رغم الخلافات السابقة.. وزير خارجية "طالبان" يزور طهران بدعوة إيرانية

غادر وزير خارجية حكومة "طالبان" الأفغانية، أمير خان متقي، إلى إيران؛ للمشاركة في منتدى حوار طهران، ولقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين.

غادر وزير خارجية حكومة "طالبان" الأفغانية، أمير خان متقي، إلى إيران؛ للمشاركة في منتدى حوار طهران، ولقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين.
وأعلنت وزارة خارجية طالبان، يوم السبت 17 مايو (أيار)، في بيان، أن متقي توجه إلى طهران بدعوة من وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.
وجاء في البيان أن متقي سيناقش خلال هذه الزيارة، إلى جانب "العلاقات الثنائية" مع مسؤولي إيران، مشاركته في منتدى حوار طهران.
ويرافق متقي في هذه الزيارة نائب وزير الاقتصاد في حكومة طالبان، عبد اللطيف نظري.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإخبارية، التابعة للحرس الثوري، اليوم، أن الهدف من زيارة متقي هو لقاء كبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية، والمشاركة في منتدى حوار طهران.
وفي وقت سابق، حضر ممثلون عن "طالبان" في 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، مؤتمر "الذكاء الاصطناعي والحضارة المستقبلية"، الذي استضافته جامعة "الإمام الحسين" في طهران، بهدف مناقشة توجيهات المرشد الإيراني، علي خامنئي.
وفي 26 يناير الماضي أيضًا، التقى عراقجي رئيس وزراء "طالبان"، الملا محمد حسن آخوند، في كابل؛ حيث ناقشا العلاقات الثنائية وحق إيران في مياه نهر هلمند.
وصرح عراقجي حينها بأن "تأمين حق إيران في مياه نهر هلمند، ومسألة المهاجرين، وأمن الحدود المشتركة بين البلدين"، تعد من أبرز التحديات في العلاقات بين إيران وأفغانستان.
وكانت زيارة عراقجي هي الأولى لوزير خارجية إيراني إلى أفغانستان بشكل رسمي، منذ سقوط الحكومة الأفغانية، وعودة "طالبان" إلى السلطة قبل ما يقرب من أربع سنوات.
ووصفت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية، في 27 يناير الماضي، زيارة عراقجي إلى أفغانستان بأنها "غير مناسبة ومكلفة"، وأشارت إلى "طالبان" بوصفها جماعة "متمردة وعنيفة ومتخلفة"، تفتقر إلى الشرعية والقبول الداخلي.
وأضافت الصحيفة أن "طالبان"، التي "قضت على جميع الجماعات والأقليات العرقية والدينية" ولا تحترم أبسط حقوق النساء وترفض التفاوض، "هل تستحق زيارة على مستوى وزير الخارجية؟".

طالب مئات من أعضاء البرلمان ومجلس اللوردات البريطاني، في رسالة إلى رئيس الوزراء، كير ستارمر، بإدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
ووقّع على هذه الرسالة، التي نُشرت اليوم السبت 17 مايو (أيار)، أكثر من 550 نائبًا، من بينهم شخصيات بارزة، مثل الزعيم السابق لحزب المحافظين، إيان دانكن سميث، ووزيرة الداخلية السابقة، سويلا برافرمان.
وجاء في الرسالة: "إن مهادنة نظام يوشك على الانهيار تُعد خيانةً للقيم الديمقراطية. إن هذا التراخي يمنح النظام الإيراني جرأة على مواصلة سياساته القمعية ويقوّض الأمن العالمي، لأن طهران لا تزال تواصل طموحاتها النووية وأعمالها الإرهابية".
وتأتي هذه المطالبات تزامنًا مع تصاعد القلق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ومع توجيه اتهامات بالتجسس لثلاثة مواطنين إيرانيين داخل المملكة المتحدة.
وكانت الشرطة البريطانية قد اتهمت، يوم السبت 17 مايو، ثلاثة مواطنين إيرانيين في لندن بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وقد تم تقديم النظام الإيراني رسميًا إلى المحكمة باعتباره تهديدًا للأمن القومي البريطاني.
