عمال صناعة النفط يتظاهرون أمام مقر الرئاسة في طهران احتجاجًا على عدم تنفيذ مطالبهم

تجمع عمال شركة "أركان ثالث" لصناعة النفط أمام مقر الرئاسة في طهران، مجددين احتجاجهم على وعود الحكومة، التي لم تُنفّذ بشأن إلغاء دور المقاولين والوسطاء.

تجمع عمال شركة "أركان ثالث" لصناعة النفط أمام مقر الرئاسة في طهران، مجددين احتجاجهم على وعود الحكومة، التي لم تُنفّذ بشأن إلغاء دور المقاولين والوسطاء.
وقال العمال المحتجون، الذين وصلوا من مختلف المناطق النفطية إلى طهران، يوم السبت الأول نوفمبر (تشرين الثاني)، إنه على الرغم من وعود الحكومة، فلا توجد أي مؤشرات على تحقيق هذه الوعود.
وأشار العمال المحتجون إلى وعود الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، المتعلقة بإلغاء شركات المقاولات التي توفر العمالة، وتحويل أوضاعهم الوظيفية، وتنفيذ نظام دفع متساوٍ مع موظفي العقود محددة المدة.
وردّد المتظاهرون شعارات مثل: "كفى وعوداً، مائدتنا فارغة، ألغوا دور المقاولين".
وأكدوا أن هذه الوعود التي وُعِدوا بها في الماضي لا تزال حبرًا على ورق، وما نتج عنها هو استمرار التمييز وعدم الاستقرار الوظيفي لآلاف العمال ذوي الخبرة.
وشدد المحتجون على أنهم يطالبون بعقود مباشرة مع شركات النفط وإلغاء دور المقاولين.
وأضافوا أنه على الرغم من أن المهام الرئيسة لصناعة النفط تقع على عاتق عمال أركان ثالث، فإن المزايا والامتيازات في هذا القطاع تُمنح للآخرين، بينما يظل هؤلاء العمال محرومين من الأمن الوظيفي والأجور المستحقة.
الاحتجاجات مستمرة
أكد منظمو هذا التجمع أنه في حال عدم تحقيق مطالبهم حتى نهاية نوفمبر الجاري، فإنهم سيواصلون تنظيم تجمعات أسبوعية أمام مقر الرئاسة، بمشاركة أعداد أكبر، بدءًا من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ولن يتوقفوا عن المطالبة بتحقيق وعود بزشکیان المتعلقة بتحويل أوضاع موظفي الشركات ونظام الدفع المتساوي مع موظفي العقود محددة المدة.
وشارك في هذا التجمع، بالإضافة إلى عمال أركان ثالث في قطاع النفط، مجموعة من عمال أركان ثالث في قطاع توزيع الكهرباء، مطالبين بتحسين ظروف عملهم.
وكان عدد من عمال شركة توزيع الكهرباء في الأهواز قد نظموا اعتصامًا وتجمعًا في محيط مقر عملهم في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي الوقت نفسه، ذكر تقرير لقناة "اعتراض مدني بازار" على "تلغرام"، أن عمال شركة "بتروشیمی تشوار" في إيلام، نظموا تجمعًا احتجاجيًا، للمرة الثانية، خلال أقل من أسبوع.
وجاء احتجاجهم بسبب انخفاض الأجور، وتجاهل الإدارة لوضع معيشة الموظفين، وعدم الاستجابة لمطالبهم المتراكمة.
وكان عمال المجموعة الوطنية لصناعة الصلب الإيرانية قد نفذوا احتجاجات عمالية في الأهواز أيضًا في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
كما طالب عمال شركة "أركان ثالث" في المنطقة الاقتصادية الخاصة للطاقة في "عسلويه" بتحقيق مطالبهم العمالية.

صرّح حمزة صفوي، نجل يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي، بأن الولايات المتحدة وصلت إلى "مرحلة من النضج والذكاء والإبداع" في فرض العقوبات ضد إيران.
واعتبر صفوي أن تجميد 1.8 مليار دولار من العملات الرقمية الإيرانية من قبل واشنطن يمثل "خطوة جديدة في تاريخ البشرية".
وفي مقابلة مع موقع "انتخاب" الإيراني، قال صفوي- الذي يُقدَّم أيضًا بصفته "أستاذ جامعة"- إن نمط العقوبات الأميركية تغيّر جذريًا.
وأوضح قائلًا: "منذ 15 سبتمبر (أيلول)، شهدنا خطوة غير مسبوقة في تاريخ العقوبات، إذ تمّ تجميد 1.8 مليار دولار من العملات الرقمية الإيرانية التي كان يُعتقد أنها لا تخضع لأي قيود أو عقوبات".
وفي 14 سبتمبر 2025، نشر المكتب الوطني الإسرائيلي لمكافحة تمويل الإرهاب قائمة تضم 187 عنوانًا لمحافظ عملات رقمية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.
وبحسب شركة "Elliptic" البريطانية المتخصصة في تحليل بيانات البلوك تشين، فإن هذه المحافظ تلقت في المجموع ما قيمته 1.5 مليار دولار من عملة "تِيزر" (Tether).
وأشارت التقارير إلى أن شركة "تيزر" أوقفت 39 عنوانًا من هذه القائمة في 13 سبتمبر 2025، ما أدى فعليًا إلى تجميد 1.5 مليون دولار كانت محتجزة في تلك المحافظ ومنعها من أي معاملات جديدة.
وفي وقت سابق، كانت وزارة العدل الأميركية قد صادرت 584 ألف دولار من "تيزر" تخص مواطنًا إيرانيًا على صلة ببرنامج الطائرات المسيّرة التابع للحرس الثوري.
كما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 20 يوليو (تموز) 2025 أن مجموعة القرصنة الإلكترونية "العصفور المفترس" نفّذت عملية ضد البنية المالية للنظام الإيراني أثناء حرب الـ12 يومًا، وتمكّنت من إخراج محافظ رقمية تابعة للحرس الثوري بقيمة 90 مليون دولار من الخدمة وتدميرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية غيّرت مسار الدبلوماسية الأميركية تجاه إيران، وأتاحت للرئيس دونالد ترامب فرض معادلة جديدة على طهران: "إما التراجع عن البرنامج النووي، أو مواجهة الانهيار الاقتصادي الكامل".
تغيّر نمط العقوبات الأميركية
وأضاف حمزة صفوي أن واشنطن انتقلت من مرحلة "العقوبات اللاحقة للصفقة" إلى ما أسماه "العقوبات الاستباقية القائمة على الخوارزميات"، مؤكدًا أن ذلك "زاد من صعوبة تعامل إيران مع النظام المالي العالمي".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة باتت تفرض عقوبات على أي سفينة تُغلق نظام تحديد المواقع (GPS) أثناء الإبحار، في خطوة لقطع طرق تهريب النفط الإيراني.
وفي إطار الجولة الجديدة من العقوبات التي أطلقها الرئيس ترامب في الأسابيع الأولى من ولايته الثانية، استهدفت واشنطن شركات النفط الإيرانية وأسطول الناقلات القديمة التي تعمل بدون تغطية تأمينية غربية، متهمة إياها بنقل النفط من دول خاضعة للعقوبات.
كما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات على حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، أحد أبرز الشخصيات السياسية في النظام الإيراني، بسبب ارتباطه بـ"إمبراطورية شحن ضخمة" تابعة للعائلة.
وفي 27 أغسطس (آب) 2025، أطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية مدتها 30 يومًا لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران، والتي انتهت بإعادة تطبيقها رسميًا بعد سلسلة من المناورات الدبلوماسية غير الناجحة من حلفاء إيران.

عودة شركة "إكسون موبيل" إلى جنوبي العراق هذا الشهر تُبرز إلى أي مدى تقدّمت بغداد على طهران في استغلال الحقول النفطية المشتركة على الحدود بين البلدين – وكيف تتباين مسارات الجارين على نحو متزايد.
الاتفاق الذي أُعلن الأسبوع الماضي مع شركة نفط البصرة ومنظمة تسويق النفط الحكومية (سومو)، يهدف إلى إعادة تنشيط الإنتاج في حقل "مجنون"، وهو جزء من التكوين الجيولوجي نفسه الذي يقع فيه حقل "آزادغان" الإيراني.
تخطط "إكسون موبيل" لاستثمار ما بين 5 و10 مليارات دولار لزيادة إنتاج "مجنون" بمقدار 240 ألف برميل يومياً خلال خمس سنوات، ما يساعد العراق في تحقيق هدفه المعلن بإنتاج سبعة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030.
وكانت الشركة الأميركية العملاقة قد غادرت السوق العراقية في وقت سابق بعد انسحابها من حقل آخر بسبب ما وصفته بشروط تعاقدية "صعبة".
وعلى الجانب الآخر من الحدود، أدّت عقود من العقوبات وضعف الاستثمار وسوء الحوكمة إلى إضعاف قدرة إيران على استغلال الحقول نفسها، بما في ذلك "آزادغان" و"يادآوران" و"غرب كارون"، ما جعل إنتاجها أقل بكثير من طاقتها الفعلية.
نهضة عراقية
تتجلّى عودة العراق القوية بأوضح صورها في حقول "مجنون" و"أرتاوي" و"دهلران".
فحقل "مجنون"، الذي اكتُشف عام 1975 لكنه بقي خاملاً لعقود، ينتج اليوم أكثر من خمسة في المائة من إجمالي إنتاج العراق. أما "أرتاوي" فقد ضاعف إنتاجه العام الماضي، ويتجه لتكرار الإنجاز ذاته هذا العام.
وقد أضافت هذه الحقول معاً نحو 300 ألف برميل يومياً منذ عام 2010، متجاوزةً بفارق كبير أداء إيران في التكوين الجيولوجي نفسه.
اتفاق "إكسون موبيل" في أكتوبر يعزز هذا الزخم، إذ يُدخل بنى تحتية متطورة للمعالجة، إلى جانب نموذج لتقاسم الأرباح يهدف إلى ضمان استمرار النمو.
الجمود الإيراني
على الرغم من امتلاك إيران رابع أكبر احتياطي نفطي مثبت في العالم، فإن إنتاجها من تجمع "غرب كارون" لا يتجاوز 200 ألف برميل يومياً – وهو أقل بكثير من نظيره العراقي.
الزيادات الطفيفة التي شهدها حقل "آزادغان الجنوبي" و"ياران" هذا العام لم تُحدث فرقاً يُذكر في الفجوة المتنامية.
ويُقدّر الخبراء أن إيران تحتاج إلى نحو 11 مليار دولار لتطوير حقولها الخمسة المشتركة بالكامل، لكن العقوبات تُثني معظم المستثمرين الدوليين عن دخول السوق.
أما المشاركة المتقطعة للشركات الصينية والروسية فلم تحقق تقدماً يُذكر، فيما يؤدي غياب إطار ثنائي لإدارة الحقول الحدودية إلى مخاطر إلحاق الضرر بالمكامن نتيجة الحفر الأحادي الجانب.
ولا تزال شركة النفط الوطنية الإيرانية تعتمد على عقود تقليدية قديمة تمنح عوائد منخفضة تتراوح بين 15 و20 في المائة، مقارنةً بعقود الخدمة الفنية العراقية التي تتيح عائداً بين 20 و30 في المائة وتستقطب الشركات العالمية.
ونتيجة لذلك، تعمل الحقول المشتركة في إيران بطاقة لا تتعدى ربع إمكاناتها الحقيقية.
أما الخطط الحكومية الأخيرة لرفع إنتاج "غرب كارون" إلى 550 ألف برميل يومياً بحلول عام 2033، فتُعتبر على نطاق واسع غير واقعية في ظل غياب تخفيف للعقوبات وإصلاحات جوهرية.
وفي الأثناء، تستمرّ "التجارة الظلية" عبر إعادة تصدير النفط الإيراني على أنه نفط عراقي من خلال عمليات نقل من سفينة إلى أخرى، ما يُبقي صادرات إيران عند نحو 1.5 مليون برميل يومياً، لكنه يقوّض الشفافية ويضعف ثقة المستثمرين.
تحوّل في ميزان القوة
إن التباين بين منصّات الحفر النشطة في البصرة والمشروعات المتعثّرة في الأهواز يعكس ما هو أبعد من الفارق التقني، إذ يشير إلى تحوّل في ميزان القوة الإقليمي. فسيادة العراق في مجال الطاقة تتعزّز عبر الشراكات الأجنبية والتطوير المرحلي، بينما يؤدي الجمود في طهران إلى تآكل العائدات والنفوذ.
تُظهر التجربة العراقية كيف يمكن للاستثمار الموجّه والإدارة الكفوءة تحويل الموارد المتنازع عليها إلى محرّكات للنمو. أمّا في حالة إيران، فقد حوّلت العزلة والعقيدة الاقتصادية الجامدة الجيولوجيا نفسها إلى رمز لفرص ضائعة.

