وزير الخارجية اللبناني لنظيره الإيراني: لا أموال لإعادة إعمار لبنان دون نزع سلاح حزب الله

قال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، خلال لقائه مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، في بيروت اليوم الثلاثاء 3 يونيو (حزيران)، إنه لن تكون هناك أموال لإعادة إعمار لبنان دون نزع سلاح حزب الله.

وقبل ساعات من هذا اللقاء، أعرب عراقجي في مطار بيروت عن أمله في بدء فصل جديد من العلاقات الثنائية يقوم على "المصالح المتبادلة".

ونقلت قناة "الحدث"، اليوم الثلاثاء، عن مصادر مطلعة، أن رجي أبلغ عراقجي أن "المغامرات العسكرية" لحزب الله لم تنهِ "احتلال" إسرائيل للبنان.

وأضاف رجي أن هذه المغامرات العسكرية وضعت لبنان في ظروف صعبة، وأن حل الأزمة لا يمكن إلا من خلال الدبلوماسية.

وكان عراقجي قد التقى صباح الثلاثاء، بعد وصوله إلى بيروت، برئيس الجمهورية ووزير الخارجية اللبناني.

ووفقًا لقناة "الحدث"، حذر وزير الخارجية اللبناني نظيره الإيراني من أنه دون نزع سلاح حزب الله، لن تكون هناك أموال لإعادة إعمار لبنان.

وأكد رجي أيضًا أن التنسيق بين طهران وبيروت يجب أن يتم فقط عبر الحكومة اللبنانية.

وقال عراقجي قبل ساعات من وصوله إلى مطار رفيق الحريري إن إيران دعمت دائمًا "سيادة لبنان ووحدة أراضيه"، وستواصل دعمها ضد "الاحتلال" الإسرائيلي لهذا البلد.

وأضاف: "هذا بالطبع يعني دعم دولة صديقة لأصدقائها في لبنان، ولا يعني بأي حال من الأحوال التدخل في الشؤون اللبنانية. لا يحق لأي دولة في المنطقة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في المنطقة".

تراجع نفوذ حزب الله في لبنان

في الأشهر الأخيرة، ضعف حزب الله بشكل كبير نتيجة تدمير بنيته التحتية العسكرية في الهجمات الإسرائيلية، ومقتل قادته وكوادره البارزين، بما في ذلك حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.

ووفرت هذه الضربات، يليها إقرار هدنة، فرصة للحكومة اللبنانية لاستعادة سلطتها بعد سنوات من نفوذ حزب الله.

خلال الأشهر الماضية، وبالتزامن مع تقدم الجيش اللبناني في تفكيك مواقع ومستودعات الأسلحة التابعة لحزب الله ومصادرة الذخائر والأسلحة في جنوب البلاد، بذلت الحكومة اللبنانية جهودًا، بدعم من الولايات المتحدة، لاستعادة السيطرة على مطار بيروت.

وحذرت إسرائيل مرارًا من أن إيران تمول حزب الله عبر هذا المطار. كما قال مسؤولون لبنانيون إن حزب الله استغل المطار لسنوات في عمليات التهريب وتعزيز نفوذه.

كما فقدت الجماعة، بعد سقوط نظام بشار الأسد، المسارات الرئيسية لنقل الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر سوريا.

وتطلع عراقجي لبدء فصل جديد في العلاقات مع لبنان على أساس "المصالح المتبادلة"
وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن وزير الخارجية اللبناني أكد خلال لقائه مع عراقجي أن بيروت تعول على اهتمام إيران بـ"أمنها واستقرارها وسلامتها الداخلية"، لتتمكن من التغلب على التحديات الكبيرة التي تواجهها.

وأضاف رجي أن هذه التحديات تشمل الجهود الدبلوماسية لـ"تحرير الأراضي المحتلة من إسرائيل ووقف اعتداءاتها المستمرة"، وتوسيع سيادة الحكومة اللبنانية على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة.

وأشار إلى أن لبنان يسعى للحصول على ضمانات من "الدول الصديقة" بأن الدعم سيتم فقط عبر الحكومة والمؤسسات الرسمية، لتمكين الحكومة من لعب دورها في إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي.

ونجح لبنان، بعد أشهر من الجمود السياسي وعرقلة حزب الله، في يناير (كانون الثاني) الماضي، في انتخاب جوزيف عون رئيسًا جديدًا للجمهورية، وهو شخصية مدعومة من الولايات المتحدة، ويسعى الآن من خلال تعزيز الجيش إلى خلق توازن ضد نفوذ حزب الله.

وأكد نواف سلام، رئيس الوزراء اللبناني الجديد، أواخر مايو (أيار)، أن "عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهى"، مضيفًا: "لن نسكت عن وجود أسلحة خارجة عن سيطرة الدولة".

وقال عراقجي لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري في بيروت إن مناقشة العلاقات الثنائية ستكون من المحاور الرئيسية للقاءاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين.

وأعرب عن أمله في أن تشهد العلاقات بين طهران وبيروت، في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة والظروف الجديدة في لبنان، "فصلًا جديدًا من العلاقات المحترمة" على أساس "المصالح المتبادلة".