اعتقال أذربيجاني في قبرص للاشتباه بتعاونه مع الحرس الثوري الإيراني وتخطيطه لهجوم إرهابي

أعلنت الشرطة القبرصية أنها ألقت القبض على رجل من أذربيجان، يُشتبه بتعاونه مع الحرس الثوري الإيراني، وتخطيطه لشنّ هجوم إرهابي على أراضي البلاد.

أعلنت الشرطة القبرصية أنها ألقت القبض على رجل من أذربيجان، يُشتبه بتعاونه مع الحرس الثوري الإيراني، وتخطيطه لشنّ هجوم إرهابي على أراضي البلاد.
وذكرت وسائل إعلام قبرصية أن هذا الشخص موجود في قبرص منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، وكان يخطط لتنفيذ عملية إرهابية في البلاد.
مراقبة منشآت عسكرية باستخدام معدات متطورة
ذكرت صحيفة "فيللفتروس"، كبرى الصحف اليومية في قبرص، أن المشتبه به قد مَثُل، يوم الجمعة 20 يونيو (حزيران)، أمام محكمة منطقة ليماسول، والتي أصدرت أمرًا بحبسه احتياطيًا لمدة ثمانية أيام لاستكمال التحقيقات.
ومن جانبها، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بأن الشرطة القبرصية رفضت تقديم مزيد من التفاصيل، مبرّرة ذلك بـ "اعتبارات تتعلق بالأمن القومي".
كما نقلت عدة وسائل إعلام قبرصية، بينها موقع ANT1"" الإخباري، أن الرجل تم اعتقاله في منطقة زاكاكي بمدينة ليماسول الساحلية.
وكان يُشاهد بانتظام، منذ منتصف أبريل الماضي، قرب منشأتين عسكريتين هما: قاعدتا أكروتيري الجوية الملكية البريطانية، وأندرياس باباندريو العسكرية التابعة للجيش القبرصي في غرب منطقة بافوس.
وأشارت التقارير إلى أن المشتبه به كان يستخدم كاميرا احترافية وعدسة تليفوتو وثلاثة هواتف محمولة، وكان يقوم بتصوير منشآت عسكرية بشكل يومي تقريبًا.
قبرص.. نقطة عبور حساسة في قلب النزاع الإقليمي
تكتسب جزيرة قبرص أهمية متزايدة في ظل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، حيث أصبحت محطة عبور رئيسة للمسافرين من وإلى الشرق الأوسط.
ويُستخدم مطارها بشكل مكثف من قِبل المدنيين الإسرائيليين والأجانب، خصوصًا بعد إغلاق جزء كبير من المجال الجوي الإسرائيلي وإلغاء العديد من الرحلات الجوية.
وفي هذا السياق، تم تعزيز الإجراءات الأمنية في قبرص، ورفعت السلطات درجة التأهب لأي نشاطات مشبوهة.
وأوضحت الجهات القبرصية أن الجرائم المرتبطة بالإرهاب نادرة جدًا في البلاد، لكن اليقظة زادت مع تصاعد التوترات الإقليمية.
الحرس الثوري وتورطه في محاولات اعتداء بقبرص
في يوليو (تموز) 2023، أفادت وسائل إعلام قبرصية بأنه تم إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف مواطنين إسرائيليين على الأراضي القبرصية، وأُعلن في حينه أن "هذه المؤامرة الإرهابية كانت على صلة بالحرس الثوري الإيراني".
وبحسب التقارير، فقد جرى اعتقال عدد من المتورطين في العملية بالتنسيق بين أجهزة الاستخبارات القبرصية والأميركية والإسرائيلية، لكن المشتبه به الرئيسي في التنظيم نجح في الفرار من البلاد.
وأكّدت السلطات القبرصية أنها كانت تراقب هذا الشخص بشكل دائم، وهو ما ساعد في إحباط الهجوم، لكنها لم تتمكن من القبض عليه قبل مغادرته.

نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" عن مسؤولين أميركيين مطلعين على المسار الدبلوماسي أن النظام الإيراني أظهر مؤشرات تدل على استعداده لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.
ووفقاً للتقرير الذي نُشر يوم الأربعاء 18 يونيو (حزيران)، يعتقد المسؤولون الأميركيون أن النظام الإيراني في موقف ضعف، وقد يُضطر للعودة إلى طاولة المفاوضات وقبول اتفاقية تتضمن التخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم.
وأضافت "إيه بي سي نيوز" أنه في حال عودة النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات وموافقته على وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، فقد تشهد الأيام القليلة المقبلة عقد اجتماع رفيع المستوى بحضور ستيف ويتكوف، الممثل الخاص لترامب في شؤون الشرق الأوسط، وربما حتى جي.دي. فانس نائب رئيس الولايات المتحدة.
ونُشر هذا التقرير في وقت تستمر فيه الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والنظام الإيراني، وتتصاعد التكهنات حول احتمال موافقة ترامب على مشاركة الولايات المتحدة في حملة عسكرية ضد النظام الإيراني.
وقبل الهجوم الإسرائيلي، شاركت طهران وواشنطن في خمس جولات من المفاوضات برعاية مسقط، لكن بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية قبل 48 ساعة فقط من الجولة السادسة، أدت في النهاية إلى انسحاب النظام الإيراني من متابعة هذه المحادثات.
وبعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي، تشير التقارير إلى احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في الهجوم على مواقع النظام الإيراني داخل إيران.
وأفادت "إي بي سي نيوز" في متابعة تقريرها بأن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة، حيث ستحدد ما إذا كانت هناك فرصة متبقية لحل دبلوماسي مع النظام الإيراني أم أن ترامب سيلجأ إلى الخيار العسكري.
ووفقاً للتقرير، فإن استئناف المفاوضات سيكون ممكناً فقط في حال "استجابة فورية" من النظام الإيراني، خاصة أن ترامب كان قد حذر سابقاً من أن صبره تجاه تطورات الشرق الأوسط أوشك على النفاد.
ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة أن ترامب "أعرب عن استيائه من عجز إيران غير المستقرة عن تقديم ردود فورية لإدارته، ولا يرغب في أن تتطور الأحداث لتبدو وكأن طهران قد أبطلت تهديداته العسكرية".
وفي 17 يونيو (حزيران)، نشر ترامب رسالة على منصة "تروث سوشال" الاجتماعية أعلن فيها أنه على علم بمكان اختباء علي خامنئي، مرشد النظام الإيراني، لكنه قال إنه "في الوقت الحالي" لا توجد خطة لاستهدافه.
وأكد الرئيس الأميركي أيضاً أنه يريد "استسلاماً كاملاً" من النظام الإيراني.
وعُقد اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي في 17 يونيو (حزيران) بأمر من ترامب لبحث الحرب بين النظام الإيراني وإسرائيل وتقييم احتمال تدخل واشنطن المباشر في العمليات العسكرية، وانتهى بعد حوالي ساعة.
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن ثلاثة مسؤولين أميركيين أن ترامب يدرس بجدية خيار دخول الولايات المتحدة مباشرة في الحملة العسكرية ضد النظام الإيراني وضرب المنشآت النووية التابعة له، وخاصة منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو.

يبدأ زعماء الدول السبع الصناعية، المعروفة باسم مجموعة السبع، اجتماعهم يوم الاثنين 16 يونيو (حزيران) في مدينة ألبرتا الكندية، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، وهو ما يختلف عن الخطط الأولية للاجتماع.
وتنظم كندا هذه القمة ضمن رئاستها الدورية لمجموعة السبع، ويجمع الحدث بين أكبر سبع اقتصادات في العالم بالإضافة إلى دول مثل أوكرانيا وجنوب إفريقيا.
لكن ما كان من المقرر أن يكون منصة للنقاشات الاقتصادية الطويلة والتوترات التجارية العالمية، تحول الآن إلى منصة تسيطر عليها الأزمة الجيوسياسية الملحة في الشرق الأوسط.