أفادت وكالة "رويترز" يوم الأربعاء أن الخصومات على النفط الإيراني المباع للصين وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام، مع زيادة العقوبات الغربية على إيران وروسيا التي تعطل اللوجستيات، بالإضافة إلى محدودية حصص المصافي المستقلة.
ووفقًا لمصادر تجارية طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية المعلومات التجارية، انخفضت عروض النفط الإيراني الخفيف إلى أكثر من 8 دولارات للبرميل تحت سعر مرجعية "آي سي إي برنت" لتسليم ديسمبر، مقارنة بحوالي 6 دولارات في سبتمبر و3 دولارات في مارس.
ووصلت العروض إلى مستويات أقل من ذلك، بما يقارب خصومات تبلغ 10 دولارات للبرميل، في محاولة من المشترين لمواجهة مخاطر العقوبات وتأخيرات محتملة في الموانئ الصينية.
ويأتي هذا الانخفاض في أعقاب موجة جديدة من العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية التي استهدفت شبكات الطاقة الروسية والإيرانية، بما في ذلك عدة مصافٍ صينية وموانئ وشركات شحن اتهمت بنقل نفط خاضع للعقوبات.
وقد زادت هذه الإجراءات من حالة عدم اليقين بالنسبة لمصافي "تي بوت" الصينية، التي انتهت لديها حصص استيراد النفط لعام 2025، مما أدى إلى تقليل مشترياتها انتظارًا لتوزيعات جديدة متوقعة في نوفمبر.
كما أثرت العقوبات الغربية الجديدة على المنتجين الروس، ما دفع بعض المشترين الصينيين والهنود إلى وقف المشتريات مؤقتًا، مما أفرز زيادة في المعروض الروسي في السوق الفورية وأضعف أسعار الخام الإيراني.
وقد أدى هذا التداخل إلى ما وصفه التجار بـ"جمود المشترين"، حيث يجد البائعون صعوبة في تحريك شحناتهم بسرعة.
وقال تاجر مقيم في الصين لـ"رويترز": "كان هناك فائض في المعروض، والسوق بلا اتجاه واضح".
ووفق بيانات شركة التحليلات كبلر، انخفضت صادرات النفط الإيراني- التي تمثل حوالي 14 في المائة من إجمالي واردات الصين- إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في سبتمبر، مقارنة بمتوسط 1.38 مليون برميل يوميًا هذا العام.
وأصبحت المصافي المستقلة في بكين بمثابة شريان حياة للمشتريات الإيرانية، غالبًا عبر معالجة النفط الذي يُنقل عبر شبكة تحويلات بحرية بين السفن وإعادة تسمية الشحنات لإخفاء المصدر والملكية.
وفي تحقيق أجرته "رويترز" هذا الأسبوع، تم تتبع أجزاء من "أسطول الظلّ" هذا إلى شركة تأمين نيوزيلندية تُدعى "Maritime Mutual"، متهمة بتغطية سفن تحمل النفط الإيراني والروسي تحت هويات مزورة.
وقالت الوكالة إن عملاء شركة التأمين نقلوا ما لا يقل عن 18 مليار دولار من النفط الإيراني منذ 2018، ما يبرز قدرة طهران على الحفاظ على صادراتها رغم العقوبات.
ولا تزال وزارة النفط الإيرانية ترفض القيود الغربية واصفة إياها بـ"غير القانونية"، متعهدة بالحفاظ على صادراتها إلى الصين وأسواق آسيوية أخرى.
ويعتقد أن نحو 90 في المائة من شحنات النفط الإيرانية تذهب الآن إلى الصين، معظمها عبر تحويلات بحرية بين السفن وتخزين قبالة السواحل، وفق تقديرات غربية وصناعية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أكثر من 50 فردًا وكيانًا وسفينة مرتبطة بتجارة إيران في النفط والغاز، في الجولة الرابعة من مثل هذه الإجراءات في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، مستهدفة المصافي الصينية التي ما زالت تشتري النفط الإيراني.
ومع تقلص القنوات التجارية الرسمية، ورد أن طهران تقبل أيضًا أسلحة ومشاريع بنية تحتية صينية كدفعات تبادلية تهدف لتجاوز القيود المصرفية.

