وجاء في البيان، الذي نُشر يوم السبت 9 أغسطس (آب)، أن إيران تتابع عن كثب التطورات الجارية في منطقة جنوب القوقاز، وتحتفظ باتصالات مع كلا البلدين الجارين بشأن هذه الأحداث.
واعتبر البيان أن السلام والاستقرار في المنطقة يصبان في صالح جميع الدول، ورأى أن إتمام الاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق سلام مستدام في جنوب القوقاز.
ومع ذلك، أعربت طهران عن قلقها من أن "التدخلات الخارجية"، خصوصًا قرب الحدود المشتركة، قد تشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
طهران وممر ترامب
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، في جزء آخر من بيانها، أن "إنشاء طرق اتصال ورفع الحصار عن شبكات المواصلات يخدم الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية لشعوب المنطقة فقط إذا تم ذلك في إطار المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية للدول، وبدون تدخلات خارجية".
وقد لعب النظام الإيراني دورًا في الوساطة بين أذربيجان وأرمينيا، لكنه وجد نفسه على هامش عملية السلام الجديدة.
وشددت طهران على ضرورة التعاون الثنائي والإقليمي، معلنة دعمها لآليات مثل مجموعة "3+3" لتعزيز هذا التعاون.
ومع الاتفاق التاريخي بين أذربيجان وأرمينيا والتطورات الجديدة في جنوب القوقاز، يبدو أن الديناميكيات الجيوسياسية للمنطقة تشهد تغيرات ملحوظة.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الجمعة 8 أغسطس الجاري، خلال مؤتمر صحافي جمعه مع رئيسي أرمينيا وأذربيجان، عن نجاح توقيع اتفاق سلام بين البلدين، معربًا عن ثقته التامة في تحقيق سلام دائم بينهما.
وينص الاتفاق على تغيير اسم ممر زانغزور إلى "مسار دونالد ترامب للسلام والازدهار الدولي"، وهو ممر استراتيجي يربط أذربيجان عبر أراضي أرمينيا بمنطقة ناغشيفان ذات الحكم الذاتي.
ويُعرف هذا الممر في وسائل الإعلام الأذربيجانية والتركية باسم "ممر زانغزور"، لكنه يُطرح الآن بصيغة مختلفة وبوجود دور أميركي كـ "مستأجر" لمدة 99 سنة.
وكان ترامب قد استضاف في البيت الأبيض رئيسي أرمينيا وأذربيجان لتوقيع اتفاق سلام تاريخي، معلنًا أن البلدين تعهدا بإنهاء جميع الصراعات بشكل دائم، وبدء التجارة والسفر والعلاقات الدبلوماسية، واحترام سيادة وسلامة أراضي بعضهما البعض.
وفي هذا الاجتماع، قال رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، إن تحقيق السلام مع أذربيجان بوساطة أميركا لم يكن ليتحقق لولا مشاركة ترامب شخصيًا.
ومن جانبه، قال رئيس أذربيجان، إلهام علييف، إنه لولا جهود ترامب وفريقه، ربما كانت بلاده وأرمينيا ستظل في مفاوضات سلام بلا نهاية.
وخلال مراسم توقيع الاتفاق، دعم علييف وباشينيان ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام.