مصرع 7 طلاب في 40 يومًا.. مآسٍ متكررة في الجامعات الإيرانية

ذكرت النشرة الإخبارية لجامعة أميركبير أنه في أول 40 يومًا فقط من العام الدراسي الجديد، توفي سبعة طلاب في الجامعات الإيرانية.

ذكرت النشرة الإخبارية لجامعة أميركبير أنه في أول 40 يومًا فقط من العام الدراسي الجديد، توفي سبعة طلاب في الجامعات الإيرانية.
وأفادت النشرة الإخبارية أنه في هذه الفترة الزمنية، توفي ثلاثة طلاب في حادثة حافلة في جامعة سمنان، وآخر في حادث داخل مختبر في جامعة طهران، واثنان في ظروف مشبوهة في جامعتي آزاد تبريز ويزد، وطالب في جامعة يزد.
وكانت آخر حالة في هذه القائمة مبينا حمصيّان، طالبة في قسم العمارة بجامعة يزد. وهي من أهالي أصفهان، وتوفيت في 29 أكتوبر (تشرين الأول) بعد أن تعرضت لحادث أثناء حضورها درسًا عمليًا في مادة "الدراسة الميدانية للمباني التاريخية"، حيث سقطت من سطح أحد المباني التقليدية في يزد إلى داخل "الفناء الداخلي".
ووفقًا للتقارير، قالت إحدى الشهادات العينية للنشرة الإخبارية: "لم يتم اتباع معايير السلامة في الفصل الدراسي، ولم يتم تزويد الطلاب بمعدات حماية كافية".
وكانت حمصيّان قد تعرضت لوفاة دماغية، وبعد إصابتها بجروح خطيرة، توفيت في 4 نوفمبر (تشرين الثاني). وعبرت عائلتها عن عمل إنساني بإهداء أعضائها لإنقاذ حياة المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة الأعضاء.
وقد وقع هذا الحادث في وقت سبق أن تم الإبلاغ عن حوادث مشابهة نتيجة الإهمال في تطبيق معايير السلامة في الجامعات الإيرانية.
ويحذر المنتقدون من أن استمرار هذا الإهمال، وعدم وجود رقابة وإجراءات فعالة من قبل المسؤولين في إيران، يعرض حياة الطلاب للمخاطر بشكل أكبر.
وفي 2 أكتوبر، توفي محمد أمين كلاته، طالب الماجستير في قسم هندسة المعادن والمواد في جامعة طهران، إثر انفجار في اسطوانة هيدروجين في مختبر كلية الهندسة. وفي الحادثة، أصيب طالبان آخران.
وقال المقربون من كلاته إنه كان قد حذر مرارًا من "خطورة المشروع"، بل وأعلن أنه لا يرغب في العمل عليه.
وأشاروا إلى أن محمود نيلي أحمدآبادي، الأستاذ المشرف على كلاته وأحد الشخصيات في التيار المعروف بـ"الإصلاحي"، كان يصر على تنفيذ هذا المشروع وفرضه على الطالب.
وعقب وفاة كلاته، أشار طلاب جامعة طهران إلى المشاكل المتعلقة بمعايير السلامة في المختبرات، مؤكدين أن العديد من الأجهزة والمعدات في هذه المختبرات لم يتم تحديثها منذ عقود.

شهدت عدة مدن إيرانية اليوم الأربعاء موجة جديدة من الاحتجاجات المهنية والمعيشية، مع تجمعات للممرضين في الأهواز ومشهد، وموظفي شركة النفط في منطقة بهرغان، ومتقاعدي الجيش في طهران، ومربي الدواجن، إضافة إلى عمال بلدية إيلام، احتجاجًا على تجاهل مطالبهم المستمرة من قبل السلطات.
احتجاجات الممرضين في الأهواز ومشهد
أظهرت مقاطع فيديو حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال" تجمع عشرات الممرضين في مستشفى قائم بمدينة مشهد، احتجاجًا على تأخر دفع المستحقات، وتدني التعريفات والأجور، وتجاهل المسؤولين لمطالب الكادر الطبي.
وقال أحد الممرضين لوكالة "إيلنا": "لم نعد قادرين على العيش بهذه الرواتب المنخفضة."
كما نُظّمت تجمعات مماثلة في مدينة الأهواز، حيث طالب الممرضون بتحسين ظروف العمل، وسداد المتأخرات، وتطبيق وعود وزارة الصحة التي لم تُنفّذ منذ سنوات.
وتعد هذه التحركات حلقة جديدة من سلسلة احتجاجات متكررة نظمها العاملون في القطاع الصحي الإيراني خلال الأعوام الأخيرة.
احتجاج موظفي النفط في بهرغان
ذكرت وكالة "إيلنا" أن العاملين الرسميين في قطاع النفط بمنطقة بهرغان نظموا احتجاجًا أمام مكاتب الشركة، مطالبين بـرفع الحد الأدنى للأجور، وإلغاء سقف الرواتب، وإلغاء الحد الأقصى للسنوات التقاعدية، واسترجاع الضرائب المقتطعة بشكل غير قانوني.
كما طالبوا بـالتنفيذ الكامل للمادة 10 من قانون التقاعد، واستقلال صندوق تقاعد النفط، وإلغاء التمييز بين الوظائف التشغيلية والداعمة.
وكان هؤلاء الموظفون قد نظموا احتجاجات مماثلة خلال الأشهر الماضية دون استجابة رسمية.
احتجاج متقاعدي الجيش في طهران
تجمع عدد من متقاعدي الجيش الإيراني صباح الأربعاء أمام المقر المركزي لرابطة متقاعدي الجيش في طهران، مطالبين بـتقديم تقارير شفافة حول مصير أموال الاشتراكات ومشاريع البناء التابعة للرابطة في شمال إيران وكرمانشاه.
وأكد المحتجون أن تعويضات الحرب حق مشروع لهم، داعين إلى تحقيق العدالة في صرف المستحقات ورفع الغموض عن إدارة أموال المتقاعدين.
احتجاج مربي الدواجن في طهران
تجمع عدد من مربي الدواجن من مختلف المحافظات أمام مبنى وزارة الزراعة في طهران، احتجاجًا على نقص حاد في الأعلاف الحيوانية منذ أكثر من شهرين.
وقال ممثلو المزارعين إن تأخر الحكومة في توزيع الأعلاف تسبب في خسائر كبيرة تهدد الإنتاج والوظائف في هذا القطاع، مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي رد رسمي على مطالبهم.
احتجاج عمال بلدية إيلام
نظم عمال بلدية مدينة إيلام صباح الأربعاء تجمعًا أمام مبنى البلدية، ثم أمام مقر المحافظة، للمطالبة بدفع رواتبهم المتأخرة منذ شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وقال أحد العمال لوكالة "إيلنا": "نحن محرومون من أبسط حقوقنا. بعضنا لم يتقاضَ أجره منذ ثلاثة أشهر، ولا نحظى بأي أمن وظيفي."
وأضاف أن العمل الخدمي من أصعب المهن، مطالبًا بإقالة المسؤولين العاجزين عن تأمين رواتب العمال.
احتجاج المزارعين والصيادلة
وفي وقت متزامن، تجمع مزارعون من محافظتي مازندران وغُلستان احتجاجًا على عدم تسديد ديون الحكومة البالغة 200 مليار تومان عن موسم الحصاد الماضي، بينما تجمع عدد من الصيادلة وأصحاب الصيدليات في محافظة فارس أمام مبنى الضمان الاجتماعي في شيراز للمطالبة بدفع المستحقات المؤجلة وتسوية الشيكات المرتجعة.
تصاعد الغضب الاجتماعي
تشير التقارير إلى أن تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع التضخم — الذي يُتوقع أن يتجاوز 60 في المائة بنهاية العام — فاقم الاحتجاجات في صفوف المتقاعدين والعاملين في القطاع الصحي والعمال.
وبحسب تقرير سنوي صادر عن منظمة "هرانا" الحقوقية، شهد عام 2024 وحده أكثر من 3700 احتجاج وإضراب في قطاعات مختلفة، ما يعكس تزايد الغضب الشعبي رغم وعود حكومة مسعود بزشكيان بتحسين الوضع الاقتصادي.

