مسؤول إيراني يطالب بـ"حكم رشيد" مقبول من الجميع.. وإصلاح النظام "من جوانبه المرنة"

دعا عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد رضا باهنر، إلى "حكمٍ رشيد" في النظام الإيراني، وقال إنه من الضروري أن تبدأ الإصلاحات من "الجوانب المرنة في النظام".

دعا عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد رضا باهنر، إلى "حكمٍ رشيد" في النظام الإيراني، وقال إنه من الضروري أن تبدأ الإصلاحات من "الجوانب المرنة في النظام".
وقال باهنر في حديثه لموقع "انتخاب": "لقد قلت دائمًا إنه ينبغي أن نجلس معًا ونتوصل إلى تفاهم حول حكمٍ رشيد، حكمٍ يكون مقبولًا من الجميع".
وأضاف: "إذا اعتبرنا هذا الحكم الرشيد لوحة أو صورة، فإن هذه اللوحة قد تتكوّن من مئة أو ألف قطعة من أحجية (بازل). وأولئك الذين يسعون للإصلاح يجب أن لا يبدأوا من الأجزاء الصلبة، بل من الجوانب المرنة".
وتابع النائب السابق في البرلمان الإيراني: "إذا بدأنا من الجزء الصعب، فقد لا تكون السلطة نفسها مستعدة لهذا التحوّل".
تأتي تصريحات باهنر هذه في وقتٍ كانت قد أثارت فيه تصريحاته السابقة حول الحجاب الإجباري ردود فعلٍ حادة.
ففي وقت سابق من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، قال باهنر خلال لقاء مع وسائل الإعلام: "بعض الناس كانوا يصرّون على أن يكون الحجاب إجباريًا، أما أنا فلم أؤمن منذ البداية بالحجاب الإجباري ولا أؤمن به الآن".
كما أشار إلى انتهاء الإلزام والعقوبات المتعلقة بالحجاب.
وفي أعقاب هذه التصريحات، كتب محسن دهنوي، المتحدث باسم مجلس تشخيص مصلحة النظام، في حسابه على منصة "إكس" بتاريخ 11 أكتوبر: "مواقفه لا علاقة لها بالمواقف الرسمية للمجلس ولا بموقعه القانوني فيه".
أما صحيفة "كيهان"، التي تُدار تحت إشراف ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي، فقد هاجمت باهنر بسبب تصريحاته عن الحجاب.
النظام الإيراني "ألغى الهوية الإيرانية"
في الوقت نفسه، قال عباس آخوندي، وزير الطرق والإسكان الأسبق، في كلمة ألقاها في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط: "لقد ألغينا بأيدينا الهوية الإيرانية داخل البلاد، وخلقنا حالة من التغريب".
وأضاف: "أعلنّا أننا بلد شيعي، وسعينا في ظل هذه الظروف إلى قيادة العالم الإسلامي، وهو هدف غير قابل للتحقيق ويتعارض مع الواقع، لأن غالبية العالم الإسلامي كانت لديها مشكلة تاريخية معنا".
وأكد الوزير الأسبق في النظام الإيراني أن "هذه الحالة من التغريب التي تحدث اليوم هي نتيجة لاستغلال الأجانب وركوبهم لموجة الأخطاء الداخلية".
النظام الإيراني "يفتقر إلى دولة"
وفيما يتعلق بمفاوضات النظام الإيراني مع الدول الأخرى، قال آخوندي: "السؤال الرئيسي الذي تطرحه دول المنطقة هو: هل عندما نتفاوض مع إيران نتفاوض مع دولة؟ أعتقد أنهم توصلوا تمامًا إلى قناعة بأن إيران تفتقر أساسًا إلى مفهوم الدولة، بل لا توجد دولة أصلًا يمكن التفاوض معها".
وأشار إلى نموذج الاتفاق النووي، مضيفًا: بدأت الاعتراضات عليه في اليوم التالي لتوقيعه، وإن كان لدى البعض شكوك قبل الاتفاق، فقد تأكدوا بعده أن إيران تفتقر في الأساس إلى دولة.
وكان آخوندي، قبل اندلاع الحرب الأخيرة بين النظام الإيراني وإسرائيل، قد أكد في حديث لصحيفة "اعتماد" أنه لا ينبغي تأجيل التفاوض مع أميركا، قائلًا: "الولايات المتحدة لن تنتظرنا، وإذا اتفقنا اليوم فهو أفضل من الغد".
وفي ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، قال آخوندي: "انخفضت حصة إيران في النشاط الاقتصادي بشكلٍ حاد، وهي الآن تبلغ نحو 400 مليار دولار، وهي ليست حصة مؤثرة".
وأضاف: "لكننا ما زلنا نؤدي دورًا مهمًا وحاسمًا في مسألة الأمن، ولذلك فإن مستقبل إيران يعتمد على فهمنا لمفهوم الأمن".