تُظهر تقارير مجلة "ذا أتلانتيك" أن العقود الحكومية في قطاع الاتصالات بالعراق تمنح شركات مرتبطة بإيران دورًا مهمًا لدى أحد آخر حلفاء طهران في الشرق الأوسط، ما يوفر شريان حياة مهمًا لها في ظل العقوبات والعزلة المتصاعدة.
وقالت المجلة إن وزارة الاتصالات العراقية منحت عقودًا بدون مناقصة للشركة العامة "المهندس"، وهي تكتل مملوك للدولة، وللهيئة الجامعة لميليشيات مدعومة من إيران تُعرف بـ"هيئة الحشد الشعبي"، من أجل صيانة شبكة الألياف الضوئية الوطنية.
وأشارت المجلة إلى أن هذه الصفقات تمنح هذه المجموعات فرصة لتحقيق أرباح غير قانونية، وفقًا لما ذكره مسؤولون عراقيون ومسؤولون في قطاع الاتصالات، مضيفة أن ذلك قد يتيح لطهران أو حلفائها إمكانية مراقبة الاتصالات العراقية.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات هذا الشهر على شركة "المهندس"، متهمة إياها بأنها تتبع ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من الحرس الثوري الإيراني وتحوّل عائدات العقود الحكومية لصالح طهران.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل، دعمَت الحكومة العراقية مشاريع ضخمة للبناء والتنمية بعد عقود من العنف أعقب الغزو الأميركي عام 2003.
ورغم ذلك، عزّز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني موقفه السياسي من خلال دمج فصائل مرتبطة بإيران، بما في ذلك قادة ميليشيات ساهموا في معركة وطنية ضد المتشددين الإسلاميين، في منظومة اقتصادية وسياسية موحدة.
وحث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بغداد الأسبوع الماضي على نزع سلاح الميليشيات المدعومة من إيران سريعًا خلال مكالمة هاتفية مع السوداني، متهمًا هذه الجماعات الشيعية بتحويل موارد الدولة العربية لصالح طهران.
ووفقًا للمجلة، فإن امتلاك هذه الميليشيات أو حلفائها الإيرانيين للخبرة التقنية في قطاع الاتصالات يمكن أن يمنحهم القدرة على مراقبة الاتصالات الحكومية والمدنية.
وفي تطور ذي صلة، حاول رئيس الوزراء السوداني منح عقد شبكة الجيل الخامس لشركة أخرى مرتبطة بالهيئة الجامعة لميليشيات الحشد الشعبي. إلا أن قاضيا كبيرًا علق مؤقتًا الصفقة، مشيرًا إلى مخاطر تتعلق بالأمن القومي، رغم أن الخبراء القانونيين يقولون إن التعليق قد لا يستمر.
وقال السفير الإيراني السابق في العراق، حسين كاظمي قمي، يوم الثلاثاء، إن طهران تهدف إلى تعزيز "المقاومة" على نطاق واسع.
وأضاف: "المقاومة ليست قوة وكيلة، بل تتجاوز الزمان والمكان، بمعنى أن مقاومة اليوم ليست محصورة بالجغرافيا أو العقيدة الإسلامية".
وتابع: "الغربيون يدعون أن المقاومة شبكة وكيلة تدعمها إيران، بينما هذا الادعاء لا أساس له، فالمقاومة تشكّلت وفق الهوية الدينية والأيديولوجية مع التهديدات المشتركة".
وقد تعرضت الفصائل المسلحة الإيرانية في غزة وسوريا ولبنان لضربات من إسرائيل، فيما تبرز حركة الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية كحلفاء طهران الأكثر صمودًا.

أعلنت شرطة نيوزيلندا أنها بدأت تحقيقًا حول شركة تأمين متهمة بتقديم تغطية تأمينية لناقلات النفط التابعة لما يُعرف بـ"أسطول الظل"، الذي ينقل النفط الإيراني والروسي رغم العقوبات الغربية.
وقالت الشرطة لموقع "إيران إنترناشيونال" يوم الثلاثاء 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 إنها فتحت تحقيقًا بشأن شركة التأمين "ماريتايم ميوتوال" (Maritime Mutual)، بعد ورود مزاعم عن قيامها بتأمين ناقلات نفط مرتبطة بإيران وروسيا.
ووفقًا للشرطة النيوزيلندية، فقد صدرت أوامر تفتيش يوم 15 أكتوبر 2025 لتفقد مكاتب الشركة في إطار التحقيق في انتهاك محتمل لقانون عقوبات روسيا الصادر عام 2022.
وبعد صدور الأوامر، نفذت وحدة الجرائم المالية في الشرطة مداهمات شملت مكاتب شركة "ماريتايم ميوتوال" في مدينتي أوكلاند وكرايستشرش، بالإضافة إلى تفتيش أحد المساكن الخاصة في أوكلاند.
وقال كريستيان بارنارد، مفتش شرطة في وحدة الجريمة المالية، إن الشرطة صادرت وثائق ومستندات من مكاتب الشركة، وأضاف أنه تم احتجاز ثلاثة أشخاص لاستجوابهم، دون توجيه أي اتهامات رسمية إليهم حتى الآن.
وأشار إلى أن القضية ما زالت قيد التحقيق، وأن الشرطة لا تستطيع الإفصاح عن مزيد من التفاصيل في هذه المرحلة، لكنها تحظى بدعم من شركاء محليين ودوليين.
خلفية القضية
كانت وكالة "رويترز" قد نشرت في 28 أكتوبر 2025 تحقيقًا موسعًا ذكرت فيه أن ناقلات النفط التابعة لـ"أسطول الظل"- التي نقلت نفطا إيرانيا وروسيا بعشرات مليارات الدولارات إلى آسيا متجاوزة العقوبات- كانت مؤمَّنة لدى شركة نيوزيلندية تديرها عائلة بريطانية.
وجاء في التقرير أن شركة "ماريتايم ميوتوال"، التي يديرها البريطاني بول رانكين البالغ من العمر 75 عامًا مع أسرته، تعمل في مجال التأمين البحري منذ أكثر من عشرين عامًا، وتؤمّن منذ عام 2019 ناقلات نفط خاضعة للعقوبات الغربية.
وأظهر التحقيق، المستند إلى آلاف الوثائق البحرية والمالية ومقابلات مع مصادر مطلعة، أن الشركة لعبت دورًا رئيسيًا في تجارة النفط الخاضع للعقوبات عبر توفير التأمين اللازم للسفن التي تدخل الموانئ في آسيا وروسيا وإيران.
ووفقًا لبيانات "رويترز"، فإن نحو 621 ناقلة فُرضت عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا حتى يوليو (تموز) 2024، من بينها 97 ناقلة حصلت على تأمين من "ماريتايم ميوتوال" في وقت من الأوقات، بينما كانت 48 ناقلة منها لا تزال مؤمَّنة لدى الشركة في يوم فرض العقوبات.
وفي المقابل، أكدت الشركة أنها ألغت تأمين 92 سفينة منذ عام 2022 بسبب العقوبات، ونفت تمامًا قيامها بأي نشاط يخالف القوانين الدولية، مشددة على أنها تعمل وفق "معايير امتثال صارمة".
رد السلطات النيوزيلندية
قالت وزارة الخارجية النيوزيلندية في بيان إنها تتعامل مع تنفيذ قانون عقوبات روسيا لعام 2022 بجدية تامة، مؤكدة أن المؤسسات الحكومية في البلاد تتعاون لضمان الالتزام الكامل بالقانون.
وأضافت الوزارة أنها، بصفتها الجهة المسؤولة عن تطبيق القانون، لن تعلق على التحقيقات الجارية.
يُذكر أن قانون عقوبات روسيا لعام 2022 تم إقراره من البرلمان النيوزيلندي في 9 مارس (آذار) 2022، ويتيح للحكومة فرض عقوبات مستقلة على روسيا وداعميها، بمن فيهم الأفراد والشركات والكيانات المرتبطة بالحرب ضد أوكرانيا.
وفي 14 ديسمبر (كانون الأول) 2022، فرضت نيوزيلندا عقوبات على عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، منهم سعيد أقاجاني وأمير علي حاجي زاده ومحمد باقري، بالإضافة إلى شركة "شاهد لصناعة الطائرات المسيّرة"، لدورهم في تزويد روسيا بتكنولوجيا الطائرات المسيرة التي استُخدمت في قصف مدنيين أوكرانيين.
وقالت حينها نانايا ماهوتا، وزيرة الخارجية النيوزيلندية السابقة، إن هذه العقوبات جعلت إيران ثالث دولة- بعد روسيا وبيلاروسيا- تُدرج تحت نطاق هذا القانون، مؤكدة أن أنشطة طهران تهدد سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.