مع تباطؤ التقدم في المحادثات.. الإيرانيون يخشون نفاد صبر ترامب

في الأيام التي سبقت الجولة الثانية من المحادثات بين الوفدين الإيراني والأميركي، استمر الغموض بشأن مكان وجدول أعمال الاجتماع.
صحفي

في الأيام التي سبقت الجولة الثانية من المحادثات بين الوفدين الإيراني والأميركي، استمر الغموض بشأن مكان وجدول أعمال الاجتماع.
وكان الطرفان قد اتفقا في البداية على اللقاء في روما، لكن خلافاً نشب لاحقاً بين المسؤولين الإيرانيين- الذين أصروا على عقد الاجتماع في سفارة سلطنة عمان بروما- والحكومة الإيطالية، التي أصرت على أن تُعقد المحادثات في وزارة الخارجية الإيطالية. هذا الخلاف دفع طهران إلى إعلان مفاجئ مساء 14 أبريل (نيسان) بأن الاجتماع سينعقد بدلاً من ذلك في سلطنة عمان.
الجانب الأميركي لم يُدلِ بتعليق علني بشأن الخلاف على الموقع. غير أن الرئيس دونالد ترامب، الذي كان قد عبّر سابقاً عن تفاؤل حذر بعد الجولة الأولى، انتقد الفجوة التي استمرت أسبوعاً بين الاجتماعين، معتبراً أن إيران تماطل. وقال في إشارة إلى القدرات النووية الإيرانية: "عليهم أن يتحركوا بسرعة، لأنهم باتوا قريبين جداً من امتلاك سلاح نووي، ولن يُسمح لهم بذلك".
وكان المسؤولون الإيرانيون قد طلبوا أيضاً حضور وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى اجتماع روما، دون تقديم تفسير لهذا الطلب.
وفيما أحجمت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية- التي تخضع لتأثير كبير من المتشددين- عن تغطية اجتماعي الجولة الأولى والثانية مع الأميركيين، كسرت الحكومة صمتها عبر كشف معلومات لم تُنشر من قبل حصرياً لصحيفة "طهران تايمز" الناطقة بالإنجليزية، متجاوزة بذلك الكثير من الصحف الفارسية الصادرة في طهران.
كما علّق المرشد الأعلى علي خامنئي على المحادثات في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، حيث عبّر عن تفاؤل حذر على غرار تصريحات ترامب، وقال إن الفريق الإيراني المفاوض "أدى أداءً جيداً".
وفي تعليق عبر قناة "إكو إيران" على "تلغرام"، المعروفة بتغطيتها الجادة للشؤون السياسية والاقتصادية الداخلية، ورد: "رغم العداء التاريخي، لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن". وأضافت القناة أن ترامب نجح في دفع طهران إلى تحريك خطوطها الحمراء، وكتبت: "الاجتماع أظهر أنه لا إيران ولا الولايات المتحدة تريدان حرباً جديدة في المنطقة".
كما أشارت "إكو إيران" إلى تزايد القلق داخل إيران، إذ يراقب كثيرون المحادثات عن كثب ويخشون من نفاد صبر ترامب. وأضافت القناة أن إسرائيل تتابع المفاوضات بقلق، خصوصاً في ظل احتمال أن يعرض ترامب على السعودية إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا النووية وتخصيب اليورانيوم خلال زيارته المرتقبة إلى الرياض.
في المقابل، نشرت قناة "جماران" المؤيدة للإصلاح على "تلغرام"- والمرتبطة بالرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي- أن العديد من الإيرانيين، خصوصاً من أبناء الطبقة المتوسطة، طالما دعموا الانخراط الجاد مع الولايات المتحدة. وكتبت القناة: "الآن وقد بدأت المحادثات، فإن الشعب الإيراني يتابع التطورات عن كثب ويناقشها على نطاق واسع".
وأضافت جماران أن الانطباع العام بدأ يتغيّر، إذ بات كثيرون يعتقدون أن الحكومة اختارت أخيراً التفاوض كسبيل لمواجهة التحديات المتزايدة في البلاد. كما شددت القناة على أن استطلاعات الرأي خلال أكثر من عقدين أظهرت باستمرار أن الإيرانيين يفضلون الدبلوماسية مع الغرب، مع تمسكهم في الوقت نفسه باحترام الكرامة والمصالح الوطنية.
أما قناة "امتداد" على "تلغرام"، فقد نشرت تعليقاً للصحافي داوود هشمتی، رحّب فيه باقتراح وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري بأن يتم عرض أي اتفاق مستقبلي مع إيران على مجلس الشيوخ الأميركي للمصادقة. واعتبر هشمتی أن هذه الخطوة ستساعد في طمأنة الإيرانيين الذين يشعرون بالقلق من احتمال انسحاب أي رئيس أميركي لاحقاً من الاتفاق.