وتشير التقارير إلى أن من بين أعمال هؤلاء الثلاثة كان المراقبة والتعرف على صحافيين مرتبطين بقناة "إيران إنترناشيونال".
قانون "الحجاب والعفاف" وأزمة حقوق الإنسان
من جانبه، انضم الزعيم السابق لحزب العمال، نيل كينوك، إلى المطالبين بتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، محذرًا من أن أزمة حقوق الإنسان في إيران تزداد سوءًا.
وأشار النواب البريطانيون، في رسالتهم، إلى قانون "الحجاب والعفاف" في إيران، واصفين إياه بأنه "أداة لقمع النساء اللواتي يتقدمن الصفوف في الحركات الاحتجاجية، ويهدف إلى منع أي انتفاضات مستقبلية".
كما شددوا على أنه مع إغلاق كل السبل السياسية في الداخل الإيراني، يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بحق الشعب الإيراني في تغيير نظام الحكم، ويصنّف الحرس الثوري رسميًا كمنظمة إرهابية.
ردود فعل حكومية وتصريحات النواب
في 6 مايو الجاري، قال نائب وزير الداخلية لشؤون الأمن، دان جارويس، ردًا على انتقاد برلماني لتأخر الحكومة البريطانية في اتخاذ قرار ضد الحرس الثوري الإيراني، إن هذا الملف قيد المراجعة الجادة، مضيفًا أن الحكومة لن تتردد في اتخاذ خطوات جديدة إذا لزم الأمر.
وبدوره، قال منسق بيان الإدانة ضد الحرس الثوري الإيراني، النائب المحافظ بوب بلاكمان: "لقد حان الوقت لتغيير السياسة البريطانية تجاه إيران"، مشيرًا إلى قضية التجسس ضد المواطنين الثلاثة في لندن.
وأضاف: "لقد وصل إرهاب النظام الإيراني إلى الأراضي البريطانية. تم إحباط مؤامرة إرهابية خطيرة كان بعض الإيرانيين ضالعين فيها مؤخرًا".
وبحسب التقارير، فإن التهم الموجهة إلى مصطفى سبهوند، وفرهاد جوادي منش وشابور نوري قلعه علي خاني، الذين تم اعتقالهم في منتصف مايو الجاري، تتعلق بـ "جمع معلومات والتخطيط لتنفيذ أعمال عنف".
وأصدر وزير الداخلية البريطاني بيانًا رسميًا، في أعقاب هذه الاتهامات، مؤكدًا أن إيران يجب أن تتحمل المسؤولية عن أفعالها.
استمرار المساعي لتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية
سبق أن طالب عدد من النواب والسياسيين من مختلف الدول بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية؛ بسبب تورطه في أعمال إرهابية خارج الحدود الإيرانية.
وفي 14 مايو الجاري، شارك نواب بارزون وخبراء أمنيون ومدافعون عن حقوق الإنسان في جلسة داخل البرلمان الأوروبي، دعوا خلالها إلى إدراج الحرس الثوري في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.
وكانت السعودية والبحرين أول دولتين تصنفان الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، بسبب دعمه لجماعات إرهابية في المنطقة، خصوصًا في اليمن.
كما صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب في عام 2019، وتبعتها كندا في يونيو (حزيران) 2024 بإدراجه ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية.

أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن ثقته بأنه سيتوصل إلى حل مع إيران، سواء بالعنف أو بدونه، مؤكدًا أن دول منطقة الشرق الأوسط مهددة بشدة بسبب وجود النظام الإيراني، الذي يمثل الخطر الرئيس عليها.
وقال ترامب، في مقابلة له مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بُثت يوم الجمعة 16 مايو (أيار): "أنا متأكد بنسبة مائة بالمائة من أنني سأتوصّل إلى حل مع إيران. سنحلّ هذه المسألة بأي طريقة كانت؛ إما بالعنف أو بدون عنف".
وأضاف: "أنا لا أرغب في اندلاع صراع. أنا أعرف الكثير من الإيرانيين، من نيويورك، ومن واشنطن، ومن أماكن مختلفة. هؤلاء أناس رائعون. يجب أن يُنظر إليهم كأشخاص عاديين. لا أريد أن يتطور الأمر إلى العنف، ولكن أقول شيئًا واحدًا بكل تأكيد: لن يحصلوا أبدًا على سلاح نووي".
وأوضح ترامب: "فيما يتعلق بالبرنامج النووي المدني، كما قلت، نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق. أعتقد أنهم فعلاً يريدون التوصل إلى اتفاق. انظر، لقد قلت لإيران إنه إذا توصلنا إلى اتفاق، فإنهم سيكونون فعلاً سعداء. ولكن الأهم من كل شيء، أنني قلت لهم شيئًا ببساطة شديدة. ليلة البارحة، كان أحدهم على شاشة التلفاز يدافع عن موقفي، لكن لم يعجبني، لأنه قال: ما زال لدينا وقت. لا، ليس لدينا وقت. لم يتبقَ الكثير من الوقت، يجب ألا تصل إيران إلى السلاح النووي. إذا وصلت، فسيكون الموضوع مختلفًا تمامًا. ستتغير القضية كليًا".
وكان ترامب، قبل ساعات من هذه المقابلة، قد صرح للصحافيين على متن الطائرة، في ختام زيارته للشرق الأوسط، بأن الولايات المتحدة قدمت عرضًا محددًا للنظام الإيراني بشأن الاتفاق النووي.
وقال ترامب: "لقد تلقوا عرضًا، ولكن الأهم من كل شيء هو أنهم يعرفون أن عليهم التحرك بسرعة، وإلا فإن شيئًا سيئًا سيحدث".
ولم يُشر ترامب إلى تفاصيل هذا العرض، لكن موقع "أكسيوس" الإخباري كان قد أفاد، نقلاً عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين، بأن الحكومة الأميركية، خلال الجولة الرابعة من المفاوضات النووية مع إيران في سلطنة عُمان، قدمت عرضًا رسميًا بشأن الاتفاق النووي إلى طهران.
وقد سُلِّم هذا العرض، يوم الأحد 11 مايو الجاري، بواسطة المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط ورئيس وفد واشنطن المفاوض مع طهران، ستيف ويتكوف، إلى وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، الذي نقل بدوره هذا العرض إلى طهران، من أجل التشاور مع المرشد علي خامنئي، ومسؤولين إيرانيين كبار آخرين.
ومع ذلك، فقد صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم أمس الجمعة، ردًا على تصريحات الرئيس الأميركي، بأن إيران لم تتلقَ أي عرض مكتوب من الولايات المتحدة.
وقال عراقجي: "خلال المفاوضات قُدِّمت بعض الأفكار مكتوبة للطرف الآخر، لكننا لم نتلقَ حتى الآن أي فكرة مكتوبة".
كما كتب في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس": "لا يوجد أي سيناريو تتخلى فيه إيران عن حقها المكتسب في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية".
وأضاف عراقجي: "رغم ذلك، فإن إيران ما زالت حازمة وشفافة: احترموا حقوقنا وارفعوا عقوباتكم، حينها سيكون هناك اتفاق".
وأكد قائلًا: "نحن دائمًا نرحب بالحوار القائم على الاحترام المتبادل، ودائمًا نرفض أي إملاءات أو شروط".
الخطر الكبير للنظام الإيراني على المنطقة
وأكد الرئيس الأميركي، في مقابلته مع شبكة "فوكس نيوز"، التي بُثت أمس أن "الشرق الأوسط كان دائمًا في نظري منطقة رائعة. ولكن دول المنطقة مهددة بشدة بسبب وجود النظام الإيراني، الذي يمثل الخطر الرئيس عليها".
وتابع ترامب: "إيران تجعل دول المنطقة تبدو ضعيفة، لكنني لا أراها ضعيفة، لأنني أعتقد أننا نمتلك أقوى جيش في العالم، ونحن الآن نعززه بسرعة وبشكل غير مسبوق".
وأضاف: "إيران تمتلك موارد نفطية هائلة. موارد يمكن أن تدوم لـ 300 عام. الناس لا يدركون أن إيران من بين كبرى الدول في العالم من حيث احتياطات النفط. وليس فقط من حيث الكمية، بل أيضًا من حيث الجودة؛ فلديهم نفط نقي وممتاز، ولا يحتاجون إلى إنفاق أموال طائلة على الطاقة أو عمليات معقدة لصهر الصخور لاستخراجه. نفطهم نقي ولا يتطلب عمليات معالجة باهظة".
