إيران تنفي تقرير "رويترز" بشأن التحضير لإرسال قاذفات صواريخ "فتح- 360" إلى روسيا
وصفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تقرير وكالة "رويترز"، الذي زعم أن طهران تستعد لإرسال قاذفات صواريخ "فتح- 360" إلى روسيا في المستقبل القريب، بأنه "ادعاء في غاية السخافة".
رغم مرور 15 عامًا على إعدام المعلم والناشط الحقوقي الإيراني، فرزاد كمانكر، و4 سجناء سياسيين آخرين، لا يزال مصير جثثهم ومكان دفنهم مجهولاً حتى اليوم، بعد إعدامهم شنقًا في سجن إيفين، يوم 9 مايو (أيار) 2010، بطريقة سرية.
وتُظهر تحقيقات قناة "إيران إنترناشيونال" أن السلطة القضائية والأجهزة الأمنية الإيرانية منعت تسليم جثامين فرزاد كمانكر، وكل من: علي حيدريان، وشيرين علم هولي، وفرهاد وكیلي، ومهدي إسلاميان، إلى عائلاتهم أو الإعلان عن مكان دفنهم.
وخلال أكثر من أربعة عقود، كرر النظام الإيراني انتهاكه الصريح لحقوق عائلات ضحايا الإعدام أو القتلى لأسباب سياسية، وذلك عبر رفض تسليم جثث الضحايا أو إخفاء أماكن دفنها.
ويُعد إخفاء الجثث، وعدم تسليمها للعائلات أو الكشف عن أماكن دفنها، أحد أشكال الإخفاء القسري، والذي يمثل انتهاكًا للمادة السادسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أن "لكل إنسان الحق في أن يُعترف له بالشخصية القانونية في كل مكان".
وفي يوليو (تموز) 2024، أعلنت داية سلطنة، والدة فرزاد كمانكر، برفقة عدد من أمهات الضحايا في كردستان، في بيان مشترك، أنهن لن يتوقفن عن المطالبة بالعدالة حتى محاكمة ومعاقبة الجناة والقتلة، الذين تسببوا في موت أبنائهن.
الاعتقال والإعدام
اعتقلت قوات الأمن الإيرانية كمانكر وحيدريان، وعلم هولي ووكیلي وإسلاميان خلال الفترة من أغسطس (آب) 2006 إلى مايو 2010، وتعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي لشهور، قبل أن تُصدر المحكمة الثورية ضدهم أحكام إعدام في ثلاث قضايا منفصلة.
وقد نُفذت أحكام الإعدام ضدهم يوم 9 مايو 2010 بشكل سري، دون محاكمة عادلة أو إعلام محاميهم وعائلاتهم، وتم تنفيذها في ساحة موقف السيارات داخل سجن إيفين.
وأثارت هذه الإعدامات ردود فعل غاضبة محليًا ودوليًا، واتهم محامي كمانكر النظام القضائي الإيراني بأنه مسيّس ويفتقر إلى الاستقلال، قائلاً: "المحكمة لم تستمع إلى أقوال موكلي، وموكلي بريء".
وأكدت المنظمات الحقوقية أن الإجراءات القانونية في هذه القضايا شابتها انتهاكات صارخة، ومنها: الاعتقال غير القانوني، والحبس الانفرادي الطويل، منع التواصل إلى المحامي، والتعذيب الجسدي والنفسي، وغياب شروط المحاكمة العادلة.
كما أُعلن في حينه أن كمانكر وكیلي وحيدريان أُدينوا في جلسة محاكمة استغرقت سبع دقائق فقط بتهمة "المحاربة"، وصدر بحقهم حكم بالإعدام.
يوم المعلم الحر
في الذكرى السنوية الأولى لإعدام هؤلاء السجناء السياسيين، أطلقت عدة نقابات للمعلمين على يوم 9 مايو تسمية "يوم المعلم الحر"، في إشارة إلى شخصية فرزاد كمانكر كمعلم ونقابي ومدافع عن حقوق الإنسان، خاصة أن إعدامه تزامن مع أسبوع المعلم في إيران.
وفي إحدى رسائله من السجن، عرّف كمانكر نفسه بأنه: "معلم في وزارة التربية في مدينة كامياران لمدة 12 عامًا، وعضو مجلس إدارة نقابة معلمي كامياران، وعضو هيئة تحرير مجلة (رويان) الثقافية التعليمية، وعضو مجلس إدارة جمعية البيئة في كامياران، وعضو في مجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران (هرانا).
وقد خلّد الإيرانيون هذا المقطع من رسالته المؤرخة في مارس (آذار) 2008 في ذاكرتهم الجماعية: "تذكروا ألا تخونوا الشعر والغناء، ولياليكم وأحلامكم. علّموا أبناءكم أن يكونوا، أبناءً من جنس الشعر والمطر، من أجل وطنهم".
قال وزير النفط الإيراني، محسن باك نجاد، إن صيفًا صعبًا في انتظار الإيرانيين، مشيرًا إلى أن كفاءة محطات توليد الكهرباء تقل عن 30 في المائة، وأن أزمة نقص الطاقة لا تعود فقط إلى تقصير الحكومات السابقة، بل إن المستهلكين أيضًا يتحملون جزءًا من المسؤولية.
وأوضح الوزير الإيراني، في تصريحاته يوم الجمعة 9 مايو (أيار)، أنه "رغم عملنا بمحطات ذات كفاءة تقل عن 30 في المائة، فقد استطعنا تجاوز الصيف الماضي بأقل التحديات، لكن الصيف المقبل سيكون أصعب".
وأضاف أن "زملائي في قطاع النفط رجال الأوقات الصعبة، كما أثبت زملاؤنا في وزارة الطاقة التزامهم في الأوقات الحرجة".
انقطاعات الكهرباء تبدأ مبكرًا
تأتي تصريحات الوزير وسط بدء انقطاعات الكهرباء في أنحاء مختلفة من البلاد في منتصف فصل الربيع الجاري، أي في وقت أبكر من الأعوام الماضية، في ظل ما تسميه السلطات الإيرانية "عدم توازن الطاقة".
ويُعزى هذا النقص الحاد إلى سلسلة مترابطة من الأزمات، أبرزها غياب الاستثمارات الكافية في قطاع الغاز، ما أدى إلى صعوبات في تزويد محطات الكهرباء بالوقود اللازم، ومِن ثمّ انقطاع التيار الكهربائي بشكل واسع.
وبحسب التقديرات، فإن إعادة قطاع الغاز إلى وضعه الطبيعي تتطلب ما بين 250 و280 مليار دولار من الاستثمارات.
كما أن الأزمة تتفاقم بفعل تناقص احتياطات المياه في السدود نتيجة الجفاف، مما يؤثر على الطاقة الكهرومائية.
وفي 27 أبريل (نيسان) الماضي، أي بعد نحو شهر من بداية العام الإيراني الحالي، أعلنت شركة "توانير" الحكومية أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك الكهرباء يُنذران باحتمال انقطاع التيار عن المشتركين.
ودعت الشركة المواطنين إلى مراجعة جداول الانقطاعات المتوقعة على مواقع شركات توزيع الكهرباء، رغم أن التقارير تؤكد أن مدة وتكرار الانقطاعات تتجاوز بكثير ما أُعلن رسميًا.
المواطن.. المتهم الدائم
وكان وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، قد أعلن يوم الأربعاء 7 مايو الجاري، أن أسعار الكهرباء سترتفع تدريجيًا وفق نظام الشرائح التصاعدية، بناءً على قرار من البرلمان، بهدف "تحفيز المشتركين على ترشيد الاستهلاك".
وفي سياق متصل، عاد وزير النفط، يوم الجمعة 9 مايو، للتأكيد على أن ما يُعرف بـ "نقص التوازن" في الطاقة لا يعود فقط لتقصير المسؤولين في السنوات الأخيرة، بل له جذور أعمق.
وأوضح أن الحل لا يكمن فقط في زيادة الإنتاج، بل في إدارة الاستهلاك وتغيير نمط استخدام الطاقة، مضيفًا: "حتى مع زيادة الإنتاج، فإن الطلب المتزايد بشكل جامح يحول دون حل الأزمة بشكل جذري".
أعلنت "حملة حرية وريشه مرادي" أن السجينة السياسية المحكومة بالإعدام، ما زالت محرومة من الوصول إلى الخدمات الطبية.
ووفقًا لهذا التقرير، تعاني وریشه مرادي بشكل خاص من تمزق في القرص الغضروفي العنقي، وضيق في القناة الشوكية، وتنميل في اليد وألم مزمن ناجم عن هذه الحالات.
وأضافت الحملة أن مرادي خضعت قبل نحو شهرين لفحص طبيب مختص في أمراض الأعصاب، ورغم تأكيد الأطباء ومسؤولي القسم الطبي في سجن إيفين على ضرورة خضوعها لعملية جراحية عاجلة، فإن مسؤولي السجن امتنعوا حتى الآن عن نقلها إلى مراكز طبية خارجية، بسبب الضغوط التي تمارسها الأجهزة الأمنية.
وأشار التقرير إلى أن مرادي، في الأشهر الأخيرة، عانت من تفاقم حالتها الصحية، بما في ذلك فقدان الإحساس في يدها اليمنى وآلام مستمرة تسببت لها في الأرق الشديد.
وكانت وریشه مرادی قد تعرضت في وقت سابق لمشكلات صحية في الجهاز الهضمي نتيجة إضراب عن الطعام استمر 20 يومًا احتجاجًا على إصدار أحكام بالإعدام، وظلت بعده لأشهر محرومة من الرعاية الطبية.
وبعد هذا الإضراب والضغوط التي مارستها منظمات حقوق الإنسان الدولية والرأي العام، تم نقل مرادي قبل نحو شهرين إلى مركز طبي خارج السجن حيث خضعت للفحص، إلا أن مسار علاجها لم يُستكمل حتى اليوم، رغم تأكيد الأطباء على ضرورته.
حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات تُظهر أن السوق السوداء للأسلحة في إيران لا تزال نشطة عبر قنوات مشفّرة على تطبيق "تلغرام"، رغم تعديلات قانونية جديدة تستهدف الإتجار غير القانوني بالأسلحة.
ووفقًا لما توصلت إليه القناة، فإن البائعين يعرضون علنًا عبر منصات إلكترونية– من بينها "تلغرام"– أسلحة تتنوع بين المسدسات وبنادق كلاشينكوف.
ووقع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، يوم الثلاثاء 6 مايو (أيار)، على تعديلات قانونية تنص على تشديد العقوبات لحيازة الأسلحة دون ترخيص، ويُجرّم استخدام المنصات الرقمية في الترويج أو بيع الأسلحة.
ومع ذلك، لا يزال "تلغرام" يعجّ بمنشورات تروّج لأسلحة بأسعار تتراوح بين 200 مليون و1.8 مليار ريال – أي ما يعادل نحو 240 إلى 2200 دولار، بحسب السعر الحالي للدولار (820 ألف ريال).
وفي إحدى القنوات التي تضم 17 ألف عضو، عرض أحد البائعين مسدس "غلوك 17" بسعر 280 مليون ريال (340 دولارًا)، ومسدس "ماكاروف" بـ240 مليون ريال (290 دولارًا)، و"كولت 45" تركي الصنع بـ360 مليون ريال (440 دولارًا).
أما الزبائن من الفئة العليا، فكان بإمكانهم شراء بندقية كلاشينكوف مقابل 1.7 مليار ريال (2070 دولارًا)، مرفقة بفيديو يظهر السلاح إلى جانب مشطين مملوءين.
وعند الاتصال بأحد البائعين عبر "تلغرام" بشكل مجهول، قال: "الدفع يتم عبر عملة مشفرة"، وأضاف: "بعد التأكيد، نرسل لك الموقع، وغالبًا ما يكون خزانة في مركز تسوق. لديك ساعتان لاستلامه".
وبعد أن تظاهرنا بأننا مشترون، تواصلنا مع خمسة بائعين في قنوات مختلفة. اشترط الجميع الدفع بالعملة المشفرة، ولم يقدّم أيٌّ منهم وسيلة للتحقق من المصداقية، في حين جاءت ردود اثنين منهم بنفس الصياغة وقائمة الأسعار، ما يثير الشكوك حول أصالة بعض هذه الإعلانات.
رغم ذلك، تؤكد مصادر مطلعة في طهران أن السوق ليست زائفة بالكامل. وقال أحدهم: "نعم، هناك عمليات احتيال، لكن هناك أيضًا الكثير من البائعين الحقيقيين. الناس يشاركون تجاربهم، وبعض هؤلاء البائعين يسلّمون الأسلحة لزبائنهم منذ سنوات".
وقد وسّع القانون الإيراني المعدَّل بشأن الأسلحة النارية نطاق الجرائم التي يعاقب عليها بشكل كبير. فبالإضافة إلى الحيازة غير القانونية، يستهدف القانون البائعين، والميكانيكيين، وأي شخص يروّج أو يعلن عن الأسلحة عبر الإنترنت.
وتتراوح العقوبات بين 3 إلى 15 سنة سجن حسب نوع السلاح، وتُفرض العقوبات الأشد على الأسلحة الأوتوماتيكية والأسلحة الثقيلة والذخيرة العسكرية.
كما يتيح أحد بنود القانون للسلطات مصادرة الممتلكات أو المركبات أو الأماكن التي تُستخدم في جرائم تتعلق بالسلاح.
وبحسب نص القانون، فإن أي إعلان، بيع أو تدريب رقمي على الأسلحة النارية يخضع للملاحقة القانونية.
كما شدّد القانون الرقابة على بنادق الهواء، حيث أُلزم من يملكون بنادق PCP بقوة تفوق 40 جول بتسليمها خلال 3 أشهر، وإلا فسيواجهون نفس العقوبات المقررة للصيد غير المشروع. أما من يملكون PCP تحت هذا الحد، فعليهم التقدم بطلب للحصول على ترخيص.
لكن على "تلغرام"، يبدو أن تنفيذ القانون محدود. فالإعلانات عن الأسلحة تُنشر علنًا وتُستخدم فيها رموز تعبيرية لأسلحة وقنابل ونار لجذب الانتباه.
وتقول المصادر إن هذه الأسلحة تُهرّب غالبًا من تركيا أو العراق أو عبر المنطقة الخليجية، وقد تُباع وتُشترى عدة مرات عبر وسطاء محليين.
وقال مصدر في طهران: "الدلالون الذين يسلمون الأسلحة فعليًا لديهم شبكات ويستخدمون أشخاصًا موثوقين. بعضهم حتى يتمتع بحماية من الشرطة".
وتتجاوز السوق السوداء في إيران مجرد تجارة السلاح، إذ تُباع المشروبات الكحولية المحظورة، وتُعرض خدمات جنسية تحت غطاء جلسات التدليك، كما تنتشر المخدرات بأنواعها – من الكوكايين إلى الحبوب الاصطناعية – عبر نفس البنية الرقمية، التي تعتمد على التشفير، والهوية المجهولة، واللوجستيات السريعة.
ورغم تعهد المسؤولين بتطبيق صارم للقانون الجديد، فإن قنوات "تلغرام" لا تزال متاحة بسهولة وسريعة في تغيير علامتها.
وبالنسبة للزبائن، قد تكون هذه السوق مقامرة، لكنها – بحسب من يعرفون اقتصاد طهران غير القانوني – لا تزال تحوي ما يكفي من البائعين لإبقائها حية.
أفادت المعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، بأن الفرع الأول لمحكمة الثورة في رشت، شمالي إيران، حكم على الشاعر والناشط الاجتماعي، بيمان فرح آور، بالإعدام بتهمة "البغي" و"الحرابة".
وتتركز التهم الموجهة إلى فرح آور بشكل رئيسي على قصائده وخطاباته وكتاباته ومواقفه تجاه القضايا الاجتماعية.
ووفقًا للمعلومات، خضع فرح آور للمحاكمة في الأول من مايو (أيار) دون حضور محامٍ من اختياره وبشكل غير علني، برئاسة القاضي أحمد درويش كفتار، رئيس الفرع الأول لمحكمة الثورة في رشت، وتم إبلاغه بحكم الإعدام يوم الثلاثاء 6 مايو (أيار) دون اتباع إجراءات قضائية شفافة.
