بمتوسط 4 حالات يوميًا.. إعدام ما لا يقل عن 104 أشخاص في إيران خلال شهرٍ واحد

أعدم النظام الإيراني، خلال الشهر الماضي فقط، ما لا يقل عن 104 أشخاص في سجون مختلفة بأنحاء البلاد. ووفقًا لهذه الإحصائيات، فقد تم تنفيذ نحو 4 إعدامات يوميًا في المتوسط.

أعدم النظام الإيراني، خلال الشهر الماضي فقط، ما لا يقل عن 104 أشخاص في سجون مختلفة بأنحاء البلاد. ووفقًا لهذه الإحصائيات، فقد تم تنفيذ نحو 4 إعدامات يوميًا في المتوسط.
وفي تقريرها الشهري الأخير عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ذكرت منظمة "هرانا" الحقوقية، يوم 21 مارس (آذار) الجاري، أن ما لا يقل عن 98 حالة إعدام تم تسجيلها خلال الشهر الماضي.
وأضافت المنظمة، التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان في إيران، أن النظام الإيراني أصدر أحكام إعدام ضد 22 شخصًا آخرين، الشهر الماضي، كما تم تأييد أحكام الإعدام بحق خمسة أشخاص آخرين.
وأشارت إلى إعدام أحد السجناء علنًا في مدينة أسفراين، وإصدار حكم بالإعدام بحق ساسان شادمان، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عامًا من ياسوج، كان قد ارتكب جريمة قتل عندما كان في السادسة عشر من عمره.
يُذكر أن إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام بحق من هم دون سن 18 عامًا يُعد انتهاكًا صارخًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل، التي وقعت عليها إيران.
وتُعد إيران واحدة من الدول القليلة في العالم، التي لا تزال تصدر أحكام إعدام بحق الأطفال وتنفذها.
وأفادت "هرانا"، في تقرير أصدرته يوم 19 مارس الجاري، بأن السلطات الإيرانية أعدمت ما لا يقل عن 1050 شخصًا خلال العام الماضي، من بينهم 29 امرأة و5 أشخاص كانوا "قُصّر" عند ارتكاب جرائمهم.
ووفقًا للتقرير، فقد تم تنفيذ أحكام الإعدام بحق 5 أشخاص على الأقل في الساحات العامة، كما تم خلال العام الماضي إصدار 189 حكم إعدام جديدًا، فيما أيدت المحكمة العليا الإيرانية أحكام الإعدام بحق 55 شخصًا آخرين.
وقد أدى تصاعد عمليات الإعدام في الأشهر الأخيرة إلى موجة واسعة من الاحتجاجات داخل إيران وخارجها.
وفي أحدث ردود الفعل، أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، ماي ساتو، عن قلقها الشديد إزاء استخدام النظام الإيراني عقوبة الإعدام كأداة لقمع الشعب.
وفي 18 مارس الجاري، نظّم عدد من عائلات السجناء السياسيين المحكوم عليهم بالإعدام وقفة احتجاجية في منتزه سراب بمدينة سنقر، بمحافظة كرمانشاه، للتنديد بأحكام الإعدام الصادرة بحق ذويهم وسجناء آخرين.

أعلنت شرطة الطرق الإيرانية أن 185 شخصًا فقدوا حياتهم، وأُصيب نحو 5500 آخرين، جراء حوادث مرورية، منذ بدء خطة المرور لعيد النوروز، خلال الفترة من 15 إلى 21 مارس (آذار) الجاري.
وقال رئيس شرطة الطرق في إيران، أحمد كرمي أسد، اليوم السبت 22 مارس، إنه منذ بدء رحلات عيد النوروز في 15 مارس وحتى اليوم الأول من السنة الإيرانية الجديدة (21 مارس 2025)، تم تسجيل 21 ألفًا و293 حادث مرور داخل المدن وخارجها، مما أدى إلى وفاة 185 شخصًا وإصابة 5424 آخرين.
وأشار إلى أن حركة المرور على محاور الطرق المختلفة في إيران زادت بنسبة 3 في المائة، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، خاصة خلال عطلة عيد النوروز.
واعتبر كرمي أسد أن "عدم الانتباه إلى الأمام أثناء القيادة" كان السبب الرئيس للحوادث بنسبة 45 في المائة، بينما ذكر أن "عدم القدرة على التحكم في المركبة" و"انقلاب المركبة" و"الانحراف إلى اليسار" كانت من العوامل الرئيسة الأخرى وراء وقوع الحوادث المرورية.
وجدير بالذكر أن إيران تشهد زيادة كبيرة في عدد حوادث الطرق والوفيات الناجمة عنها، مع بدء رحلات عيد النوروز، كل عام.
وفي رحلات عيد النوروز العام الماضي، لقي أكثر من 20 ألف شخص حتفهم، وهو رقم قياسي في وفيات حوادث الطرق منذ 12 عامًا، وفقًا لما ذكرته منظمة الطب الشرعي.
وفي 16 مارس الجاري، أعلن القائم بأعمال رئيس جامعة شهيد بهشتي للعلوم الطبية، محمد إسماعيل قيداري، أن حوادث المرور تأتي في المرتبة الثالثة كسبب للوفيات في إيران، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
ويقارن المسؤولون ووسائل الإعلام في إيران بين عدد ضحايا حوادث الطرق وكوارث كبيرة، مثل زلزال "بم" عام 2003، الذي أودى بحياة نحو 26 ألف شخص، وهو رقم يقارب عدد ضحايا حوادث الطرق في إيران خلال عام واحد.
ووصف رئيس مركز العلاقات العامة بوزارة الصحة والتعليم الطبي، حسين كرمانبور، عدد الوفيات السنوي الناجم عن حوادث الطرق بأنه يعادل سقوط 100 طائرة من طراز بوينغ.
وفي السنوات الماضية، أشار العديد من الخبراء والمسؤولين إلى أن ازدياد ضحايا الحوادث المرورية في إيران يعود إلى رداءة صناعة السيارات، وسوء حالة الطرق في البلاد.

دعا رجل الدين الإيراني البارز، أحمد خاتمي، إلى الاستمرار في رفع شعار "الموت لأميركا"، مؤكدًا أنه يجب ترديده "طالما أن الولايات المتحدة لم تعد إلى رشدها".
وأدلى عضو مجلس خبراء القيادة في إيران وخطيب صلاة الجمعة المؤقت في طهران، أحمد خاتمي، بهذه التصريحات، اليوم السبت 22 مارس (آذار) خلال خطاب له في تبريز، مشيرًا إلى أن عداء الولايات المتحدة ينبع من معارضتها للإسلام ذاته.
وقال خاتمي: "أميركا لا تعارض هذا الشخص أو ذاك، بل وفقًا لآيات من القرآن، فإن مشكلتهم مع الله".
كما حذّر خاتمي من أن الهدف الأوسع لواشنطن هو "تدمير الدين الذي أصبح حيًا في المنطقة"، لكنه أصر على أنهم "لن يحققوا هذا الحلم أبدًا".
واختتم خاتمي حديثه بربط دعوته بروح الثورة الإيرانية، قائلاً إن الإيرانيين "لم يتعبوا يومًا من مقاومة الغطرسة"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم أمس الجمعة، الضغوط من أجل عقد محادثات مباشرة، مؤكدًا تركيز إيران على الردع. وقال: "إن أي شخص يرتكب شرًا ضد الشعب الإيراني سيتلقى صفعة قاسية".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد بعث برسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، مطالبًا باتفاق نووي جديد، في غضون شهرين أو مواجهة العواقب، إذا وسّعت إيران برنامجها النووي. وقد أكد ترامب مرارًا إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية.
وقد وُصفت الرسالة بأنها حازمة في لهجتها، ويُقال إنه تم مشاركتها مسبقًا مع حلفاء الولايات المتحدة المقربين، بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
واعترفت طهران بتلقي الرسالة، لكنها لم تُعلّق علنًا على محتواها.
وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يوم الجمعة 21 مارس، إن إيران ردّت عبر قنوات غير مباشرة بعد تلقيها الرسالة.
وأضاف ويتكوف، في مقابلة أُذيعت عبر برنامج "ذا تاكر كارلسون شو": "لست مخولاً بالكشف عن التفاصيل، ولكن من الواضح أن الرد جاء عبر قنوات خلفية، ومن خلال عدة دول ووسطاء، وصلنا رد منهم".

تقترب إيران من مفترق طرق؛ حيث يواجه المرشد علي خامنئي قرارًا قد يكون الأكثر مصيرية في تاريخه: إما الحرب مع الولايات المتحدة، وإما التوصل إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وهذا ما يراه الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، والخبير بشؤون السياسة الإيرانية في واشنطن، مارك دوبويتز، الذي يُعد من أشد المنتقدين للنظام الإيراني، وتم فرض عقوبات عليه من قِبل طهران في عام 2019؛ حيث يعتقد دوبويتز أن خامنئي يقف أمام خيارين مصيريين.
وقال دوبويتز، في حديثه لبرنامج "عين على إيران": "أعتقد أن المرشد الإيراني يواجه على الأرجح القرار الأكثر مصيرية في فترة ولايته، التي بدأت منذ 35 عامًا. هل سيختار التوصل إلى اتفاق نووي سلمي، أم سيسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بتدمير برنامجه النووي وربما الإطاحة بنظامه؟".
وأضاف: "إن النظام الإيراني على المحك، وقد يشهد هذا العام إما سقوط أكثر من 40 عامًا من الحكم الإسلامي في إيران، أو قد يساعد في الحفاظ على النظام".
وقال دوبويتز: "أعتقد أن عام 2025 سيكون عامًا مثيرًا للاهتمام. قد تسير الأمور في اتجاه آخر؛ حيث يمكن أن يتم التوصل إلى اتفاق نووي قد يكون سيئًا للولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة. هناك خطر من أن يقوم الرئيس ترامب بعقد صفقة سيئة ويطلق عليها: أعظم صفقة تم التفاوض عليها على الإطلاق".
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، علنًا أنه يفضل الدبلوماسية على الحرب مع إيران، وخلال حملته الانتخابية وعد بـ "إنهاء الحروب".
وكجزء من الجهود الدبلوماسية، أرسل ترامب رسالة إلى خامنئي يعرض فيها التفاوض حول الملف النووي، مع إعطاء إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق أو مواجهة عواقب وخيمة، وفقًا لتقارير موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.
وهذا النهج يُظهر أن الولايات المتحدة تستعد لجميع السيناريوهات، بدءًا من التفاوض، وصولاً إلى العمل العسكري.
وقال دوبويتز: "إدارة ترامب تدرك تمامًا أن عام 2025 هو عام حاسم، والرئيس ترامب لن يسمح للنظام الإيراني بالحصول على أسلحة نووية".
ولا يزال رد فعل إيران غير واضح، خاصة في ظل الضعف الداخلي الذي تعانيه البلاد مع تزايد المعارضة، وانهيار العملة، وفقدان النفوذ الإقليمي مع تدهور وضع حلفائها في لبنان وسوريا.
وقال دوبويتز: "هناك الكثير من الخطاب المبالغ فيه. قدراتهم لا تتطابق مع تهديداتهم".
وأوضح الإسرائيليون أنهم مستعدون لتنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ويعتقد دوبويتز أن الولايات المتحدة ستقدم دعمًا محدودًا لمثل هذه الإجراءات، سواء من خلال مشاركتها في عمل عسكري مشترك، أو دعم إسرائيل في جهودها.
كما يبقى من غير الواضح مدى تأثير إسرائيل على الولايات المتحدة، وما إذا كان بإمكان الأميركيين إقناع روسيا بالانقلاب ضد إيران من خلال وقف إطلاق النار في أوكرانيا لخدمة مصالح موسكو.
ومن المقرر أن يلتقي وفد إسرائيلي رفيع المستوى مسؤولين أميركيين في البيت الأبيض، الأسبوع المقبل، لمناقشة الملف الإيراني.
وقال دوبويتز إن هذا جزء من استراتيجية ترامب لخلق نفوذ ضد نظام طهران. لكنه أضاف أن أي حرب محتملة لن تشبه التحالفات، التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، بل قد تشمل أهدافًا دقيقة ضد موانئ وقواعد الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك السفن التجسسية التي تدعم الحوثيين.
وتابع دوبويتز: "سنخلق الردع من خلال العقاب".
وعلى الرغم من أن قادة إيرانيين، مثل قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، قد وجهوا تحذيرات شديدة اللهجة بشأن "ردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة"، فإن دوبويتز يعتقد أن قدرات طهران أقل من تهديداتها. ومع أنه يرى أن النظام الإيراني نظام ضعيف، لكنه قادر على نشر الفوضى عالميًا من خلال وكلائه وخلاياه النائمة.
ويركز نهج ترامب تجاه إيران على قطع جميع السبل المؤدية إلى حصول إيران على أسلحة نووية.
وبينما أشاد دوبويتز بسياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه إيران، حتى الآن، إلا أنه قال إن واشنطن فشلت في تقديم الدعم الأقصى للشعب الإيراني.
وأكد أن وجود النظام الديني يعني أن أي اتفاق، بغض النظر عن عدد الضمانات، لن يكون فعالاً على المدى الطويل.
وقال دوبويتز: "أفضل طريقة لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، ولمنع العدوان في الشرق الأوسط والغرب هي الإطاحة بنظام طهران".
وأضاف: "أعتقد أن هذا النظام سيسقط، ولكننا بحاجة إلى أن نكون جادين بشأن هذا، وأن نتبنى سياسة دعم الشعب الإيراني للمساعدة في إسقاطه".
وشدد على ضرورة وجود آليات دعم عملية، بما في ذلك إنشاء صناديق لدعم الإضرابات العمالية، وتجاوز انقطاعات الإنترنت، وإطلاق عمليات إلكترونية لتعطيل أجهزة الأمن الحكومية خلال الاحتجاجات.
وقال دوبويتز: "سنكون مقصرين، إذا لم نكن مستعدين لدعم الشعب الإيراني في المرة المقبلة، التي يخرج فيها إلى الشوارع".
ولن تحدد القرارات، التي ستُتخذ في عام 2025، مستقبل إيران فقط، بل ستُعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط وما بعده.
وسواء اختارت إيران الدبلوماسية أو الصراع، فإن تداعيات ذلك ستنتشر في جميع أنحاء العالم، فالمخاطر لا يمكن أن تكون أعلى من ذلك.

أظهرت صور بثتها وسائل الإعلام الرسمية في إيران فرق الهلال الأحمر، أثناء قيامها بتقييم الأضرار الناجمة عن الزلزال القوي، الذي ضرب قرى أريسمان وجاريان وخفر، بالقرب من منشأة نطنز النووية الإيرانية، بهدف تنسيق جهود الإغاثة.
وكان زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر قد ضرب منطقة بادرود، وسط إيران، أمس الخميس 20 مارس (آذار)، مما تسبب في اهتزاز المناطق الواقعة على بُعد نحو 26 كيلومترًا (16 ميلاً) من منشأة نطنز النووية، الموقع الرئيس لتخصيب اليورانيوم في إيران.
ولاحقًا، وقعت هزة ارتدادية ثانية بلغت قوتها 4.5 درجة في تمام الساعة 1:03 مساءً بالتوقيت المحلي لطهران، وفقًا للمركز الإيراني لرصد الزلازل.
ولم تصدر السلطات الإيرانية أي بيانات حول التأثير المحتمل للهزة الأرضية على المنشأة النووية. لكن مسؤولين محليين أبلغوا عن تحطم نوافذ عدة مبانٍ سكنية في القرى القريبة، في حين لم يتم الإبلاغ عن أي خسائر بشرية حتى الآن. وأكد رئيس إدارة الأزمات في محافظة أصفهان، رضا موسوي، أن فرق التقييم الطارئة تقوم حاليًا بمسح المناطق المتضررة.
منشأة نطنز النووية
تقع منشأة نطنز النووية، وهي في معظمها تحت الأرض، في قلب البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، وقد تعرضت لعمليات تخريب سابقة؛ ففي يوليو (تموز) 2020، تسبب انفجار في مصنع تجميع أجهزة الطرد المركزي بالمنشأة في أضرار جسيمة، وألقى المسؤولون الإيرانيون لاحقًا باللوم على أعمال تخريبية. وبعد أقل من عام، وتحديدًا في إبريل (نيسان) 2021، تعرضت المنشأة لهجوم آخر كبير؛ حيث اتهمت إيران إسرائيل مباشرة بتنفيذه.
ووقع هجوم 2021 بعد فترة وجيزة من تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة جديدة، وأفادت مصادر استخباراتية أميركية لصحيفة "نيويورك تايمز" لاحقًا بأن الضربة دمرت نظام الطاقة الداخلي المستقل للمنشأة، مما أدى إلى تأخير أنشطة التخصيب لعدة أشهر.
وفي العام الماضي، استهدفت غارة جوية إسرائيلية نظام الدفاع الجوي "S-300" بالقرب من أصفهان، وهي المحافظة نفسها التي تضم منشأة نطنز، مما أثار مخاوف أمنية إقليمية.
ويأتي وقوع الزلزال بالقرب من المنشأة النووية الإيرانية، في وقت حساس؛ حيث يستعد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون لعقد مشاورات رفيعة المستوى في واشنطن، الأسبوع المقبل؛ لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والخيارات الدبلوماسية المحتملة. ومع تصاعد التوترات، يحذر المحللون من أنه حتى الأحداث الطبيعية بالقرب من المواقع الحساسة يمكن أن تزيد من حدة المخاوف الجيوسياسية.
