وأشار بعض المقربين من حكومة الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، إلى إهانة زيلينسكي، مؤكدين أنه هو المسؤول لعدم تفاوضه في الوقت المناسب لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقد تصاعدت حدة التوتر خلال اللقاء، الذي جمع يوم الجمعة 28 فبراير (شباط) بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني، في البيت الأبيض أمام كاميرات التلفزيون، مما أدى إلى دخول الطرفين في مشادة كلامية.
واتهم ترامب زيلينسكي بـ"نكران الجميل"، قائلاً إنه لم يكن ممتنًا للمساعدات الأميركية في مواجهة الهجوم الروسي على بلاده.
وكتب دياكو حسيني، الخبير في الشؤون الدولية، والذي كان مقربًا من حكومة روحاني: "أثبتت المشادة المهينة بين زيلينسكي وترامب أنه يجب التفاوض والاتفاق مع الإدارة الأميركية، قبل أن نفقد أوراق اللعب؛ وإلا فلا يجب التفكير في التفاوض أبدًا".
وكان بعض مسؤولي حكومة روحاني قد انتقدوا الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، لعدم إتمام مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
ويرى بعض المحللين أن النظام الإيراني، بعد الضربات التي تعرضت لها ميليشياته الموالية، لم يعد يملك أوراقًا قوية للتفاوض مع أميركا وأوروبا.
تخيل لقاء محتمل بين ترامب وبزشكيان
سخر بعض المستخدمين من التيار المحافظ على منصة "إكس" من أسلوب حديث الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في خطاباته، وتخيلوا ما يمكن أن يحدث في حال لقائه ترامب.
وردًا على الهجمات الموجهة ضد بزشكيان، كتب الناشط الإعلامي المقرب من الحكومة، علي أصغر شفيعيان: "هل يدرك أولئك الذين يقارنون مواجهة ترامب لزيلينسكي بمسألة إيران وأميركا أن كلامهم يحمل إهانة ضمنية لإيران؟".
كما كتب محمد علي أبطحي، مدير مكتب ونائب الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، خلال فترة ولايته: "ترامب وأميركا ليسا مؤهلين للمفاوضات. تخيلوا لو كان بزشكيان جالسًا أمامه".
وأكد: "لنقتنع بأن الحوار مع هذا الرجل لن يفيد الشعب الإيراني".
ونشر الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، صورة قديمة لاجتماع رئيس وزراء اليابان مع المرشد الإيراني، علي خامنئي، والذي يُقال إنه كان يحمل رسالة من ترامب، خلال فترة رئاسته الأولى، وكتب: "رد فعل المرشد تجاه أميركا جعل رئيس وزراء اليابان يقرر إخفاء الرسالة. اقرأوا ما بين السطور".
كما كتب محمد مهدي إسماعيلي، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في حكومة رئيسي: "هذه هي عاقبة كل متسولي التفاوض مع أميركا وترامب".
وأعرب الناشطان المحافظان، علي أكبر رائفي بور وعبد الله كنجي، عن ترحيبهما بـ "إهانة زيلينسكي".
في حين أكد محمد حسين خوشوقت، مدير عام الصحافة الخارجية في حكومة خاتمي: "في هذا النظام الدولي، الاعتماد على القوى الكبرى يؤدي إلى الذل والهلاك".
وقارنت وكالة "فارس" الإخبارية بين مفاوضات أميركا وروسيا، دون حضور أوكرانيا، وبين اجتماع روزفلت وتشرشل وستالين في طهران عام 1943.
وأكد بعض الناشطين السياسيين في إيران أنه لا ينبغي الترحيب بإهانة الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، والتي تعني تقاربًا بين ترامب والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وذكر الناشط السياسي، أحمد زيد آبادي، أن خطر صداقة بوتين مع ترامب على إيران أكبر من خطر عداوتهما.
وكانت صحيفة "جمهوري إسلامي" قد حذرت، في افتتاحيتها بتاريخ 19 فبراير (شباط) الماضي، من احتمال عقد صفقة بين بوتين وترامب على حساب إيران، مؤكدة أن المصلحة الوطنية تقتضي مراقبة تحركات روسيا في تعاملها مع أميركا.
ومن جهة أخرى، نشرت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية تقريرًا عن وسائل الإعلام والمحللين الغربيين والروس، جاء فيه: "المصالحة الجديدة بين ترامب وبوتين قد تمهد لعودة المفاوضات النووية الإيرانية".
وأكد التقرير أن هذه المفاوضات، في حال توصل الطرفان إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، يمكن أن تؤدي إلى تعاون استراتيجي في مجالات متنوعة بين واشنطن وموسكو.
ويأتي هذا التحليل في وقت أكد فيه مسؤولو إدارة ترامب مرارًا ضرورة استمرار تفعيل سياسة "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني.
تحطيم هيبة أميركا
اعتبر بعض الناشطين الإعلاميين المحافظين ووكالة "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن تعامل زيلينسكي مع ترامب يعني "تحطيم هيبة أميركا". وكتب الناشط السياسي المحافظ، عبد الرضا داوري: "الرد الحاد والشجاع للرئيس الأوكراني على تصريحات ترامب المهينة ووقوفه في وجهه، حطم هيبة رئيس أميركا أمام كاميرات الإعلام".
كما ذكرت الوكالة أن المشادة بين مسؤولي أوكرانيا وأميركا في البيت الأبيض تظهر أن السياسة الخارجية العدوانية لترامب لم تنجح حتى الآن.
وأكدت الوكالة: "ترامب يواجه تحديات كبيرة في تنفيذ وعوده الانتخابية، وأن الواقع العالمي يختلف كثيرًا عن أجواء حملته الانتخابية واستراتيجياته".