المفاوضات التي كان متوقعاً أن تتركز على جهود تحقيق السلام في أوكرانيا وغزة، انحرفت فجأة نحو التركيز على الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
وقد اختل جدول أعمال مجموعة السبع، حيث يحاول الزعماء الرد بسرعة على التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة "إي بي سي نيوز"، إنه يعتقد بأن التوصل إلى سلام بين إيران وإسرائيل أمر محتمل، وأن الهجمات العسكرية الأخيرة قد تدفع طهران إلى قبول العودة إلى الاتفاق النووي في القريب العاجل.
وصرّح ترامب قائلاً: "كان لا بد من حدوث شيء كهذا، وأعتقد من الطرفين، كان ضرورياً. إنهم يريدون التحدث، وسيتحدثون".
كما أعرب عن تفاؤله بشأن إمكانية أن تلعب روسيا دور الوسيط بين الطرفين.
من جانبه، قال رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، أثناء رحلته الجوية إلى كندا يوم الاثنين: "لدينا مخاوف طويلة الأمد بشأن البرنامج النووي الإيراني. نعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن من الواضح جداً أن الوضع يجب أن يهدأ. خطر التصعيد كبير للغاية على المنطقة وعلى ما هو أبعد منها".
كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الاثنين، عن أمله في أن تهدأ التوترات بين إيران وإسرائيل "في الساعات القادمة"، وأكد دعمه العودة إلى المحادثات النووية مع طهران.
وقد تم تعليق المفاوضات المقررة مسبقًا بين الولايات المتحدة وإيران، والتي كانت ستجري يوم الأحد، بعد بدء الهجمات الإسرائيلية.
وقال بهنام بن طالب لو، محلل الشؤون الإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لقناة إيران إنترناشيونال: "يمكن لمجموعة السبع أن تلعب دوراً في كسر حلقة العنف في الشرق الأوسط".
وأضاف: "على زعماء العالم أن يذكروا طهران بأنها تواجه خياراً صعباً: إما أن تتخلى عن برنامجها النووي، أو تشاهد كيف يتم اقتطاع هذا البرنامج وربما غيره من قدراتها العسكرية".
وقد أعلن ترامب أن الولايات المتحدة قد تفكر في المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية الإسرائيلية، رغم أنه أبدى في الوقت نفسه استعداده لقبول الوساطة الروسية كحل دبلوماسي.
وفي ذات الوقت، تعهدت واشنطن بإرسال مزيد من القوات والمعدات العسكرية إلى الشرق الأوسط.

أثارت بعض التقارير وتصريحات المسؤولين الأميركيين والإيرانيين، بعد بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران، احتمال تدخل مباشر من واشنطن في الحرب ضد النظام الإيراني. إذا ما حدث مثل هذا التدخل، فكيف ستكون طبيعته؟ وهل تمتلك وساطات إقليمية مثل عمان وقطر القدرة على احتوائها؟
حسین آقایی، باحث في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية، قال في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" إن احتمال اتساع نطاق الحرب قائم، وأن الأيام المقبلة ستشهد موجة من الهجمات المركبة من جانب إسرائيل داخل إيران.
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصته "تروث سوشال": "إذا أقدمت إيران على مهاجمتنا بأي شكل من الأشكال، فستُواجه بقوةٍ وتدميرٍ لم يشهدهما العالم من قبل على يد القوات المسلحة الأميركية".
آقايي، مشيرًا إلى تصريحات ترامب، قال: "دور أميركا في هذه الحرب قد يكون حاسمًا ومصيريًا. وإذا تدخلت واشنطن مباشرة في الحرب ضد النظام الإيراني، فيجب حينها التوقف عند كيفية هذا التدخل".
وأشار هذا الباحث إلى بعض التقارير حول هجوم بطائرات مسيرة من قبل إيران على القوات الأميركية في قاعدة "عين الأسد" في العراق، وأضاف: "إذا تأكد وقوع مثل هذا الهجوم، فالنظام الإيراني يكون قد تجاوز الخطوط الحمراء لأميركا".
هل كانت تصريحات عراقجي رسالة تحذير لأميركا؟
عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، قال يوم الأحد 15 يونيو (حزيران)، في اجتماع مع الدبلوماسيين الأجانب المقيمين في إيران: "من وجهة نظرنا، أميركا شريكة في الهجمات الإسرائيلية ويجب أن تتحمل مسؤوليتها".
وأكد عراقجي أن النظام الإيراني غير مستعد للقبول بأي اتفاق يؤدي إلى حرمان إيران من "الطاقة النووية".
وفي رد فعل على هذه التصريحات، قال حسین علي زاده، الدبلوماسي الإيراني السابق، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "لا يمكن استنتاج أن النظام الإيراني ينوي الحد من نطاق المواجهة بناءً على تصريحات عراقجي".
وأضاف علي زاده: "من هذه التصريحات يمكن فهم أن طريق التفاوض مغلق، والحرب ستستمر، والأزمة بين إيران وإسرائيل قد تجرّ الشرق الأوسط بأكمله إلى صراع شامل".
وعن ما إذا كانت تصريحات عراقجي تُعد تهديدًا مباشرًا لأميركا، قال: "هو يحاول إرسال رسالة إلى واشنطن مفادها ألا تدخل في هذه المواجهة".
وأشار إلى الاتصال الهاتفي الأخير بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وإلى العلاقات الوثيقة بين موسكو وطهران، وأضاف: "هذه الحرب لديها إمكانية التحول إلى نزاع بين القوى العظمى".
استعداد القوى الأوروبية للدفاع عن إسرائيل
شاهين مدرس، خبير في العلاقات الدولية ومحلل في الدراسات الأمنية، قال في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "عراقجي يستخدم سرديات كبرى أصبحت مستهلكة، بينما إسرائيل هي من تمتلك زمام المبادرة في هذه المواجهة".
وفيما يتعلق بتأكيد النظام الإيراني على "الحقوق النووية"، أضاف: "النظام الإيراني لم يُدرك بعد أنه على شفا الانهيار. الأنظمة الاستبدادية غالبًا لا تدرك لحظة سقوطها إلا متأخرة".
وتحدث مدرس عن احتمال تدخل القوى الغربية في الحرب بين إسرائيل والنظام الإيراني، قائلاً: "بريطانيا وفرنسا على استعداد للدفاع عن إسرائيل، وهناك احتمال بانضمامهما إلى الحملة العسكرية ضد النظام الإيراني".
وأشار إلى التهديدات الأخيرة التي أطلقها مسؤولون إيرانيون وأضاف: "إذا تعرض جندي أميركي واحد في المنطقة لأي أذى، فسيُجبر ترامب على الرد، ودخول واشنطن إلى ساحة القتال ضد النظام الإيراني سيصبح أمرًا لا مفر منه".
مهدي فتابور، أحد مسؤولي منظمة "اتحاد الجمهوريين الإيرانيين"، قال لـ"إيران إنترناشيونال": "استمرار الحرب بين إسرائيل والنظام الإيراني مرتبط بعوامل، من بينها دور الولايات المتحدة".
وأضاف: "واشنطن تسعى إلى اتفاق جزئي مع طهران، والتوترات في المنطقة لا تصب في مصلحة تعزيز العلاقات الأميركية مع الدول العربية ولا تنفيذ عقودها الكبرى معه".
صحيفة "إسرائيل هیوم" نشرت الأحد 15 يونيو (حزيران) أن النظام الإيراني، بعد العمليات الإسرائيلية الأخيرة، طلب من سلطات عمان وقطر التوسط لدى الولايات المتحدة لإعادة بدء المفاوضات، إذا توقفت الهجمات.
روح الله رحيم بور، محلل سياسي، قال في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "عمان بذلت قصارى جهدها لدفع المفاوضات المهنية والتوصل إلى اتفاق، لكن مواقف الطرفين، خاصة إصرار النظام الإيراني على مواصلة التخصيب داخل إيران، وضعت المفاوضات أمام تحديات كبيرة بل وأوصلتها إلى طريق مسدود".
وأضاف رحيم بور: "رغم الجهود المبذولة، لا يوجد أفق واضح للتقدم في المفاوضات، وفي مثل هذه الظروف، فإن حجر عثرة كبير يعترض الدبلوماسية".
وأكد رحيم بور أن غياب إيران عن الجولة السادسة من المفاوضات جعل المسار الدبلوماسي "أكثر تعقيدًا وغموضًا"، وحتى إذا بدأت المحادثات مجددًا بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإن الظروف ستكون مختلفة تمامًا.
وفي حديثه عن جهود إيران للاستفادة من وسطاء إقليميين، قال: "إذا كان النظام الإيراني يريد بالفعل منع اتساع رقعة النزاع، فعليه الدخول في مفاوضات مباشرة مع أميركا؛ لأن القضية الأساسية حاليًا هي ما إذا كانت أميركا ستتدخل في الحرب أم لا".
كما أشار إلى دور قطر وعمان قائلاً: "هاتان الدولتان فشلتا مسبقًا في تجربتين مهمتين، الأولى في حرب غزة والثانية في مفاوضات إيران وأميركا. لذا، فإن احتمال نجاح وساطتهما في الأزمة الراهنة بين إيران وإسرائيل موضع شك كبير".

وصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران بـ"الرائعة"، وأعلن أن مزيدًا من الإجراءات ضد طهران قيد الإعداد.
وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة "ABC" يوم الجمعة 13 يونيو (حزيران): "أعتقد أنها كانت رائعة. منحناهم فرصة، لكنهم لم يستفيدوا منها. لقد تلقّوا ضربة قاسية، من أقسى الضربات التي يمكن توجيهها لأحد. ولم تنتهِ الأمور بعد. هناك الكثير من الخطوات الأخرى في الطريق".
وتأتي تصريحات ترامب في وقت لا تزال فيه الهجمات الإسرائيلية على أهداف متعددة داخل إيران مستمرة.
وقد أفادت وسائل إعلام داخل إيران بسماع دوي انفجار عنيف قرب قاعدة "نوژه" في محافظة همدان، بالإضافة إلى تقارير عن عدة انفجارات قرب تبريز.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن المطار العسكري في تبريز قد "دُمر بالكامل" في الهجمات.
كما ذكرت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني أن الهجمات على أهداف في طهران أسفرت عن 78 قتيلاً و329 جريحًا.
ترامب: إنذار إيران "الستيني" انتهى
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، انتقد ترامب فشل المفاوضات النووية مع طهران، مؤكدًا إن إيران لم تستفد من المهلة التي أُعطيت لها، مضيفًا: "قبل شهرين، منحتُ إيران إنذارًا مدته 60 يومًا لعقد اتفاق. كان عليهم القيام بذلك. اليوم هو اليوم الحادي والستون. أخبرتهم بما ينبغي فعله، لكنهم لم يتمكنوا. ربما لا تزال أمامهم فرصة أخرى".
وفي مقابلة مع شبكة "CNN"، حذّر ترامب قادة طهران من أن "عليهم العودة إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان".
ويُذكر أن خمس جولات من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن قد أُجريت، لكنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها.
وكان من المقرر عقد الجولة السادسة من المفاوضات يوم الأحد 15 يونيو الجاري، إلا أن الهجوم العسكري الإسرائيلي ألقى بظلال من الشك على انعقادها.
ترامب يشير إلى مقتل قادة كبار في الحرس الثوري
وفي منشور آخر على "تروث سوشيال"، أشار ترامب إلى مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في الهجمات الإسرائيلية، وكتب: "بعض المتشددين الإيرانيين تكلموا بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما ينتظرهم. الآن، كلهم قُتلوا، والوضع سيزداد سوءًا. لقد حصلت وفيات ودمار هائل حتى الآن، لكن لا يزال هناك مجال لوقف هذا القتل".
كما وجّه تحذيرًا لقادة النظام الإيراني، قائلاً: "إن الضربات الإسرائيلية القادمة ستكون أشدّ قسوة، والولايات المتحدة تنتج أفضل وأكثر الأسلحة فتكًا في العالم بفارق كبير، وإسرائيل تمتلك الكثير منها، وهي ستحصل على المزيد. وهم يعرفون جيدًا كيف يستخدمونها".
توتر في الأسواق الإيرانية والعالمية
شهدت الأسواق الإيرانية والعالمية اضطرابات حادة بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، مع ارتفاع كبير في أسعار العملات الأجنبية والذهب.

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه أعطى طهران "العديد من الفرص للتوصل إلى اتفاق، لكن الوضع مختلف الآن"، وذلك في أول رد فعله له على استهداف إسرائيل المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، ومقتل كبار قادة الحرس الثوري، ومسؤولين حكوميين آخرين.
وأضاف أن "بعض المتشددين الإيرانيين تحدثوا بشجاعة، لكنهم لم يكونوا يعلمون ما سيحدث. لقد ماتوا جميعًا الآن، والأمور ستزداد سوءًا".
وقال ترامب أيضًا: "حذرتهم من أن هذا الهجوم سيكون أسوأ بكثير مما عرفوه أو توقعوه أو أُبلغوا به. الولايات المتحدة تُصنّع أفضل وأخطر المعدات العسكرية في العالم، وإسرائيل لديها الكثير منها، والمزيد في الطريق. إنهم يعرفون كيف يستخدمونها".
وحذر دونالد ترامب الحكومة الإيرانية مرة أخرى وطالبها بالتوصل إلى اتفاق.
وكتب ترامب على حسابه في "تروث سوشيال": "على إيران التوصل إلى اتفاق قبل أن يضيع كل شيء، وإنقاذ ما كان يُعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية. لا مزيد من الموت، ولا مزيد من الدمار- افعلوا ذلك قبل فوات الأوان".
استهداف منشأة نطنز النووية
أعلنت وكالة "إرنا" الإيرانية أن إسرائيل استهدفت قبل دقائق منشأة نطنز النووية مجددًا. وأكدت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أيضًا الهجوم الإسرائيلي على أهداف في تبريز وشيراز.
كما أفادت بعض وسائل الإعلام في إيران بوقوع انفجار في محيط مطار تبريز. ووفقًا للتقارير المنشورة، فقد سُمعت أصوات قوية في تبريز، ثم شوهد دخان كثيف في سماء المدينة؛ حيث تشير تقارير غير مؤكدة إلى أن القاعدة الجوية الثانية في تبريز كانت هدفًا للهجوم.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في نطنز خلال الهجوم على إيران.
وأضاف أن مجمعًا تحت الأرض متعدد الطوابق في منشأة نطنز النووية قد تعرض لأضرار.
ووفقًا لهذا البيان، فإن الموقع المستهدف في نطنز كان يعمل منذ سنوات في إطار جهود إيران لامتلاك سلاح نووي.
ومن جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن معظم القادة الكبار في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني قُتلوا في إحدى الضربات الجوية.
وأوضح بيان صادر عن مكتبه أن هؤلاء القادة كانوا داخل مركز قيادة تحت الأرض وقت تنفيذ الضربة.
وعُرضت هذه المعلومات خلال اجتماع لتقييم الوضع حضره كاتس ورئيس أركان الجيش ورئيس جهاز الموساد وعدد من كبار القادة العسكريين الإسرائيليين.
ومن ناحية أخرى قال مسؤول إسرائيلي، في تصريح خاص لقناة "إيران إنترناشيونال"، إن "إسرائيل نجحت، خلال عملية نوعية، في إحباط إطلاق مئات من صواريخ أرض-أرض الإيرانية نحو أراضيها".
وأضاف أن "مئات الشاحنات المحملة بالصواريخ الإيرانية تم تدميرها أو تعطيلها خلال هذه العملية".
وذكر أن "الموساد" تمكن، على غرار العملية التي نفذها سابقًا ضد حزب الله والمعروفة باسم "بيجر"، من خداع القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني على مدى فترة طويلة، ما أدى إلى شلّ واحدة من أكثر المنظومات حساسية وحيوية لدى النظام الإيراني.
وأوضح أن هذه العمليات تمت من خلال شركات وهمية دولية، وجمع معلومات استخبارية دقيقة، وتهريب قطع ومكونات إلى داخل إيران، بالإضافة إلى القدرة على التفعيل عن بُعد من مسافات تصل إلى نحو ألفي كيلومتر.