ويعكس هذا التعليق حالة انعدام الثقة المستمرة في إيران تجاه ترامب، إذ يخشى كثيرون أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق جديد، فقد يتم التراجع عنه مجدداً سواء من قِبله أو من قبل خلفه.

كان شعار المرشد الإيراني، علي خامنئي، المتكرر "لا حرب ولا مفاوضات" مع الولايات المتحدة، غير قابل للاستمرار، عندما أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنذارًا صريحًا بضرورة التوصل إلى اتفاق نووي أو مواجهة هجوم عسكري.
لكن موافقة خامنئي على محادثات إيران- أميركا في عُمان، يوم السبت 12 إبريل (نيسان)، لا تعكس إعادة تقييم شاملة للسياسة الخارجية أو لحظة تحول جذري، بل هي محاولة مدروسة لكسب الوقت.
ومع عودة ترامب إلى السلطة وحشد القوة العسكرية الأميركية في المنطقة، يعود خامنئي إلى استراتيجية مألوفة: تهدئة التوتر بما يكفي لتجنب الحرب، والحفاظ على الموقع الاستراتيجي للنظام الإيراني، وانتظار انحسار الضغط الأميركي.
وجدير بالذكر أن اجتماع يوم السبت في مسقط لا يهدف إلى حل الخلاف النووي، أو إعادة صياغة دور إيران الإقليمي، بل إنه يتعلق بتخفيف التوتر مع الحفاظ على أعمدة القوة الإيرانية الأساسية: البرنامج النووي، وترسانة الصواريخ، وشبكة الوكلاء الإقليميين.
وهذا نهج استخدمه خامنئي لعقود: المقاومة حتى تصبح الضغوط لا تُطاق، ثم التوقف، وإعادة تسمية التراجع "المرونة البطولية"، ثم إعادة التجميع. وقد استخدم هذا المصطلح في عام 2013 لتبرير مفاوضاته مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، واصفًا الدبلوماسية مع "العدو المكروه في طهران" بأنها تتماشى مع سوابق قادة إسلاميين في أوقات مضطربة سابقة.
التأخير الاستراتيجي
في عام 2019، عندما نقل رئيس الوزراء الياباني الراحل، شينزو آبي، رسالة من الرئيس ترامب، في ولايته الأولى آنذاك، رفض خامنئي الرسالة علنًا، قائلاً: "لا أعتبر ترامب شخصًا يستحق تبادل الرسائل معه". في ذلك الوقت، لم يكن هناك تهديد وشيك بالحرب. أما اليوم فالوضع مختلف: القاذفات الشبحية الأميركية B-2 في المتناول وجاهزة للهجوم، وتجوب مجموعتان من حاملات الطائرات المنطقة.
وعندما تم تسليم رسالة تحمل تهديدًا مباشرًا مؤخرًا عبر مسؤول إماراتي، درس خامنئي الرسالة والظروف بعناية، وموافقته على المحادثات ليست سعيًا للتهدئة بقدر ما هي "تأخير استراتيجي".
ويدرك خامنئي أن الحرب هي السيناريو الوحيد، الذي يمكن أن يحطم السيطرة الداخلية والنفوذ الإقليمي، اللذين بناهما هذا المرشد "الماكر" البالغ من العمر 86 عامًا على مدى عقود؛ حيث إن إبطاء التخصيب، وكبح جماح الوكلاء، والدخول في محادثات يكسبه الوقت دون التضحية بإنجازاته.
وحاليًا يُعد النظام الإيراني في أضعف حالاته على الجبهة الداخلية؛ فالعقوبات دمرت الاقتصاد، وكشفت الاحتجاجات المتقطعة من 2017 إلى 2022- التي قُمعت جميعها بالقوة القاتلة- عن تصدعات في بنيان حكمه، ومِن ثمّ فإن الحرب قد تدفع هذه التصدعات إلى السقوط الكامل.
وعلى النقيض، فإن المفاوضات التكتيكية، توفر لقيادة النظام مساحة للتنفس في الشوارع، بين النخب، وداخل النظام الحاكم.
غريزة البقاء
تسيطر غريزة البقاء الحادة على حكم خامنئي. منذ أن أصبح رئيسًا في عام 1981 ثم مرشدًا أعلى في عام 1989، عاصر سبعة رؤساء أميركيين وصمد أمام محاولات اغتيال، وعقوبات، وهجمات إلكترونية، وتخريب، وعزلة، وقصف. مفتاح طول بقائه هو تعديل التكتيكات دون التخلي عن الأهداف الأساسية.
ولم يكن اتفاق 2015 النووي تنازلاً بل كان مكسبًا، فعلى الرغم من أن إيران قبلت قيودًا مؤقتة على التخصيب، فإنها حصلت على اعتراف دولي بحقها في التخصيب، وهو خط أحمر دافع عنه خامنئي طويلاً.
وحدد الاتفاق النووي لعام 2015 مستوى تخصيب اليورانيوم عند 3.67 في المائة، وهو مستوى منخفض، لكن إيران حصلت على اعتراف دولي بحقها في التخصيب، وهو مبدأ كانت تتمسك به، وكان بإمكان طهران الانتظار لرفع هذا المستوى لاحقًا، وحتى عندما انسحب ترامب من الاتفاق عام 2018، لم يبادر خامنئي برد فعل متسرع، بل فضّل التريث وانتظار الوقت المناسب.
وعندما تولى جو بايدن الرئاسة الأميركية، والذي يُنظر إليه على أنه أقل عدائية، سرّعت إيران برنامجها. ارتفع التخصيب إلى 60 في المائة، وبحلول نهاية ولايته، تم تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة، وتوسيع المنشآت تحت الأرض. ووفقًا لوكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإن إيران تمتلك الآن ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة أسلحة نووية، إذا اختارت ذلك.
التهدئة وإعادة التجديد
مع عودة ترامب إلى السلطة، وتصاعد الضغط العسكري الأميركي، يتكيف خامنئي للبقاء، والهدف هو التهدئة، على الأرجح، وكبح البرنامج النووي، وتهدئة الوكلاء، والحفاظ على البنية التحتية لتجنب مواجهة مباشرة.
وقد تقلص نفوذ إيران في المنطقة بشكل كبير، فحزب الله تحت الضغط. و"حماس" محاصرة، وربما الأهم، هو أن إيران خسرت سوريا كحليف رئيس، مما حرمها من ركيزة أساسية في محورها الإقليمي.
ومع ذلك، لا تعتبر إيران هذه الانتكاسات نهائية. غالبًا ما يصف المسؤولون الإسرائيليون إيران بأنها أخطبوط برأس في طهران وأذرع تمتد عبر المنطقة. عندما يفقد الأخطبوط ذراعًا، يمكنه أن ينمو مجددًا.
ويعتقد خامنئي أنه إذا نجا النظام من ترامب، فيمكن لنفوذه الإقليمي أن يتجدد.
الوقت والمال
مفتاح هذه الآمال سيكون تهدئة الولايات المتحدة، طوال فترة رئاسة ترامب، وهو هدف يمكن تحقيقه من خلال تقييد الأنشطة النووية، وتقليص عمليات الوكلاء، سواء بعقد اتفاق أو بدونه، وإذا أمكن تضمين هذا التقييد في اتفاق، فهذا أفضل.
وسيرسم الاتفاق لخامنئي ما هو مستعد لفعله ويكسبه المزيد من الوقت؛ فإذا جاء مع تخفيف العقوبات أو أموال، فلن يكون تنازلاً، بل سيكون انتصارًا صريحًا وواضحًا يُمكّن النظام من الصمود حتى نهاية ولاية ترامب.
لكن الخطوط الحمراء تبقى؛ فإذا طالب فريق ترامب بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية، أو فرض قيود دائمة على القدرات الصاروخية، أو حل حلفائها الإقليميين، ستنهار المحادثات.
ولا يسعى خامنئي للسلام الآن، بل لكسب المزيد من الوقت. الدبلوماسية هنا ليست مدخلاً لنظام إقليمي جديد، بل هي درع تحمي من الكارثة؛ فالهدف ليس التوصل إلى تسوية، بل ضمان البقاء.
وهو توقف مدروس قد يمثل بداية دورة أخرى في لعبة طويلة الأمد لا تزال فيها المواجهة هي السياسة العامة للمرشد الإيراني، الذي يعلم أن الحرب هي الشيء الوحيد، الذي لا يستطيع تحمله.

إذا كان إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المفاجئ في المكتب البيضاوي، يوم الأربعاء الماضي، أن إدارته ستعقد محادثات مع إيران هذا الأسبوع أمرًا مفاجئًا، فإن اختيار سلطنة عُمان كمضيف لم يكن كذلك.
ولطالما دعّمت السلطنة القنوات الدبلوماسية الخلفية بين الولايات المتحدة وإيران، وقد بنت سجلاً كوسيط موثوق به من كلا الطرفين.
وبدلاً من أن تلعب دور الوسيط، كما فعلت دول إقليمية أخرى مثل قطر، والمشاركة في محادثات مباشرة بنفسها، فإن النهج العُماني يتمثل في خلق المساحات، التي يمكن أن يحدث فيها الحوار، ومِن ثمّ فإنها تعمل كمُيسّر أكثر من كونها وسيطًا.
