وذكرت قناة "العربية" الإخبارية، يوم الأحد 26 أكتوبر (تشرين الأول)، أن الموسوي، الذي كان في مسقط رأسه بلدة نبي شيت في منطقة البقاع، قُتل إثر هجوم بطائرة مُسيّرة إسرائيلية، مشيرة إلى أنه كان عضوًا في الحرس الثوري الإيراني.
ونقلت القناة عن مصدر أمني قوله إن الموسوي درس الطب في طهران، وكان من كبار القادة العسكريين في حزب الله، خلال فترة الحرب في سوريا.
وبحسب التقرير، فقد تولّى الموسوي عدة مهام أمنية وعسكرية جديدة في منطقة البقاع اللبنانية، بعد سقوط بشار الأسد وانسحاب القوات الإيرانية من سوريا.
وذكرت المصادر أنه كان معروفًا بالتزامه إجراءات أمنية مشددة، وأنه نجا قبل ثلاثة أشهر من محاولة اغتيال، لكنه قُتل في الغارة الأخيرة التي استهدفته.
وأضافت قناة "العربية" أن عملية قتله نُفذت تحت إشراف مباشر من وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس.
زيارة كاتس وأورتاغاس للحدود اللبنانية
وفي السياق نفسه، قام وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الأحد بزيارة إلى الحدود اللبنانية، برفقة نائبة المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، مورغان أورتاغاس.
وشارك في الزيارة كل من السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هكابي، والسفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، وقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، رافي ميلو، إلى جانب عدد من ضباط الجيش الإسرائيلي وقيادة القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم).
وخلال الزيارة، قُدم إلى كاتس وأورتاغاس تقرير أمني حول أنشطة حزب الله، من بينها محاولات الحزب لإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية.
وتأتي الزيارة في وقت تواصل فيه إسرائيل هجماتها الجوية على لبنان.
تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان
وبحسب السلطات اللبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية يوم الأحد 26 أكتوبر على جنوب وشرق لبنان عن مقتل شخصين، ليرتفع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية منذ بداية الشهر إلى 10 قتلى.
وقُتل شخصان آخران في غارتين استهدفتا سيارة ودراجة نارية في لبنان، يوم السبت 25 أكتوبر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أحد القتيلين كان من قادة وحدة مضادة للدروع في "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله، والآخر من عناصر القوة الخاصة في الوحدة نفسها.
وعلى الرغم من مرور نحو عام على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، فإن إسرائيل تواصل شنّ غاراتها، خصوصًا في الجنوب.
وتؤكد إسرائيل أن الهدف من هذه الهجمات هو استهداف البنية العسكرية لحزب الله وأفراده الذين ينقلون معدات أو يعيدون بناء قدراتهم القتالية.
خلفية الاتفاق والجدل حول خرقه
جدير بالذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بوساطة الولايات المتحدة وفرنسا، أنهى حربًا مدمرة استمرت أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله.
وبموجب الاتفاق، يتعيّن على حزب الله الانسحاب من جنوب نهر الليطاني، على مسافة 30 كيلومترًا من الحدود مع إسرائيل، وتفكيك منشآته العسكرية، بحيث يكون حمل السلاح حصرًا بيد المؤسسات الرسمية اللبنانية.
ولكن إسرائيل، رغم الاتفاق، واصلت هجماتها الجوية، وأبقت على وجود عسكري في خمس نقاط استراتيجية جنوب لبنان، في انتهاك صريح لبنود الاتفاق.
وفي المقابل، أقرت الحكومة اللبنانية في 6 أغسطس (آب) الماضي خطة أميركية تهدف إلى نزع سلاح حزب الله.
كما قدّم الجيش اللبناني خطة من خمس مراحل لجمع السلاح، إلا أن حزب الله رفض القرار سريعًا، واعتبره "باطلاً وخطأً فادحًا".