وأردف ترامب: "الآن، السؤال هو: بلد يمتلك هذا القدر من النفط والغاز، لماذا يحتاج إلى برنامج نووي مدني؟ فقط لأسباب ظاهرية أو بدافع (الصواب السياسي)؟ أنا لا أفهم ذلك. إذا كانت الدولة لا تمتلك نفطًا، نعم، يمكن فهم السعي لبرنامج نووي مدني. لكن عندما تجلس على واحد من أكبر احتياطات النفط في العالم، لماذا تحتاج إلى الطاقة النووية؟ أنا أسميه (نووي مدني)، لكنه فعلًا أمر يثير التساؤل".
وفي ختام المقابلة، أكد دونالد ترامب مرة أخرى: "لو كنت رئيسًا خلال السنوات الأربع الماضية، لما كان لدى إيران المال لتمويل حماس، وحزب الله، والحوثيين. نحن نعرف 28 جماعة وكيلة، كانت ستفلس لو كنت في الرئاسة في تلك الفترة".

أعلنت شرطة العاصمة البريطانية لندن أن 3 مواطنين إيرانيين في لندن متهمون بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام الإيراني. وتشمل التهم الموجهة إليهم "جمع معلومات" و"التخطيط لأعمال عنف".
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي تُوجَّه فيها مثل هذه الاتهامات ضد إيران بموجب قانون الأمن القومي البريطاني.
وجاء في بيان صدر عن شرطة العاصمة (ميتروبوليتان)، اليوم السبت 17 مايو (أيار) 2025، أن التحقيقات في القضية جرت بإشراف وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة، وبتنسيق مع النيابة العامة الملكية البريطانية، التي منحت الإذن الرسمي لتوجيه الاتهامات لهؤلاء الأفراد.
وبحسب البيان، فإن تحقيقات وحدة مكافحة الإرهاب أسفرت عن توجيه تهم لهؤلاء الأشخاص بموجب قانون الأمن القومي لعام 2023.
تجدر الإشارة إلى أن المتهمين الثلاثة هم:
1. مصطفى سبهوند- ويبلغ من العمر 39 عامًا (من مواليد 22 سبتمبر (أيلول) 1985)، ويقيم في منطقة "سانت جونز وود" في لندن.
2. فرهاد جوادي منش- ويبلغ من العمر 44 عامًا (من مواليد 22 سبتمبر 1980)، ويقيم في "كنزال رايز" بلندن.
3. شابور قله علي خاني نوري- ويبلغ من العمر 55 عامًا (من مواليد 23 سبتمبر 1969)، ويقيم في "إيلينغ" بلندن.
ويتهم الثلاثة بالمشاركة في أنشطة يُزعم أنها تصب في خدمة جهاز استخباراتي أجنبي، وهو جهاز الاستخبارات الإيرانية، وذلك في الفترة ما بين 14 أغسطس (آب) 2024، و16 فبراير (شباط) 2025.
ووفقًا للبيان، فقد تم القبض عليهم يوم السبت 3 مايو 2025، بموجب المادة 27 من قانون الأمن القومي لعام 2023، ووُضعوا رهن الاحتجاز، والذي تم تمديده إلى السبت 17 مايو 2025، موعد انعقاد جلسة المحاكمة التمهيدية.
تفاصيل التهم:
• مصطفى سبهوند متهم بالمشاركة في أنشطة تشمل "المراقبة، والتعرف، وجمع معلومات عبر المصادر المفتوحة" خلال الفترة المذكورة، بهدف تنفيذ أعمال عنف خطيرة ضد شخص ما داخل المملكة المتحدة.
• أما فرهاد جوادي منش، وشابور نوري، فيواجهان تهمًا بالمشاركة في أنشطة مراقبة وتحديد أهداف، يُعتقد أنها كانت تهدف إلى تمكين آخرين من تنفيذ أعمال عنف خطيرة داخل بريطانيا.
