وجاء تصريح لافروف ردّاً على سؤال حول ما إذا كان "وزير الخارجية الإيرانية الأسبق قال إنّ روسيا أضعفت الجهود المبذولة لتمديد الاتفاق النووي خلال رئاسة حسن روحاني، فهل هذا صحيح؟"، فأجاب: "القرار النهائي بشأن الاتفاق النووي اتُّخذ مباشرة بين محمد جواد ظريف وجون كيري، وزير الخارجية الأميركي آنذاك".
الصحافي الحاضر في المؤتمر الذي عُقد يوم الاثنين 13 أكتوبر في موسكو لم يذكر توقيت تصريحات ظريف، لكن يُرجّح أنّه كان يشير إلى مقابلة ظريف مع سعيد ليلاز في مارس (آذار) 2021.
وكان ظريف في تلك المقابلة قد وجّه انتقادات إلى لافروف والسياسات الروسية، وقال: "روسيا في الأسبوع الأخير من مفاوضات الاتفاق النووي بذلت أقصى جهدها لكي لا يتم التوصل إلى اتفاق. الروس لم يكونوا يعتقدون أن الاتفاق سينجح".
وبحسب موقع وزارة الخارجية الروسية، قال لافروف إنّ "بقية الأطراف في ذلك الوقت كانوا مجرد مراقبين وشهود على التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران".
وأشار لافروف إلى "التعاون الوثيق" مع ظريف بشأن الاتفاق النووي لحلّ البرنامج النووي الإيراني، وأضاف: "من الواضح تماماً أنّ روسيا لم تتراجع قط عن موقفها الثابت في دعم الاتفاق النووي، بما في ذلك القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي".
وقال لافروف، موضحاً أنه لا يعرف على وجه الدقة ما الذي قصده ظريف، إنّ آلية الزناد "تم الاتفاق عليها فعلياً في المرحلة النهائية من المفاوضات المباشرة بين ظريف وكيري".
وأضاف أنّ روسيا "تفاجأت"، وقال: "لكن عندما قبل شركاؤنا الإيرانيون بهذه الصيغة، التي كانت بصراحة فخاً، لم يكن لدينا حينها أساس للاعتراض".
وتابع لافروف: "يمكنني أن أفهم لماذا دعم ظريف مثل هذه الصيغة غير التقليدية. إيران لم تكن تنوي انتهاك الاتفاق النووي، وكانت واثقة من أن أحداً لن يتهمها بذلك".
وبحسب لافروف، "ما حدث لاحقاً هو أنّ إيران لم تنتهك الاتفاق النووي، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه، فيما عجز الأوروبيون عن تنفيذ التزاماتهم. وبعد ذلك، طالبوا مجدداً بالحصول على تنازلات جديدة من إيران. وبما أنك ذكرت ظريف، فإنّ هذا الابتكار كان إلى حدّ كبير نتيجة عمله".
وفي معرض رده على سؤال عمّا إذا كانت روسيا قد سلّمت النظام الإيراني منظومة الصواريخ "إس-400" والطائرات المقاتلة "سوخوي"، قال لافروف: "فيما يخص تعاوننا العسكري–التقني مع إيران، فلا توجد أي قيود بعد رفع عقوبات مجلس الأمن الدولي".
وأكد لافروف: "نحن نزوّد إيران بالمعدات التي تحتاجها في إطار احترام كامل للقوانين الدولية، وكلّ ذلك يتمّ بدقة ضمن نطاق القانون الدولي".
ولم يفصح لافروف عن تفاصيل المعدات التي قد تزود موسكو بها طهران.
تصريحات لافروف جاءت في وقت أعادت فيه الأمم المتحدة فرض العقوبات التسليحية وسائر القيود على النظام الإيراني بسبب برنامج طهران النووي، وذلك بناءً على تفعيل آلية الزناد بطلب من الدول الأوروبية.
وأعلنت روسيا أنها لا تعترف بهذه الخطوة.
تأتي مساعي النظام الإيراني لتوسيع التعاون العسكري مع روسيا في وقت قال فيه مصدر مطلع لقناة "إيران إنترناشيونال" في 6 أكتوبر إنّ الحرس الثوري وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، من خلال شبكاتهم التجارية في الصين، بما في ذلك وسطاء النفط، يتفاوضون للحصول على أسلحة صينية مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة ومنظومات الدفاع الجوي.
وكان عدد من مسؤولي النظام الإيراني قد صرّحوا في وقت سابق بأنّ روسيا لم تقدم أي مساعدة لطهران خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل.