جاء ذلك خلال إحدى جلسات الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. حيث قام ممثل إيران بالمقاطعة بشكل غير معتاد عبر تنبيه إجرائي، لوقف كلمة آخوندي، بحجة أنه "لم يستخدم لغة ومصطلحات تتوافق مع معايير المجلس".
وكان آخوندي قد ألقى كلمته في إحدى جلسات المجلس بدعوة من منظمة "يو إن ووتش" الحقوقية غير الحكومية.
وأشار في خطابه إلى أن تحقيقات مجلس حقوق الإنسان وثّقت أن "النظام الإيراني يسجن ويعذب ويعدم شعبه، ويعرض النساء للضرب والاعتداءات الجنسية والقمع"، مضيفًا أن "أي نظام يبقى في السلطة عبر قمع شعبه، لا يتمتع بالشرعية".
وتابع قائلاً: "ممثلو النظام الإيراني في هذه القاعة ليسوا سوى صوت القامعين لشعب إيران. إذا لم تتحركوا ضد هؤلاء الظالمين، فما الرسالة التي ستوجهونها إلى المظلومين؟".
وعندما قاطع ممثل إيران خطابه بحجة أن "مفرداته غير مقبولة"، استغل آخوندي هذا الموقف بذكاء، وقال: "هذا بالضبط ما أريد أن يراه العالم عن النظام الإيراني... مسؤولو هذا النظام- في جملة واحدة- أخذوا 90 مليون إيراني رهائن، وسلبوا منهم أبسط حقوقهم الإنسانية. إنهم يحاولون إسكاتي لأن آيات الله يخشون الحقيقة".
وفد إيران يسجل سرًا جلسة حول أوضاع البهائيين
وفي حدث جانبي ضمن اجتماعات المجلس، خُصص لمناقشة وضع المجتمع البهائي في إيران، تم ضبط أحد أعضاء الوفد الإيراني وهو يسجل الجلسة سرًا، في مخالفة للوائح المجلس.
وبعد أن تلقى تنبيهًا من موظفي الأمم المتحدة، اضطر إلى حذف التسجيل لتجنب طرده من الجلسة.
ووفقًا لقواعد المجلس، يتم بث الجلسات الرئيسة مباشرةً، فيما يتم تسجيل الجلسات الجانبية رسميًا. ولكن لا يُسمح بتسجيل الجلسات أو التقاط الصور إلا للصحافيين المعتمدين مسبقا.
نشاط مكثف للوفد الإيراني في اجتماعات جنيف
وقد شهد اليوم الثلاثاء نشاطًا مكثفًا للوفد الإيراني والمنظمات شبه الحكومية التي أرسلتها إلى جنيف.
وحضر ثلاثة أعضاء من الوفد الإيراني جلسة نظمتها منظمة البهائيين الدولية ومنظمات حقوقية أخرى، لمتابعة النقاشات حول أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.
كما نظمت إحدى المنظمات الإيرانية غير الحكومية، معرضًا للصور بعنوان "تألق المرأة الإيرانية" في أحد أروقة مقر المجلس.
وضم المعرض 31 صورة، كانت 29 منها لنساء يعملن في الصناعات اليدوية، وصورتان فقط لعازفات موسيقى. ولم تُعرض أي صور للنساء العاملات في مجالات مهنية أخرى، كما لم يُظهر المعرض أي صور لمقاومة النساء للقمع.
الوفد الإيراني يحاول عرقلة الصحافيين
حاول أعضاء الوفد الإيراني منع الصحافيين من تغطية المعرض. وعندما بدأ مراسل "إيران إنترناشيونال" تصوير الحدث، استدعوا مسؤولي الأمن في القاعة، زاعمين أن الصحافي "يضايقهم" ويقوم بتصوير وجوههم.
ولكن بعد أن تحقق ضابط الأمن من تصريح الصحافي المصرح له بالتغطية الإعلامية، اعتذر له، وأبلغ الوفد الإيراني بعدم عرقلة العمل الصحافي.
الثلاثاء: يوم حاسم لمواجهة النظام الإيراني مع المنظمات الحقوقية
قال أحد نشطاء حقوق الإنسان المشاركين في الجلسات لـ"إيران إنترناشيونال" إن الوفد الإيراني والمنظمات التابعة له كانوا نشطين جدًا خلال الأيام الأخيرة، حيث عقدوا اجتماعات مع ممثلي الدول التي لم تحسم موقفها بعد بشأن قرار مجلس حقوق الإنسان حول انتهاكات النظام الإيراني، في محاولة لإقناعهم بالتصويت لصالح النظام الإيراني.
وفي جلسة الثلاثاء، قدم فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة بشأن إيران، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في إيران، تقريريهما السنويين حول انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، قبل أن تقدم الحكومة الإيرانية ردها الرسمي، في محاولة لتفنيد التقارير الحقوقية.
كما مُنحت عدة منظمات غير حكومية مستقلة وأخرى تابعة للحكومة الإيرانية فرصة 90 ثانية لكل منها لإلقاء مداخلاتها حول التقرير.