وفي السياق، قال دومينيك مورفي، من وحدة مكافحة الإرهاب بشرطة العاصمة: "هذه اتهامات خطيرة للغاية بموجب قانون الأمن القومي، وهي نتيجة لتحقيق معقد وسريع الإيقاع. منذ لحظة اعتقالهم قبل أسبوعين، عمل محققونا على مدار الساعة بالتعاون مع زملائنا في النيابة الملكية للوصول إلى هذه المرحلة".
وأضاف: "نحن على تواصل مع الأشخاص المتأثرين مباشرة بهذه القضية، ونواصل تقديم الدعم لهم. والآن بعد توجيه التهم، نرجو من الجمهور الامتناع عن التكهنات حتى تأخذ الإجراءات القضائية مجراها بشكل سليم".
ومن المقرر أن يمثل المتهمون الثلاثة اليوم السبت أمام محكمة ويستمنستر ماجستريتس في لندن.
يُشار إلى أن رجلا رابعا يبلغ من العمر 31 عاما، تم اعتقاله في الجمعة 9 مايو 2025، في إطار نفس التحقيق، واحتُجز أيضًا بموجب المادة 27 من قانون الأمن القومي، وتم تمديد احتجازه حتى الجمعة 16 مايو 2025، قبل أن يتم إطلاق سراحه في الخميس 15 مايو 2025 من دون توجيه أي تهمة إليه.

أعلن قاضي المحكمة الجنائية المركزية في إنجلترا وويلز تمديد حبس المتهمَين في قضية الاعتداء على مقدم البرامج في قناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، حتى موعد جلسة المحاكمة الرسمية المقررة في مايو (أيار) من العام المقبل.
وقد عُقدت الجلسة التمهيدية للمتهمَين: نانديتو باديا وجورج ستانا، وهما من رومانيا، اليوم الجمعة 16 مايو، في لندن؛ حيث شارك المتهمان في الجلسة عبر الفيديو، وأجابا عن الأسئلة بمساعدة مترجم.
ونفى المتهمان، خلال الجلسة، التهم الموجهة إليهما وأكدا براءتهما.
ووجِهت لهما تهمة "إحداث إصابة متعمدة بقصد التسبب بأذى جسدي بالغ".
وكان من المقرر عقد هذه الجلسة التمهيدية في أبريل (نيسان) الماضي، لكنها تأجلت خمسة أسابيع بأمر من قاضي المحكمة الجنائية المركزية في إنجلترا وويلز.
وقد تعرّض بوريا زراعتي في 29 مارس (آذار) 2024 لاعتداء عند خروجه من منزله في حي ويمبلدون بلندن؛ حيث أُصيب في ساقه، وغادر المستشفى بعدها بيومين.
ووصفت صحيفة ديلي ميل في 7 أبريل (نيسان) الماضي الأعمال التخريبية، التي يرتكبها النظام الإيراني في بريطانيا، بأنها "حقيقة مخيفة"، مشيرة إلى أن طهران تنظم هجمات على الطريقة الإجرامية في شوارع بريطانيا بانتظام.
العلاقة الوثيقة بين إيران والعصابات الإجرامية
أفادت وسائل إعلام ومسؤولون في عدد من الدول الغربية مرارًا بأن النظام الإيراني يستخدم جماعات إجرامية منظمة لاستهداف معارضيه بالخارج.
وفي يوليو (تموز) من العام الماضي، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا عن عمليات تقودها طهران لاستهداف صحافيين معارضين في أوروبا، وذكرت بوريا زراعتي، والصحافي الآخر في "إيران إنترناشيونال"، مهران عباسيان، كهدفيَن لتلك العمليات.
وفي وقت سابق، وتحديدًا في ديسمبر (كانون الأول) 2023، أفادت شبكة "ITV" البريطانية بأن جواسيس الحرس الثوري عرضوا في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 على أحد مهربي البشر مبلغ 200 ألف دولار مقابل اغتيال المذيعين بقناة "إيران إنترناشيونال"، فرداد فرحزاد وسيما ثابت.
كما ذكرت قناة التلفزيون الهولندي في أبريل الماضي أن تهديدات النظام الإيراني ضد معارضيه في هولندا أثارت "قلقًا جديًا" لدى أجهزة الأمن في البلاد.