وقال مصدر مطلع على ملف هذا السجين السياسي، في حديث لـ"إيران إنترناشيونال"، إن فرح آور حوكم بتهم "الدعاية ضد النظام" و"البغي" و"الحرابة"، مضيفًا: "تتركز التهم الموجهة إليه بشكل رئيسي على قصائده وخطاباته وكتاباته ومواقفه بشأن القضايا الاجتماعية، والسعي لتحقيق العدالة، والاحتجاج على الظلم الاقتصادي، والدفاع عن حقوق المواطنين".
وأضاف المصدر: "عمل فرح آور لسنوات في مجالات الشعر والأنشطة الاجتماعية ونشر الوعي بين الناس، ولديه سجل سابق بالاعتقال بسبب احتجاجات مدنية ودفاعه عن حق الناس في تقرير مصيرهم. وهو أب لطفل صغير ولا يملك أي سجل عنيف".
الاعتقال والحرمان من العلاج
واعتُقل فرح آور في سبتمبر (أيلول) الماضي على يد عناصر وزارة الاستخبارات في منزله، وبعد ما يقرب من شهر من التحقيقات تحت الضغط، تم نقله إلى عنبر "ميثاق" في سجن لاكان في رشت.
ووفقًا للمعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، عانى فرح آور خلال فترة التحقيق من نزيف داخلي ومشكلات صحية خطيرة، وما زال محرومًا من الرعاية الطبية المناسبة رغم تحذيرات الأطباء.
في الأشهر الأخيرة، أثارت الزيادة في تنفيذ أحكام الإعدام وكذلك إصدار وتأكيد أحكام الإعدام بحق السجناء السياسيين في إيران موجة من الاحتجاجات داخل البلاد وخارجها.
وفي أحدث هذه الاحتجاجات، تجمع يوم الثلاثاء 6 مايو (أيار) عدد من أفراد عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام أمام سجن إيفين في طهران.
وتزامن هذا التجمع مع الأسبوع السابع والستين لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" وإضراب عن الطعام للسجناء المشاركين في هذه الحملة في 41 سجنًا في إيران.
وفي 3 مايو (أيار)، وقّع 309 من كبار المحامين وأصحاب جائزة نوبل للسلام والناشطين في مجال حقوق الإنسان والمؤسسات المدنية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم بيانًا يطالبون فيه الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف موجة إعدام السجناء السياسيين في إيران.
وأدان هذا البيان الموجة المتزايدة من الإعدامات السياسية في إيران، واعتبرها جزءًا من حملة مستهدفة للنظام الإيراني لقمع المعارضين.
وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت، يوم الجمعة 9 مايو (أيار)، نقلاً عن ثلاثة مصادر، بأن إيران تستعد لإرسال قاذفات صواريخ "فتح- 360" قصيرة المدى إلى روسيا. وذكرت الوكالة أن الولايات المتحدة قالت إن هذه الصواريخ أُرسلت إلى روسيا العام الماضي؛ لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
ونقلت "رويترز"، عن مصدرين أمنيين غربيين ومسؤول إقليمي، أن طهران تستعد لتسليم هذه القاذفات الصاروخية إلى موسكو.
وأضافت الوكالة أن تسليم هذه القاذفات، إذا تم، سيسهم في دعم الهجوم الروسي على أوكرانيا، وسيكون أيضًا دليلاً إضافيًا على تعمّق العلاقات الأمنية المتنامية بين طهران وموسكو.
ووصف مكتب البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، يوم السبت 10 مايو الجاري، هذا التقرير بأنه "ادعاء في غاية السخافة"، مضيفًا أن "وكالة رويترز ما زالت تصر على نهجها في نشر اتهامات لا أساس لها ضد إيران".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، عن بعثة طهران لدى الأمم المتحدة أيضًا، قولها: "ما دام النزاع بين الطرفين قائمًا، فإن إيران ستمتنع عن تقديم أي دعم عسكري لأي من الطرفين".
وأكد محللون أن صاروخ "فتح- 360" الباليستي، الذي يبلغ مداه 120 كيلو مترًا، سيكون سلاحًا جديدًا في ترسانة روسيا، يمكن استخدامه لضرب القوات الأوكرانية في خطوط المواجهة، وكذلك لاستهداف منشآت عسكرية ومراكز سكانية قريبة من الحدود بين البلدين.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، أن إيران أرسلت هذه الصواريخ إلى روسيا عبر تسع سفن ترفع العلم الروسي، لكن "رويترز" ذكرت في ذلك الوقت أن القاذفات لم تكن ضمن شحنات تلك السفن.
