وأضاف آلبرایت: "قد تعلن إيران انسحابها من المعاهدة، لكن من وجهة نظر القانون الدولي، لن يُعترف بهذا الانسحاب، وسيظل حظر إنتاج السلاح النووي قائماً".
وكان مسؤولون في النظام الإيراني قد تحدثوا مؤخراً عن احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وصرّح عدد من أعضاء البرلمان الإيراني بأن مسوّدة مشروع الانسحاب جاهزة ويمكن المصادقة عليها خلال يوم واحد إذا اقتضى الأمر.
وجاء هذا التهديد بعد أن حذرت الدول الأوروبية من تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات المتعلقة بالاتفاق النووي.
وأشار النظام الإيراني أيضاً إلى الهجمات الأميركية والإسرائيلية على منشآته النووية واعتبرها انتهاكاً للالتزامات الدولية، مستنداً إلى المادة 10 من معاهدة "NPT" كمبرر قانوني محتمل للانسحاب.
وفي معرض ردّه على سؤال حول المسار المحتمل لطهران، قال آلبرایت إن النظام الإيراني سيماطل على الأرجح في المفاوضات بينما يواصل إخفاء ما تبقى من قدراته النووية.
وتابع: "من المرجّح أن تحاول إيران تعطيل المفاوضات والحفاظ على ما تبقّى من قدراتها، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي غير المُعلَنة ومخزون اليورانيوم المخفي".
كما حذّر آلبرایت من أن السعي وراء امتلاك سلاح نووي ستكون له نتائج عكسية: "السلاح النووي لن يعزز أمن إيران، بل سيزيد الأوضاع سوءاً بالنسبة للحكومة وخاصة للشعب الإيراني".
وقال آلبرایت إن الهجمات الأميركية والإسرائيلية ألحقَت أضراراً بالغة بالقدرات النووية الإيرانية، وأن البنية التحتية لبرنامج التخصيب في النظام الإيراني، خصوصاً في موقعي فردو ونطنز، تعرّضت لدمار كبير قد لا يمكن تعويضه لسنوات أو ربما أبداً.
وبالاستناد إلى صور أقمار صناعية من شركة ماكسار ومصادر تجارية أخرى، أفاد آلبرایت بأن القنابل الخارقة للتحصينات التي استهدفت منشأة فردو تحت الأرض ربما سببت "ضرراً بنيوياً هائلاً".
كانت أميركا قد قصفت في 22 يونيو (حزيران) الماضي منشآت فردو وأصفهان ونطنز.
وسبق ذلك أن نفذت إسرائيل هجمات استهدفت خبراء البرنامج النووي التابع للنظام الإيراني.
وأشارت تقديرات أولية للبنتاغون إلى أن هذه الضربات أخّرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، لكن تحليلات لاحقة صدرت عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) كشفت أن إعادة بناء القدرات النووية لإيران قد يستغرق سنوات.
وقال آلبرایت إنه رغم احتمال احتفاظ طهران بكميات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 بالمائة أو 20 بالمائة، إلا أن القدرة التشغيلية لمنشأة فردو على الأرجح قد دُمّرت، كما أن إمكانية إعادة تشغيلها مستقبلاً باتت موضع شك.
وأشار إلى أن نحو 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة قد اختفى، ومع منع دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، لا يُعرف ما إذا كان بالإمكان تحديد موقعه يوماً ما.
وأضاف هذا الخبير في منع انتشار الأسلحة النووية: "بالنظر إلى الأثر الفيزيائي للقصف، نفترض أن جميع أو معظم أجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز إما دُمرت أو تعطلت".
وأكد آلبرایت أن موقع نطنز كان العمود الفقري لقدرات التخصيب الإيرانية، وتدميره يُعد نقطة تحول استراتيجية.
وتابع: "يبدو أن إيران لم تعد قادرة على إنتاج أجهزة طرد مركزي جديدة، والأهم من ذلك أنها لم تعد قادرة على إنتاج غاز "UF6"، وهو المادة الأساسية الضرورية للتخصيب".
الخوف في أوساط النخبة الفنية الإيرانية
وقال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، في مقابلة أجراها بعد انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً، إن إسرائيل قد أرجعت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء، لكنه ألمح إلى أن المواجهة مع النظام الإيراني لم تنته بعد.
وفي هذا السياق، أوضح آلبرایت لقناة "إيران إنترناشيونال" أن إسرائيل لم تقتصر على قصف المنشآت، بل استهدفت أيضاً شخصيات رئيسية.
وقال إن العديد من هؤلاء الخبراء والمديرين النوويين لديهم خبرات تمتد لعقود، وكانوا من الأعمدة الأساسية لبرنامج الأسلحة النووية التابع للنظام الإيراني في العقد الأول من الألفية.
وأشار رئيس معهد العلوم والأمن الدولي إلى أن إسرائيل نشرت قائمة شبه رسمية تُظهر أن 9 من أصل 11 شخصية نووية تم اغتيالهم كانوا مشاركين بشكل مباشر في البرنامج النووي العسكري الإيراني في الماضي.
وأضاف أن بعض أفراد عائلات هؤلاء القتلى لقوا حتفهم أيضاً خلال تلك العمليات.
وأكد آلبرایت: "هذا الواقع خلق جواً من الخوف داخل النخبة الفنية في إيران. حتى إذا أراد النظام أن يُعيد بناء نفسه، فإنه يواجه قوة عاملة مذعورة، فاقدة للدافع، ضعيفة، وربما مخترقة من قبل أجهزة استخبارات أجنبية".