الصين تؤكد مجددًا ضرورة الحل السياسي والدبلوماسي للملف النووي الإيراني

أحمد صمدي

مراسل "إيران إنترناشيونال" في ألمانيا

أكدت الصين مجددًا التزامها بالحل السياسي والدبلوماسي للملف النووي الإيراني، وذلك مع اقتراب اجتماع دول "الترويكا الأوروبية" مع ممثلي طهران في مدينة إسطنبول التركية.

ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون إيرانيون، يوم الجمعة 16 مايو (أيار)، مع ممثلين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في مدينة إسطنبول التركية، ضمن لقاء مخصص لبحث الملف النووي الإيراني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي دوري قبل بدء الاجتماع، إن بكين تثمّن "التزام إيران بعدم تطوير الأسلحة النووية"، و"تحترم حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية".

وفي اليوم السابق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، ردًا على سؤال من "إيران إنترناشيونال"، انعقاد الاجتماع، اليوم الجمعة، بين ممثلي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا من جهة، وممثلي إيران من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن الاجتماع ليس مفاوضات رسمية، بل هو لقاء للتركيز على الملف النووي الإيراني.

ويمثل المدير السياسي لوزارة الخارجية الألمانية، دومينيك موتر، بلاده في هذا الاجتماع؛ حيث يهدف الطرف الأوروبي إلى الاطلاع على تطورات البرنامج النووي الإيراني، وتفاصيل المحادثات الجارية بين طهران وواشنطن.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الخميس 15 مايو الجاري، أن المحادثات بين الدول الأوروبية الثلاث وإيران (على مستوى نواب الوزراء)، التي ستُعقد في تركيا، تتم "بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة"، وتهدف لإيجاد حل دبلوماسي لأزمة النووي الإيراني، في ظل اقتراب نفاد الوقت.

وقد عُقدت سابقًا أربع جولات من الاجتماعات بين نواب وزير الخارجية الإيراني ومديري الشؤون السياسية في وزارات خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لكنها كانت "عديمة النتائج"، بحسب دبلوماسيين أوروبيين.

وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الأربعاء 14 مايو، عن الحوار مع الأوروبيين: "للأسف، الأوروبيون هم من وضعوا أنفسهم في عزلة جزئية بسبب سياساتهم. نحن لا نسعى لهذا الوضع، وسنواصل محادثاتنا، وأعتقد أن الجولة المقبلة من المفاوضات على مستوى نواب الوزراء ستُعقد الجمعة في إسطنبول".

ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري، يوم الخميس 15 مايو، عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين، أن إدارة دونالد ترامب قدمت خلال الجولة الرابعة من المفاوضات النووية في عُمان، اقتراحًا رسميًا لاتفاق نووي مع إيران.

وبحسب التقرير، فقد تم تسليم هذا الاقتراح، يوم الأحد 11 مايو، من قِبل المبعوث ترامب الخاص لشؤون الشرق الأوسط ورئيس الوفد التفاوضي الأميركي مع طهران، ستيف ويتكوف، إلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي نقله بدوره إلى طهران، لمراجعته والتشاور بشأنه مع المرشد علي خامنئي ومسؤولين كبار آخرين.

وهددت برلين وباريس ولندن بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات الأممية (آلية الزناد)، في حال عدم التوصل إلى حل للملف النووي الإيراني.

ويأتي هذا اللقاء في وقت يستعد فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لتقديم تقرير شامل إلى مجلس محافظي الوكالة حول البرنامج النووي الإيراني.

وبينما يعود قرار توقيت نشر التقرير لغروسي وحده، يرى بعض الخبراء أن اجتماع إسطنبول قد يؤثر على طريقة صياغة التقرير وتوقيت إصداره.