روبیو: على طهران وقف تخصيب اليورانيوم وصناعة الصواريخ الباليستية ودعم الإرهاب

قال وزير الخارجية الأمیركي ماركو روبيو، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، إن على إيران أن توقف تخصيب اليورانيوم، وصناعة الصواريخ الباليستية، ودعم الإرهاب.

قال وزير الخارجية الأمیركي ماركو روبيو، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، إن على إيران أن توقف تخصيب اليورانيوم، وصناعة الصواريخ الباليستية، ودعم الإرهاب.
وأوضح روبيو أن أي برنامج نووي سلمي لا يتطلب تخصيب اليورانيوم محليًا، مضيفًا: “إذا كانت طهران ترغب في إنتاج الطاقة النووية مثل عشرات الدول الأخرى، فعليها بناء مفاعلات واستيراد الوقود النووي من الخارج، كما يفعل الجميع”.
وأشار إلى أن الدول التي تخصب اليورانيوم هي فقط تلك التي تمتلك سلاحًا نوويًا، قائلاً: “إيران تدعي أنها لا تسعى لامتلاك السلاح، لكنها تطالب بامتياز غير مسبوق: أن تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تخصب اليورانيوم دون امتلاك قنبلة نووية”.
وأكد أن “الرئيس دونالد ترامب لا يريد الحرب، لكنه مستعد لاستخدام القوة إذا استمرت إيران في مسارها الحالي”، مشددًا على أن الجمهورية الإسلامية لن يُسمح لها أبدًا بامتلاك سلاح نووي.
كما طالب روبيو طهران بالسماح بإجراء عمليات تفتيش شاملة لكل منشآتها، بما في ذلك المواقع العسكرية، مؤكدًا أن “أي دولة لا تخفي نواياها الحقيقية، لا يجب أن تخشى من التفتيش، حتى من قبل مفتشين أمريكيين”.
واختتم بالقول إن هذه لحظة حاسمة لطهران، مضيفًا: “يمكنها أن تختار مسار التنمية الاقتصادية والانفتاح، أو أن تواصل سياساتها الحالية وتتحمل العواقب”.
دعوة أميركية لفتح جميع المنشآت أمام التفتيش
وقال وزير الخارجية الأميركي إن كانت إيران تهدف فعلاً إلى منع إنتاج سلاح نووي، فعليها أن تفتح جميع منشآتها أمام عمليات التفتيش. وأضاف أن أحد عيوب الاتفاق النووي في عهد أوباما كان عدم السماح بتفتيش المواقع العسكرية.
وقال ماركو روبيو: “إذا أراد طرف ما إنتاج سلاح نووي، فغالبًا سيقوم بذلك في موقع عسكري. ونحن نعلم أن إيران امتلكت سابقًا برنامجًا نوويًا سريًا لم تعلن عنه للعالم.”
وأضاف وزير الخارجية الأميركي: “أعتقد أن على إيران أن تسمح أيضًا للمفتشين الأمريكيين بأن يكونوا جزءًا من عملية المراقبة. قد يتواجد مفتشون فرنسيون أو إيطاليون أو حتى سعوديون، لكن أن تقول إيران إنه لا يحق لأي أمريكي أن يشارك في التفتيش، فهذا أمر غير مقبول.”
وتابع: “إذا كانت إيران لا تريد فعلاً امتلاك سلاح نووي وتفكر فقط في الطاقة السلمية، فلا ينبغي أن تخشى أي نوع من التفتيش، حتى لو كان من قبل الأمريكيين.”
واختتم بالقول: “الظروف الراهنة قد تكون فرصة لإيران لتحقيق نمو اقتصادي حقيقي وجذب الاستثمارات الأجنبية، لكن للوصول إلى هذا الهدف، يجب أن تتخلى عن دعم الإرهاب، وتتوقف عن دعم الحوثيين، وعن تصنيع الصواريخ الباليستية، وعن تخصيب اليورانيوم.”

نقل موقع "أكسيوس"، عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الجولة الرابعة من المفاوضات بين طهران وواشنطن، التي كان من المقرر عقدها بعد غد السبت في روما، قد تأجلت لمدة أسبوع.
كما أكد وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، تأجيل هذه المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وكتب موقع "أكسيوس" أن لقاء ممثلي إيران مع دول الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) سيُرجأ على الأرجح أيضًا إلى موعد لاحق.
ولم يذكر الموقع أسباب تأجيل الاجتماعين.
وقد أكدت بعض وسائل الإعلام القريبة من فريق التفاوض الإيراني هذا الخبر أيضًا.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن المحادثات بين طهران وواشنطن تأجلت "لأسباب لوجستية"، مضيفًا أن الموعد الجديد سيُعلن "بعد الاتفاق".
مسؤول إيراني: استمرار المفاوضات مرتبط بسلوك الولايات المتحدة
قال مسؤول إيراني لوكالة "رويترز" إن "استمرار المفاوضات" بين طهران وواشنطن يعتمد على "سلوك الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن العقوبات الأميركية "لا تُسهم في العملية الدبلوماسية لحل الملف النووي الإيراني".
ولم تذكر "رويترز" اسم هذا المسؤول الإيراني.
كما نقلت الوكالة عن مصدر مطّلع أن الولايات المتحدة لم تؤكد رسميًا مشاركتها في الجولة الرابعة من المفاوضات، وأن موعد انعقادها لا يزال غير محدد.
وقد أُجريت حتى الآن ثلاث جولات من المحادثات بين طهران وواشنطن في مسقط وروما.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أعلن سابقًا أنه سيجتمع يوم 1 مايو مع ممثلي الترويكا الأوروبية لمناقشة برنامج إيران النووي.
عقوبات أميركية جديدة قبيل الجولة الرابعة من المفاوضات
في 30 أبريل، أدرجت الولايات المتحدة ناقلتين نفطيتين وسبع شركات من إيران، والإمارات، وتركيا، على قائمة العقوبات، بسبب تورطها في تجارة النفط والمنتجات البتروكيميائية الإيرانية.
كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية في 29 أبريل عقوبات على ست مؤسسات وستة أفراد من إيران والصين لدورهم في شبكة تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني في تأمين مواد أولية لوقود الصواريخ الباليستية.
ووصف إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في 1 مايو العقوبات الأميركية الجديدة بأنها "إرهاب اقتصادي" وأدانها بشدة، قائلًا إنها "دليل واضح على إصرار صناع القرار في واشنطن على انتهاك القوانين وتقويض مصالح الدول الأخرى، ومحاولة تخريب العلاقات القانونية والودية بين الدول النامية".
الولايات المتحدة: على إيران أن تأخذ الرسالة بجدية
في الأثناء، قال مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" يوم 1 مايو، إنه يأمل أن "تأخذ إيران رسالة واشنطن على محمل الجد".
وأشار إلى تصريحات وزير الدفاع الأميركي، قائلًا: "على إيران أن تستفيق وتتلقى الرسالة، فهي تستطيع أن تكون دولة مسؤولة. دونالد ترامب يريد السلام ومستعد للتوصل إلى اتفاق".
وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قد حذر مساء 30 أبريل من دعم إيران "القاتل" للحوثيين في اليمن.
وكتب هيغسيث على منصة "إكس": "رسالة إلى إيران: نرى دعمكم القاتل للحوثيين. نعرف تمامًا ما تفعلونه. وتعرفون جيدًا قدرات الجيش الأميركي. لقد تم تحذيركم، وستدفعون الثمن في الوقت والمكان الذي نحدده".
كما شدد مستشار الأمن القومي على أن إيران يجب أن لا تحصل على سلاح نووي، ويجب أن تتوقف عن أي دعم مالي أو تقني أو صاروخي للجماعات "الإرهابية" التي تهدد الملاحة الدولية أو تضر بمصالح واشنطن أو تهاجم الطائرات الأميركية.
وأضاف: "كفى. الرئيس الأميركي أوضح هذه الرسالة بصوت عالٍ، ووزير الدفاع نقلها بوضوح تام".
وأكد أن ستيف ويتكوف، كبير مفاوضي الإدارة الأميركية، "مستعد لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات".
رد إيراني: لم ننسحب من المفاوضات
وفي ردها على تصريحات والتز، كتبت وكالة "إيسنا" الإيرانية دون الإشارة إلى تأجيل مفاوضات روما أن "إيران لم تنسحب من مفاوضاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة".
إشارات إلى جدية غير مسبوقة من إيران
وفي وقت سابق، يوم 30 أبريل، أعلن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران أظهرت "جدية غير مسبوقة" في المفاوضات النووية.
وقال: "للمرة الأولى منذ سنوات، أرى إيران تدخل في حوار مباشر وصريح حول جوهر المسألة".
مواقف جديدة داخل النظام الإيراني
وفي السياق، نشرت مجلة "الإيكونوميست" يوم 1 مايو تقريرًا حول المحادثات الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة، وقارنتها بمفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015، مشيرة إلى أن "المرشد خامنئي كان متشككًا في السابق تجاه التفاوض، أما اليوم فهو مراقب ومدافع عنه، والحرس الثوري الذي كان يعتبر نفسه ضحية للاتفاق، بات يأمل الآن في الاستفادة منه".
وأفاد موقع "تابناك" في 1 مايو بأن المفاوضات بين طهران وواشنطن وصلت إلى "مرحلة حساسة"، متوقعًا أن تحدد "نتائج المطالب الفنية" في الجولة الرابعة من المحادثات "مسار المفاوضات المقبلة".

فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على سبع شركات في إيران والإمارات العربية المتحدة وتركيا بسبب تورطها في تجارة النفط ومنتجات البتروكيماويات التابعة للنظام الإيراني. كما ظهر اسم ناقلتي نفط في قائمة العقوبات الأميركية الجديدة.
جاء الإعلان عن هذه العقوبات الجديدة قبل جولة جديدة من المفاوضات بين طهران وواشنطن.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان يوم الأربعاء 30 أبريل (نيسان)، أن "النظام الإيراني يواصل تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط، وتطوير برنامجه النووي، ودعم حلفائه وقواته الوكيلة الإرهابية. واليوم، تتخذ أميركا إجراءات لقطع مصادر الإيرادات التي يستخدمها النظام لتمويل هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار".
ووفقًا للوزارة، استهدفت العقوبات الأميركية الجديدة أربع شركات تبيع منتجات البتروكيماويات الإيرانية، وشركة مشترية، وشركة إدارة بحرية، وشركة تفتيش شحنات.
من بين هذه الشركات، خمس موجودة في الإمارات، وواحدة في تركيا، وواحدة في إيران.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الشركة الإيرانية تُدعى "كيهان سنجش آزما للتفتيش الفني والنوعي الدولي" وتقع في شارع عضدي بطهران.
وفي 29 أبريل (نيسان)، فرضت وزارة الخزانة الأميركية أيضًا عقوبات على ستة كيانات وستة أفراد في إيران والصين بسبب دورهم في شبكة تعمل نيابة عن الحرس الثوري الإيراني لتوفير المواد الخام لوقود الصواريخ الباليستية.
تأتي حزمة العقوبات الأميركية الجديدة ضد طهران في وقت شارك فيه مسؤولون كبار من البلدين في ثلاث جولات من المفاوضات النووية في مسقط وروما. ومن المقرر أن تُعقد الجولة القادمة من هذه المحادثات في روما مرة أخرى.
إدراج ناقلتي نفط في قائمة العقوبات الأميركية
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها بتاريخ 30 أبريل (نيسان) عن فرض عقوبات على ناقلتي نفط تُدعيان "ELOISE" و"OLIA" بسبب ارتباطهما بشراء وبيع النفط الإيراني.
كانت ناقلة OLIA مدرجة سابقًا في قائمة العقوبات الأميركية بسبب دورها في الالتفاف على العقوبات الروسية.
وجاء في بيان الوزارة: "يتم تصدير الطاقة الإيرانية عبر شبكة من الميسرين غير القانونيين للنقل في عدة دول؛ وشركات تعمل بالتستر والخداع لتحميل المنتجات النفطية الإيرانية ونقلها إلى مشترين في آسيا".
في إطار العقوبات الجديدة، تم تجميد جميع الأصول والمصالح الخاصة بالأشخاص المدرجين في العقوبات والموجودة في الولايات المتحدة أو تحت تصرف أشخاص أو كيانات أميركية، ويجب الإبلاغ عنها إلى مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وقّع في 4 فبراير (شباط) الماضي مرسومًا تنفيذيًا لاستئناف سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، وتقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، للضغط على طهران لوقف برنامجها النووي.

أفادت صحيفة "نيويورك بوست" بأن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لدونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، يواجه انتقادات متزايدة بسبب أسلوبه "المثير للجدل وغير المهني" في التفاوض مع اثنين من ألدّ أعداء أميركا، وهما إيران وروسيا.
ووفقًا للتقرير، يعتبر أنصار ترامب أن ويتكوف "يفتقر إلى الخبرة، وساذج، ومتأثر بروسيا وإيران".
وقد نقلت الصحيفة، المؤيدة لترامب، عن أحد أعضاء إدارة ترامب السابقة– دون الكشف عن اسمه– قوله إن ويتكوف "أحمق ,غير كفء تمامًا"، مؤكدًا أنه لا يمتلك الكفاءة اللازمة لإجراء مثل هذه المفاوضات الحساسة.
وأشارت "نيويورك بوست"، استنادًا إلى مصادر متعددة، إلى أن ويتكوف، الذي أصبح فعليًا مبعوث ترامب الشخصي في مواجهة فلاديمير بوتين، يعقد اجتماعات رفيعة المستوى وحساسة بمفرده، وفي بعض الأحيان، يخالف الأعراف الدبلوماسية الأميركية القديمة بالاعتماد على مترجمي الكرملين خلال المفاوضات.
ووفق الصحيفة، فقد دخل ويتكوف في لقائه الأخير مع بوتين يوم الجمعة الماضي بابتسامة وودّ، كما لو كان صديقًا قديمًا للرئيس الروسي، دون أن يكون برفقته أي مستشار أمني أو دبلوماسي مخضرم أو ضابط عسكري أميركي، بينما حضر بوتين الاجتماع إلى جانب مستشاره يوري أوشاكوف، ورئيس صندوق الثروة السيادية الروسي كيريل ديميترييف.
وقال جون هاردي، مدير برنامج روسيا في معهد الدفاع عن الديمقراطيات، للصحيفة: "أي شخص يدخل في حوار مع بوتين يجب أن يصطحب معه خبراء روس مخضرمين. الحضور بمفرده دليل على نقص الخبرة".
كما قال أحد مسؤولي إدارة ترامب الأولى للصحيفة: "شخص ودود، لكنه أحمق غير كفء تمامًا. لا ينبغي له أن يؤدي هذه المهمة بمفرده".
ولم يرد المتحدث باسم ويتكوف على طلبات "نيويورك بوست" المتكررة للتعليق.
الجهل بدوافع أيديولوجية إيران وحماس
ورغم إشادة بعض المسؤولين الإسرائيليين بمساعي ويتكوف، فإنهم يعتبرون افتقاره للخبرة الدبلوماسية عائقًا أمام فهمه الحقيقي للاعبين الإقليميين.
وقالت شيري فاين-غروسمن، المسؤولة السابقة عن الشؤون الإقليمية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "الاعتقاد بأن جماعات مثل حماس أو النظام الإيراني تعمل بدافع البقاء وبالتالي يمكن التوصل إلى نتيجة عبر الحوار المباشر معها، هو سوء فهم خطير لأهدافها الأيديولوجية بعيدة المدى".
بدوره، قال الخبير الأمني الإسرائيلي داني سيتريانوفيتش: "لا أعلم كيف يوزّع ويتكوف وقته بين هذين الملفين المعقدين للغاية. آمل أن يكون لديه فريق أكثر خبرة بجانبه، لأنه يبدو حاليًا أن طهران هي التي تملك اليد العليا في المفاوضات".
فوضى في المفاوضات مع إيران
وتطرق التقرير إلى أداء ويتكوف في مفاوضاته مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، معتبرًا أن المفاوضات النووية مع إيران، التي كان من المفترض أن تكون أسهل ملف لويتكوف، كشفت عن أداء ضعيف.
ورغم أن إيران تمر بظروف صعبة بعد عامين من الحرب بالوكالة مع إسرائيل وأزمات داخلية، فإنها لم تُبدِ أي استعداد للتخلي عن برنامجها النووي خلال المفاوضات.
وكان ويتكوف قد اقترح خلال مقابلة مع "فوكس نيوز" في 14 أبريل (نيسان)، السماح لطهران بمواصلة تشغيل منشآتها النووية إذا التزمت بمستويات منخفضة من التخصيب، وهو اقتراح شبيه بالاتفاق الذي أبرمته إدارة أوباما واعتبره ترامب في ولايته الأولى "أسوأ اتفاق في التاريخ" وقام بإلغائه.
لكن ويتكوف تراجع عن هذا التصريح في اليوم التالي، وقال إن على إيران أن "توقف وتفكك برنامجها النووي بالكامل".
وحذّرت أندريا ستريكر، من معهد الدفاع عن الديمقراطيات، قائلة: "إذا تم التوصل إلى اتفاق مؤقت، فإن إيران ستحتفظ ببنيتها التحتية النووية حتى تتجاوز فترة حكم ترامب ثم تنتهك القيود لاحقًا".
أما مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، فقال في تغريدة: "مفاوضات ويتكوف مع إيران مضيعة للوقت".
وأضاف بهنام بن طالبلو، كبير الباحثين في معهد الدفاع عن الديمقراطيات، للصحيفة: "إيران لا تسعى لرفع العقوبات، بل ترى الحوار مع أميركا كدرع يمنع إسرائيل من توجيه ضربة استباقية".
ووفق الصحيفة، بينما تنشغل الولايات المتحدة بالحوار مع طهران، تشير مصادر مطلعة إلى أن إسرائيل تستعد لاحتمال توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية حتى دون دعم عسكري أميركي.
وقد نُشر هذا التقرير بعد يوم من إعلان قناة "كان" الإسرائيلية، يوم الثلاثاء 29 أبريل (نيسان)، أن مسؤولين إسرائيليين باتوا مقتنعين بأن فرص نجاح المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران قد ازدادت.
وذكرت القناة أنه بعد الجولة الثالثة من المفاوضات في سلطنة عمان، توصّل المسؤولون الإسرائيليون إلى أن احتمال التوصل إلى اتفاق بات أكبر من احتمال فشل المفاوضات.
وكانت إسرائيل تعتقد في السابق أن هذه المحادثات ستفشل. أما الآن، فتحذّر من أن الاتفاق المحتمل بين إيران وإدارة ترامب قد لا يتوافق مع متطلبات الأمن الإسرائيلي، وعلى رأسها وقف طهران الكامل لتخصيب اليورانيوم.
وقال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إن مفاوضاته مع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب في الشرق الأوسط، كانت "جدية ومركّزة"، وأشار إلى تحقيق تقدم في المحادثات، لكنه شدد أيضًا على أن "خلافات جوهرية" لا تزال قائمة.

قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث إن إيران ستدفع ثمن دعمها "القاتل" للحوثيين في اليمن، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتابع بدقة هذا الدعم وتدرك أبعاده.
وكتب هيغسيث على منصة “إكس”: "رسالة إلى إيران: نرصد دعمكم القاتل للحوثيين. نعلم تمامًا ما تفعلونه. وأنتم تدركون جيدًا قدرات الجيش الأميركي. لقد تم تحذيركم. وستدفعون الثمن في الزمان والمكان اللذين نحددهما".
تأتي هذه التحذيرات الشديدة قبل ثلاثة أيام فقط من الجولة الرابعة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، والتي من المقرر أن يعقدها ستيف وِتکاف، المبعوث الخاص لدونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، مع عباس عراقجي في العاصمة الإيطالية روما يوم السبت 13 أبريل.
تحذيرات سابقة من ترامب
وكان دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، قد وجّه في وقت سابق عدة تحذيرات مماثلة إلى طهران، مؤكدًا أن دعمها للحوثيين لن يمر دون رد.
وفي أول تحذير علني، كتب ترامب يوم السبت 15 مارس على منصته الاجتماعية “تروث سوشيال”، معلنًا شن هجوم على مواقع الحوثيين، ومشدّدًا على أن الولايات المتحدة «لن تكون متساهلة هذه المرة» إذا لم توقف إيران دعمها لهم فورًا.
وكتب ترامب: "يجب أن يتوقف دعم الإرهابيين الحوثيين فورًا! لا تهددوا الشعب الأميركي، ولا رئيسه المنتخب بإحدى أعلى نسب التصويت في تاريخ الانتخابات، ولا طرق الملاحة العالمية. إذا فعلتم، فاستعدوا، لأن أمريكا ستحمّلكم المسؤولية الكاملة، وهذه المرة لن نكون لطفاء!".