في أعقاب الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا بين إيران وإسرائيل، نشر معهد "كُمان" (مجموعة دراسات استطلاعات الرأي الإيرانية) نتائج استطلاع حديث قدّم صورة لافتة عن آراء المواطنين الإيرانيين بشأن هذا الصراع، وأبعاده العسكرية، والمواقف الداخلية والخارجية منه، ومستقبل النظام الإيراني.
يُظهر تقرير معهد "كُمان" عن استطلاعه الأخير، الذي شارك فيه أكثر من 30 ألف شخص، أن الأغلبية الساحقة من الإيرانيين يعارضون سياسات النظام وأداءه تجاه إسرائيل.
وقد أُجري هذا الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة ما بين 24 و28 سبتمبر (أيلول) الماضي.
الإقبال على وسائل الإعلام المختلفة
استنادًا إلى بيانات الاستطلاع، كانت وسائل التواصل الاجتماعي (مثل تلغرام وإنستغرام وإكس) المصدر الرئيسي للمواطنين للحصول على الأخبار أثناء الحرب، حيث حصل أكثر من نصف المجتمع (51 في المائة) على أخبار الحرب من خلالها.
كما استخدم 43 في المائة من المشاركين قناة "إيران إنترناشيونال" لمتابعة أخبار الحرب، بينما تابع نحو 27 في المائة الأخبار عبر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وحوالي 9 في المائة عبر قناة "بي بي سي الفارسية".
من كان الفائز في الحرب؟
يعتقد أكثر من نصف المشاركين (51 في المائة) أن إسرائيل حققت أهدافها في الحرب ذات الاثني عشر يومًا. في المقابل، قيّم 16 في المائة من المشاركين أداء النظام الإيراني على أنه الأكثر نجاحًا، واعتبر 19 في المائة أن كلا الطرفين فشلا في تحقيق أهدافهما.
التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة
حوالي 62 في المائة من المستطلعين يؤيدون القول بأن "على الحكومة الإيرانية أن تتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة لحل الخلافات"، في حين يعارض 22 في المائة إجراء مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن.
تقييم أداء المرشد الإيراني
وفقًا لهذا الاستطلاع، قيّم 27 في المائة من المجتمع أداء المرشد الإيراني في هذه الحرب بأنه إيجابي، بينما رأى 58 في المائة أنه سلبي.
وتُظهر هذه النتائج أن الصورة التي تقدّمها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن دعم المجتمع الإيراني لسياسات علي خامنئي لا تتوافق مع واقع الرأي العام.
دور ترامب في إنهاء الحرب
بحسب الاستطلاع، يعتقد 62 في المائة من المشاركين أن "تدخل ترامب لعب الدور الرئيسي في إنهاء الحرب ذات الاثني عشر يومًا وإقرار وقف إطلاق النار"، بينما 22 في المائة يعارضون هذا الرأي.
المسؤول عن بدء الحرب
حوالي 44 في المائة من المجتمع اعتبروا أن نظام طهران مسؤول عن بدء الحرب، بينما 33 في المائة حمّلوا إسرائيل المسؤولية، واعتبر 16 في المائة أن كلا الطرفين مسؤولان بنفس القدر.
التخلي عن شعار "إزالة إسرائيل"
تشير البيانات إلى أن الأغلبية الساحقة من المجتمع (69 في المائة) يعتقدون أن "على إيران أن تتخلى عن شعار إزالة إسرائيل"، بينما 20 في المائة يعارضون هذا الرأي.
نظرة الإيرانيين إلى الولايات المتحدة وإسرائيل
استنادًا إلى نتائج الاستطلاع، كانت لدى الإيرانيين نظرة إيجابية أكبر تجاه الولايات المتحدة (53 في المائة) مقارنة بأي دولة أخرى، وأقل نسبة نظرة سلبيى (37 في المائة).
أما إسرائيل فجاءت في المرتبة الثانية من حيث الشعبية بنسبة 39 في المائة نظرة إيجابية و48 في المائة نظرة سلبية.