أما الآن، فقد نقلت "رويترز" عن مسؤولين أمنيين غربيين ومسؤول إقليمي- لم يرغبوا في الكشف عن أسمائهم- أن تسليم قاذفات "فتح- 360" أصبح "وشيكًا".
وامتنع هؤلاء المسؤولون عن تقديم تفاصيل إضافية، بما في ذلك سبب عدم إرسال القاذفات مع الصواريخ حينها.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية، ومجلس الأمن القومي الأميركي، ووزارة الخارجية الأميركية، ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) على طلبات "رويترز" للتعليق على الموضوع.
كما لم يصدر أي رد رسمي حتى الآن من المسؤولين الأميركيين بشأن هذا الخبر.
وكانت كل من طهران وموسكو قد أنكرتا، في وقت سابق، إرسال هذه الصواريخ أو أي أسلحة أخرى لدعم الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
ومع ذلك، كرّر مسؤولون أميركيون وأوروبيون وأوكرانيون مرارًا أن إيران زوّدت روسيا بآلاف الطائرات المُسيّرة، بالإضافة إلى شحنات من قذائف المدفعية.
وفي إشارة صريحة إلى صواريخ "فتح- 360"، صرح رئيس القيادة الأوروبية للقوات الأميركية، الجنرال كريستوفر كاولي، خلال الشهر الماضي، بأن إيران قدّمت حتى الآن أكثر من 400 صاروخ باليستي قصير المدى لروسيا.
وأشارت "رويترز" إلى أن استخدام روسيا لهذه الصواريخ قد يعقّد جهود الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ملفي مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا، وكذلك الاتفاق النووي مع إيران.
وقال مسؤول إقليمي للوكالة إن مفاوضات إيران النووية مع الولايات المتحدة كانت أحد "الأسباب العديدة" لتأخر تسليم القاذفات إلى روسيا.
ويُشار إلى أن إيران والولايات المتحدة قد عقدتا ثلاث جولات من المفاوضات النووية حتى الآن، وكان من المقرر عقد الجولة الرابعة، اليوم الأحد 11 مايو، في العاصمة العمانية مسقط.
وقال الباحث البارز بمعهد "روسي" في لندن، جاك واتلينغ، لـ "رويترز": "إن المسؤولين الإيرانيين يعتبرون موضوع إرسال الأسلحة إلى روسيا منفصلاً عن المحادثات النووية، ولا يرون أن بينهما ارتباطًا".
ويؤكد محللون أن امتلاك روسيا لصواريخ "فتح- 360" سيمكّنها من زيادة الضغط على أوكرانيا.
وأضاف الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هاينز، لـ "رويترز"، أنه "سيكون من الأسهل بكثير على القوات الروسية تنفيذ ضربات سريعة ضد أهداف ذات قيمة عالية؛ فهذه الصواريخ لا تتطلب الكثير من التحضير قبل الإطلاق، ووقت طيرانها قصير للغاية".
وبحسب المحللين، فإن استخدام صواريخ "فتح- 360" سيتيح لروسيا الاحتفاظ بصواريخها الأكثر تقدمًا، مثل "إسكندر"؛ لاستخدامها في ضرب أهداف بعيدة المدى وبُنى تحتية حيوية في أوكرانيا، كشبكة الكهرباء، وسيزيد الضغط على منظومة الدفاع الصاروخي الأوكرانية.
وقال الأستاذ المشارك في أكاديمية الدفاع الهولندية، رالف ساولزبرغ، لـ "رويترز": "إن صاروخ فتح- 360 صُمم ليُستخدم من قِبل أفراد ذوي تدريب محدود نسبيًا".
وأضاف: "لماذا تشتري روسيا صواريخ إيرانية منخفضة الجودة؟ والسبب الوحيد الذي يتبادر إلى ذهني هو أن الروس غير قادرين على إنتاج عدد كافٍ من صواريخهم الخاصة. هذه الصواريخ ليست دقيقة جدًا، ولا تحمل الكثير من المواد المتفجرة، لكنها تزيد من متاعب أوكرانيا".