ترامب: نظام طهران يمثل خطرا على المنطقة.. وسنصل إلى حل مع إيران بالعنف أو بدونه

أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن ثقته بأنه سيتوصل إلى حل مع إيران، سواء بالعنف أو بدونه، مؤكدًا أن دول منطقة الشرق الأوسط مهددة بشدة بسبب وجود النظام الإيراني، الذي يمثل الخطر الرئيس عليها.
وقال ترامب، في مقابلة له مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بُثت يوم الجمعة 16 مايو (أيار): "أنا متأكد بنسبة مائة بالمائة من أنني سأتوصّل إلى حل مع إيران. سنحلّ هذه المسألة بأي طريقة كانت؛ إما بالعنف أو بدون عنف".
وأضاف: "أنا لا أرغب في اندلاع صراع. أنا أعرف الكثير من الإيرانيين، من نيويورك، ومن واشنطن، ومن أماكن مختلفة. هؤلاء أناس رائعون. يجب أن يُنظر إليهم كأشخاص عاديين. لا أريد أن يتطور الأمر إلى العنف، ولكن أقول شيئًا واحدًا بكل تأكيد: لن يحصلوا أبدًا على سلاح نووي".
وأوضح ترامب: "فيما يتعلق بالبرنامج النووي المدني، كما قلت، نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق. أعتقد أنهم فعلاً يريدون التوصل إلى اتفاق. انظر، لقد قلت لإيران إنه إذا توصلنا إلى اتفاق، فإنهم سيكونون فعلاً سعداء. ولكن الأهم من كل شيء، أنني قلت لهم شيئًا ببساطة شديدة. ليلة البارحة، كان أحدهم على شاشة التلفاز يدافع عن موقفي، لكن لم يعجبني، لأنه قال: ما زال لدينا وقت. لا، ليس لدينا وقت. لم يتبقَ الكثير من الوقت، يجب ألا تصل إيران إلى السلاح النووي. إذا وصلت، فسيكون الموضوع مختلفًا تمامًا. ستتغير القضية كليًا".
وكان ترامب، قبل ساعات من هذه المقابلة، قد صرح للصحافيين على متن الطائرة، في ختام زيارته للشرق الأوسط، بأن الولايات المتحدة قدمت عرضًا محددًا للنظام الإيراني بشأن الاتفاق النووي.
وقال ترامب: "لقد تلقوا عرضًا، ولكن الأهم من كل شيء هو أنهم يعرفون أن عليهم التحرك بسرعة، وإلا فإن شيئًا سيئًا سيحدث".
ولم يُشر ترامب إلى تفاصيل هذا العرض، لكن موقع "أكسيوس" الإخباري كان قد أفاد، نقلاً عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين، بأن الحكومة الأميركية، خلال الجولة الرابعة من المفاوضات النووية مع إيران في سلطنة عُمان، قدمت عرضًا رسميًا بشأن الاتفاق النووي إلى طهران.
وقد سُلِّم هذا العرض، يوم الأحد 11 مايو الجاري، بواسطة المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط ورئيس وفد واشنطن المفاوض مع طهران، ستيف ويتكوف، إلى وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، الذي نقل بدوره هذا العرض إلى طهران، من أجل التشاور مع المرشد علي خامنئي، ومسؤولين إيرانيين كبار آخرين.
ومع ذلك، فقد صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم أمس الجمعة، ردًا على تصريحات الرئيس الأميركي، بأن إيران لم تتلقَ أي عرض مكتوب من الولايات المتحدة.
وقال عراقجي: "خلال المفاوضات قُدِّمت بعض الأفكار مكتوبة للطرف الآخر، لكننا لم نتلقَ حتى الآن أي فكرة مكتوبة".
كما كتب في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس": "لا يوجد أي سيناريو تتخلى فيه إيران عن حقها المكتسب في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية".
وأضاف عراقجي: "رغم ذلك، فإن إيران ما زالت حازمة وشفافة: احترموا حقوقنا وارفعوا عقوباتكم، حينها سيكون هناك اتفاق".
وأكد قائلًا: "نحن دائمًا نرحب بالحوار القائم على الاحترام المتبادل، ودائمًا نرفض أي إملاءات أو شروط".
الخطر الكبير للنظام الإيراني على المنطقة
وأكد الرئيس الأميركي، في مقابلته مع شبكة "فوكس نيوز"، التي بُثت أمس أن "الشرق الأوسط كان دائمًا في نظري منطقة رائعة. ولكن دول المنطقة مهددة بشدة بسبب وجود النظام الإيراني، الذي يمثل الخطر الرئيس عليها".
وتابع ترامب: "إيران تجعل دول المنطقة تبدو ضعيفة، لكنني لا أراها ضعيفة، لأنني أعتقد أننا نمتلك أقوى جيش في العالم، ونحن الآن نعززه بسرعة وبشكل غير مسبوق".
وأضاف: "إيران تمتلك موارد نفطية هائلة. موارد يمكن أن تدوم لـ 300 عام. الناس لا يدركون أن إيران من بين كبرى الدول في العالم من حيث احتياطات النفط. وليس فقط من حيث الكمية، بل أيضًا من حيث الجودة؛ فلديهم نفط نقي وممتاز، ولا يحتاجون إلى إنفاق أموال طائلة على الطاقة أو عمليات معقدة لصهر الصخور لاستخراجه. نفطهم نقي ولا يتطلب عمليات معالجة باهظة".
وأردف ترامب: "الآن، السؤال هو: بلد يمتلك هذا القدر من النفط والغاز، لماذا يحتاج إلى برنامج نووي مدني؟ فقط لأسباب ظاهرية أو بدافع (الصواب السياسي)؟ أنا لا أفهم ذلك. إذا كانت الدولة لا تمتلك نفطًا، نعم، يمكن فهم السعي لبرنامج نووي مدني. لكن عندما تجلس على واحد من أكبر احتياطات النفط في العالم، لماذا تحتاج إلى الطاقة النووية؟ أنا أسميه (نووي مدني)، لكنه فعلًا أمر يثير التساؤل".
وفي ختام المقابلة، أكد دونالد ترامب مرة أخرى: "لو كنت رئيسًا خلال السنوات الأربع الماضية، لما كان لدى إيران المال لتمويل حماس، وحزب الله، والحوثيين. نحن نعرف 28 جماعة وكيلة، كانت ستفلس لو كنت في الرئاسة في تلك الفترة".