قبل اتصاله برئيس وزراء إسرائيل.. ترامب: أجرينا محادثات جيدة مع إيران

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد يومين من الجولة الثانية من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، للصحافيين إن أميركا أجرت محادثات جيدة جدًا مع إيران.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد يومين من الجولة الثانية من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، للصحافيين إن أميركا أجرت محادثات جيدة جدًا مع إيران.
كما نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مصدرين مطلعين أن رئيس الولايات المتحدة يعتزم، الاثنين، التحدث مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حول وقف إطلاق النار في غزة، وأيضًا بشأن المفاوضات النووية مع إيران.
ويعد هذا هو أول تعليق من ترامب بشأن الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين إيران وأميركا، والتي عقدت يوم السبت في روما.
وقد وصفت الجهات الإيرانية هذه المفاوضات بأنها "بناءة وتمضي قدمًا"، كما قال مسؤول أميركي كبير لوكالة "رويترز" إن محادثات روما شهدت "تقدمًا جيدًا جدًا".
وبحسب تقرير "أكسيوس"، فمن المقرر أن يتحدث قادة أميركا وإسرائيل عبر الهاتف، الاثنين، وسيتناول الاتصال، إلى جانب موضوع وقف إطلاق النار في غزة، المفاوضات النووية بين إيران وأميركا.
وكان ترامب ونتنياهو قد التقيا قبل أسبوعين في البيت الأبيض.
وقال رئيس وزراء إسرائيل، في رسالة مصورة سجلها في نهاية زيارته لواشنطن، إنه والرئيس الأميركي يتفقان على أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا.
وأضاف أيضًا: "يمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاق، ولكن فقط إذا كان الاتفاق على غرار "النموذج الليبي"، أي تفجير كل المنشآت النووية وتدمير كل المعدات تحت إشراف وتنفيذ أميركي".
وبعد عدة أيام من هذا اللقاء، بدأت رسميًا المفاوضات بين إيران وأميركا في 11 أبريل (نيسان)، ومن المقرر أن تُعقد الجولة الثالثة من المحادثات الأسبوع المقبل في عمان، بعد جولتين سابقتين في مسقط وروما.
وخلال هذا الوقت، صرح دونالد ترامب مرارًا أن هدفه الوحيد هو منع طهران من الوصول إلى سلاح نووي، فيما أكد المسؤولون في إيران مرارًا أن تفكيك البرنامج النووي خط أحمر بالنسبة لهم.
وذكرت صحيفة "الغارديان"، الأحد 20 أبريل (نيسان)، أن هناك قضيتين رئيسيتين طُرحتا في المفاوضات الأخيرة حول البرنامج النووي الإيراني: تحديد مصير مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، والحصول على ضمانات تمنع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مجددًا.
كما قال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد المفاوض، الأحد، إن الطرفين "يعملان على استخراج المبادئ العامة للتفاوض".
وأضاف: "يجب بالتأكيد إلغاء قواعد العقوبات، أي قوانين العقوبات الصادرة عن الكونغرس والأوامر التنفيذية لرئيس الولايات المتحدة".
وكان دونالد ترامب، الذي لطالما انتقد الاتفاق النووي (برجام)، قد أعلن في مايو (أيار) 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وأصدر أمرًا بإعادة فرض العقوبات.
وبعد ذلك، تخلت طهران عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وزادت من أنشطتها النووية الحساسة، ووصلت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة.
وكرر ترامب تهديداته، قائلًا إنه إذا لم توافق طهران على اتفاق بشأن برنامجها النووي، فستتعرض للقصف.
من ناحية أخرى، وبموجب القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، يمكن للدول المشاركة في الاتفاق النووي تفعيل آلية الزناد (Snapback) لإعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران قبل 17 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام.

انتقدت بعض وسائل الإعلام البريطانية لقاء أم فروة نقوي، مديرة مؤسسة "لبيك يا زهراء" في لندن، مع مجيد هاشمي دانا، مسؤول في الحرس الثوري الإيراني والمدير السابق لوكالة "الدفاع المقدس" الإخبارية.
وأشارت صحيفتا "التايمز" و"التلغراف" البريطانيتان إلى اللقاء الذي عقدته مديرة هذه المؤسسة، التي تضم خمسة أمناء و54 متطوعًا وتنشط في جميع أنحاء المملكة المتحدة، محذرتين من نفوذ النظام الإيراني عبر المؤسسات الخيرية.
ووفقًا لصحيفة "التايمز"، تناولت نقوي ومرافقوها الشاي خلال اللقاء، والتقطوا صورًا بجانب صورة لقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي كان خاضعًا لعقوبات بريطانية.
وأفاد موقع "دفاع برس"، التابع لوزارة الدفاع في إيران، أن نقوي تم اختيارها في عام 2018 كواحدة من "ثماني سيدات بارزات في العالم الإسلامي". كما حصلت على "وسام كوهرشاد" من مؤسسة "أستان قدس رضوي".
وتُظهر الصور المنشورة أنها تلقت هذا الجائزة من إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني الراحل.
كما أعربت هذه المرأة، المؤيدة للمرشد علي خامنئي، في مقابلة مع وكالة أنباء تابعة للباسيج الإيراني، عن اعتراضها على تدريس القضايا الجنسية للأطفال في المدارس البريطانية، وأبدت دعمها لحجاب الأطفال.
وأضافت أنها تعمل على تدريس هذه القيم للأطفال في بريطانيا.
في وقت سابق، وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن دان جارفيس، نائب وزير الداخلية البريطاني للشؤون الأمنية، أن أي شخص يعمل لحساب النظام الإيراني على الأراضي البريطانية، ولم يُعلن عن هويته ويسجل بياناته، سيواجه عقوبة السجن.
وأوضح جارفيس أن الحكومة البريطانية تعتزم وضع النظام الإيراني، بما في ذلك أجهزته الاستخباراتية والحرس الثوري، تحت مستوى مراقبة متقدم في إطار خطة تسجيل النفوذ الأجنبي.
في سبتمبر (أيلول) 2023، كشف تقرير استقصائي مشترك بين "إيران إنترناشيونال" وموقع "سمافور"، استند إلى فحص آلاف الرسائل الإلكترونية لدبلوماسيين إيرانيين، عن شبكة من الأكاديميين ومحللي مراكز الأبحاث التي أنشأتها وزارة الخارجية الإيرانية لتعزيز القوة الناعمة لطهران.
في يونيو (حزيران) 2023، وبعد تصاعد الجدل حول المركز الإسلامي في هامبورغ بألمانيا، أعلن المركز الإسلامي في إنجلترا بلندن، عبر بيان على أبوابه، عن تعليق جميع أنشطته الثقافية والتعليمية حتى إشعار آخر، مشيرًا إلى "ظروف خاصة" كسبب لذلك.
في فبراير (شباط) 2024، أعلنت لجنة الجمعيات الخيرية البريطانية، وهي الجهة المسؤولة عن مراقبة أداء المنظمات الخيرية في إنجلترا وويلز، أنها تحقق في اتهامات بترويج معاداة السامية من قبل "مؤسسة التوحيد الخيرية".
هذه المؤسسة تتولى إدارة مركز التوحيد في لندن، وهو أحد المؤسسات المرتبطة بنظام طهران.

انخفضت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة اليوم الاثنين وسط مؤشرات على إحراز تقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن هناك "أجواء إيجابية"، مشيرًا إلى إحراز تقدم في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة التي جرت في روما.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في إدارة ترامب قوله إن طهران وواشنطن "أحرزتا تقدمًا جيدًا جدًا" في محادثاتهما المباشرة وغير المباشرة، واتفقتا على الاجتماع مجددًا الأسبوع المقبل.
وقد سجل التومان الإيراني ارتفاعًا ليصل إلى 82400 تومان مقابل الدولار بعد محادثات روما، وهو أفضل مستوى له منذ عودة ترامب إلى الحكم في (كانون الثاني)، بعد أن كان قد بلغ ذروته عند 1058,00 تومان في 8 أبريل (نيسان).
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن محادثات إيران النووية مع الولايات المتحدة تكتسب زخمًا، مضيفًا أنه "حتى غير المتوقع أصبح ممكنًا الآن".
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الجولة الثانية من المحادثات مع الولايات المتحدة في روما كانت مثمرة، لافتًا إلى أن المفاوضات الفنية ستستأنف في عُمان يوم الأربعاء قبل عقد جولة ثالثة من المحادثات رفيعة المستوى يوم السبت المقبل.
وأُقيمت الجولة الثانية من المحادثات يوم السبت في مقر إقامة السفير العماني في روما، واستمرت أربع ساعات.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن بلاده ستقبل باتفاق بين طهران وواشنطن يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، رغم اعتقاده أن إيران لن تفي بالتزاماتها.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن على أوروبا إعادة فرض العقوبات إذا ثبت أن إيران لا تلتزم بالاتفاق، محذرًا من أن طهران باتت "قريبة بشكل خطير" من امتلاك سلاح نووي.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "غير متعجل" لشن هجوم على إيران، وأنه يسعى إلى اتفاق طويل الأمد لا يحرم طهران من صناعتها أو أراضيها.
ووفقًا لثلاثة مصادر دبلوماسية في طهران تحدثت لـ"إيران إنترناشيونال"، فقد اقترحت إيران خطة من ثلاث مراحل على الوفد الأميركي خلال محادثات السبت في عُمان، تتضمن تحديد سقف لتخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الأميركية.
دبلوماسي أميركي سابق: ضربة عسكرية ضد إيران "احتمال وارد"
قال الدبلوماسي الأميركي السابق ألان آير في مقابلة مع وكالة بلومبرغ إن توجيه ضربة عسكرية للمرافق النووية الإيرانية، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، يحمل مخاطر جسيمة وقد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وردًا على سؤال حول احتمالية تنفيذ عمل عسكري ضد إيران في حال فشل المفاوضات، قال آير: "هذا يبدو احتمالًا حقيقيًا".
وحذر من أن مثل هذه الضربة قد تؤدي إلى سلسلة من التطورات المزعزعة للاستقرار. وأضاف: "ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تحل المشكلة مؤقتًا، لكن في الشرق الأوسط، حين ترمي النرد العسكري، تكون النتائج عادة سيئة".
وأشار إلى أنه في حال تعرضت إيران لهجوم، فمن المحتمل أن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي وتطرد المفتشين الدوليين، مؤكدًا: "سنُصبح عميانًا تمامًا بشأن برنامج طهران النووي"، كما أشار إلى خطر الانتقام الإيراني كعامل إضافي.
الأسواق الإيرانية تتفاعل بحذر مع محادثات روما
أظهرت الأسواق المالية الإيرانية مزيجًا من الحذر والتفاؤل بعد الجولة الأخيرة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة في روما، في تباين واضح مع رد الفعل الحاد الذي أعقب الجولة الأولى من المفاوضات في مسقط.
الحكومة الإيرانية: البنية التحتية غير جاهزة للاستثمارات الأميركية
قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، يوم الاثنين، إن إيران لم تربط شؤونها الداخلية بالمفاوضات النووية الجارية، وليست مستعدة بعد لاستقبال الاستثمارات الأميركية.
وأضافت: "لسنا متحمسين بشكل مفرط ولا في موقف دفاعي بشأن المفاوضات، ولم نربط شؤون البلاد الداخلية بأي مفاوضات".
وأوضحت أن البنية التحتية في إيران غير مهيّأة حاليًا للاستثمار الأميركي بسبب استمرار المشكلات السياسية، وقالت: "لا تزال هناك قضايا في المجال السياسي".
الخارجية الإيرانية: رفع العقوبات مطلب أساسي في المفاوضات
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، يوم الاثنين، إن المطلب الأساسي لإيران في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة هو رفع جميع العقوبات بشكل ملموس وفعّال، بما يتيح لطهران ممارسة أنشطتها التجارية والمصرفية بشكل طبيعي.
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أعلن بقائي أيضًا أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيتوجه إلى الصين يوم الثلاثاء.
وأشار بقائي إلى أن إيران تعتبر جميع العقوبات المفروضة عليها غير مبررة وغير قانونية، وأكد على ضرورة وجود ضمانات تضمن التزام جميع الأطراف بالاتفاق، مستندًا إلى تجربة الاتفاق النووي السابق (خطة العمل الشاملة المشتركة).
ورفض التعليق على تفاصيل المحادثات التي أوردتها وسائل الإعلام، واصفًا إياها بالتكهنات، وقال إن مثل هذه التفاصيل لم تكن مخصصة للنقاش العلني، مضيفًا أن إيران لا تزال في بداية طريق طويل.
وبشأن موقع المحادثات، أوضح بقائي أن سلطنة عمان اقترحت عقد الجولة الثانية في مكان آخر غير مسقط، وقد تم الاتفاق بين الأطراف الثلاثة على روما كمكان مناسب، مشيدًا بتعاون إيطاليا.
وأعلن أن الجولة التالية من المفاوضات الفنية رفيعة المستوى ستُعقد في مسقط.
صحيفة كيهان: المحادثات قد تمهّد لتنازلات أوسع
حذرت صحيفة "كيهان" الإيرانية المتشددة، المقربة من مكتب المرشد خامنئي، من أن المفاوضات النووية الجارية مع الولايات المتحدة قد تكون مقدمة لمباحثات أوسع بشأن قدرات إيران الصاروخية ونفوذها الإقليمي.
وفي تحليل نُشر يوم الاثنين، اعتبرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقليص نفوذ أي قوة إقليمية قد تشكّل تهديدًا لإسرائيل. وقالت إن واشنطن تستخدم الملف النووي لفتح الباب أمام مفاوضات على "مكوّنات القوة الإيرانية الأخرى"، في سيناريو قد يجعل البلاد عرضة للهجوم.
وتساءلت الصحيفة بشكل بلاغي: "لماذا لا يهاجم العدو إيران إذا تخلت عن قوتها النووية والصاروخية والطائرات المسيّرة، وتخلّت عن حلفائها في المنطقة؟".
كما حذرت من الانخداع بما وصفته بالتقدم السطحي في المحادثات النووية، معتبرة أنه قد يكون فخًا لجرّ إيران إلى مفاوضات لا نهاية لها. ودعت إلى رسم خطوط حمراء واضحة في المفاوضات الحالية، وضمانات قوية، والتزام يمكن التحقق منه من الطرف الآخر.
أسعار النفط تنخفض بعد الجولة الثانية من محادثات إيران وأميركا
انخفضت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة يوم الاثنين عقب الجولة الثانية من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في روما نهاية الأسبوع.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.81 دولار، أو 2.7 في المائة، لتصل إلى 66.15 دولارًا للبرميل، بعد أن أغلقت مرتفعة بنسبة 3.2 في المائة يوم الخميس. أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، فقد سجل 62.84 دولار للبرميل، بانخفاض 1.84 دولار، أو 2.8 في المائة، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 3.54 في المائة بالجلسة السابقة.

كتبت مجلة "سبيكتيتور"، في تحليل لها، أن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة محكومة بالفشل لأسباب متعددة؛ حيث تسعى إيران إلى أهداف أخرى من خلال هذه المحادثات، بينما وقعت واشنطن في "الفخ"، وارتكبت وخطأً كبيرًا بفصل البرنامج النووي لطهران عن أنشطتها الأخرى.
ويأتي ذلك بعد عقد الجولة الثانية من المفاوضات بين طهران وواشنطن، يوم السبت 19 أبريل (نيسان) في العاصمة الإيطالية روما.
ووصف الباحث البارز في معهد "كابدن" البريطاني، ديمين فيليبس، في مقال تحليلي للمجلة، هذه المفاوضات بأنها "محاولة محكومة بفشل آخر لكبح أكبر داعم حكومي للإرهاب في العالم"، واصفًا النظام الإيراني بنظام تبدو كوريا الشمالية مقارنة به "نموذجًا للنوايا الحسنة".
وأضاف أن الهدف الحقيقي للنظام الإيراني من الرضوخ للمفاوضات هو كسب الوقت لإعادة بناء دفاعاته الجوية.
وأشار إلى أن هذه المحادثات تحمل طابع "الديجافو" (الإحساس بالتكرار)، حيث تتولى عُمان دور الوسيط مرة أخرى، واستضافت سفارتها في روما هذه الجولة، بينما توسّط وزير خارجيتها في محادثات تصر إيران على أنها "غير مباشرة".
وتتبع عُمان منذ عقود سياسة خارجية محايدة تشبه سويسرا، تُعرف بـ "الحياد الإيجابي"، ويعود دورها الدبلوماسي السري لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن إلى الثورة الإيرانية عام 1979.
وأدى هذا الدور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى استضافة محادثات سرية في مسقط، أفضت في النهاية إلى الاتفاق النووي عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 2018.
ونجحت عُمان في الحفاظ على ثقة الطرفين، وتُعد من القلائل ذوي الخبرة في هذا المجال.
وأشارت "سبيكتيتور" إلى أن هذا لا ينطبق على الوفد الأميركي، الذي أرسل كبير مفاوضيه، ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط.
"جهل" ويتكوف بإيران
حصل ستيف ويتكوف، مستثمر العقارات بنيويورك، والصديق القديم لدونالد ترامب، على لقب "المبعوث لكل شيء"؛ بسبب تنوع مهامه الواسعة التي تشمل غزة وأوكرانيا.
وأكد كاتب المقال أن هذا التنوع في المهام يمثل تحديًا كبيرًا حتى لدبلوماسي متمرس، فما بالك بويتكوف الذي يفتقر تقريبًا لأي معرفة بالدول، التي يتعامل معها، أو القضايا التي يتناولها.. مضيفًا أنه في هذا السياق لا توجد آفاق واضحة لنجاح مفاوضات طهران وواشنطن
وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي، دونالد ترامب: "ويتكوف لا يعرف شيئًا عن إيران، لا شيء عن الأسلحة النووية، لا شيء عن اتفاقيات الحد من التسلح الدولية، لا شيء عن التحقق من هذه الاتفاقيات وتنفيذها. أو حتى ما الذي يمكن أن يحدث بشكل خاطئ؟".
هذا وقد صنفت "سبيكتيتور" سجل ويتكوف حتى الآن بـ "الضعيف"، مشيرة إلى أن هدنة غزة، التي ساهم فيها انهارت بسرعة، ورفضت روسيا عمليًا هدنة في أوكرانيا.
وأوضح المقال أن جهله يجعله عرضة للتلاعب والاستغلال عند التعامل مع شخصيات قوية، مثل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
"تكتيكات" الحرب النفسية والمعلومات المغلوطة للنظام الإيراني
أكد كاتب المقال أن التعامل مع إيران لن يكون أسهل؛ حيث يستخدم النظام الإيراني "تكتيكات" حرب نفسية ومعلومات مغلوطة على الطريقة الروسية.
ووفقًا لقول الكاتب، فإن فريق التفاوض الإيراني يقوده وزير الخارجية، عباس عراقجي، وهو "مفاوض ماهر"، استغل بالفعل مواقف ويتكوف "المتضاربة" بشأن البرنامج النووي الإيراني.
واقترح ويتكوف الأسبوع الماضي أن الاتفاق مع إيران قد يعيدها إلى مستوى تخصيب 3.67 في المائة، وهو عمليًا عودة إلى الاتفاق النووي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.
وتراجع ويتكوف بعد أيام عن هذا الموقف، وقال إن على إيران وقف برنامج تخصيب اليورانيوم وصنع الأسلحة النووية فورًا، وتفكيكه بالكامل.
هدف طهران من المفاوضات هو كسب الوقت
ذكرت "سبيكتيتور" أنه بغض النظر عن الرسائل المتضاربة وقلة الخبرة، حتى لو عاد "هنري كيسنغر العظيم" من قبره لقيادة المفاوضات، فلن تنجح واشنطن.
وأرجع كاتب القال فشل المفاوضات إلى مبدأ بسيط، وهو أن إيران لم تدخل هذه المحادثات بنية صادقة.
ووفقًا لـ "سبيكتيتور"، فإن إيران لا تسعى لتقليص برنامجها النووي أو التخلي عنه؛ فالمفاوضات بالنسبة إليها مجرد تكتيك لكسب الوقت، حتى يتمكن النظام من إعادة بناء أنظمة دفاعه الجوي، التي تضررت أو دُمرت في الهجمات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ولم يغب هذا عن دونالد ترامب، الذي يقول إن طهران تتعمد إبطاء المفاوضات، وهدد باللجوء إلى العمل العسكري، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأكد كاتب "سبيكتيتور" أنه نظرًا لعدم إظهار النظام الإيراني أي حُسن نية، بل يسعى علنًا لكسب الوقت، فإن مواصلة هذه المفاوضات تبدو بلا جدوى.
انتهى زمن الدبلوماسية
لم تتغير استراتيجية طهران الأساسية، المتمثلة في "مزيج من الإرهاب والقوة العسكرية" لتحقيق الهيمنة الإقليمية، منذ أن صنفتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، في عام 1984 كـ "راعية للإرهاب".
وحتى بعد توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، واصلت إيران إنفاق مليارات الدولارات لتمويل وكلائها في الشرق الأوسط، بمن في ذلك حماس وحزب الله والحوثيون والميليشيات العراقية، واستخدامهم في الحرب ضد الغرب وحلفائه.
وخلال تلك الفترة، نفذت إيران خططًا متعددة للاغتيال والاختطاف ضد معارضيها في الخارج، واستهدفت مسؤولين أميركيين، بمن فيهم ترامب نفسه، الذين حاولوا مواجهة النظام.
وأكد كاتب "سبيكتيتور" أن هذه ليست أفعال نظام يسعى للخروج من العزلة الدولية. عندما تُواجه إيران بهذه الخطط، تنفي تورطها بشكل قاطع رغم وجود أدلة دامغة.
وكتبت "سبيكتيتور" أنه إذا لم يكن بالإمكان الوثوق بتصريحات النظام الإيراني بشأن أفعال تُعتبر أعمالًا حربية، فلماذا نتوقع أن يتصرف بصدق بشأن برنامجه النووي؟
وخلص المقال إلى أن مفاوضات أميركا وإيران محكومة بالفشل؛ لأن واشنطن وقعت في "فخ" فصل تطوير برنامج إيران النووي عن أنشطتها الأخرى، في جين أن جميع أنشطة النظام الإيراني، بما في ذلك برنامجه الصاروخي، جزء من استراتيجية خبيثة ينتهجها نظام أظهر مرارًا أنه لا يسعى للسلام.
ووفقًا لـ "سبيكتيتور"، فإنه كلما أدرك الغرب هذه الحقيقة مبكرًا، كان بإمكانه اتخاذ إجراءات للقضاء على القدرة النووية لإيران ونظام طهران نفسه بشكل أسرع.
وأكد الكاتب أن زمن الدبلوماسية مع إيران قد انتهى.

ذكرت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أن "سجل إيران الطويل في الكذب والخداع" يثير شكوكًا حول اتفاق نووي جديد في المفاوضات الجارية حاليًا، وقال محللون للقناة الإخبارية إن تهديدات ترامب بالعمل العسكري أجبرت المرشد خامنئي، على الرضوخ للتفاوض مع أميركا.
وأوضحت "فوكس نيوز" أن المفاوضات، المقررة يوم السبت 19 أبريل (نيسان)، في روما بشأن تفكيك برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني، تثير تساؤلات جدية حول التزام طهران باتفاق جديد.
ترامب يصدر "إنذارًا نهائيًا" لإيران بشأن برنامجها النووي
قال الجنرال المتقاعد وكبير المحللين الاستراتيجيين في "فوكس نيوز"، جاك كين، إن إيران تكرر استراتيجيتها نفسها، التي استخدمتها للوصول إلى الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.
ووصف كين هذه الاستراتيجية بأنها "كذبة صريحة" أدت إلى "الاتفاق الكارثي عام 2015".
وأضاف أن إيران تكرر الآن هذه الكذبة، مدعية أنها تريد تقليل مستوى اليورانيوم عالي التخصيب، وعدم استخدامه لصنع أسلحة نووية.
وتابع: "يعتقد الإيرانيون أن إدارة ترامب ستصّدق هذا الادعاء، رغم أن ترامب نفسه انسحب من ذلك الاتفاق عام 2018".
وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة "الاتحاد ضد إيران النووية"، مارك والاس، سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، لـ "فوكس نيوز": " تم تضمين حظر كامل على تخصيب اليورانيوم في قرارات مجلس الأمن الدولي، أثناء ولاية بوش، لكن إدارة أوباما غيّرت هذا الموقف، وسمحت لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3.67 في المائة".
وأوضح والاس أن تصرف إدارة أوباما مهد الطريق لـ "الاتفاق النووي الفاشل"، ومنذ ذلك الحين سمح لإيران بابتزاز المجتمع الدولي وممارسة الضغط عليه.
وكان المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والممثل الخاص في مفاوضات طهران وواشنطن، ستيفن ويتكوف، قد أكد سابقًا أن البرنامج النووي الإيراني يجب تدميره، وأن يصل مستوى التخصيب إلى الصفر. لكن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، رد قائلاً: "إن مبدأ التخصيب غير قابل للتفاوض".
وأشارت "فوكس نيوز" إلى أن تنازل إدارة أوباما أمام إيران بعد السماح بتخصيب اليورانيوم حتى 3.67 في المائة يشكل الآن عقبة أمام إدارة ترامب، مما يعقّد جهودها لوقف تقدم طهران نحو صنع سلاح نووي.
ووفقًا للقناة الإخبارية الأميركية، فإن إيران استغلت هذا الحق في التخصيب؛ لتسريع برنامجها التسليحي.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مؤخرًا أن إيران أنتجت كمية أكبر بكثير من اليورانيوم، الذي يمكن أن يُستخدم لصنع ست قنابل نووية.
الضغط العسكري أجبر إيران على تقديم تنازلات
قال الباحث البارز في معهد جينسا (JINSA)، جون هانا، خلال جلسة حول برنامج الأسلحة النووية الإيراني، يوم الخميس 17 أبريل الجاري، إن إدارة ترامب وضعت إطارًا زمنيًا مدته شهران للتوصل إلى اتفاق مع إيران.
وكان هانا، الذي عمل مستشارًا أول في إدارة بوش، إلى جانب نائب الرئيس الأسبق، ديك تشيني، قد لعب دورًا مهمًا في صياغة استراتيجية الولايات المتحدة في المفاوضات مع إيران، بشأن أفغانستان والعراق وبرنامجها النووي.
وذكرت "فوكس نيوز" أن الضغط العسكري تاريخيًا دفع قادة إيراني المتشددين والمناهضين لأميركا إلى تقديم تنازلات.
وأضافت أن الهجوم العسكري الأميركي على العراق عام 2003 أجبر علي خامنئي على تعليق مؤقت لأنشطة الأسلحة النووية الإيرانية.
ووفقًا لتقرير "فوكس نيوز"، فقد كان خامنئي في ذلك الوقت يخشى العمل العسكري الأميركي.
وأوضح هانا أن تهديد ترامب العسكري هو ما دفع خامنئي إلى طاولة المفاوضات، لأن هذا التهديد "شكل خطرًا على وجود النظام نفسه".
وأشار إلى أن "التفكيك الكامل" للبرنامج النووي الإيراني يعني تدمير أجهزة الطرد المركزي، وإخراج "كل اليورانيوم المخصب" من إيران.
وأضاف هانا أن منشآت "فوردو" السرية تحت الأرض، وموقع "نطنز" النووي، هما الموقعان، اللذان كانت إيران تحفر فيهما أنفاقًا في الجبال.
ونشر معهد "جينسا" الأميركي، يوم الأربعاء الماضي 16 أبريل، "إنفوغرافيك" يركز على تصريحات مسؤولي إدارة ترامب، بشأن التحقق وتفكيك البرنامج النووي الإيراني.
وأفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مسؤول إيراني كبير، يوم أمس الجمعة 18 أبريل، بأن إيران أبلغت الولايات المتحدة، خلال مفاوضات الأسبوع الماضي، بأنها مستعدة لقبول بعض القيود على برنامج التخصيب الخاص بها، لكنها طالبت بضمانات قوية وغير قابلة للانتهاك للتأكد من أن ترامب لن ينسحب من اتفاق نووي مرة أخرى.
وقال المسؤول الإيراني، الذي رفض الكشف عن هويته، لـ "رويترز"، إن "الخطوط الحمراء التي حددها خامنئي" في المفاوضات غير قابلة للتسوية.
وأوضح أن هذه الخطوط الحمراء تعني أن إيران لن توافق أبدًا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، أو التوقف الكامل عن عملية التخصيب، أو تقليص مخزون اليورانيوم المخصب إلى مستوى أقل مما نص عليه اتفاق البرنامج النووي.