ولا تزال منشأة نطنز النووية نقطة ساخنة في ظل تزايد القلق والترقب الدولي؛ حيث أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) مؤخرًا عن قلقها إزاء مخزون إيران المتزايد من اليورانيوم شبه المخصب بدرجة قريبة من الاستخدام في الأسلحة النووية.

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة يوم الجمعة 21 مارس، إن الولايات المتحدة لن تحقق شيئًا عبر التهديد في مواجهتها مع نظام الجمهورية الإسلامية، مكررًا تحذيره من أن إيران سترد في حال اندلاع مواجهة عسكرية.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، دون الإشارة إلى أمثلة محددة، إن المسؤولين الأميركيين يطلقون تصريحات متناقضة.
ولم يشر خامنئي مباشرة إلى الرسالة التي بعثها دونالد ترامب، لكنه كان قد قال في خطابه يوم 12 مارس 2025 إنه لم يتلقَّ هذه الرسالة.
وفي وقت سابق، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية، في البرنامج النوروزي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن رسالة ترامب كانت ذات طابع تهديدي، لكنه “يدّعي أيضًا أن هناك فرصًا متاحة.”
وساعات قبل تصريحات عراقجي، نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤول أمريكي ومصدرين مطلعين أن الرسالة كانت “حاسمة وشديدة اللهجة”، وتضمنت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
كما قال خامنئي اليوم: “في الصراع بين الحق والباطل، النصر للحق، لكنه يدفع الثمن. وما جرى في العام الإيراني الماضي (21 مارس 2024 حتى 21 مارس 2025) كان من هذا القبيل.”
وأضاف: “في العام الإيراني الماضي فقدنا شخصيات إيرانية ولبنانية بارزة. كان ذلك مصيبة بالنسبة لنا.”
المرشد الإيراني: لسنا بحاجة إلى وكلاء
وصف علي خامنئي تصريحات المسؤولين الأوروبيين والأميركيين التي تصف بعض الجماعات في المنطقة بأنها “قوات تعمل بالوكالة عن إيران” بأنها “إهانة” لهذه الجماعات.
وأكد قائلًا: “ما معنى الوكلاء؟ نظام الجمهورية الإسلامية ليس بحاجة إلى وكلاء. هؤلاء لديهم دوافعهم الخاصة ويقاومون بأنفسهم.”
بعد سلسلة من الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة وإسرائيل إلى القوات الموالية لإيران خلال العام الماضي، أكد بعض المسؤولين الإيرانيين أن هذه الجماعات تعمل بشكل مستقل.
وفي 22 ديسمبر 2024، نفى علي خامنئي مجددًا ارتباط إيران بالجماعات المسلحة في المنطقة، قائلًا: “يكررون القول بأن نظام الجمهورية الإسلامية فقد قواته الوكيلة في المنطقة، وهذا خطأ آخر. إيران لا تمتلك قوات بالوكالة.”
كما صرّح حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، يوم الأحد 16 مارس 2025، بأن جماعة الحوثيين في اليمن هي “جماعة مستقلة” تتخذ قراراتها الاستراتيجية والعملياتية بنفسها.
وتأتي هذه التصريحات رغم أن طهران قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا واسعًا للحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى فصائل مسلحة أخرى في العراق ولبنان وفلسطين على مدار السنوات الماضية.
خامنئي: لا دور لي في التخطيط الاقتصادي
قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في جزء آخر من خطابه، إن “شعبنا دافع عن النظام رغم كل المشاكل الاقتصادية، ورأى الأعداء أن الشعب الإيراني متمسك بالجمهورية الإسلامية.”
وأضاف، مشيرًا إلى تسمية العام الماضي بـ”الاستثمار من أجل الإنتاج”، أن الإنتاج يحتاج إلى استثمارات، لكنه شدد على أن “مجرد ذكر الاستثمار يجعل البعض يفكر فورًا في الاستثمار الأجنبي.”
وأكد خامنئي أن الاستثمار يجب أن يكون محليًا، داعيًا إلى توجيه رؤوس الأموال نحو القطاعات الإنتاجية بدلًا من “الإنفاق على أمور ضارة مثل شراء الذهب والعملات الأجنبية.”
ورغم هذه التوجيهات وحديثه المستمر عن الاقتصاد، قال خامنئي إنه لا يتدخل في التخطيط الاقتصادي، معتبرًا أن هذه المهمة تقع على عاتق الحكومة.
وكان خامنئي قد أطلق على العام الإيراني الماضي شعار “قفزة الإنتاج بمشاركة الشعب”، لكن جميع المؤشرات الاقتصادية في إيران شهدت تراجعًا خلال هذا العام.