بعد الحرب مع إسرائيل.. الأمم المتحدة: طرد 450 ألف أفغاني من إيران خلال شهر واحد

أعلنت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن عدد المواطنين الأفغان، الذين طُردوا من إيران، منذ بداية شهر يونيو (حزيران) الماضي، بلغ 450 ألف شخص.

أعلنت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن عدد المواطنين الأفغان، الذين طُردوا من إيران، منذ بداية شهر يونيو (حزيران) الماضي، بلغ 450 ألف شخص.
وكانت السلطات القضائية والأمنية التابعة للنظام الإيراني قد شدّدت، خلال الأيام الأخيرة، وبعد الهجمات الإسرائيلية، على ضرورة طرد الأجانب الذين لا يحملون وثائق إقامة قانونية، وخصوصًا المواطنين الأفغان.
وقالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة إن وتيرة الترحيل قد تسارعت خلال الأيام الأخيرة؛ حيث دخل نحو 40 ألف شخص يوميًا من معبر إسلام قلعة، غربي ولاية هرات، إلى الأراضي الأفغانية.
وأوضحت الوكالة الأممية أن مجموع المرحّلين الأفغان من إيران منذ مطلع هذا العام تجاوز 905 آلاف شخص.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت سابقًا من وقوع "حالة طوارئ" في المناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان.
وفي سياق متصل، أصدر "اتحاد الكتّاب الإيرانيين" بيانًا دعا فيه إلى إنهاء ما وصفه بـ "القمع والترحيل العنصري للمهاجرين الأفغان".
وانتقد البيان ما سماه "المعاملة العنيفة" التي يتعرض لها اللاجئون الأفغان، معتبرًا أن هذه السياسات "أثارت موجة من الغضب والقلق في مجتمعنا الواعي".
وأشار البيان إلى أن "تصاعد نزعة العداء للأفغان، خصوصًا بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بلغ من الشدة حدًّا بات يقود إلى سلوكيات فاشية وقومية شنيعة".
وفي ختام البيان، دعا اتحاد الكتّاب الإيرانيين إلى الوقف الفوري لعمليات ترحيل المهاجرين الأفغان.
وتُقدّر التقارير أن ملايين الأفغان يعيشون في إيران، وأن كثيرين منهم لا يحملون تصاريح إقامة رسمية، ويعمل معظمهم في وظائف منخفضة الأجر، مثل مشاريع البناء أو محلات البقالة الصغيرة.

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن بلاده تعمل مع إسرائيل على ملفات عديدة، "أحدها ربما يكون اتفاقًا دائمًا مع إيران". مؤكدًا أن طهران يجب أن "تتخلى عن أشياء تعرفونها جيدًا وتستسلم".
وأضاف في تصريحات أدلى بها يوم الأحد، 6 يوليو (تموز)، ردًا على سؤال بشأن رسالته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "نحن نعمل مع إسرائيل على الكثير من الأمور، وأحدها على الأرجح هو التوصل إلى اتفاق دائم مع إيران".
وأكد ترامب أن الهجوم الذي تم تنفيذه، بحسب هيئة الطاقة الذرية، كان تدميرًا كاملاً وشاملاً لمنشآت إيران النووية.
وتابع ترامب: "كما تعلمون، كان الطيارون في البيت الأبيض يوم الجمعة. لقد كانوا رائعين حقًا. إنهم يدركون أكثر من أي شخص آخر، وقد أكدوا، أن جميع القنابل كانت موجهة بذكاء ودقة. على إيران أن تبدأ من جديد، في مكان مختلف، أنتم تفهمون ما أقصده. الكلمة التي استخدمتها (دمار شامل)، كانت الكلمة الصحيحة.
انتصار عظيم على إيران
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد 6 يوليو، قبل سفره إلى الولايات المتحدة، إن التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل أدى إلى "انتصار عظيم على العدو المشترك، إيران".
وأوضح للصحافيين: "لسنوات كنا قلقين بشأن ما سنفعله ضد إيران، وما إذا كنا سنتمكن من التغلب عليها أم لا. والآن، حلّق طيارونا الشجعان في سمائها".
وأضاف أن هذه الإنجازات تحمل مسؤوليات ثقيلة ويجب ضمان عدم تمكن طهران من استئناف برنامجها للأسلحة النووية.
وفي 3 يوليو الجاري، وخلال زيارة نتنياهو لمقر "الموساد"، أكد رئيس الجهاز، ديفيد برنياع، "أن مهمتنا في منع التهديدات من النظام الإيراني لم تنتهِ بعد".
وبحسب تقرير إعلامي إسرائيلي، فمن المتوقع أن تركز مناقشات نتنياهو وترامب في البيت الأبيض على البرنامج النووي الإيراني، وحرب غزة، والجهود المبذولة لتوسيع "اتفاقيات إبراهيم".

أكد مصدر دبلوماسي أن سائحًا فرنسيًا شابًا، يُدعى لنار مونترلوس، اختفى في إيران، أثناء قيامه برحلة على الدراجة، واصفًا الحادث بأنه "يدعو للقلق". وكان الشاب البالغ من العمر 18 عامًا، والذي يحمل أيضًا الجنسية الألمانية، قد فقد الاتصال بعائلته منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي.
وأوضح الدبلوماسي الفرنسي أن سلطات بلاده على تواصل مع عائلة مونترلوس، مشيرًا إلى أن إيران تنتهج سياسة متعمدة في احتجاز الرهائن من مواطني الدول الغربية، وهو ما يجعل السفر إليها أمرًا غير آمن، حسب تعبيره.
وكانت منشورات على منصات التواصل الاجتماعي قد سبقت هذا التأكيد، تناشد المساعدة في العثور على مونترلوس، الذي عُرف بحبه لتسلّق الجبال وركوب الدراجات، وكان قد أعلن عبر حسابه في "إنستغرام" أنه يستعد لـ "رحلة بالدراجة لمدة عام كامل عبر أوراسيا" قبل التحاقه بالجامعة، واضعًا لنفسه مسارًا طوله 35 ألف كيلومتر يمر بـ 35 دولة خلال 400 يوم.
ووسط الغموض المحيط باختفائه، لم تؤكد السلطات الفرنسية ما إذا كان ضمن المعتقلين الأجانب الذين توجه لهم طهران اتهامات بالتجسس لصالح إسرائيل، وهي تهم قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، كما هو الحال مع الفرنسيين: سيسيل كولر وجاك باري المحتجزين في إيران منذ فترة.
وأشار المصدر الفرنسي إلى أن النظام الإيراني غالبًا ما يستهدف المواطنين الأجانب العابرين عبر أراضيه، ويتهمهم بالتجسس، ويحتجزهم في ظروف "غير إنسانية" قد تصل إلى حد "التعذيب" بحسب القانون الدولي.
وختم بالتحذير من أن على جميع الفرنسيين الموجودين حاليًا في إيران المغادرة فورًا، بسبب ارتفاع خطر الاعتقال التعسفي، فيما تتهم باريس وحكومات أوروبية أخرى طهران باتباع "دبلوماسية الرهائن" لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما تنفيه إيران.
ويشير حقوقيون ومنظمات دولية إلى أن احتجاز الأجانب بات أداة ضغط مألوفة يستخدمها النظام الإيراني في تعاملاته مع الغرب.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبيل توجهه إلى واشنطن، أنه سيثني، خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على "دعمه الواسع" لبلاده في الحرب الأخيرة ضد إيران، مؤكدًا أن هذا التعاون أدى إلى "انتصار كبير على النظام الإيراني، عدونا المشترك".
وقال نتنياهو، يوم الأحد 5 يوليو (تموز)، في حديث مع الصحافيين: "لسنوات كنا نتساءل كيف سنواجه إيران، وهل بإمكاننا التغلب عليها. الآن، طيارونا الشجعان حلّقوا فوق سمائها".
وأضاف أن هذه الإنجازات تضع على عاتق إسرائيل مسؤوليات جسيمة، داعياً إلى التأكد من أن إيران لن تتمكن من استئناف برنامجها للأسلحة النووية.
وكان رئيس "الموساد" الإسرائيلي، ديفيد بارنيا، قد صرّح في 2 يوليو الجاري، خلال زيارة نتنياهو لمقر الجهاز، بأن مهمتنا في منع تهديدات النظام الإيراني "لم تنتهِ بعد".
ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، من المتوقع أن تركز محادثات نتنياهو وترامب في البيت الأبيض على البرنامج النووي الإيراني، والحرب في غزة، ومساعي توسيع "اتفاقيات إبراهام".
نتنياهو: يجب إزاحة "حماس" من المشهد في غزة
وفي جزء آخر من تصريحاته، حدد نتنياهو ثلاث مهمات رئيسة لحكومته، وهي: استعادة جميع الرهائن، وتدمير القدرات العسكرية لـ "حماس"، ووضمان إنهاء تهديد غزة بشكل نهائي.
وقال: "يجب منع تكرار عمليات الخطف والهجمات والمجازر، وهذا لن يتحقق إلا بإزاحة حماس من الساحة في غزة".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، قد حمّل حماس مسؤولية اندلاع واستمرار الحرب الحالية، مشيرًا إلى أن الهجوم في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كان الشرارة.
وبحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، فإن ترامب يأمل أن يسفر لقاؤه المقبل مع نتنياهو في البيت الأبيض عن وضع إطار نهائي لإنهاء حرب غزة.
مفاوضات التهدئة واحتمالات الصفقة
ردًا على سؤال حول إمكانية التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن هذا الأسبوع، قال نتنياهو: "نحن نعمل للتوصل إلى اتفاق بشروطنا، وقد أرسلت فريقاً للتفاوض في الدوحة بتوجيهات واضحة، وأعتقد أن حواري مع ترامب قد يساعد في دفع النتيجة التي يأملها الجميع".
وختم بالقول: "هناك فرصة غير مسبوقة لتوسيع دائرة السلام في الشرق الأوسط، تفوق كل ما تخيلناه حتى اليوم".
ويُذكر أن ترامب صرّح في 3 يوليو الجاري بأن "تدمير البرنامج النووي الإيراني" مهّد الطريق لانضمام المزيد من الدول إلى "اتفاقيات إبراهام".

كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية أن "علي س."، المواطن الدنماركي من أصل أفغاني، الذي اعتُقل مؤخرًا في الدنمارك بتهمة التجسس لصالح الحرس الثوري الإيراني، قام في وقت سابق برحلة سرية إلى طهران؛ حيث سلّم ضباطًا إيرانيين معلومات جمعها عن أهداف يهودية في برلين.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نُشر الأحد 6 يوليو (تموز)، أن "علي س." وصل إلى إيران، في يونيو (حزيران) الماضي، متخفّيًا تحت ستار رحلة عائلية قادمًا تركيا، وهناك سلّم عناصر في الحرس الثوري معلومات وصورًا عن مواقع يهودية في العاصمة الألمانية، قبل أن يغادر البلاد بجواز سفر يحمل تأشيرة دخول غير مختومة رسميًا.
وأضافت الصحيفة أن الاستخبارات الداخلية الدنماركية رصدت رسائل متبادلة بين "علي س." وأحد الضباط المعروفين في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، وشاركت هذه المعلومات لاحقًا مع نظيرتها الألمانية.
وكانت الأجهزة الأمنية تراقب منذ فترة علاقات "علي س." مع "المركز الإسلامي في هامبورغ" وتردده المتكرر على "مسجد الإمام علي" المعروف بـ "المسجد الأزرق"، حيث كان يُشتبه في نشاطاته ضمن شبكة تابعة لطهران.
تصوير أهداف يهودية في برلين
أضاف تقرير الصحيفة الألمانية أن "علي س." سافر إلى برلين برفقة أسرته في 14 و15 يونيو الماضي، بينما كانت الأجهزة الأمنية الألمانية تراقبه عن كثب، مستخدمة التنصت على غرف الفندق والمراقبة الميدانية المتواصلة.
وخلال إقامته، التقط صورًا ومقاطع فيديو لعشرة مواقع على الأقل، من بينها الجمعية الألمانية- الإسرائيلية في منطقة "ميته"، ومكتب المجلس الأخلاقي الاتحادي، الذي يعمل فيه رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا، جوزيف شوستر، ومطعم إسرائيلي، و"سوبرماركت" بالقرب من شارع كودام الشهير.
تسليم المعلومات داخل إيران
في 21 يونيو، سافر "علي س." من هامبورغ إلى إسطنبول، وأبلغ الشرطة الألمانية أنه ينوي زيارة أقاربه في تركيا، لكن استخبارات تركيا وإسرائيل راقبتا تحركاته حتى عبوره إلى داخل الأراضي الإيرانية، حيث قطع نحو 1500 كيلو متر داخل تركيا قبل أن يدخل إيران دون ختم رسمي على جواز سفره الدنماركي.
وتُظهر تسجيلات من منزله في الدنمارك أنه أخبر عائلته، يوم 23 يونيو الماضي، بأنه سلّم الضابط الإيراني المسؤول المعلومات التي جمعها من برلين، والتي تضمنت تفاصيل عن الأبواب الخلفية، ومستويات الحماية، ونقاط مناسبة لزرع عبوات ناسفة أو مواد حارقة.
وفي 24 يونيو، أصدر المدعي الفيدرالي الألماني، ينز رومل، مذكرة توقيف بحقه، معلنًا أن "علي س." مشتبه به بشدة في التعاون مع جهاز استخبارات أجنبي.
وأشار المدعي إلى أن الهدف من أنشطة التجسس كان جمع معلومات عن منشآت وشخصيات يهودية في ألمانيا، في إطار التحضير لهجمات محتمَلة.
وتُعتبر هذه القضية واحدة من أخطر وأكبر عمليات التجسس المنسوبة إلى النظام الإيراني في ألمانيا، خلال السنوات الأخيرة، وتؤكد مجددًا استخدام طهران لسفاراتها ومراكزها الدينية في الخارج كأدوات للتجسس وشنّ عمليات نفوذ.

تعتمد طريقة النظام الإيراني في تجنيد إسرائيليين للتجسس أساسًا على "رسالة نصية، رابط لتطبيق تلغرام، ثم عرض مادي". وحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، المستندة إلى وثائق قضائية، فإن طهران كانت تطلب من هؤلاء تنفيذ مهام تبدو بسيطة في البداية، لكنها سرعان ما تتوسع وتتعمق.
وقبيل بدء الضربات الإسرائيلية على إيران، تمكّنت أجهزة الأمن الإسرائيلية من كشف شبكة واسعة من مواطنيها، الذين كانوا يعملون لصالح طهران.
ومنذ أول هجوم صاروخي أطلقه النظام الإيراني على إسرائيل، في أواخر أبريل (نيسان) 2024 وحتى اليوم، وُضع أكثر من 30 إسرائيليًا تحت الملاحقة القضائية بتهمة التعاون مع طهران.
وفي كثير من الحالات، كانت الاتصالات تبدأ برسائل مجهولة المصدر، تُقدّم عروضًا مالية مقابل معلومات أو مهام بسيطة، ثم تتصاعد المطالب لاحقًا لتشمل مهام أكثر خطورة، بالتوازي مع زيادة المبالغ المدفوعة.
وأشارت" الغارديان" إلى أن موجة الأنشطة التجسسية، التي نفذها النظام الإيراني خلال العام الماضي، لم تؤدِ إلى نتائج استراتيجية كبيرة، ولم تحقق الهدف المركزي المتمثل في "اغتيال مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى".
ومع ذلك، فإن العدد الكبير من الإسرائيليين، الذين أبدوا استعدادًا لتنفيذ مهام صغيرة ربما ساعد في إنجاح هذه الحملة من حيث جمع البيانات الميدانية حول مواقع استراتيجية، استُهدفت لاحقًا بصواريخ باليستية إيرانية.
وفي ملفات المتهمين الإسرائيليين بالتجسس لصالح طهران، قدّمت النيابة العامة الإسرائيلية لوائح اتهام مفصلة.
ورغم صدور حكم إدانة واحد فقط حتى الآن ضمن موجة الاعتقالات الأخيرة، فإن وثائق المحاكم ترسم صورة واضحة لآلية عمل النظام الإيراني في تجنيد عدد كبير من العملاء المحتملين.
طريقة عمل النظام الإيراني في تجنيد الجواسيس
غالبًا ما كانت العملية تبدأ برسالة نصية من مرسل مجهول. إحدى هذه الرسائل التي أُرسلت باسم "وكالة أنباء" كانت تسأل: "هل لديك معلومات عن الحرب؟ نحن مستعدون لشرائها".
ورسالة أخرى، مرسلة باسم "طهران- القدس" إلى مواطن إسرائيلي من أصول فلسطينية، كتبت بشكل صريح: "القدس الحرة توحّد المسلمين. أرسل لنا معلومات عن الحرب".
وكانت الرسالة تحتوي على رابط إلى تطبيق تلغرام، حيث كانت المحادثة تُستكمل هناك.
وفي بعض الأحيان، كانت هذه المحادثة تُجرى مع شخص يستخدم اسمًا عبريًا، ويعرض مالاً مقابل تنفيذ مهام بسيطة.
وإذا أبدى المتلقي اهتمامًا، يُطلب منه إنشاء حساب على "باي بال"، وتحميل تطبيق لتحصيل العملات الرقمية.
وجاء في ملف أحد المشتبه بهم، الذين اعتقلوا في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن أولى المهام كانت التوجه إلى حديقة معينة، والتأكد مما إذا كانت هناك حقيبة سوداء مدفونة في موقع محدد، مقابل نحو ألف دولار.
ولم يعثر هذا الشخص على شيء، وأرسل مقطع فيديو لإثبات ذلك.
في مراحل لاحقة، طُلب منه تنفيذ مهام مثل توزيع منشورات، أو تعليق ملصقات، أو كتابة شعارات معادية لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مثل: "كلنا ضد بي بي"، و"بي بي جلب حزب الله إلى هنا"، و"بي بي= هتلر".
ثم تطوّرت المهام لتشمل التقاط صور.
وكلّف أحد الإسرائيليين من أصول أذربيجانية بمهمة تصوير منشآت حساسة في مختلف أنحاء البلاد، ويبدو أنه حوّل الأمر إلى "مشروع عائلي"؛ حيث طلب من أقاربه تصوير منشآت مثل ميناء حيفا (الذي استُهدف لاحقًا في الحرب الـ 12 يومًا)، وقاعدة نيفاتيم الجوية، ومنظومات القبة الحديدية المنتشرة، ومقر الاستخبارات العسكرية في "غليلوت"، شمال تل أبيب.
كما أن الشخص نفسه الذي كُلّف سابقًا بالبحث عن الحقيبة السوداء، كُلف لاحقًا بالتقاط صور لمنزل عالم نووي يعمل في معهد "وايزمان".
ويُعد هذا المعهد مركزًا علميًا أساسيًا في إسرائيل، وكان منذ زمن بعيد موضع اهتمام كبير من النظام الإيراني، وقد استُهدف خلال الحرب الـ 12 يومًا.
لماذا فشل النظام الإيراني في تحقيق أهدافه باغتيال الإسرائيليين؟
تشير المعطيات إلى أن الصور، التي التُقطت من داخل إسرائيل لمعهد "وايزمان"، ربما ساعدت في تحديد الأهداف، إلا أن محاولات اغتيال العلماء العاملين فيه باءت بالفشل.
وفي الواقع، لم تنجح وزارة الاستخبارات الإيرانية أو الحرس الثوري، خلال هذه الحرب الخفية، في تنفيذ أي عملية اغتيال من الأهداف التي وضعتها.
وبينما كان جهاز الموساد يعتمد على تسلل خلية عملياتية من عملاء مدرّبين ومحترفين إلى داخل إيران، اعتمد جهاز الاستخبارات التابع للنظام الإيراني على أسلوب مختلف، تمثّل في اختبار مدى استعداد العملاء المبتدئين للمضي قدمًا في تنفيذ المهام.
وقد وصف الخبير في الشؤون الاستخباراتية الإسرائيلية، يوسي ملمان، هذا النهج، نقلًا عن أحد مسؤولي جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، بأنه "أسلوب نثر البذور والصلاة"، أي إطلاق السهام في الظلام، وذلك من خلال استثمار منخفض المخاطر في عدد كبير من الأشخاص، على أمل الوصول إلى عدد محدود من العملاء ذوي الجودة العالية.
فبعد تنفيذ مهام بسيطة مثل تعليق الملصقات أو التقاط الصور، كان يُطلب من هؤلاء الأشخاص تنفيذ مهام أكثر جدّية مقابل مبالغ مالية أكبر.
وأحد هؤلاء الأشخاص، الذي سبق أن التقط صورًا لمنزل عالم نووي يعمل في معهد "وايزمان"، تلقى عرضًا بقيمة 60 ألف دولار لاغتيال ذلك العالم مع أفراد أسرته، وإحراق منزلهم.
وبحسب لائحة الاتهام، فقد وافق ذلك الشخص- وهو يهودي إسرائيلي- على العرض، وقام باستئجار أربعة رجال عنيفين من المواطنين العرب في إسرائيل لتنفيذ العملية، غير أن المجموعة، وفي ليلة 15 سبتمبر 2024، عندما وصلت إلى بوابة معهد وايزمان لتنفيذ الخطة، لم تتجاوز الحراسة الأمنية، وغادرت المكان بهدوء دون تنفيذ الهجوم.
وفي اليوم التالي لتلك المحاولة الفاشلة، طلب منه ضباط الارتباط الإيرانيون العودة مجددًا إلى المعهد والتقاط المزيد من الصور.
فذهب إلى المكان في وضح النهار، وتمكّن من اجتياز الحراسة والتقاط مقطع فيديو لسيارة العالِم المستهدف، وتلقى مقابل ذلك مبلغ 709 دولارات.
ولاحقًا، سأله عناصر تابعون للنظام الإيراني عمّا إذا كان مستعدًا لتركيب جهاز تتبّع على السيارة، لكنه رفض ذلك.
وقد تكرّر هذا النمط مرارًا في لوائح الاتهام.
فرغم سهولة تجنيد أشخاص مستعدين لتصوير أماكن أو توزيع منشورات مقابل المال، يبدو أن مسؤولي الاستخبارات في طهران كانوا متسرعين، ولم يتمكّنوا من تطوير شبكة من العملاء على المدى البعيد بشكل فعّال.
ففي عدّة حالات، وبعد أيام قليلة فقط من تنفيذ المهام الأولية، طُرح على هؤلاء الأشخاص فجأة سؤال: هل أنتم مستعدون لاغتيال مسؤولين رفيعي المستوى؟
وفي حالة المجموعة من ذوي الأصول الأذربيجانية، طُلب منهم العثور على قاتل محترف، لكنهم رفضوا.
أما الشخص نفسه، الذي رفض تركيب جهاز التتبع على سيارة العالِم النووي، فقد سُئل بعد أيام عمّا إذا كان مستعدًا لإلقاء زجاجة مولوتوف على سيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وحتى الآن، وفي سياق هذه الملفات، لم يعترف سوى مشتبه به واحد بالتهم الموجهة إليه، وقد أُدين رسميًا ودخل السجن.