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في حديث مع الصحافيين على متن الطائرة، بعد ختام زيارته إلى الشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة قدمت عرضًا رسميًا إلى إيران بخصوص الاتفاق النووي.
وقال ترامب: "لقد تلقوا عرضًا، لكن الأهم من ذلك هو أنهم يعلمون أنه يجب عليهم التحرك بسرعة، وإلا فإن أمرًا سيئًا سيحدث".
ولم يُشر ترامب إلى تفاصيل العرض، لكن موقع "أكسيوس" الإخباري كان قد نقل سابقًا عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين أن واشنطن قدّمت عرضًا رسميًا لطهران خلال الجولة الرابعة من المفاوضات النووية، التي جرت في سلطنة عُمان، يوم الأحد الماضي.
وبحسب الموقع، فقد تم تسليم هذا العرض، يوم الأحد 11 مايو (أيار) الجاري، من قِبل المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط ورئيس الوفد التفاوضي الأميركي مع طهران، ستيف ويتكوف، إلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي قام بدوره بنقل العرض إلى طهران؛ للتشاور مع المرشد علي خامنئي وكبار المسؤولين الإيرانيين.
ووفقًا لما أورده "أكسيوس"، فقد طرح ويتكوف هذا العرض أيضًا خلال جلسة لمجلس الأمن الأسبوع الماضي، واصفًا إياه بأنه "جميل" و"كبير جدًا"، ومع ذلك أكد أن المفاوضات "لا تزال بحاجة إلى تقدم".
وقال ترامب، في اليوم الأخير من جولته بمنطقة الشرق الأوسط، الجمعة 16 مايو، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، إن حكومته تواجه "قضية تُدعى إيران"، وإنه سيعمل على حلها "بأي وسيلة كانت".
وأضاف ترامب: "سأتعامل مع إيران بنسبة 100 في المائة. قد يتم الأمر بشكل جيد، أو لا. وإذا لم يتم، فلن يكون ذلك سارًا بالنسبة لهم".
وقبل هذه التصريحات، وصف وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، القضية النووية الإيرانية بأنها "عاجلة"، وأكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ودول المنطقة، بل وأي دولة في العالم، لا تريد أن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا.
وقال روبيو، اليوم الجمعة، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "مشكلتنا ليست مع الشعب الإيراني، فهو شعب مسالم، ذو حضارة قديمة وثقافة نحترمها كثيرًا. مشكلتنا مع نظام ديني يقف خلف كل الأزمات في المنطقة".
وأضاف: "الحوثيون والميليشيات، التي تشن هجمات من العراق وسوريا، جميعهم مرتبطون بالنظام الإيراني. كل الاضطرابات في سوريا جذورها في طهران".
وتابع قائلاً: "هذا النظام يردد كل يوم وكل جمعة شعارات (الموت لإسرائيل) و(الموت لأميركا)، ولا بد أن نأخذ هذه الشعارات على محمل الجد. نظام كهذا يجب ألا يمتلك سلاحًا نوويًا، وقد أوضح الرئيس ترامب أنه لن يسمح بحدوث ذلك".
وكان ترامب قد صرّح، يوم الأربعاء 14 مايو الجاري، بأن طهران "وافقت إلى حد ما" على الشروط، التي وضعتها واشنطن في المفاوضات النووية، مما يشير إلى احتمال كسر الجمود الطويل في المحادثات بين إيران والولايات المتحدة.
وحتى الآن، عُقدت أربع جولات من المفاوضات النووية بين الجانبين.
وخلال زيارته إلى قطر، قال ترامب: "لقد اقتربنا كثيرًا من التوصل إلى اتفاق. ربما قرأتم اليوم أن إيران وافقت إلى حد ما على شروطنا. لن نسمح بأي أنشطة نووية في إيران".
وأكد مجددًا أن الهدف الأساسي لحكومته هو منع النظام الإيراني من امتلاك سلاح نووي، قائلاً: "يجب ألا يمتلكوا سلاحًا نوويًا. هذا كل شيء. الأمر بسيط للغاية".
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد نقلت عن مصادر مطلعة، يوم 7 مايو الجاري، أن الخلاف الرئيس بين الطرفين يدور حول استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وهو ما ألقى بظلاله على مواصلة المحادثات.