إيران تنفي تقرير "رويترز" بشأن التحضير لإرسال قاذفات صواريخ "فتح- 360" إلى روسيا

وصفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تقرير وكالة "رويترز"، الذي زعم أن طهران تستعد لإرسال قاذفات صواريخ "فتح- 360" إلى روسيا في المستقبل القريب، بأنه "ادعاء في غاية السخافة".
وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت، يوم الجمعة 9 مايو (أيار)، نقلاً عن ثلاثة مصادر، بأن إيران تستعد لإرسال قاذفات صواريخ "فتح- 360" قصيرة المدى إلى روسيا. وذكرت الوكالة أن الولايات المتحدة قالت إن هذه الصواريخ أُرسلت إلى روسيا العام الماضي؛ لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
ونقلت "رويترز"، عن مصدرين أمنيين غربيين ومسؤول إقليمي، أن طهران تستعد لتسليم هذه القاذفات الصاروخية إلى موسكو.
وأضافت الوكالة أن تسليم هذه القاذفات، إذا تم، سيسهم في دعم الهجوم الروسي على أوكرانيا، وسيكون أيضًا دليلاً إضافيًا على تعمّق العلاقات الأمنية المتنامية بين طهران وموسكو.
ووصف مكتب البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، يوم السبت 10 مايو الجاري، هذا التقرير بأنه "ادعاء في غاية السخافة"، مضيفًا أن "وكالة رويترز ما زالت تصر على نهجها في نشر اتهامات لا أساس لها ضد إيران".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، عن بعثة طهران لدى الأمم المتحدة أيضًا، قولها: "ما دام النزاع بين الطرفين قائمًا، فإن إيران ستمتنع عن تقديم أي دعم عسكري لأي من الطرفين".
وأكد محللون أن صاروخ "فتح- 360" الباليستي، الذي يبلغ مداه 120 كيلو مترًا، سيكون سلاحًا جديدًا في ترسانة روسيا، يمكن استخدامه لضرب القوات الأوكرانية في خطوط المواجهة، وكذلك لاستهداف منشآت عسكرية ومراكز سكانية قريبة من الحدود بين البلدين.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، أن إيران أرسلت هذه الصواريخ إلى روسيا عبر تسع سفن ترفع العلم الروسي، لكن "رويترز" ذكرت في ذلك الوقت أن القاذفات لم تكن ضمن شحنات تلك السفن.
أما الآن، فقد نقلت "رويترز" عن مسؤولين أمنيين غربيين ومسؤول إقليمي- لم يرغبوا في الكشف عن أسمائهم- أن تسليم قاذفات "فتح- 360" أصبح "وشيكًا".
وامتنع هؤلاء المسؤولون عن تقديم تفاصيل إضافية، بما في ذلك سبب عدم إرسال القاذفات مع الصواريخ حينها.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية، ومجلس الأمن القومي الأميركي، ووزارة الخارجية الأميركية، ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) على طلبات "رويترز" للتعليق على الموضوع.
كما لم يصدر أي رد رسمي حتى الآن من المسؤولين الأميركيين بشأن هذا الخبر.
وكانت كل من طهران وموسكو قد أنكرتا، في وقت سابق، إرسال هذه الصواريخ أو أي أسلحة أخرى لدعم الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
ومع ذلك، كرّر مسؤولون أميركيون وأوروبيون وأوكرانيون مرارًا أن إيران زوّدت روسيا بآلاف الطائرات المُسيّرة، بالإضافة إلى شحنات من قذائف المدفعية.
وفي إشارة صريحة إلى صواريخ "فتح- 360"، صرح رئيس القيادة الأوروبية للقوات الأميركية، الجنرال كريستوفر كاولي، خلال الشهر الماضي، بأن إيران قدّمت حتى الآن أكثر من 400 صاروخ باليستي قصير المدى لروسيا.
وأشارت "رويترز" إلى أن استخدام روسيا لهذه الصواريخ قد يعقّد جهود الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ملفي مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا، وكذلك الاتفاق النووي مع إيران.
وقال مسؤول إقليمي للوكالة إن مفاوضات إيران النووية مع الولايات المتحدة كانت أحد "الأسباب العديدة" لتأخر تسليم القاذفات إلى روسيا.
ويُشار إلى أن إيران والولايات المتحدة قد عقدتا ثلاث جولات من المفاوضات النووية حتى الآن، وكان من المقرر عقد الجولة الرابعة، اليوم الأحد 11 مايو، في العاصمة العمانية مسقط.
وقال الباحث البارز بمعهد "روسي" في لندن، جاك واتلينغ، لـ "رويترز": "إن المسؤولين الإيرانيين يعتبرون موضوع إرسال الأسلحة إلى روسيا منفصلاً عن المحادثات النووية، ولا يرون أن بينهما ارتباطًا".
ويؤكد محللون أن امتلاك روسيا لصواريخ "فتح- 360" سيمكّنها من زيادة الضغط على أوكرانيا.
وأضاف الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هاينز، لـ "رويترز"، أنه "سيكون من الأسهل بكثير على القوات الروسية تنفيذ ضربات سريعة ضد أهداف ذات قيمة عالية؛ فهذه الصواريخ لا تتطلب الكثير من التحضير قبل الإطلاق، ووقت طيرانها قصير للغاية".
وبحسب المحللين، فإن استخدام صواريخ "فتح- 360" سيتيح لروسيا الاحتفاظ بصواريخها الأكثر تقدمًا، مثل "إسكندر"؛ لاستخدامها في ضرب أهداف بعيدة المدى وبُنى تحتية حيوية في أوكرانيا، كشبكة الكهرباء، وسيزيد الضغط على منظومة الدفاع الصاروخي الأوكرانية.
وقال الأستاذ المشارك في أكاديمية الدفاع الهولندية، رالف ساولزبرغ، لـ "رويترز": "إن صاروخ فتح- 360 صُمم ليُستخدم من قِبل أفراد ذوي تدريب محدود نسبيًا".
وأضاف: "لماذا تشتري روسيا صواريخ إيرانية منخفضة الجودة؟ والسبب الوحيد الذي يتبادر إلى ذهني هو أن الروس غير قادرين على إنتاج عدد كافٍ من صواريخهم الخاصة. هذه الصواريخ ليست دقيقة جدًا، ولا تحمل الكثير من المواد المتفجرة، لكنها تزيد من متاعب أوكرانيا".