وجاء في بيان الوزارة الصدر يوم الخميس 7 أغسطس (آب): "يجب أن تقوم العلاقات بين الدول على أساس الاحترام المتبادل، والمساواة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والالتزام الكامل بقرارات المؤسسات القانونية والشرعية".
وأضافت وزارة الخارجية اللبنانية: "استخدام هذه العلاقات للترويج أو دعم أطراف داخلية تعمل خارج إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها القانونية، أو السعي لإضعاف الدولة، أمر مرفوض تمامًا".
وكان عراقجي قد صرّح مساء 6 أغسطس (آب)، في مقابلة مع الإذاعة والتلفزيون الرسمي للنظام الإيراني، أن حزب الله لن يرضخ لنزع سلاحه، قائلًا: "الموقف الحازم لزعيم حزب الله والبيان القوي الصادر عنه أظهرا أن الحزب سيقف بثبات في هذه القضية".
وأضاف: "ليست هذه المرة الأولى التي تُبذل فيها محاولات لنزع سلاح حزب الله أو تعطيل سلاح المقاومة. والسبب واضح، إذ إن القدرة العسكرية للمقاومة باتت واضحة للجميع في ميدان المعركة".
مع ذلك، أكد عراقجي أن طهران لا تتدخل في قرارات حزب الله.
وكان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام قد أعلن أن الحكومة قررت، بناءً على قرار مجلس الوزراء، أن الموعد النهائي لنزع سلاح الجماعات غير الحكومية وتركيز كامل السلاح بيد الدولة هو نهاية العام الميلادي الجاري.
وقال إن الجيش اللبناني مطالب بأن يقدّم، في موعد أقصاه نهاية شهر أغسطس (آب)، خطة شاملة لحصر السلاح في يد القوات المسلحة الرسمية للدولة.
وقبيل تصريحات رئيس الوزراء اللبناني بساعات، كان نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، قد هدد مجددًا إسرائيل بـ"وابل من الصواريخ"، وقال إن هذه الجماعة المدعومة من النظام الإيراني "غير ملتزمة بأي اتفاق جديد مع إسرائيل"، وإن على هذا الكيان "تنفيذ الاتفاقات السابقة قبل الدخول في أي مفاوضات".
ردود فعل المسؤولين العسكريين الإيرانيين
أبو الفضل شكارجي، المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اتهم إسرائيل، في 7 أغسطس، بالضلوع في التطورات الجارية في لبنان، وقال إنها تسعى إلى "تغيير المعادلات الإقليمية لصالحها".
وأضاف شكارجي: "جبهة المقاومة صامدة بكل اقتدار. حزب الله في لبنان، وحماس، وأنصار الله، والحشد الشعبي في العراق، وقوى المقاومة في اليمن وسائر الدول، باتت تؤدي دورًا أقوى من أي وقت مضى".
ويُطلق مسؤولو النظام الإيراني ووسائل إعلامه الرسمية مصطلح "جبهة المقاومة" على الجماعات المسلحة المرتبطة بطهران في مختلف أنحاء المنطقة.
إيرج مسجدي، المساعد المنسق لقائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، وهو من كبار القادة العسكريين في النظام الإيراني، تناول أيضًا تطورات لبنان، قائلًا إن "خطة أميركا وإسرائيل لنزع سلاح حزب الله محكوم عليها بالفشل".
وأضاف: "يسعون إلى نزع سلاح المقاومة في لبنان، لكنهم سيحملون هذا الحلم معهم إلى القبر. سلاح المقاومة هو سلاح الشعب اللبناني للدفاع عن أرضه، وهذه الخطة لن تصل إلى نتيجة، لا في المجلس الأعلى للدفاع اللبناني ولا في أي ميدان آخر".
كما هدّد بالقول: "قوات المقاومة دائمًا على أهبة الاستعداد والتجهيز، والنظام الإيراني بدوره مستعد تمامًا لمواجهة أي سيناريو محتمل".
وكانت مصادر مطلعة قد أفادت سابقًا أن حزب الله وجّه تحذيرًا مفاده أنه "في حال اتخاذ أي قرار حكومي بشأن سلاح الجماعة، فقد يشهد لبنان حالة من الفوضى".
ويُعد حزب الله أبرز الميليشيات التابعة للنظام الإيراني في المنطقة، وقد تعرّض خلال الفترة الأخيرة لضربات إسرائيلية أسفرت عن تدمير بنيته العسكرية ومقتل عدد من قادته البارزين، من بينهم حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، ما أدى إلى إضعافه بشكل كبير.