ومن بين ثماني دول طُرحت حولها الأسئلة، كانت أكثر النظرات السلبية لدى الإيرانيين تجاه روسيا (68 في المائة) وبريطانيا (65 في المائة) على التوالي.
حرب الشعب الإيراني أم حرب النظام؟
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن 63 في المائة من المستجيبين وصفوا الحرب ذات الاثني عشر يومًا بأنها "صراع بين إسرائيل ونظام إيران، لا بين إسرائيل والشعب الإيراني"، في حين عارض 30 في المائة هذا الرأي.
كما اعتبر ثلث المشاركين (33 في المائة) هذه الحرب "وطنية وقومية"، لكن أكثر من نصف المجتمع (52 في المائة) رفضوا مثل هذا التفسير.
البرنامج النووي الإيراني
يعتقد حوالي 47 في المائة من المشاركين أنه من أجل منع نشوب حرب أخرى، يجب على النظام الإيراني أن يوقف برنامج تخصيب اليورانيوم، بينما 36 في المائة يعارضون وقف التخصيب.
أما بشأن امتلاك السلاح النووي، فقد عارض 49 في المائة من المشاركين صنع سلاح نووي من قبل الحكومة الإيرانية، في حين 36 في المائة يؤيدون إنتاجه، و15 في المائة لم يبدوا رأيًا محددًا في هذا الشأن.
احتمال تكرار الحرب
في الرد على سؤال حول احتمال وقوع مواجهة مشابهة للحرب ذات الاثني عشر يومًا، اعتبر 34 في المائة من المشاركين احتمال نشوب مثل هذه الحرب "مرتفعًا جدًا"، و26 في المائة رأوه "مرتفعًا إلى حد ما". في المقابل، رأى 14 في المائة أن احتمال وقوع حرب أخرى "منخفض"، و8 في المائة عدّوه "منخفضًا جدًا".
أزمة المياه والكهرباء والعقوبات الدولية
يرى الغالبية الساحقة من المجتمع (75 في المائة) أن سوء الإدارة وضعف كفاءة الحكومة هو السبب الرئيسي في مشكلات نقص المياه وانقطاع الكهرباء، بينما 14 في المائة نسبوا ذلك إلى عوامل طبيعية، و4 في المائة فقط إلى العقوبات الدوليى.
وفي ما يتعلق بعودة العقوبات الدولية نتيجة تفعيل "آلية الزناد"، قال 56 في المائة من المشاركين إنهم "قلقون جدًا" من تأثير هذه العقوبات على اقتصاد أسرهم، و19 في المائة "قلقون إلى حد ما"، بينما 21 في المائة قالوا إنهم "غير قلقين كثيرًا أو غير قلقين على الإطلاق" من تأثير هذا الأمر على الوضع الاقتصادي لعائلاتهم.
إسقاط النظام الإيراني
وفقًا لبيانات هذا الاستطلاع، ازداد الميل إلى إسقاط النظام الإيراني بنسبة 6 في المائة مقارنة بالعام الماضي. في المقابل، تراجعت نسبة الميل إلى التغيير البنيوي والانتقال السياسي بنسبة 3 في المائة.
أما مستوى الدعم للتيارات المعروفة بـ"الإصلاحية" و"الأصولية" فلم يشهد تغييرًا يُذكر مقارنة بالعام الماضي.
وقد أُجري هذا الاستطلاع بمشاركة 30,372 إيرانيًا متعلّمًا، يبلغون من العمر 15 عامًا فأكثر، يقيمون داخل إيران.

أظهر تقرير جديد صادر عن شركة إدارة موارد المياه أن 20 محافظة من أصل 31 محافظة في إيران لم تشهد "قطرة واحدة من المطر" منذ بداية فصل الخريف حتى اليوم؛ وهي حالة غير مسبوقة خلال السنوات الـ60 الماضية.
وبحسب تقرير الشركة، فإن هذا الاتساع الكبير في نطاق الجفاف الخريفي داخل إيران يُعد ظاهرة غير مسبوقة.
وقد بلغت كمية الأمطار في إيران منذ 23 سبتمبر (أيلول) حتى يوم الثلاثاء 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، أي خلال 43 يومًا، نحو 3.4 مليمتر فقط، في حين أن كمية الأمطار في الفترة نفسها من العام الماضي كانت 14.8 مليمتر.
ووفقًا للتقرير، فإن كمية الأمطار في إيران خلال هذه الفترة تُظهر انخفاضًا بنسبة 77 في المائة.
كما أن المعدل طويل الأمد للأمطار في الفترة نفسها يبلغ في المتوسط 14.5 مليمتر، وبذلك يُظهر المقارنة بين أمطار هذا العام والمعدل طويل الأمد انخفاضًا مماثلًا بنسبة 77 في المائة.
أما المحافظات العشرون التي لم تشهد أي هطول مطري خلال هذه الأيام الـ43 فهي: طهران، مركزي، كرمانشاه، خوزستان، فارس، كرمان، أصفهان، بلوشستان، كردستان، همدان، جهارمحال وبختياري، لرستان، إيلام، كهكيلويه وبوير أحمد، بوشهر، زنجان، يزد، هرمزكان، قم، وخراسان الجنوبية.
وفي المقابل، فإن وضع هطول الأمطار في بقية المحافظات أيضًا "غير مُرضٍ"، فعلى سبيل المثال، محافظات ألبرز، قزوين، وخراسان رضوي، ورغم تسجيلها أمطارًا محدودة هذا الخريف، شهدت انخفاضًا حادًا في الهطول بنسبة 98 في المائة و97 في المائة و94 في المائة على التوالي مقارنة بالعام الماضي.
أما محافظات سمنان، أردبيل، أذربيجان الشرقية، أذربيجان الغربية، وخراسان الشمالية، فقد سجلت انخفاضًا في الهطول تراوح بين 77 في المائة و90 في المائة.
وفي السياق نفسه، سُجل انخفاض في أمطار الخريف بنسبة 47 في المائة في جيلان، و44 في المائة في مازندران، و12 في المائة في كلستان.
وذكرت وكالة "تسنيم" يوم الثلاثاء في تقرير آخر أن 33 في المائة فقط من سعة خزانات السدود في إيران ممتلئة، بينما 67 في المائة من هذه السعة فارغة.
وبحسب التقرير، فمنذ 23 سبتمبر حتى 4 نوفمبر من العام الجاري، دخل ما مجموعه مليار و350 مليون متر مكعب من المياه إلى السدود في إيران، وهو ما يُظهر انخفاضًا بنسبة 39 في المائة مقارنة بكمية المياه الداخلة إلى السدود في الفترة نفسها من العام المائي الماضي، والتي بلغت مليارين و190 مليون متر مكعب.
وقد أثّر هذا الوضع أيضًا على "تأمين مياه الشرب والزراعة والصناعة والقضايا البيئية".
ووفقًا لما نشرته "تسنيم"، فقد تم تصريف مليارين و790 مليون متر مكعب من المياه من السدود في البلاد، بانخفاضٍ نسبته 26 في المائة مقارنة بتصريف 3 مليارات و780 مليون متر مكعب في الفترة نفسها من العام المائي السابق.
وفي هذا السياق، حذر رئيس اتحاد صناعة المياه في إيران، يوم الثلاثاء 4 نوفمبر، من أن سد كرج لن تبقى فيه مياه كافية لأكثر من أسبوعين، بينما سيكون وضع سد لتيان أسوأ من ذلك بكثير.
وقال رضا حاجي كريم في مقابلة مع موقع "تجارت نيوز" إن تدفق المياه إلى السدود أقل بكثير من المعدل الطبيعي، وإن كثيرًا منها يعمل بأقل من 50 في المائة من طاقته.
وبحسب قوله، فإن متوسط المياه المتجددة في البلاد خلال العام المائي 2024-2025 قد انخفض بنسبة 35 في المائة.
وفي هذا الإطار، أشارت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، إلى "قلة أمطار الخريف وانخفاض الموارد المائية"، مؤكدة على ضرورة "ترشيد الاستهلاك في المحافظات الوسطى وطهران".
وخلال الأشهر الماضية، ومع تفاقم أزمة المياه، حمّل مسؤولو النظام الإيراني المواطنين المسؤولية مرارًا، داعين إلى "ترشيد الاستهلاك" ومُحذرين من انخفاض مخزون السدود.
وفي المقابل، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن إدارة موارد المياه، لم تُطرح بعد خطة واضحة ومستدامة، وتم في بعض الحالات اللجوء إلى تعطيل مؤقت للمحافظات كحلٍّ طارئ.

شهدت مدن إيران، الثلاثاء، مسيرات رسمية واسعة لإحياء الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979، في أول مناسبة من هذا النوع منذ تنفيذ الولايات المتحدة وإسرائيل ضربات جوية على أهداف إيرانية في وقت سابق من العام الجاري.
وتجمعت حشود في مختلف المدن رافعة الأعلام الإيرانية وصور قادة النظام، في ما تسميه السلطات "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي".
ويُعد هذا الحدث، الذي تنظمه مؤسسات رسمية كل عام، إحياءً لاحتلال السفارة الأميركية في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1979 على يد طلاب متشددين احتجزوا 52 دبلوماسياً أميركياً رهائن لمدة 444 يوماً، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن.
وردّد المشاركون، وبينهم طلاب وموظفون حكوميون وعسكريون، شعارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل في طهران وعدة مدن رئيسية.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي حشوداً كبيرة في طهران ومشهد وأصفهان وشيراز، ووصفتها وسائل الإعلام الرسمية بأنها "تعبير عن الوحدة الوطنية والتحدي" بعد المواجهة الأخيرة مع الغرب.
وفي العاصمة، عرض المنظمون نماذج من الصواريخ الباليستية وأجهزة الطرد المركزي النووية، وقالت وسائل الإعلام الحكومية إنّها ترمز إلى "التقدم التكنولوجي والقدرة الردعية لإيران".
وانطلقت المسيرات من ساحة فلسطين باتجاه موقع السفارة الأميركية السابقة، حيث اختتمت المراسم بخطب وأناشيد وطنية وقراءة بيان ختامي دان العقوبات الغربية وجدّد دعم طهران للفلسطينيين.
المسؤولون يشددون على الاستقلال والوحدة
شارك رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في التجمع المركزي بطهران، وألقى كلمة أكد فيها أن ذكرى اقتحام السفارة "تجسد إصرار إيران على الاستقلال ورفض الهيمنة الأجنبية".
وقال إن استقلال البلاد "ليس سلعة قابلة للمساومة"، معتبراً أن شعار "الموت لأميركا" يعني "رفض الاستكبار"، لا العداء لشعب أو أمة.
وأشار قاليباف إلى "الانقلاب الأميركي على حكومة محمد مصدق عام 1953" و"نفي آية الله روح الله الخميني عام 1964" بوصفهما دليلين على "تاريخ التدخل الأميركي"، مضيفاً أن "الاعتماد على الذات في مجالات الدفاع والعلم والتكنولوجيا هو الضمان لعدم تكرار تلك التجارب".
من جهته، قال محسن رضائي، القائد السابق في الحرس الثوري، إن "رسالة إيران إلى أعدائها هي المقاومة والاستعداد"، مؤكداً أن البلاد "سترد بحزم على أي تهديد جديد".
بيان ختامي يؤكد نهج المقاومة
وفي ختام المسيرات بطهران، تلي بيان أكد التزام إيران بما سماه "المقاومة العقلانية" ضد القوى الغربية، وجدّد "الدعم الكامل للفلسطينيين في غزة".
ورفض النص أي "تسوية أو تنازل" أمام الولايات المتحدة أو إسرائيل، داعياً إلى "تعزيز التماسك الوطني وتحسين الإدارة الاقتصادية الداخلية".
كما شدّد البيان على أن "القدرات الدفاعية والنووية جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية"، وحثّ مؤسسات الدولة على "مكافحة التضخم ومعالجة شكاوى المواطنين".

كتب "منتدى الشرق الأوسط"، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، في مقال جديد، أن حرب الـ 12 يومًا عجّلت بانهيار النظام الإيراني استراتيجيًا، وأدت إلى تصاعد القمع الداخلي، وانعطاف النظام نحو النزعة القومية، وإعادة بناء مؤسساته، لكنها جعلته أكثر هشاشة في مواجهة الأزمات المستقبلية.
ووصف المقال الحرب، التي دارت بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، بأنها "هزيمة مهينة" للنظام الإيراني، خلافًا لما روّج له الإعلام الرسمي في طهران، مشيرًا إلى أنها كشفت "الثغرات البنيوية في النظام الإيراني، وخاصة في الحرس الثوري”.
واعتبر الباحث الزائر في "مركز الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون" بجامعة ستانفورد وأستاذ العلوم السياسية في جامعة تينيسي، سعيد غولكار، أن سبب هذه الهزيمة هو "الطبيعة الأيديولوجية للنظام"، واصفًا ذلك بأنه نوع من "تدهور العقلانية" في بنية الحكم الإيراني.
وتناول المقال بتفصيل واسع تداعيات حرب الـ 12 يومًا، مؤكدًا أن نتائجها غيّرت بنية النظام السياسي والأيديولوجي الإيراني وتركَت أثرًا عميقًا في مستقبل هذا النظام.
ورأى الكاتب أن "أهم نتيجة للحرب" كانت تدمير البنية التحتية العسكرية والنووية للنظام، وانهيار استراتيجيته في "قيادة ما يسميه محور المقاومة".
كما أشار إلى "تآكل سلطة المرشد الإيراني علي خامنئي، وما تبعه من "تفكك في مركزية القرار"، و"عودة شخصيات أُقصيت سابقًا"- ولا سيما البراغماتيون- إلى دوائر النفوذ، إضافة إلى "تشكيل مجلس الدفاع الوطني"، و"إثارة المشاعر القومية" لاستعادة الشرعية المفقودة، و"تصاعد القمع الداخلي" كأهم مخرجات تلك الحرب.
عودة النخب السياسية.. ولكن ليس جميعها
وجاء في المقال أن خامنئي، وبعد الحرب، ولتفادي انهيار النظام من الداخل، أعاد بعض الشخصيات المُبعدة، مثل علي لاريجاني إلى مركز القرار، خصوصًا بعد مقتل عدد من كبار قادته، ومن بينهم قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، ما جعله مضطرًا لإعادة البراغماتيين إلى نواة السلطة.
ولكن، بحسب المقال، أدت ردود فعل السلطة القضائية والحرس الثوري على هذه التغييرات إلى تلاشي الأمل في أي إصلاح بنيوي حقيقي في مواجهة هيمنة المتشددين.
التحول نحو القومية
أوضح الكاتب أن الحرس الثوري، عبر حملة دعائية استندت إلى أسطورة "آرَش كمانكیر" وربطها بفكرة إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، سعى لتوظيف الرموز القومية في خدمة النظام.
غير أن هذه الجهود، بحسب المقال، وبدعم من خامنئي، الذي حاول الظهور كـ "مدافع عن الكرامة الوطنية"، أسفرت في النهاية عن إضعاف الهوية الثورية وكشفت للمواطنين الفجوة المتزايدة بين الدعاية والواقع.
ثلاثة سيناريوهات أمام النظام الإيراني
يُميّز غولكار، في تحليله، بين إيران كبلد والنظام الإيراني ككيان حاكم، ويرى أن هذا النظام يقف اليوم عند "نقطة مصيرية" أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة:
السيناريو الأول: تنفيذ إصلاحات تكتيكية محدودة، مع اتباع خامنئي استراتيجية "البقاء عبر تشديد القمع وانتظار تغيّر الحكومتين الأميركية والإسرائيلية.
السيناريو الثاني: استمرار النظام في الحفاظ على سلطته من خلال القمع والخداع الاجتماعي، لكنه يبقى عاجزًا عن أي إصلاح هيكلي، ما يؤدي إلى تعميق العزلة السياسية والاقتصادية مع فشل المفاوضات.
السيناريو الثالث: جولة جديدة من الهجمات الإسرائيلية والأميركية على إيران مصحوبة بانتفاضات داخلية، وهو احتمال أقل ترجيحًا بحسب الكاتب، لكنه يصبح ممكنًا إذا انهار تماسك النخب الحاكمة داخل النظام الإيراني.