ناشط إصلاحي إيراني : مشاكلنا كثيرة.. لكن إسقاط النظام ليس حلا



وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مخاوف المجتمع الدولي من احتمال وصول إيران إلى أسلحة نووية بأنها "نقاش مُشتت للانتباه"، قائلًا إن العالم يجب أن يكون قلقًا بشأن ترسانة إسرائيل النووية.
وقال عراقجي يوم الاثنين 24 فبراير (شباط) خلال مؤتمر نزع السلاح النووي التابع للأمم المتحدة في جنيف بسويسرا إن إيران "تقوم بأنشطتها النووية السلمية تحت إشراف معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) وتعاونت بشكل كبير مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف: "على عكس ما يُثار حول البرنامج النووي الإيراني، فإن التهديد الحقيقي اليوم يتمثل في الدول التي تمتلك أسلحة نووية، والتي لديها أكثر من 12 ألف رأس نووي".
وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت التكهنات حول مصير الملف النووي الإيراني واحتمال قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
وحذر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 20 فبراير من أن طهران تقول إنها لا تسعى لصنع أسلحة نووية، لكنها لا تتعاون مع الوكالة لإثبات ذلك.
وفي 22 فبراير، قال دوغ بيرغ، وزير الخارجية الأميركي، إن إدارة دونالد ترامب تعتبر وصول إيران إلى أسلحة نووية "تهديدًا وجوديًا".
وأضاف بيرغ: "هذا سيغير العالم، وهذه الإدارة، مع حلفائها، ستضمن أن لا يحدث ذلك".
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" في 12 فبراير تقريرًا يشير إلى أن إسرائيل قد تستهدف منشآت فردو ونطنز في هجوم استباقي خلال الأشهر المقبلة لتأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة أسابيع أو حتى أشهر.
واتهم وزير الخارجية الإيراني، خلال كلمته في جنيف، إسرائيل بامتلاك أسلحة نووية، قائلًا إن هذا الأمر يشكل "تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الإقليمي والعالمي".
وأعرب عراقجي عن قلقه من جهود إسرائيل ودول أخرى لـ"زيادة عدد ونوعية الرؤوس النووية وأنواع جديدة من الأسلحة النووية، بالإضافة إلى التهديدات باستخدام هذه الأسلحة في عقائدها الأمنية"، مضيفًا: "يبدو أن هذا نقاش مُشتت يهدف إلى لفت الانتباه إلى إيران".
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات لمساءلة الدول التي تمتلك أسلحة نووية بشأن "التزاماتها الدولية"، قائلًا إن العالم يجب أن يجبر إسرائيل على "التخلص الكامل وغير القابل للتراجع من أسلحتها النووية ووضع جميع أنشطتها النووية تحت الرقابة الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
جدير بالذكر أن إسرائيل لم تعلق رسميًا على امتلاكها أسلحة نووية.
جاءت تصريحات عراقجي في وقت أعلن فيه عدد من المسؤولين الإيرانيين في الأشهر الأخيرة عن احتمال تغيير "العقيدة النووية" لطهران.
وقال كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومستشار المرشد علي خامنئي، في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إن إيران قد تغير عقيدتها النووية إذا تعرضت لـ"تهديد وجودي".
وأضاف خرازي أن إيران تمتلك "القدرة اللازمة" لصنع أسلحة نووية و"لا تواجه مشكلة" في هذا الصدد.
من جانبه، أكد أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، في 16 نوفمبر 2024 على ضرورة تغيير العقيدة النووية الإيرانية، معترفًا بأن على إيران التوجه نحو اختبار قنبلة نووية.

قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد حسين صفار هرندي: "نحن في موقع نشهد فيه بزوغ نجم المقاومة بعد نصرالله، ومن الآن فصاعدًا ستتضاعف المعادلات لصالح تيار المقاومة". وأضاف: "نصر الله كان التلميذ الأول في مدرسة ولاية الفقيه، وأصبح بنفسه معلمًا للعديد من التلاميذ والثوريين."

قال وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده: "الرد على أي تهديد من العدو سيكون حاسمًا وقاطعًا وسيندم عليه". وأضاف: "بفضل العزيمة والغيرة التي رأيتها في الشباب، ومع وجود هذا الجيل المليء بالإباء، لا مكان للخوف من العدو أو التراجع عن المبادئ والأهداف."

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، إن باريس وحلفاءها يسعون إلى اتباع نهج موثوق لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى التوافق بين باريس وواشنطن في هذا الشأن.
وأضاف ماكرون أن فرنسا لا تقتصر مخاوفها على البرنامج النووي فحسب، بل تسعى أيضًا إلى تقييد برنامج الصواريخ الباليستية لطهران ومنعها من زعزعة استقرار المنطقة.

قال وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف شیكورسكي، في تصريح لـ"إيران إنترناشيونال"، إن النظام الإيراني لا يزال يصدّر عدم الاستقرار وأيديولوجيته خلافًا لميثاق الأمم المتحدة، وعليه أن يتوقف عن ذلك فورًا.
جاء هذا التصريح بالتزامن مع عرض لطائرة مسيّرة من طراز "شاهد" المصنّعة في إيران بواشنطن ونيويورك.
وفي فعالية مشتركة عقدتها منظمة "الاتحاد ضد إيران النووية" بالتعاون مع دول حلف الناتو في نيويورك، حيث تم عرض حطام الطائرة المسيّرة، قال شیکورسكي: "هذه الطائرة المسيّرة تجسد العلاقة العسكرية الوثيقة بين إيران وروسيا. وطهران استخدمتها في الهجوم على إسرائيل، وروسيا قتلت بها مئات المواطنين الأوكرانيين".
وكانت منظمة "الاتحاد ضد إيران النووية" قد أعلنت، أمس الاثنين 24 فبراير (شباط)، أنها بالتعاون مع دول الناتو عرضت طائرة مسيّرة من طراز "شاهد 136"، سبق أن قُدمت في مؤتمر كبير للحزب الجمهوري، وذلك ليشاهدها العامة في نيويورك أيضًا.
وأضاف زير الخارجية البولندي في حديثه مع "إيران إنترناشيونال": "نعتقد أن هذه الطائرات المسيّرة استُخدمت في أكثر من سبعة آلاف هجوم على أوكرانيا".
وتابع: "أولا، يجب أن نشيد بجنود أوكرانيا الشجعان الذين أسقطوا هذه الطائرة المسيّرة. نحن فقط ساعدنا أوكرانيا في إخراج هذا السلاح من أراضيها ونقله إلى هنا، حتى يرى العالم أن نظام طهران لا يزال يصدّر عدم الاستقرار".
وأشار وزير الخارجية البولندي إلى أن النظام الإيراني لا يزال يحاول تصدير أيديولوجيته، لكنه سيفشل حين تتحد الأسرة الدولية لكبح هذه الأنشطة.
ووجّه رادوسلاف شیكورسكي رسالة إلى قادة نظام طهران قائلًا: "هذا تحذير. نحن نعلم ما تفعلونه. هذه الأعمال تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، وعليكم أن تتوقفوا عن ممارستها فورًا".
وقال رادوسلاف شیكورسكي، الجمعة 21 فبراير، وعلى هامش عرض هذه الطائرة المسيّرة في المؤتمر الكبير للحزب الجمهوري بواشنطن، إن على العالم أن يدرك مخاطر التعاون بين إيران وروسيا.
وفي ردّها على تصريحات وزير الخارجية البولندي وتعاون بلاده في نقل حطام طائرة "شاهد" المسيّرة إلى الولايات المتحدة، استدعت إيران، الاثنين 24 فبراير، رئيس البعثة الدبلوماسية البولندية في طهران.
من جهتها، وصفت منظمة "اتحاد ضد إيران النووية" في بيان صدر الاثنين، الطائرة المسيّرة "شاهد 136" بأنها "أخطر سلاح إرهابي للقتل الجماعي"، واعتبرتها "تجسيدًا للوجه الحقيقي لنظام طهران".
ووفقًا للمنظمة، تُنتج هذه الطائرة من قبل مؤسسات خاضعة للحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية، وهما كيانان خاضعان للعقوبات الأميركية.
وأضاف البيان: "إيران والجماعات الإرهابية التابعة لها استخدمت طائرات "شاهد" المسيّرة في بتر أطراف وقتل المدنيين في أنحاء العالم. كما استُخدمت هذه الطائرات بشكل متكرر ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وكان هجومها على قاعدة "البرج 22" في الأردن سببًا في مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة 47 آخرين".
وبحسب المنظمة، استخدمت إيران طائرات "شاهد" المسيّرة في هجمات استهدفت عدة دول، بما في ذلك إسرائيل وأوكرانيا.
وقال مارك والاس، مدير المنظمة، إن عرض الطائرة المسيّرة "شاهد 136" في نيويورك يكشف عن "أداة القتل الرئيسية للنظام الإيراني"، ويسلط الضوء على "وجه النظام الحقيقي وسعيه لنشر الإرهاب الجماعي".
يُذكر أن هذه الطائرة عُرضت لأول مرة الخميس 20 فبراير في المؤتمر الكبير للحزب الجمهوري بواشنطن، حيث قُدمت كدليل قاطع على تورط طهران في الحرب الأوكرانية.