عضو مكتب خامنئي يطالب العالم بالتصدي لترامب



أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد ساعات من بث جزء من مقابلته مع شبكة "فوكس بيزنس" حول إرسال رسالة إلى علي خامنئي، في حديثه مع الصحافيين في البيت الأبيض، أن التعامل مع قضية إيران قد وصل إلى مراحله الأخيرة، وأن هذه المشكلة سيتم حلها إما عبر التفاوض وإما عبر العمل العسكري.
وقال دونالد ترامب: "أيام مثيرة في الطريق، هذا كل ما يمكنني قوله. أنتم تعلمون أننا في المراحل الأخيرة مع إيران."
وأضاف ترامب أمس الجمعة 7 مارس (آذار) للصحافيين في البيت الأبيض: "وضع إيران وصل إلى مرحلة حساسة، لكنني أفضل الوصول إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني."
وتابع رئيس الولايات المتحدة الأميركية: "لا يمكننا السماح لهم بالحصول على أسلحة نووية. نحن في اللحظات الأخيرة مع إيران. شيء ما سيحدث قريبًا."
وقال ترامب: "النفط يجني الأموال بسرعة. إذا كان لديك بئر نفط صغيرة وجيدة، فستحظى بحياة جيدة، ولديهم العديد من الآبار، أليس كذلك؟".
وأكد دونالد ترامب أن إيران لا يجب أن تحصل على أسلحة نووية، وفي حال عدم التفاوض، فإن واشنطن ستقوم بعمل عسكري ضد إيران. وأضاف: "أنا لا أتحدث من موقع قوة ولا من موقع ضعف. أنا فقط أقول إنني أفضل رؤية اتفاق سلمي."
كما وصف سياسات جو بايدن، الرئيس الأميركي السابق، بأنها عززت إيران ماليًا، وقال إن إيران كانت "في حالة إفلاس تام" خلال فترة رئاسته، لكنها منذ ذلك الوقت وحتى الآن جنت "300 مليار دولار" من خلال بيع النفط.
وأكد مرة أخرى أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) على إسرائيل "لم يكن ليحدث أبدًا" خلال فترة رئاسته.
وأضاف ترامب أن إيران كانت مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة قبل انتخابات 2020، لكنها تراجعت عن هذا القرار بعد هزيمته.
وقال الرئيس الأميركي: "أعتقد أننا كنا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال شهر واحد بعد الانتخابات المزورة في 2020. كانوا مستعدين للاتفاق. لكن عندما خسرت، رأوا أن شخصًا أحمق قد وصل إلى السلطة، شخص غبي جدًا. قالوا دعونا لا نتفق، وكانوا محقين. بايدن رفع العقوبات وأصبحوا أثرياء خلال فترة حكمه."
ورغم تأكيد ترامب في كلامه على تفضيله لحل دبلوماسي، فإنه قال إن لديه خيارات أخرى. وقال: "آمل أن نتمكن من الوصول إلى اتفاق سلام، لكن الخيار الآخر سيحل المشكلة أيضًا."
رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني
وفي وقت سابق، أعلن ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس" أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، وطرح اقتراحًا لإجراء مفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن الخيار العسكري سيكون على الطاولة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
ومع ذلك، أعلن ممثل إيران في الأمم المتحدة أنه لم يتم استلام أي رسالة من ترامب.

قال خطيب الجمعة في مدينة أردستان، حسن دهشيري: "إن روح الفرعونية التي تعتبر نفسها إله الكون موجودة اليوم في البيت الأبيض". وأضاف: "فرعون زماننا هو ترامب. قاتل يذل ويهدد أقرب حلفائه، وهذه هي طريقة الفرعون الذي يعتبر كل شيء ملكه".

أفاد عدة مسؤولين إسرائيليين لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن "الوضع الحالي هو الأفضل لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية". من جهتهم، يرى مسؤولون عسكريون أن إسرائيل بحاجة إلى "دعم ومعدات أميركية" لتنفيذ هذه العملية.

التحرش الجنسي تجربة مشتركة لملايين النساء حول العالم، تتم تغطيته بالصمت، الذي تفرضه المجتمعات، ولكن بفضل جهد وشجاعة النساء اللاتي تقدمن لمشاركة تجاربهن على وسائل التواصل الاجتماعي، تم كسر هذا الصمت الآن.
وبعد بدء حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، أصبحت النساء الإيرانيات أكثر من أي وقت مضى يروين تجاربهن مع التحرش والعنف الجنسي. هذه العملية التي توسعت بشكل كبير في الفضاء العام ووسائل التواصل الاجتماعي لم تتحدى المحرمات الاجتماعية فحسب، بل خلقت خطابًا جديدًا في مجال حقوق المرأة.
أهمية رواية النساء عن التحرش الجنسي
تعد رواية النساء عن تجاربهن مع التحرش الجنسي واحدة من أكثر الأدوات فاعلية لمكافحة هذه الجريمة، التي لا تؤثر فقط على النساء الضحايا، بل على المجتمع بأسره والنظم الاجتماعية أيضًا، كما أن التعبير عن معاناة التحرش الجنسي يمنح النساء الفرصة للخروج من ظل الصمت والخوف، والتغلب على شعور العار والذنب الذي فرضه المجتمع عليهن.
ومن ناحية أخرى، تُظهر هذه الروايات للمجتمع أن التحرش الجنسي ليس قضية فردية، بل هو أزمة اجتماعية تنبع من هياكل السلطة غير المتكافئة والتمييز الجنسي ذي الجذور العميقة.
كسر الصمت والمحرمات
في العديد من المجتمعات، بما في ذلك إيران، لا يزال الحديث عن التحرش الجنسي مصحوبًا بالعلامات الاجتماعية السلبية. تخشى العديد من النساء، حتى بعد سنوات، سرد تجاربهن؛ لأنهن قد يتعرضن للوم، ويمكن للروايات الشخصية أن تكسر هذه المحرمات وتحوّل قضية التحرش الجنسي إلى خطاب عام.
وتقول ليلى، إحدى النساء اللاتي شاركن تجاربهن عن التحرش الجنسي على وسائل التواصل الاجتماعي: "كنت أعتقد لفترة طويلة أنني كنت السبب فيما مررت به. لكن عندما رأيت أن العديد من النساء لديهن تجارب مشابهة لتجربتي، فهمت أن المشكلة ليست فردية، بل هي ظاهرة هيكلية مجتمعية".
زيادة الوعي العام
الكثير من الناس لا يدركون مدى انتشار التحرش الجنسي في المجتمع. وتجعل رواية النساء لتجاربهن المجتمع، خاصة الرجال، أكثر حساسية لهذا الموضوع، مما يدفعهم إلى إعادة النظر في سلوكياتهم. فعندما تشارك النساء تجاربهن، يزداد الوعي العام حول قضية التحرش الجنسي، وفي النهاية يزيد الضغط الاجتماعي على المؤسسات القانونية لإحداث تغييرات أكبر.
وتساعد هذه الروايات الضحايا الأخريات في أن لا يشعرن بأنهن وحيدات، ويعلمهن أنه يمكنهن إيصال أصواتهن إلى الآخرين.
إحداث تغييرات اجتماعية وقانونية
في البلدان التي انتشرت فيها رواية تجارب التحرش الجنسي، تم فرض قوانين أكثر صرامة ضد المعتدين. أظهرت تجربة حركة «#MeToo» في البلدان الغربية أن مثل هذه الروايات يمكن أن تؤدي إلى إصلاحات جدية.
وفي إيران أيضًا، مع تزايد هذه الروايات، أصبح المجتمع أكثر وعيًا بضرورة إصلاح القوانين الحالية. من خلال رواية تجاربهن، تطالب النساء بتغيير القوانين وإنشاء أنظمة دعم أفضل للضحايا.
تأثير رواية التجارب على الرأي العام
قبل حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران، كانت النساء يستفدن من وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة معاناتهن بسبب التحرش الجنسي والنضال ضد العنف الجنسي. أتاح هذا الفضاء للنساء التعبير عن تجاربهن بدون وسيط أو رقابة، مما ساعد في زيادة الوعي العام.
وفي سياق انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، التي اندلعت عام 2022، نُشرت تقارير عن استخدام قوات الأمن الإيرانية الاغتصاب الجنسي وأشكالاً أخرى من العنف الجنسي كوسيلة لتهديد وعقاب وإذلال المتظاهرين.
وقالت إحدى الضحايا لمنظمة "العفو الدولية": "اغتصبني ضابطان، بما في ذلك عبر فتحة الشرج باستخدام زجاجة. حتى الحيوانات لا تفعل هذا. كنت صغيرة جدًا مقارنةً بهم، وبعد ذلك فقدت الوعي".
وتركت هذه التسريبات تأثيرًا عميقًا على الرأي العام، مما غيّر تصورات المجتمع. فالعديد من النساء اللواتي كُنَّ قد صمتن خوفًا من حكم المجتمع، وجدن الشجاعة للتعبير عن تجاربهن بعد رؤية تجارب مشابهة لنساء أخريات؛ حيث يظهر هذا الاتجاه تكوين تضامن بين النساء وزيادة الوعي حول العنف الجنسي في المجتمع الإيراني.
وكشفت إحدى النتائج المهمة لهذه الروايات عن استغلال جنسي من قِبل الأشخاص المشهورين والمتمتعين بالنفوذ. هذه التسريبات، التي تشبه الأمثلة الدولية في حركة "MeToo"، دفعت العديد من الأفراد إلى الكشف عن تلك القضايا. ونتيجة لذلك، أصبح المجتمع الإيراني، الذي كان يميل في السابق إلى إنكار أو إلقاء اللوم على الضحايا، أكثر انتباهًا لهذه القضية، بل بدأ في تشكيل قضايا في المحاكم حول هذا الموضوع.
واضطرت العديد من المنظمات والمؤسسات الاجتماعية أيضًا، إلى اتخاذ مواقف واضحة ضد العنف الجنسي. وقد ساعدت رواية النساء في تبرئة ممثلتين إيرانيتين كانتا قد واجهتا تهمة التشهير بسبب موقفهما.
وفي هذا السياق، تقول نسترن، البالغة من العمر 29 عامًا، عن معاناتها مع التحرش الجنسي: "عندما تحدثت عن المعتدي، تم تهديدي بأنهم سيقدمون شكوى ضدي. لكنني لم أصمت، لأنني أؤمن بأن الصمت يجعل المعتدين أكثر قوة".
تحديات وعوائق تواجه الإيرانيات في رواية تجاربهن
على الرغم من التأثيرات الإيجابية للرواية، فإن النساء الإيرانيات ما زلن يواجهن العديد من العوائق التي تمنعهن من التعبير بحرية عن تجاربهن.
ويعد الخوف من اللوم والعار، أحد أكبر تلك العوائق؛ حيث تخشى العديد من النساء أن يتم لومهن من قبل المجتمع وحتى من أسرهن. في الثقافة التقليدية، غالبًا ما تُعتبر الضحية هي المسؤولة بدلاً من الجاني، ويطلب بعض أفراد الأسرة من النساء أن يصمتن بدلاً من تقديم الدعم لهن. هذا الوضع يجعل النساء يعشن في خوف وقلق دائمين، ويشعرن كأن لا أحد يفهمهن.
وتقول سارة، وهي امرأة تبلغ من العمر 35 عامًا، والتي جمعت الشجاعة للحديث علنًا بعد سنوات من تعرضها للتحرش الجنسي: "بعد أن شاركت تجربتي، اتهمني الكثير ممن حولي بالكذب. لكن العديد من النساء أرسلن لي رسائل وقلن إنهن تعرضن لتجربة مشابهة".
غياب الدعم القانوني
يمثل غياب الدعم القانوني أحد التحديات الرئيسية الأخرى، التي تواجه النساء في رواية تجاربهن. فالقوانين الإيرانية المتعلقة بالتحرش الجنسي غير مكتملة، وفي العديد من الحالات، لا تستطيع النساء الحصول على الدعم القانوني الذي يحتجن إليه، كما أن بعض النساء، بعد الكشف عن تجاربهن، تعرضن للملاحقة بتهمة "إثارة الذعر العام" أو "نشر الأكاذيب". هذه الظروف تجعل العديد من النساء يتراجعن عن متابعة حقوقهن القانونية.
ومن التحديات الأخرى، التي تواجه النساء في سرد تجاربهن، الهجمات الإلكترونية والتهديدات التي يتعرضن لها عادة؛ إذ يواجه العديد من النساء، اللاتي شاركن تجاربهن، موجات من الهجمات الإلكترونية، والرسائل المهددة، بل وحتى التهديدات بالقتل.
وهذه التهديدات في بعض الأحيان تجعل النساء يتراجعن عن مواصلة سرد تجاربهن. بالإضافة إلى ذلك، لا تميل وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إلى تغطية هذه الروايات، ومِن ثمّ تلجأ النساء غالبًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تحمل بدورها مخاطر خاصة.
ومع كل هذه الصعوبات، أصبح من الواضح الآن تأثير سرد النساء لتجاربهن من التحرش الجنسي على المجتمع الإيراني. لم تكسر هذه الروايات فقط بعض المحظورات الاجتماعية إلى حد ما، بل ساهمت أيضًا في تغيير الاتجاه العام للمجتمع وزيادة مطالبة النساء بتعديل القوانين، وهي الآن تغير التصورات الاجتماعية وتخلق مطالبة بإجراء تغييرات قانونية.
ومن أهم الخطوات التي يمكن للمجتمع الإيراني اتخاذها في المستقبل هي دعم النساء الساردات، وتعزيز الأطر القانونية والثقافية لمكافحة التحرش الجنسي، وتغيير تصورات المجتمع. كما تقول زهرا، البالغة من العمر 24 عامًا: "نشر قصصنا كان مخيفًا، لكن رؤية دعم الناس أعطتني الأمل. نحن لسنا وحدنا".

لسنوات طويلة، كانت النساء في إيران يلتزمن الصمت، خوفًا من الأحكام والقيود المجتمعية، والخطوط الحمراء، التي قد تفرض عليهن ثمنًا باهظًا إذا تجاوزنها. لكن المعادلة تغيرت في العالم الرقمي، ليكسرن حاجز هذا الصمت، وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة قتال للإيرانيات من أجل حقوقهن.
ولم تعد النساء في إيران يختبئن خلف جدران منازلهن العالية، بل أصبحن اليوم، يقدمن رواياتهن ويقُلن كلماتهن؛ أحيانًا حتى من خلال تغريدة أو فيديو يصل إلى آذان وأبصار العالم في بضع ثوانٍ.
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي، بالنسبة للعديد من النساء الإيرانيات، أكثر من مجرد أداة تواصل بسيطة للترفيه. ربما لهذا السبب تأقلمن معها بسرعة. هذا الفضاء هو ساحة معركتهن ومكانهن للظهور، للتعبير عن هويتهن، ولكسر القيود التي كانت تكبلهن لسنوات.
وتقف النساء، اللاتي كن يخشين من نشر صورهن الخاصة أو الظهور دون حجاب، اليوم، أمام الكاميرا ليتحدثن عن تجاربهن ومطالبهن. لقد منحهن العالم الرقمي فرصة كان من الصعب تخيلها من قبل؛ من النضال ضد الحجاب الإجباري إلى بدء الأعمال التجارية المستقلة أو الكشف عن التحرش الجنسي. لقد خلق لهن الفضاء الافتراضي عالمًا جديدًا في الواقع.
عبور المحرمات في العالم الرقمي
تحدثت النساء الإيرانيات، في السنوات الأخيرة، على وسائل التواصل الاجتماعي عن العديد من المحرمات، التي كان الحديث عنها سابقًا في البيئة الأسرية بإيران أمرًا صعبًا أو مكلفًا. كانت هذه المحرمات تتعلق بالجسم وصحة النساء، والحريات الاجتماعية وأسلوب الحياة، والتحرش الجنسي وأمن النساء.
وعبرت الإيرانيات، من خلال "إنستغرام" و"تويتر"، عن احتياجاتهن خلال فترة الحيض؛ مثل التغيرات الخاصة بها، وحتى كيفية التعامل المناسب من الرجال مع هذا الموضوع. نتيجة لذلك، تم كسر هذا المحرم أيضًا بالنسبة للمدونين الرجال ليتحدثوا عن كيفية دعم نسائهم وفتياتهم في هذه الفترة.
وشاركت النساء تجاربهن بشأن "وصمة الجسم" (الخجل من الجسم) والمعايير الجمالية غير الواقعية، وشاركن في حملات مثل "#جسمي_أنا"، من خلال نشر صور لأجسامهن بدون فلاتر، لمواجهة الصور النمطية الجمالية من أجل بناء ثقة أكبر بالنفس.
وكان غشاء واختبار البكارة من المحرمات الأخرى التي كُسرت، عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فكثير من النساء لم يكنّ يعرفن أن هذا الاختبار غير علمي، لكنهن الآن في وسائل الإعلام الاجتماعية أصبح لديهن وعي حول هذا الموضوع.
حركة "#MeToo" في الفضاء الرقمي الإيراني
تحولت حركة "#MeToo" في الفضاء الرقمي الإيراني إلى قنبلة. للمرة الأولى، أصبح الحديث عن التحرش الجنسي علنيًا في إيران؛ حيث كتبت الفتيات والنساء على "تويتر" و"إنستغرام" عن تجاربهن مع التحرش الجنسي، التي قد لا يعرفها حتى أقرب الأشخاص إليهن. وكشفن عن أسماء المتحرشين وتحدثن عن بيئات العمل، والجامعات والعلاقات الشخصية، وكسّرن هذا القيد أيضًا.
وقبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، في مجتمع كانت فيه القوانين والثقافة الذكورية تقيّد حريات النساء، كان الاعتراض على هذه القيود لا يتم قمعه فقط من قِبل الحكومة الإيرانية، ولكن أيضًا من طرف العائلة والمحيطين. ومع توسع الفضاء الرقمي، تمكنت النساء من الحديث عن حقوقهن.
وكانت حملة "الحرية الخفية" واحدة من أولى الشرارات، التي ساهمت في كسر حرمة الاعتراض على الحجاب الإجباري. بعد ذلك، استمرت الحملات الأخرى مثل "فتيات شارع الثورة" وحق ركوب الدراجات للنساء في مسار الاعتراضات؛ حيث بدأت النساء في إيران بالتحدث ليس فقط عن حرية اللباس، ولكن عن حقوقهن في العمل، والأسرة والقوانين الاجتماعية.
ولم تقتصر هذه الاعتراضات على الشوارع فقط؛ فقد قدمت وسائل التواصل الاجتماعي للنساء فرصة لرفع أصواتهن بطرق مختلفة. الرقص أمام الكاميرا، غناء الأغاني، نشر مقاطع الفيديو التي تتناول القضايا الاجتماعية وحتى أبسط الأنشطة مثل تسجيل التجارب اليومية، أصبحت جزءًا من هذه المقاومة.
وكانت حديثة نجفي واحدة من هؤلاء الفتيات، اللاتي كنّ ينشرن مقاطع على "إنستغرام" ويتحدثن عن حياتهن اليومية. أما سارينا إسماعيل زاده، اليوتيوبر المراهقة، فقد كانت تتحدث في مقاطع الفيديو الخاصة بها عن القضايا الاجتماعية؛ حيث استخدمتا وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن نفسيهما، لكنهما في النهاية قُتلتا على يد قوات النظام أثناء احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية".
التجارة الرقمية والاستقلال المالي للنساء في إيران
تحولت وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة "إنستغرام"، إلى منصة إلكترونية للكثير من النساء في إيران، مما يتيح لهن تأسيس أعمالهن التجارية دون الحاجة لاستئجار محل تجاري أو رأسمال كبير. فمن بيع الملابس والمجوهرات والأعمال الفنية إلى صناعة الحلويات، والمخللات وتجفيف الأعشاب، واستخدمت الإيرانيات هذه الفضاءات لخلق فرص العمل.
حتى في المناطق النائية، هناك فتيات يبعن منتجات بساتين آبائهن عبر الإنترنت، أو نساء يعرضن منتجات صيد أزواجهن من الأسماك عبر "إنستغرام". لم توفر هذه الفضاءات فرص دخل فحسب، بل منحت النساء استقلالية مالية أيضًا.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة عن عدد النساء اللاتي يحققن دخلاً من خلال هذه الطرق، وفقًا لتقرير مركز الإحصاء الإيراني، فإن 11 مليون وظيفة في البلاد تعتمد على الشبكات الاجتماعية، وأن 83 في المائة من دخل التجارة الإلكترونية يتم من خلال "إنستغرام".
ومن ناحية أخرى، فإن نحو 47 في المائة من مستخدمي الإنترنت في إيران هم من النساء. هذا الرقم يوضح أن "إنستغرام" أصبح المصدر الرئيس للدخل لكثير من الإيرانيات. ومع ذلك، فإن حجب العديد من هذه الأعمال الصغيرة قد واجهته مشاكل؛ بسبب القيود المفروضة على الإنترنت.
وفي عالم أصبح فيه الإنترنت جزءًا من الحياة اليومية، لا تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي للنساء الإيرانيات مجرد تطبيق على هواتفهن، بل هي المكان الذي يقاتلن فيه من أجل حقوقهن. ومع ذلك، لا يزال هذا النضال مستمرًا، وقد أظهر التاريخ أنه حتى في ظل أشد الأنظمة قمعًا، لا يمكن إسكات صوت النساء.