وتفسر مجموعة من العوامل التاريخية والجغرافية نهج عُمان البرغماتي في تيسير الدبلوماسية كعنصر رئيس في سياستها الخارجية.
وعلى عكس العديد من جيرانها في الخليج، لم يكن لدى عُمان تاريخ من العلاقات السيئة مع طهران، ويتذكر العُمانيون أن إيران في عهد الشاه قدمت دعمًا مهمًا للسلطان الراحل، قابوس بن سعيد، خلال السنوات الأولى من حكمه في السبعينيات.
وحتى بعد الثورة الإيرانية، التي أطاحت بالشاه في عام 1979، وأدت إلى إقامة النظام الديني بقيادة آية الله الخميني، وقفت عُمان بعيدًا عن التنافس الإقليمي والصراع على النفوذ الجيوسياسي في الخليج.
وتم تحديد ملامح السياسة الخارجية العُمانية بشكل مفيد في عام 2003 من قِبل السيد بدر البوسعيدي، الدبلوماسي المحترف، الذي أصبح وزيرًا للخارجية في عام 2020.
وقال البوسعيدي: "من الممكن لدولة صغيرة أن تنحت لنفسها درجة من الاستقلال النسبي"، و"نحاول الاستفادة من موقعنا الوسيط بين القوى الكبرى لتقليل احتمالية الصراع في جوارنا المباشر".
على هذا الأساس، سعى المسؤولون العُمانيون إلى ضمان معالجة النزاعات والنقاط الساخنة، التي من الممكن أن تتصاعد إلى صراعات مفتوحة، ومِن ثمّ تهديد الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمن الإقليمي، من خلال الاستفادة من قدرتهم على التفاعل مع جميع الأطراف.
ويُعد دعم عُمان للقناة الخلفية، التي مكّنت المسؤولين الأميركيين والإيرانيين من الاجتماع سرًا لجولات متعددة من المحادثات في عامي 2012 و2013 هو المثال الأكثر شهرة لهذا التيسير.
وتم تفصيل الاتصالات السرية من قِبل بيل بيرنز، الذي كان آنذاك نائب وزير الخارجية الأميركية، في مذكراته، التي كتبها قبل عودته إلى منصبه مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية في عام 2021. ووصف بيرنز كيف "استقبل رئيس ديوان السلطان قابوس ورئيس المخابرات العُمانية كلا الوفدين عندما دخلا غرفة الاجتماع" و"قدما بضع كلمات ترحيب مختصرة ثم غادرا".
ونجحت المحادثات في وضع إطار للتفاوض اللاحق لمجموعة "5+1"، الذي أدى إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني)، في عام 2015، والذي انسحب منه ترامب في عام 2018، خلال ولايته الأولى.
وانهار الاتفاق النووي وسط حالة من الخلافات، ويبدو أنه أثبت وجهة نظر بيرنز، عندما كتب أن عراقجي ورئيس الوفد الإيراني الآخر، مجيد تخت روانجي، "كانا يبوحان لي أحيانًا بأن لديهما قائدًا أعلى كان ينتظر فقط ليقول (ألم أقل لك)، ويثبت أن الأميركيين لا يمكن الوثوق بهم".
لم يعد سرًا
لقد واصل المسؤولون العُمانيون العمل كوسطاء دوريين بين طهران وواشنطن. وشمل ذلك استضافة محادثات غير مباشرة في عامي 2023 و2024، شارك فيها منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، والمفاوض النووي الإيراني، علي باقري، وتناولت هجمات الحوثيين على سفن الشحن البحري والضربات العسكرية الإسرائيلية والإيرانية المتبادلة، التي هددت بحرب إقليمية شاملة.
ومع هذا السجل في الاعتبار، لم يكن مفاجئًا أن القيادة الإيرانية ردت على رسالة ترامب، التي تم تسليمها بواسطة وسيط إماراتي، بإمكانية إجراء محادثات من خلال عُمان، في أواخر مارس (آذار) الماضي.
ولا يزال من المبكر معرفة ما إذا كانت المحادثات، سواء كانت غير مباشرة أو مباشرة أو ربما مزيجًا من الاثنين، ستؤدي إلى أي شكل من أشكال الاختراق، بالنظر إلى القيود السياسية على كلا الطرفين وإرث عقود من عدم الثقة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطابع العلني الواسع، الذي اتسمت به المحادثات هذه المرة يمثل خروجًا لافتًا عن الطابع السري، الذي ميّز قناة التواصل الخلفية في عام 2013، والتي كانت تنسجم بدرجة أكبر مع النهج الدبلوماسي السري الذي تشتهر به عُمان.
ومع ذلك، يؤكد اختيار المكان والوسيط مركزية عُمان في الحوار بين خصمين لدودين يكرهان بعضهما البعض، لكنهما يثقان في "مسقط".

بينما أعربت معظم وسائل الإعلام شبه الرسمية في إيران والعديد من الشخصيات السياسية عن دعمها لما وصفوه بالمحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، فإن رجال دين متشددين موالين للمرشد خامنئي يعبرون عن معارضة شديدة لهذا المسار.
وأبرزت وسائل الإعلام في طهران، بما في ذلك تلك القريبة من مكتب المرشد، أنه بدون دعم خامنئي لن تكون هناك محادثات مع إدارة ترامب. ومع ذلك، انتقد خطباء صلاة الجمعة الذين يعملون تحت سيطرته المفاوضات في خطبهم، معتبرين أن دخول إيران في مساومات دبلوماسية مع واشنطن أمر دون مستوى إيران.
وقال أحمد علم الهدى، خطيب جمعة مشهد المتشدد، في خطبته يوم الجمعة، وفقًا لوكالة "مهر" الإخبارية شبه الرسمية: "التفاوض مع أميركا يتعارض مع كرامتنا الوطنية". وأضاف: "لا يمكن لأي إيراني يحترم نفسه أن يقبل بالاقتراب مع الولايات المتحدة خالي الوفاض".
وأشار إلى أن مطالب الولايات المتحدة، التي تتراوح بين تفكيك برنامج إيران الصاروخي وتقليص نفوذها الإقليمي، تُعد بمثابة استسلام. وقال: "إنهم يريدون منا التخلي عن كل شيء: أسلحتنا، وعلومنا، وحتى كرامتنا. لا يمكن لأي إيراني شريف أن يقبل ذلك".
ودعا علم الهدى المفاوضين الإيرانيين إلى مقاومة الضغوط، محذرًا: "المحادثات المباشرة أسوأ من غير المباشرة. لقد مررنا بهذا من قبل، ودائمًا ما تنتهي الأمور بشكل سيئ".
وكان خامنئي قد حظر المفاوضات مع واشنطن بعد يوم واحد من تجديد الرئيس دونالد ترامب لسياسة الضغط الأقصى على طهران في أوائل فبراير. ومع ذلك، تغيرت الأجواء تدريجيًا مع تكرار ترامب للتهديدات العسكرية وتجمع قوة بحرية أميركية كبيرة في المنطقة.
وأكد الرئيس مسعود بزشكيان يوم الأربعاء الماضي أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيقود المحادثات القادمة مع ممثلي الولايات المتحدة في عُمان تحت توجيهات خامنئي.
وكررت صحيفة "خراسان" اليومية المحافظة، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا برئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، هذا الموقف. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من معارضته السابقة للتواصل المباشر، فقد وافق خامنئي الآن على المفاوضات غير المباشرة، ومن المتوقع أن يتابع تقدمها عن كثب.
ومع ذلك، سمح خامنئي لأئمة صلاة الجمعة البارزين، الذين يتمتعون بنفوذ في مدنهم ومحافظاتهم، بالتحدث علنًا ضد المفاوضات. وتبنى المرشد الأعلى موقفًا مشابهًا خلال إدارة أوباما عندما كان يتم التفاوض على الاتفاق النووي (الخطة الشاملة المشتركة). حيث اعترف على مضض بأنه سمح بالمحادثات، لكنه كثيرًا ما أعرب عن شكوكه حول ما إذا كانت النتائج ستكون مفيدة.
وقال خطيب صلاة الجمعة المؤقت في طهران، كاظم صديقي، خلال خطبته الأسبوعية، وفقًا لوكالة "تسنيم" الإخبارية شبه الرسمية: "المحادثات المباشرة دون مستوانا". وأضاف: "كيف يمكننا أن نثق بمن مزقوا الاتفاق النووي؟".
وقال صديقي إن أي تفاعل مع واشنطن يجب أن يتم بحذر، مستشهدًا بتوجيهات خامنئي بأن المفاوضات يجب أن تتم فقط عندما يكون هناك يقين بأن الطرف الآخر سيفي بالتزاماته.
وأضاف: "لا مجال للتفاوض حيث يحاولون سلب الصناعة النووية منا".
وجادل خطباء جمعة آخرون بأن رفع العقوبات ليس سببًا كافيًا للتفاوض مع ترامب. وعادوا إلى دعوات خامنئي لتعزيز نظام الجمهورية الإسلامية من الداخل– وهي أيديولوجيا فشلت في خلق اقتصاد مستقر. فقد انخفضت قيمة العملة الإيرانية 22 ضعفًا منذ عام 2018، وتدهورت الدخول بشكل كبير، مما دفع ما يقرب من نصف السكان إلى الفقر. وأصبحت رواتب العمال الآن بالكاد تتجاوز 100 دولار شهريًا.
كما قال برلماني إيراني متشدد يوم الجمعة إن المحادثات القادمة يجب أن تركز على إثبات أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، محذرًا من أن أي محاولة لتفكيك برنامج إيران النووي ستجعل المحادثات غير مقبولة.
وقال موسى غضنفر آبادي، وفقًا لوكالة "مهر" الإخبارية: "في المحادثات مع الولايات المتحدة، يجب أن نثبت أن إيران لا تسعى لصنع سلاح نووي".
وأضاف: "لكن إذا حاول الطرف الآخر إغلاق برنامج إيران النووي أو طرح قضايا غير ذات صلة، فإن المفاوضات غير صالحة وغير مقبولة".

في الأيام الأخيرة، تحدث العديد من الدول والسياسيين والمحللين العسكريين عن احتمال هجوم أميركي وإسرائيلي على إيران. حيث هدد دونالد ترامب بأنه في حال فشل التوصل إلى اتفاق، سيقوم بقصف منشآت إيران النووية على نطاق واسع.
في المقابل، عارضت روسيا والصين مثل هذا الهجوم وحذرتا من عواقبه الواسعة.
في إسرائيل أيضاً، اشتد النقاش حول قرب وقوع الهجوم، وبدأ العد التنازلي لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة. في الوقت نفسه، أعلن المرشد الإيراني، علي خامنئي أن إيران سترد برد مدمر في حال تعرضها لهجوم.
في ضوء هذه المواقف، يبدو أنه لا توجد مفاوضات جادة بين الأطراف، وزادت احتمالات الاشتباك العسكري أكثر من أي وقت مضى. وتشير الأدلة إلى أن هجوماً قد يكون وشيكاً.
في هذا السياق، تبرز 6 أسئلة أساسية يبحث الكثيرون عن إجابات لها:
1- متى سيحدث الهجوم؟
2- هل ستنفذه أميركا أم إسرائيل أم كلتاهما معاً؟
3- ما مدى حجم الهجوم وشدته، وما هي الأهداف التي سيتم استهدافها؟
4- هل سيتم استهداف خامنئي وقادة الحرس الثوري وقتلهم؟
5- كيف وإلى أي مدى ستتمكن إيران من الرد؟
6- كم ستستمر المواجهة، وهل ستتحول إلى حرب شاملة قد تؤدي إلى سقوط نظام إيران؟
توقيت الهجوم المحتمل
أحد الأسئلة الرئيسية التي تشغل أذهان الناس هو: إذا كان الهجوم سيحدث، فمتى سيكون ذلك؟
من الناحية التحليلية، سيتم الهجوم عندما تستنتج أميركا، وخاصة دونالد ترامب، أن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق مع إيران قد باءت بالفشل، ولم يعد هناك خيار سوى العمل العسكري.
وتشير الأدلة إلى أن هذه الظروف باتت قريبة جداً. تصريحات خامنئي، وتشدد نبرة الأطراف، وقلق روسيا والصين من تداعيات الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، كلها تظهر تراجع الأمل في حل دبلوماسي وزيادة احتمال العمل العسكري.
من بين العلامات على اقتراب الهجوم، زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إلى إسرائيل هذا الأسبوع. تظهر التجارب السابقة أن التنسيق بين أميركا وإسرائيل يزداد كثيراً في مثل هذه الحالات.
علاوة على ذلك، تحركت حاملة الطائرات الأميركية "كارل فينسون" نحو المنطقة، ومن المتوقع أن تصل خلال أسبوعين لتنضم إلى حاملة الطائرات "هاري ترومان".
كما أن نشر ما لا يقل عن خمس قاذفات "بي-2" الشبحية الأميركية في جزيرة "دييغو غارسيا"، التي تبعد أقل من 4000 كيلومتر عن إيران، يشير إلى استعداد أميركا لشن هجمات استراتيجية.
هذه القاذفات قادرة على حمل قنابل "جي بي يو-57" الخارقة للتحصينات، مما يمكنها من استهداف المنشآت النووية الإيرانية بفعالية.
ونظراً لأن ترامب منح إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق أو مواجهة الهجوم، فإن هذه المهلة ستنتهي حوالي 12 مايو (أيار) المقبل. وبعد ذلك، سترتفع احتمالات الهجوم بشكل كبير، رغم أن وقوعه قبل ذلك ليس مستبعداً.
منفذو الهجوم: أميركا.. إسرائيل.. أم كلتاهما؟
سؤال آخر جوهري هو: هل ستنفذ إسرائيل الهجوم بمفردها، أم ستشارك أميركا أيضاً؟ نظراً لأن مقاتلات "إف-15" الإسرائيلية قادرة فقط على حمل قنابل خارقة للتحصينات تزن 900 كيلوغرام، بينما تستطيع قاذفات "بي-2" الأميركية حمل قنابل "جي بي يو-57" التي تزن 14 طناً، فإن احتمال مشاركة أميركا في الهجوم يزداد.
نبرة ترامب وحديثه عن جودة الهجوم يعززان أيضاً احتمال المشاركة الأميركية المباشرة.
الأهداف ومدى الدمار المحتمل
من المرجح أن تكون المنشآت النووية الإيرانية، خاصة "فردو" و"نطنز" ومنشآت الماء الثقيل في "أراك"، من بين الأهداف الرئيسية للهجوم. كما من المتوقع أن تتعرض منشآت الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية لقصف عنيف لتقليص قدرة طهران على الرد.
كذلك، من المتوقع أن يتم تعطيل أنظمة الدفاع الجوي والرادارات والاتصالات الإيرانية في الموجة الأولى من الهجمات لضمان التفوق الجوي في الهجمات اللاحقة.
يبدو استهداف المناطق السكنية غير مرجح، لأن أميركا وإسرائيل على دراية بمعارضة الشعب الإيراني للنظام، ولا يرغبان في استعداء الرأي العام الإيراني ضدهما.
كما أن الهجوم على البنية التحتية الاقتصادية في الموجة الأولى يبدو غير محتمل، لكن إذا ردت إيران بهجمات على منشآت اقتصادية ومدنية في إسرائيل، فقد يزداد احتمال قصف منشآت النفط والغاز الإيرانية.
احتمال قتل قادة الحرس الثوري وخامنئي
من السيناريوهات المحتملة أن تسعى أميركا وإسرائيل إلى اغتيال قادة الحرس الثوري وكبار مسؤولي النظام الإيراني، بما في ذلك علي خامنئي، لتقليص قدرة اتخاذ القرار والرد العسكري الإيراني بشكل كبير. هذا النهج مشابه لما قامت به أميركا في اغتيال قاسم سليماني وإسرائيل في استهداف قادة حزب الله.
الرد الإيراني المحتمل
في حال وقوع الهجوم، من المرجح أن تحاول إيران الرد بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على إسرائيل وقواعد أميركا في المنطقة، لكن نظراً للتفوق العسكري الأميركي والإسرائيلي، فإن هذه الردود قد لا تكون ذات تأثير كبير، وقد تواجه هجمات مضادة أشد.
تمتلك إيران القدرة على ضرب إسرائيل وبدرجة أقل قواعد أميركا في المنطقة، لكنها عادة ما تبالغ في تقدير هذه القدرة. لا تملك طهران أي إمكانية للانتصار في الحرب.
مدة الاشتباك ومصير الحرب
سؤال آخر مهم هو: كم ستستمر المواجهة، وهل ستتحول إلى حرب شاملة؟ يبدو أن الهجوم سيكون شديداً وقصير الأمد.
إذا ردت إيران برد واسع، فقد تتسع أبعاد الحرب. قد تؤدي الحرب إلى إضعاف النظام الإيراني بشكل كبير، وربما تعرض وجوده للخطر نتيجة انتفاضة شعبية، لكن من الممكن أيضاً أن يضعف بشدة دون أن يسقط، على غرار صدام حسين بعد هزيمته في حرب الكويت عام 1991.
بشكل عام، تشير كل المؤشرات إلى أن احتمال الهجوم قد ازداد كثيراً، وفي حال فشل الدبلوماسية نهائياً، فإن وقوع مواجهة عسكرية واسعة يصبح مرجحاً للغاية.

دخلت طهران وواشنطن مرحلة جديدة من تبادل التهديدات، حيث لوّح الرئيس الأميركي بإمكانية قصف إيران، بينما لم تكتفِ طهران بالتوعد بالرد، بل هددت أيضًا بالسعي لامتلاك أسلحة نووية.
وشملت تهديدات إيران أيضًا ما وصفه محللون عسكريون بـ"الفكرة البعيدة عن الواقع"، والمتمثلة في استهداف القاعدة الأميركية في جزيرة "دييغو غارسيا" بالمحيط الهندي.
وأوضح هؤلاء المحللون أن إيران تفتقر إلى القدرة على ضرب أهداف بهذا البعد. ومع ذلك، فإن العقيدة الدفاعية الإيرانية تعتمد على الحرب غير المتكافئة، وقادتها العسكريون لطالما حذروا من أنهم قد يوجهون ضربات غير متوقعة.
وفي أعقاب الرد الحاد للمرشد الإيراني علي خامنئي على تهديدات ترامب، صرّح قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، بأن هناك عشرات الأهداف الأميركية القريبة ضمن مدى الصواريخ الإيرانية في المنطقة الخليجية.
مع تصاعد التوترات، ألمح علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، إلى أن تهديدات ترامب قد تدفع إيران نحو بناء أسلحة نووية. وسرعان ما تبنى هذا الطرح النائب المتشدد أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان، الذي جادل بأن امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي ضمن لها الأمن، متسائلًا: "لماذا لا تحذو إيران حذوها؟".
لكن تصريحات لاريجاني تحمل وزنًا مختلفًا. فهو شخصية سياسية يُنظر إليها على أنها متزنة، خلافًا للقادة العسكريين الأكثر اندفاعًا أو النواب الأصوليين المغمورين.
وبينما شغل منصب رئيس البرلمان الإيراني لمدة 12 عامًا، كان أيضًا أحد المهندسين الأساسيين للاتفاق النووي لعام 2015، ولعب دورًا محوريًا في تشكيل الدبلوماسية الإيرانية.
ولا يزال المتشددون يستذكرون، غالبًا بامتعاض، كيف دفع لاريجاني باتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) عبر برلمان يهيمن عليه المتشددون في غضون 20 دقيقة فقط.
كما أن لاريجاني، وهو سياسي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وضابط سابق في الحرس الثوري، يحظى بثقة خامنئي، ليس فقط بسبب خلفيته، ولكن أيضًا بسبب سلالته الدينية، إذ إنه نجل أحد كبار رجال الدين في إيران.
وكان قد أشرف سابقًا على الملف النووي الإيراني، ولم يتخلَّ عن منصبه كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي إلا بسبب خلاف شخصي مع الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.
ومنح خامنئي لشخصية مثل لاريجاني مساحةً للتلويح بالسلاح النووي يكشف أحد تعقيدات السياسة الإيرانية. فهو يبعث برسالة إلى ترامب والرأي العام الإيراني مفادها أن الضغط باتجاه السلاح النووي لا يأتي فقط من نواب متشددين، بل أيضًا من شخصيات تُعتبر معتدلة وبراغماتية.
وبهذا، يهمّش خامنئي عمليًا فتواه الشهيرة التي تحرّم الأسلحة النووية، والتي لطالما اعتُبرت موقفًا غير مطلق أو غير قابل للتغيير.
في الوقت نفسه، تعني تصريحات لاريجاني أن تهديدات إيران السابقة بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) باتت عديمة الجدوى. فبمجرد أن تتحدث دولة علنًا عن تطوير قنبلة نووية، فإنها عمليًا تعلن خروجها من المعاهدة، بغض النظر عن أي بيان رسمي.
وفي تعليق على تصريحات لاريجاني، كتبت "نور نيوز"، وهي منصة مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن تهديدات ترامب بضرب إيران أثارت قلقًا جديًا بشأن الأمن القومي.
وأضافت أن تصاعد هذا القلق قد يغيّر الرأي العام الإيراني لصالح تعديل سياسة البلاد النووية، مشددة على أن الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤولية دفع إيران المحتمل نحو امتلاك سلاح نووي.
ونقلت "نور نيوز" عن لاريجاني تحذيره من أن أي ضربة عسكرية أميركية أو إسرائيلية تهدف إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني قد تؤدي بدلًا من ذلك إلى دفع طهران نحو الخيار الذي تجنّبته حتى الآن.
وزعمت المنصة أن إيران لم تعد معزولة دوليًا بفضل دعم روسيا والصين، كما أشارت إلى أن اليمن أصبح قادرًا على الرد على أي عدوان أميركي بطرق قد تكون مكلفة لواشنطن وحلفائها.
ووفقًا لـ"نور نيوز"، فإن الولايات المتحدة أمام خيارين؛ "إما الاستمرار في سلوكها العدائي وجرّ المنطقة إلى أزمة أمنية غير مسبوقة، أو تغيير المسار لتهدئة التوترات المتزايدة".
وخلص التعليق إلى أن تهديدات ترامب تزيد الوضع تعقيدًا، مؤكدًا أن "إيران لديها العديد من الخيارات للدفاع عن أمنها القومي"، وأن "القرار النهائي لطهران سيعتمد على تصرفات الولايات المتحدة في المستقبل".
في غضون ذلك، صرّح علي مطهري، صهر لاريجاني، للصحافة بأنه “لا ضرر في التفاوض مع الولايات المتحدة”، مضيفًا أن "الرئيس مسعود بزشكيان كان ينبغي أن يقبل عرض ترامب للتفاوض"، لكنه لم يشر إلى أن بزشكيان لم يكن لديه أساسًا تفويض من خامنئي للقيام بذلك.