وأكد مسؤولو النظام الإيراني أيضًا أن طهران ليست مستعدة للتفاوض، بشأن برنامجها الصاروخي، وتعتبره خارج نطاق أي اتفاق نووي.

مع بدء جولة المفاوضات الثانية بين طهران وواشنطن، كثّفت إيران اتصالاتها مع روسيا والصين؛ لكسب دعم أكبر من هذين البلدين خلال المحادثات.
وأفادت وسائل إعلام عربية بأن اتصالات طهران مع موسكو وبكين تزايدت في وقت طلبت فيه فرنسا من الولايات المتحدة معالجة "الدور الإقليمي للنظام الإيراني"، ضمن المفاوضات.
ووفقًا للتقرير، فإن الولايات المتحدة تتواصل مع الأطراف الأوروبية لزيادة الضغط على إيران، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة.
يُذكر أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قام بزيارة موسكو، يوم الخميس الماضي، والتقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؛ حيث سلمه رسالة من المرشد علي خامنئي، كما تسلم عراقجي رسالة من بوتين بعث بها إلى خامنئي.
وليست هذه هي المرة الأولى، التي يتبادل فيها خامنئي الرسائل مع بوتين في لحظات حاسمة؛ ففي 18 فبراير (شباط) 2021، تزامنًا مع فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبينما كانت إيران تأمل في العودة إلى الوضع، الذي كان قائمًا قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، أرسل خامنئي رسالة مكتوبة إلى بوتين.
وأكد عراقجي، لدى وصوله إلى موسكو، أن هذه الزيارة كانت مبرمجة مسبقًا، لكنها تتزامن مع التطورات الأخيرة.
وعن محاور محادثاته مع المسؤولين الروس، قال: "كنا دائمًا نتشاور بشكل وثيق مع أصدقائنا في روسيا بشأن القضية النووية. والآن هي فرصة مناسبة لمواصلة هذه المشاورات مع مسؤولي موسكو".
وأشار وزير الخارجية الإيراني، يوم أمس الجمعة، إلى أن طهران راضية جدًا عن دور روسيا في الاتفاق النووي، مضيفًا: "نتطلع إلى أن تؤدي روسيا دورها الإيجابي في أي اتفاق جديد".
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو مستعدة للعب دور في المفاوضات بين طهران وواشنطن.
وأكد لافروف: "يجب أن تقتصر مفاوضات إيران والولايات المتحدة يوم السبت على القضية النووية فقط. إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
وقد أعلن عراقجي، خلال وجوده في موسكو، أنه سيزور الصين الأسبوع المقبل.
وتأتي هذه الزيارة في وقت وصلت فيه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها، في السنوات الأخيرة، بعد إعلان إدارة ترامب فرض رسوم جمركية جديدة.
ورغم أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، دعا الولايات المتحدة، في 8 أبريل الجاري، إلى إظهار "الصدق السياسي والاحترام المتبادل" بشأن الملف النووي الإيراني، فإن الصين لم تكن نشطة بشكل كبير في التعامل مع هذا الملف، خلال الأيام والأسابيع الماضية.
ومع ذلك، نجحت الصين، خلال عام 2022، في التوسط بين طهران والرياض لإعادة بناء العلاقات المقطوعة بين البلدين إلى حد ما.
وفي مارس (آذار) الماضي، أصدرت إيران والصين وروسيا بيانًا مشتركًا، خلال اجتماع ثلاثي لنواب وزراء خارجية الدول الثلاث، أكدوا فيه أن "التفاعلات الدبلوماسية والحوار القائم على الاحترام المتبادل هما الخيار العملي والموثوق الوحيد بشأن الملف النووي الإيراني"، وأعربوا عن ترحيبهم بإعلان إيران مجددًا أن برنامجها النووي سلمي.
وفي مثل هذه الظروف، يبدو أن إيران تأمل في تعزيز قدراتها التفاوضية في مواجهة ضغوط الدول الغربية، من خلال الاستفادة من دعم الصين وروسيا، باعتبارهما منافسيَن تقليديين للولايات المتحدة.