وفي تحذير مباشر للحوثيين، قال ترامب: "انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم اليوم؛ وإلا فستواجهون جحيمًا لم تروا له مثيلًا من قبل."
من جهته، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هاغست أن الهجمات الحوثية على السفن والطائرات الأمريكية "لن تُحتمل"، وأن الجمهورية الإسلامية، بصفتها الداعم الرئيسي لهذه الجماعة، «تدرك جيدًا فحوى هذه الرسالة".
وأضاف: "أميركا بقيادة دونالد ترامب لن تتراجع أبدًا".
في مناسبتين أخريين، كرر ترامب تحذيراته، وقال يوم الاثنين إن "كل طلقة يطلقها الحوثيون ستُعدّ طلقة إيرانية، باستخدام سلاح وتمويل وتوجيه إيراني"، محمّلًا إيران المسؤولية الكاملة عن النتائج.
وأكد: "لا تنخدعوا! مئات الهجمات التي ينفذها الحوثيون – هؤلاء الخارجون عن القانون المكروهون من قبل اليمنيين – تنبع جميعها من إيران وتُدار من قبلها".
وقد أطلقت القوات الأميركية يوم 15 مارس عملية عسكرية واسعة ضد مواقع الحوثيين في اليمن، ولا تزال هذه العملية مستمرة.
وفي أحدث تحذير له، مطلع أبريل، أكد ترامب أن الهجمات الأمريكية ستتواصل إذا لم تتوقف اعتداءات الحوثيين، وقال: «الألم الحقيقي لم يبدأ بعد، سواء بالنسبة للحوثيين أو داعميهم في إيران.»
وكتب في “تروث سوشيال”: "الخيار واضح أمام الحوثيين؛ إن أوقفوا إطلاق النار على السفن الأمريكية، سنوقف الهجمات. وإن لم يفعلوا، فنحن بالكاد بدأنا، والألم الحقيقي قادم لكل من الحوثيين وداعميهم في إيران."
رغم ذلك، ومنذ بدء المفاوضات مع طهران، امتنع ترامب عن تكرار تهديداته المباشرة للجمهورية الإسلامية، على الرغم من استمرار العمليات العسكرية ضد الحوثيين.

قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الجمهورية الإسلامية شاركت للمرة الأولى منذ سنوات في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة بنهج “جاد”، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يوجد اتفاق في المتناول حتى الآن.
وأوضح غروسي يوم الأربعاء 30 أبريل قائلاً: “هذه هي المرة الأولى منذ عدة سنوات التي أرى فيها إيران تدخل هذا النقاش بشأن جوهر القضية بهذا القدر من الجدية والوضوح والمباشرة”.
ورداً على سؤال حول آفاق المفاوضات، أضاف: “هل يعني ذلك أننا وصلنا إلى ضوء في نهاية النفق؟ ليس بعد. لكن هذه أفضل فرصة لدينا حالياً”.
تأتي تصريحات غروسي في وقت أُجريت فيه حتى الآن ثلاث جولات من المحادثات بين طهران وواشنطن في مسقط وروما، ومن المقرر أن تستضيف روما الجولة المقبلة من المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا يوم السبت 3 مايو.
وكانت قناة “كان” الإسرائيلية قد ذكرت في 29 أبريل أن مسؤولين إسرائيليين باتوا مقتنعين بأن فرص نجاح المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية قد ازدادت.
غروسي: التخصيب محور رئيسي في مفاوضات طهران وواشنطن
وفي جزء آخر من تصريحاته، وصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تطور البرنامج النووي الإيراني وتراكم كميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب دون “نشاط سلمي واضح” بأنه “مثير للقلق”، وأعلن أن موضوع التخصيب هو المحور الرئيسي في المفاوضات بين طهران وواشنطن، مشيراً إلى أن “خيارات متعددة” تُبحث بشأنه.
وقال غروسي: “يمكن معالجة هذه المخزونات بسهولة أو نقلها إلى الخارج، وهذا جزء من محادثاتنا الفنية مع الحكومة الإيرانية”.
وكان مسؤولون في الجمهورية الإسلامية قد أعلنوا مراراً أن تخصيب اليورانيوم داخل البلاد خط أحمر، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا بشأنه في المفاوضات مع الولايات المتحدة.