الله، أوقفت الحكومة اللبنانية الرحلات الجوية الإيرانية إلى بيروت.
وفي رد فعل على هذا القرار، أعلنت إيران أنها لن تسمح للطائرات اللبنانية بالهبوط في أراضيها حتى يتم السماح لطائراتها بالهبوط في بيروت.
وبعد تعليق رحلات الخطوط الجوية "ماهان" من طهران إلى بيروت، قام مؤيدو حزب الله في لبنان بإغلاق الطرق المؤدية إلى مطار بيروت وإشعال الإطارات.
وفي إيران أيضًا، عبر المؤيدون للحكومة عن احتجاجهم، مطالبين بترتيب عشرات الرحلات إلى بيروت للمشاركة في جنازة حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي قتل في هجوم إسرائيلي.
ومن المقرر أن تُقام جنازة نصر الله وهاشم صفي الدين، خليفته الذي قتل أيضًا في الهجوم الإسرائيلي، في 23 فبراير (شباط) الجاري.
وعلى الرغم من تعليق الرحلات الجوية بين طهران وبيروت وغياب العلاقات بين حكومة دمشق الجديدة وإيران، لم يكشف المسؤولون الإيرانيون عن الطريقة التي سيذهبون بها إلى بيروت.

قال أحد مؤسسي جماعة "أنصار حزب الله" الإيرانية، حسين الله كَرَم، إن "الصواريخ والطائرات المسيرة لدينا يمكنها الوصول إلى أميركا." وأضاف: "العمليات التي نفذناها يمكن تكرارها في أميركا، فلماذا نبحث عن قدرات جديدة قد تضعنا أمام تحديات؟".

علّقت نرجس محمدي، الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، على إطلاق قوات الأمن الإيرانية الرصاص على المواطنين المحتجين خلال المظاهرات المناهضة للنظام في دهدشت، جنوب غربي إيران، مؤكدةً أن الرد على احتجاجات الشعب ليس الرصاص.
وأضافت الناشطة الحقوقية أن النظام الإيراني في حالة حرب مع الشعب، مشددةً على أن المحتجين لن يتراجعوا أمام الرصاص والقتل والسجن.
وق أعادت محمدي، أمس الاثنين، نشر مقطع فيديو حصري لقناة "إيران إنترناشيونال" يُظهر إطلاق النار على المتظاهرين في دهدشت، ووجهت خطابها إلى النظام الإيراني قائلة: "لا يمكنكم إسكات صوت الشعب بالرصاص".
كانت محمدي، التي تقضي حالياً إجازة طبية مؤقتة منذ 4 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قد أشارت إلى أن المواطنين يعانون بسبب السياسات الاقتصادية السيئة للنظام الإيراني، بما في ذلك التضخم والبطالة وغلاء المعيشة، ومع ذلك يتم قمعهم بالرصاص بدلاً من الاستماع إليهم والاستجابة لمطالبهم.
وفي 16 فبراير، نشرت "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو يظهر مجموعة من المتظاهرين وهم يشعلون النيران احتجاجاً خلال تظاهرات مناهضة للنظام جرت مساء 11 فبراير في دهدشت.
وفي منشور لها على "إنستغرام"، أكدت محمدي أن قوات الأمن القمعية في إيران أطلقت مرة أخرى النار مباشرة على المحتجين، وهذه المرة في دهدشت.
واختتمت الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2023 رسالتها بدعوة الجميع إلى أن يكونوا صوتاً للمحتجين في دهدشت، مشيرةً إلى القمع العنيف الذي واجهته التظاهرات هناك.
اعتقالات وقمع واسع في دهدشت
وبدأت الاحتجاجات المناهضة للنظام في دهدشت مساء 9 فبراير، حيث تجمع المتظاهرون لعدة ليالٍ متتالية في الساحات والشوارع الرئيسية للمدينة.
وبحسب التقارير التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فقد تم اعتقال أكثر من 25 متظاهراً على يد قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات.
كما تشير المعلومات الواردة إلى أن ما لا يقل عن شخصين من بين المعتقلين تعرضا لضغوط وتعذيب شديدين من قبل عناصر الاستخبارات التابعة للحرس الثوري، في محاولة لانتزاع اعترافات قسرية منهما بدور قيادي في الاحتجاجات.
نرجس محمدي وسنوات من القمع والسجن
وأمضت نرجس محمدي أكثر من 10 سنوات من حياتها خلف القضبان بسبب نشاطها الحقوقي.
ومنذ بدء عملها في الدفاع عن حقوق الإنسان، حُكم عليها بالسجن لأكثر من 36 عاماً، إضافة إلى 154 جلدة وعقوبات قمعية أخرى. كما قضت 135 يوماً في الحبس الانفرادي.
وحازت محمدي في السنوات الأخيرة على عدة جوائز دولية، من بينها "جائزة نوبل للسلام"، و"جائزة اليونسكو/غييرمو كانو، لحرية الصحافة العالمية"، و"جائزة الشجاعة من منظمة مراسلون بلا حدود"، تقديراً لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان.
ووفقاً للتقارير الواردة إلى "إيران إنترناشيونال"، فقد تم اعتقال ما لا يقل عن 25 شخصاً خلال احتجاجات دهدشت، فيما يحاول الحرس الثوري إجبار بعض المعتقلين على الإدلاء باعترافات قسرية.